إيماءات الانتظار
[align=center](1)
حين أستيقظ في الصباح الباكر . أرى قطرات الندى تحبوا على نافذتي الصغيرة . يُخال ألي بأنني سأحيى النهار كُله في سريري البارد . فتأتي الشمس عاشقة الندى . فتمتزج قُبلاتها مع القطرات خلف الستارة البيضاء . فتتصاعد نشوة الأحضان إلى السماء . حينها تأتي الأماني الشقية لتُبعثر شعري وتُدغدغ مشاعري فما تنفك من شقاوتها حتى أبسط جبيني إلى خرائط الإيمان وأدعو الله أكبر .
(2)
أخذت وقتاً طويلاً بتسميتك . ففي بُحة المأمأة أجد بأن اللجوء إلى عينك أكبر إنجاز . وأن شفتيك أكبر منجم للدفء والحنان وأنكِ مُحتوى الكلام . أعتدت على الهجرة من يداك إلى تقبيل عطرك . وأن دمعة الشوق مِنكِ دمعَةٌ مُباركة . قطرة منها تمحي ذنوب مُراهقتي وبساطة التعبير في شعري وخواطري . من أجلك أخذت وقتاً طويلاً بتسميتك . وحلفت على جسدي نذراً على أن يبقى تقياً لك وحدك . وأن كلمات الهوى لغيرك مُحرمة . سأمزق الحقد من دفاتري ، وسأرسمك كوكباً دهرياً يطوف على مدينتي المظلمة . وسأجعل من ورق الرحيل ناراً وأطفئ النساء جميعها لأجلك . ولأجلك وحدك أخذت وقتاً طويلاً بتسميتك . حتى أجمعت القول بأنك حياتي .
(3)
اليوم .. قبل أن أشعر بالظمأ أحسست برهبة الذكرى تحوم على أطراف النوافذ . فسمعت أنيناً يطرق مملكتي الصغيرة "خزانتي" . كان قلبي حينها في رقصةٍ مؤلمة يحتسي بُعد وجهك الفاتن . وكأن أيامي التي تمضي وأنتِ لستِ بها كزنبقة أرهقها الشتاء العاصف . وما يزال الأنين يقبع زوايا الإكتأب في ثورة الأحزان . فشعرت بخطاك تدب أرض جنوني . شممت أعياد ميلادك ، ضحكتك ، غضبك ، الأسماء التي تُريحك ، حاضنتها أنفاسك . فأنتِ ما تزالين في سيرورة كنائسي الممطرة . اليــــــــوم .. وقبل أن تتناثر أفوافُ دموعي على مُصحفي . صرخت مُكَسِراً صمتي "أُحِـــــــــبُكِ حقاً" .
(4)
إن كُنت ما تزالين في سؤالك عني فأنا ناصلٌ نحيلٌ . قد أقلت الطعام والشراب إلى أشعار آخر . وقمعت في رُكنٍ ركين على حدود الهمسات بانتظار أن تعودي . لتُحرريني من أسر نفسي على نفسي . فأنا ومنُذ آخر مساء مر على لقاءنا أنطفئ وأشعر بأنني أحتضر . ولا أكف عن الهذيان بأسمائك وصفاتك . فلا يَغُرك مظهري إذ ما التقينا صُدفة بأنني بخير . فلا خير وجدته في بُعدك عني . وإنني لأرثي على حالي بعدما ، كان التلاقي فيما بيننا يزيد على العشرات . فاحترقت تلك الطريق الأقحوانية التي كانت تربط مسارات قلوبنا . وأصبحت المُعجزات تعجز عن مُلاقاتنا !!
عنتر بن شداد
مشرف الثقافة الادبية والشعر
في أحد المنتديات [/align]
[align=center](1)
حين أستيقظ في الصباح الباكر . أرى قطرات الندى تحبوا على نافذتي الصغيرة . يُخال ألي بأنني سأحيى النهار كُله في سريري البارد . فتأتي الشمس عاشقة الندى . فتمتزج قُبلاتها مع القطرات خلف الستارة البيضاء . فتتصاعد نشوة الأحضان إلى السماء . حينها تأتي الأماني الشقية لتُبعثر شعري وتُدغدغ مشاعري فما تنفك من شقاوتها حتى أبسط جبيني إلى خرائط الإيمان وأدعو الله أكبر .
(2)
أخذت وقتاً طويلاً بتسميتك . ففي بُحة المأمأة أجد بأن اللجوء إلى عينك أكبر إنجاز . وأن شفتيك أكبر منجم للدفء والحنان وأنكِ مُحتوى الكلام . أعتدت على الهجرة من يداك إلى تقبيل عطرك . وأن دمعة الشوق مِنكِ دمعَةٌ مُباركة . قطرة منها تمحي ذنوب مُراهقتي وبساطة التعبير في شعري وخواطري . من أجلك أخذت وقتاً طويلاً بتسميتك . وحلفت على جسدي نذراً على أن يبقى تقياً لك وحدك . وأن كلمات الهوى لغيرك مُحرمة . سأمزق الحقد من دفاتري ، وسأرسمك كوكباً دهرياً يطوف على مدينتي المظلمة . وسأجعل من ورق الرحيل ناراً وأطفئ النساء جميعها لأجلك . ولأجلك وحدك أخذت وقتاً طويلاً بتسميتك . حتى أجمعت القول بأنك حياتي .
(3)
اليوم .. قبل أن أشعر بالظمأ أحسست برهبة الذكرى تحوم على أطراف النوافذ . فسمعت أنيناً يطرق مملكتي الصغيرة "خزانتي" . كان قلبي حينها في رقصةٍ مؤلمة يحتسي بُعد وجهك الفاتن . وكأن أيامي التي تمضي وأنتِ لستِ بها كزنبقة أرهقها الشتاء العاصف . وما يزال الأنين يقبع زوايا الإكتأب في ثورة الأحزان . فشعرت بخطاك تدب أرض جنوني . شممت أعياد ميلادك ، ضحكتك ، غضبك ، الأسماء التي تُريحك ، حاضنتها أنفاسك . فأنتِ ما تزالين في سيرورة كنائسي الممطرة . اليــــــــوم .. وقبل أن تتناثر أفوافُ دموعي على مُصحفي . صرخت مُكَسِراً صمتي "أُحِـــــــــبُكِ حقاً" .
(4)
إن كُنت ما تزالين في سؤالك عني فأنا ناصلٌ نحيلٌ . قد أقلت الطعام والشراب إلى أشعار آخر . وقمعت في رُكنٍ ركين على حدود الهمسات بانتظار أن تعودي . لتُحرريني من أسر نفسي على نفسي . فأنا ومنُذ آخر مساء مر على لقاءنا أنطفئ وأشعر بأنني أحتضر . ولا أكف عن الهذيان بأسمائك وصفاتك . فلا يَغُرك مظهري إذ ما التقينا صُدفة بأنني بخير . فلا خير وجدته في بُعدك عني . وإنني لأرثي على حالي بعدما ، كان التلاقي فيما بيننا يزيد على العشرات . فاحترقت تلك الطريق الأقحوانية التي كانت تربط مسارات قلوبنا . وأصبحت المُعجزات تعجز عن مُلاقاتنا !!
عنتر بن شداد
مشرف الثقافة الادبية والشعر
في أحد المنتديات [/align]
تعليق