إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غازي القصيبي .. لا يـــــزال هنـــــا ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غازي القصيبي .. لا يـــــزال هنـــــا ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    رحل عنا الأديب والكاتب الأريب الدكتور غازي القصيبي في السادس عشر من الشهر الجاري ..

    رحل عن هذه الديار لكن كلماته ستبقى واضحة جلية في ذاكرتنا ..

    هنـــــــــــا ..

    سأورد لكم بعض مناقبه وبعض المقالات التي نشرت فيه ..

    لنخلد ذكره ولنعرف الكثير من أبناء الوطن العربي عليه ..

    فأغلبهم لا يعرفونه أو لم يسمعوا عنه إلا بعد وفاته ..


    كونوا بالقرب ..


    كنت هنا يوما



  • #2
    القصيبي في سطور

    موسوعة ويكبيديا


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ghazi.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	10.1 كيلوبايت 
الهوية:	10718560
    في بيئة "مشبعة بالكآبة"، كما يصفها محور هذه السيرة، كانت ولادته، التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940، ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة (غازي) توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي، "ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)". ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن "السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم، بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة", هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضا، فكان على ما يبدو، سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري. إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.
    على أي حال، لم يستمر جو الكآبة ذاك، ولم تستبد به العزلة طويلاً، بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها، ليجد نفسه مع الدراسة، بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة.
    في المنامة, كانت بداية مشواره الدراسي، حتى أنهى الثانوية، ثم حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها "غنية بلا حدود" - ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ (يُقال) أن رواية "شقة الحرية" التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود، تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة -.
    بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون، وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج، وأصرّ على ذلك رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته، وكان أهمّها عرضا يكون بموجبه مديرا عاما للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية والتي كان يحمل حقيبتها آنذاك عبد الله الطريقي، إلا أنه رفضه مقدما طموح مواصلة الدراسة على ما سواه. وكان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة، معه ومع إخوته، إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضا، فما كان من الأب "شديد الاحترام لاستقلال أولاده" كما يصفه ابنه، إلا أن يقدّر هذه الرغبة، بل ويساعده عبر وساطاته بتدبير أمر ابتعاثه الحكومي إلى الخارج، وهذا ما تم.
    وفي 1962، ونحو لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، كانت الوجهة هذه المرة، وفي جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة، قضى ثلاث سنوات تتوّجت بحصوله على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.
    وفي أميركا وأثناء دراسة الماجستير، جرّب غازي منصبا إداريا للمرة الأولى، وذلك بعد فوزه "بأغلبية ساحقة" في انتخابات جمعية الطلاب العرب في الجامعة، وبعد رئاسته لها بأشهر أصبحت الجمعية ذات نشاط خلاق، بعد أن كانت الفرقة سمتها نظرا للوضع الذي كان يعيشه العالم العربي آنذاك والذي يؤثر بالطبع على أحوال الطلاب العرب.
    "العودة إلى الوطن، والعمل استاذا جامعيا ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه بعد فترة عملية"، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام 1964، وإلى جامعتها (جامعة الملك سعود حاليا) تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة (إدارة الاعمال حاليا)، ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلا حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء، قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي)، وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج، حاملا معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية، لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان ! وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر.
    وقبل بدء السنة التالية، طلب منه عميد الكلية أن يجهّز نفسه لتدريس مادتي مبادئ القانونومبادئ الإدارة العامة، إلا أنه وقبيل بدء الدراسة فوجئ الأستاذ الجامعي الجديد بأنه عضو في لجنة السلام السعودية – اليمنية، التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وكان أن رشح اسمه كمستشار قانوني في الجانب السعودي من اللجنة، دون علمه، ليأتي أمر الملك فيصل باعتماد أسماء أعضاء اللجنة، فلم يكن هناك بدّ من الانصياع لهكذا عضوية. ومع أوائل العام 1966 كانت مهمة اللجنة قد انتهت ليعود المستشار القانوني السياسي إلى أروقة الجامعة، وكلف حينها بتدريس سبع مواد مختلفة. وفي 1967 غادر نحو لندن، ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول حرب اليمن، ثم عاد إلى الرياض في 1971، ولكنه قد أصبح (الدكتور) غازي، ليبدأ مشواره العملي، ويصل إلى مجلس الوزراء بعد أربع سنوات في التشكيل الوزاري الذي صدر عام 1975 م.


    كنت هنا يوما


    تعليق


    • #3


      روايات القصيبي


      كان الراحل بصدد الانتهاء من رواية بعنوان "الزهايمر" والتي نوهت عنها صحيفة "الجزيرة" السعودية، وهي الرواية التي ستصدر عن دار"بيسان" اللبنانية.

      تدور حول شخصية "يعقوب العريان" الذي ينسى اسم زجاجة العطر التي اعتاد إهداءها لزوجته التي تصغره بربع قرن؛ فأدرك حينها انفلات التفاصيل الصغيرة من ذاكرته، وأحس أن التفاصيل الكبيرة في طريقها للضياع، وقرر السفر متذرعاً برحلة عمل بينما كانت وجهته إلى طبيبه البروفسور جيم ماكدونالد رئيس مركز "الزهايمر" في جامعة جورج تاون الذي وصف له مصحة خاصة بمشاهير وأثرياء العالم المصابين بهذا المرض أو "صفوة الصفوة" كما وصفهم، ومنهم "باري جولدووتر، ريتا هيوارث، شارتون هيستون، الملكة جوليانا"، وآخرون أشهرهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي قال عن المرض: إنه مرض جميل حيث تقابل الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوهاً جديدة كل يوم.

      أما أولى روايات القصيبي "شقة الحرية" فقد صدرت عام 1994، وتحكي واقع الشباب العربي خلال الفترة "1948 - 1967"، حيث يعيش أبطال الرواية في شقة في مدينة القاهرة، وسط أجواء فكرية وسياسية عاصفة، وكانت الرواية ممنوعة في السعودية إلى وقت قريب.

      وفي روايته "دنسكو" التي كتبها بعد فشله في الفوز بمنصب مدير منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو" في العام 1999، يتناول قصصا لعدة مرشحين للمنظمة من قارات مختلفة، حيث وعد القصيبي، أثناء ترشحه للمنصب بكتابة رواية إذا لم يفز !.
      وتبلغ السخرية من الواقع العربي مداها في رواية "أبو شلاخ البرمائي" الصادرة في العام 2002، حيث يسخر القصيبي من الناس والزعماء في العالم العربي، الذين يدعون امتلاك القدرات الخارقة ومعرفة كل شيء.

      كتب في إحدى قصائده يقول : خـمسٌ وسـتُونَ.. في أجفان إعصارِ/ أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيّها الساري؟/ أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت/ إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟/ أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا/ يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنار/ والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ/ ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ/ بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! / وشكا قـلبي الـعناءَ!... ولكن تلك أقداري.

      قرار الافراج

      لم يمهل القدر غازي القصيبي ليفرح بقرار رفع الحظر الذي أصدرته السعودية عن كتاباته حيث كان المنع من نصيب كل أعماله التي أزعجت المؤسسة الدينية الرسمية بالسعودية، وكذلك زعيم تنظيم القاعدة أسامة ابن لادن.

      فبعد سنوات طويلة من المنع والمصادرة، أصدر وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة توجيهاً بفسح جميع مؤلفات وزير العمل السعودي الأديب الدكتور غازي القصيبي, موضحاً أنه صاحب إسهامات كبيرة في خدمة الوطن وليس من اللائق أن لايتوفر نتاجه الفكري في المكتبات داخل السعودية.

      يُشار إلى أن الكثير من كتب القصيبي لم تتم إجازتها من قبل رقابة المطبوعات لدخول السعودية, وقد عُرف عنه تندره بذلك وترديده الدائم بأن المنع يخدم العمل الأدبي ويزيد شهرته.

      أما بداية الجدل حول مؤلفات القصيبي فانطلقت بحسب تقرير أعده قبل سنوات الصحفي السعودي رباح القويعي بمشاحنات من جانب بعض الوعاظ "الدعاة" مع إصداره لديوانه الشعري الثالث "معركة بلا راية" عام 1970، إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة، نحو الملك فيصل لمطالبته بمنع الديوان من التداول، وبعد أن شكلت لجنة ضمت وزراء العدل والمعارف والأوقاف لمحاكمة الديوان، انتهوا جميعاً إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق!

      وكان القصيبي يستشهد بقول الأديب السوري محمد الماغوط: "ما من موهبة تمر بدون عقاب" ويضيف عليها: "وما من موقف يمر بلا ثمن !".

      ويحوز القصيبي على احترام الإصلاحيين في بلده بسبب جرأته في تصوير مشاكل المجتمع السعودي، أيضا أثار تقديمه لرواية "بنات الرياض" للروائية السعودية رجاء الصانع معركة كبرى نظرا لانتقاد الرواية للمجتمع السعودي.





      من أجمل مؤلفته كتاب .. (حياة في الإدارة) ..



      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	scan0017.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	348.9 كيلوبايت 
الهوية:	10718561

      رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقد أفادني كثيرا في دراستي .. وأنصح طلبة إدارة الأعمال أو التجارة بقرائته ..

      للتحميل اضغط هنـــــا

      ولديه روايات كثيرة أهمها على الإطلاق رواية (شقة الحرية)



      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	oz731ymet7pg.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	3.0 كيلوبايت 
الهوية:	10718562


      للتحميل اضغط هنــــا

      ورواية (أبو شلاخ البرمائي)

      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	7542_1265214036.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	91.9 كيلوبايت 
الهوية:	10718563


      رواية (دنسكو) التي كتبها بعد خسارته في الترشح لمنظمة اليونسكو



      حيث تظهر في رواياته السخرية السياسية بشكل كبير جدا ..


      كنت هنا يوما


      تعليق


      • #4
        محيط – سميرة سليمان

        "لا تتبعوني، دعوني، واقرأوا كتبي، فبين أوراقها تلقون أخباري/ إن ساءلوكم فقولوا لم أبع قلمي، ولم أدنس بسوق الزيف أفكاري!". كلمات قالها الوزير الشاعر السعودي الكبير غازي القصيبي الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم عن عمر يناهز السبعين عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.

        تقلد الراحل مناصب حكومية عديدة، منها وزارة الصحة والمياه والكهرباء إضافة لوزارة العمل التي رأسها حتى وفاته، إضافة إلى عمله سفيراًً للملكة العربية السعودية في عدد من الدول.

        ولكن هذا الوزير كان أديباً معروفاً أصدر نحو 20 كتابا ورواية، فضلا عن كم كبير من المشاركات الكتابية والمحاضرات وغيرها، وفي الرواية نجد له : "شقة الحرية"، "العصفورية"، "سبعة"، "هما"، "سعادة السفير"، "دنسكو"، "سلمى"، "أبو شلاخ البرمائي"، و"الجنية".

        وفي الفكر صدرت له كتب : "التنمية"، "الأسئلة الكبرى"، "الغزو الثقافي"، "أميركا والسعودية"، "ثورة في السنة النبوية"، "حياة في الإدارة"، إضافة للإسهامات الصحفية التي من أشهرها سلسلة مقالات "في عين العاصفة" التي نُشرَت في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية إبان حرب الخليج الثانية.

        وكان الراحل يعيش نظاما صارما، فلا يخرج من بيته أو يشارك في المناسبات إلا ليلتين في الأسبوع، ويمضي البقية قراءة وكتابة، وتكريما له منح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية.

        وقد كتب آخر قصائده باسم "الوداع" قال فيها : أغالب الليل الحزين الطويل/ أغالب الداء المقيم الوبيل/ أغالب الآلام مهما طغت/ بحسبي الله ونعم الوكيل




        كنت هنا يوما


        تعليق


        • #5
          مع أشعاره ..



          توالت إصدارات غازي القصيبي الشعرية منها "صوت من الخليج"، "الأشج"، "اللون عن الأوراد"، "أشعار من جزائر اللؤلؤ"، "سحيم"، و"للشهداء".

          وكتب وهو على فراش المرض قصيدته "سيدتي السبعون" يقول فيها:

          ماذا تريدُ من السبعينَ.. يا رجلُ؟!
          لا أنتَ أنتَ.. ولا أيامك الأُولُ
          جاءتك حاسرةَ الأنيابِ.. كالحَةً
          كأنّما هي وجهٌ سَلَّه الأجلُ
          أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
          إذا التقينا ولم يعصفْ بيَ الجَذَلُ
          قد كنتُ أحسبُ أنَّ الدربَ منقطعٌ
          وأنَّني قبلَ لقيانا سأرتحلُ
          أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
          بأيِّ شيءٍ من الأشياءِ نحتفل؟!

          ولكنه في نهايتها يقول :

          تباركَ اللهُ! قد شاءتْ إرادتُه
          ليَ البقاءَ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
          واللهُ يعلمُ ما يلقى.. وفي يدِه
          أودعتُ نفسي.. وفيه وحدَه الأملُ



          وفي قصيدة له بعنوان "متى يعلنون وفاة العرب ?!" يقول في بدايتها من غازي القصيبي إلى نزار قباني الذي سأل: متى يعلنون وفاة العرب:

          نزار أزف إليك الخبر/ لقد أعلنوها وفاة العرب/ وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ/ وبين السطورِ..وتحت السطورِ/ وعبْرَ الصُوَرْ!.

          ويقول: نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!/ وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك/ بعضَ الكدَرْ/ ولكننا لا نموتُ...نظلُّ/ غرائبَ من معجزات القَدَرْ


          وفي نهايتها: نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ/ سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات/ فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!/ فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر


          وكان إنسانا لمدى بعيد فقد كتب في قصيدته المؤثرة "رقم الهاتف" يقول: وعنـدمـا..يموت واحدٌ من صحـبـنـا/ يمـوت بعـض قـلـبـنـا/ ثـم نعود بعد أن يجـفّ دمـعـنا/ لـدربـنـا/ للضّـجر اليـوميّ ..والرغـبة..والإعـيـاء/ وفجـأة/ في دفـتر الهـاتف يطـفو اسـمـه أمـامـنا/ ونلمح الرقـم على الصفـحة/ مغـمورا بمـاضي حـبّـنا/ وباليـد المرتـجـفة/ نشـطـب رقم الهـاتف الصـامت/ من دفترنا المسكون بالضـجّة والأحـياء/ نودعـه ذاكرة الأشـياء/ وفجـاة/ نذرف دمـعتـيـن/ لأنّـنا ندفن من نحبّـه مرتين.



          كنت هنا يوما


          تعليق


          • #6
            هل مات غازي القصيبي؟
            حمد بن عبد الله القاضي


            غازي القصيبي لا يموت .. رحل عنا بجسده فقط .. لكنه باق بشعره، وكتبه، بأعماله الوطنية والإنسانية والعربية والعلمية.
            مثل «غازي» ــ رحمه الله ــ لا يموت فهو رمز ثقافي ورمز سعودي، ورمز عربي .. سيبقى مثلما بقي «العظام» الذين رحلوا بأشكالهم.
            د. غازي توقف قلبه منذ توقف عطاؤه وإبداعه .. ولهذا فهو ــ في آخر قصيدة له في صحيفة «الجزيرة» قبل عدة أشهر أحس بأنه قد حان رحيله عندما قال:

            يا بلاد نذرت العمر زهرته

            لعزها دمت إني حان إبحاري

            «غازي القصيبي» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس سيظل مالئها وشاغلها .. لقد عاش كل لحظة من عمره مبدعا ومناضلا من أجل وطنه وأمته وثقافتها ومجدها .. وها هو يرحل بجسده بعد عمر حافل بعطاءات مئات المبدعين والمخلصين.
            تهزمني الكلمات وأنا أريد أن أكتب عن هذا «الرمز» الوطني والإنساني .. عزاؤنا أنك أنت حببت لقاء ربك عندما قلت في قصيدتك قبل الأخيرة:

            أحببت لقياك .. حسن الظن يشفع لي

            أيرتجى العفو إلا عند غفار

            رحمك الله وجمعنا بك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


            كنت هنا يوما


            تعليق


            • #7

              "رجل" جيل التنمية والعصرنة في السعودية
              كان يمثل "حدثا مهما في حياتهم" على الصعيد الوجداني وعلى مستوى الإدارة

              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	073307.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	17.4 كيلوبايت 
الهوية:	10718564

              جدة: محمود تراوري
              سيرة عجيبة، محطاتها انقلابية متحولة، أسرته من الأحساء، أخواله من مكة، نشأ وترعرع في البحرين، تكون سياسيا وفكريا في القاهرة، وتشكل أكاديميا في أمريكا. لكنه بالأمس فقط، وخبر وفاته تتناقله كل وسائط الميديا، استعاد مراقبون أن (غازي القصيبي) رحمه الله واحد من قلة من شعراء العربية الذين ظل هاجس الموت يسيطر على نتاجهم، وظل يتكثف هذا الهاجس في السنتين الأخيرتين مع إصداره (مواسم) الكتاب الذي سكب فيه كل المراثي.
              فمنذ ديوانه (الحمى) الذي ضم قصيدته الشهيرة (الأربعون) ما انفك القصيبي عن ذكره وتناوله للعمر في كل دواوينه بعد ذلك بحسب الناقد والباحث حسين بافقيه الذي يلفت إلى أن القصيبي أصدر في السنوات الثلاث الأخيرة ديوان (البراعم) الذي اشتمل على قصائد البدايات، ويستنتج بافقيه أن إصدار هذا الديوان كأنما يعبر عن رغبة في العودة إلى صباه وشبابه (العودة إلى الأماكن القديمة)، بل إن غلاف الكتاب حمل صورة قديمة لأول منزل سكنه القصيبي في البحرين. كأنما أراد القصيبي أن يهرب من شبح التقدم في العمر، حتى كانت قصيدته الأشهر (السبعون).
              هكذا طيلة مسيرته الإبداعية ظل شبح الموت يطارد أشهر وزير/ أديب سعودي في العقود الأربعة الأخيرة، منذ أن فجع بوفاة أخيه نبيل الذي كان يكبره بعشر سنوات، وبعده توفيت زوجة نبيل، ثم توفي أخوه عادل، فأنشأ ديوانا كاملا في بكاء شقيقه نبيل، ومن شدة فزعه من الموت لم يضمه لمجموعته الكاملة.
              في كتابه (مواسم) أحد آخر إصداراته الذي يتحدث فيه عن مواسم الحزن في حياته، يشير إلى أن موت أخويه كان بمثابة الهزة العظيمة التي زلزلت كيانه، واستمرت رحلة الموت معه بوفاة شقيقته الكبرى حياة التي كانت بمثابة أم له ورثاها في (حديقة الغروب) آخر ديوان يصدر له، وفيه صورة معبرة لشمس غاربة التقطتها عدسة الأمير فيصل بن عبدالله.
              كشف القصيبي في ديوانه هذا عن حقيقة مشاعره كونه من أكثر الشعراء ذكرا للموت والرثاء في شعره.
              برحيله ربما لا ينسى جيل التنمية والعصرنة في السعودية رجلا كان يمثل (حدثا مهما في حياتهم، جعل من منصب الوزير أكثر بريقا وألقا) في الحضور والغياب، ونجح كذلك في استعادة الوهج الثقافي للدبلوماسية إبان تعيينه سفيرا للسعودية في البحرين لمدة سبع سنوات، تلاها ترؤسه الدبلوماسية السعودية في لندن في فترة عصيبة مر بها العالم، ألا وهي فترة غزو العراق للكويت، ونشوب حرب التحرير التي عرفت اصطلاحا بـ(حرب الخليج الثانية) عام 1991، حينها علا نجم القصيبي وهو يجادل بإنجليزية رصينة في وسائل الإعلام الغربية وينافح عن موقف بلاده بكل حنكة وبلاغة ودهاء، يومها ظهرت قصيدته الشهيرة (أجل نحن الحجاز ونحن نجد) التي بدد بأبياتها المغناة تخرصات النظام العراقي في تلك الفترة حول وحدة الوطن.
              لم يكن غازي القصيبي خالب ألباب (جيل التنمية والعصرنة) فحسب، بل وجد نفسه متصديا لخطابات التطرف والتشدد التي أطلت برأسها مطالع التسعينيات من القرن الماضي مستغلة حالة الارتباك السياسي التي شهدها العالم والتي أحدثها غزو صدام للكويت.
              فاشتبك في جدل وحوار معهم حول التنمية ومتطلباتها والموقف السياسي/ الديني وكان نتيجة ذلك إصداره (حتى لا تكون فتنة). ظل غازي القصيبي على مدى قرابة العقود الأربعة بمثابة أيقونة (تحد ونجاح) للأجيال، إن على الصعيد الوجداني بقصائده الرومانسية وكتاباته الحالمة، وإن على الصعيد العملي والإداري منذ انضمامه لأول حكومة تكنو قراط في السعودية عام 1975، حين تسلم وزارة الصناعة والكهرباء فساهم في تأسيس أكبر مدينتين صناعيتين (الجبيل ويبنع)، ثم استثمر نجاحه فتولى وزارة الصحة، فأحدث انقلابا في مفاهيم العمل والرقابة الميدانية، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي في سفارتي المنامة ولندن، حـتى عاد وزيرا مرة أخرى للمياه، فالعمل.
              حتى حط رحاله أخيرا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وأسلم روحه لبارئها.جدة: محمود تراوري
              سيرة عجيبة، محطاتها انقلابية متحولة، أسرته من الأحساء، أخواله من مكة، نشأ وترعرع في البحرين، تكون سياسيا وفكريا في القاهرة، وتشكل أكاديميا في أمريكا. لكنه بالأمس فقط، وخبر وفاته تتناقله كل وسائط الميديا، استعاد مراقبون أن (غازي القصيبي) رحمه الله واحد من قلة من شعراء العربية الذين ظل هاجس الموت يسيطر على نتاجهم، وظل يتكثف هذا الهاجس في السنتين الأخيرتين مع إصداره (مواسم) الكتاب الذي سكب فيه كل المراثي.
              فمنذ ديوانه (الحمى) الذي ضم قصيدته الشهيرة (الأربعون) ما انفك القصيبي عن ذكره وتناوله للعمر في كل دواوينه بعد ذلك بحسب الناقد والباحث حسين بافقيه الذي يلفت إلى أن القصيبي أصدر في السنوات الثلاث الأخيرة ديوان (البراعم) الذي اشتمل على قصائد البدايات، ويستنتج بافقيه أن إصدار هذا الديوان كأنما يعبر عن رغبة في العودة إلى صباه وشبابه (العودة إلى الأماكن القديمة)، بل إن غلاف الكتاب حمل صورة قديمة لأول منزل سكنه القصيبي في البحرين. كأنما أراد القصيبي أن يهرب من شبح التقدم في العمر، حتى كانت قصيدته الأشهر (السبعون).
              هكذا طيلة مسيرته الإبداعية ظل شبح الموت يطارد أشهر وزير/ أديب سعودي في العقود الأربعة الأخيرة، منذ أن فجع بوفاة أخيه نبيل الذي كان يكبره بعشر سنوات، وبعده توفيت زوجة نبيل، ثم توفي أخوه عادل، فأنشأ ديوانا كاملا في بكاء شقيقه نبيل، ومن شدة فزعه من الموت لم يضمه لمجموعته الكاملة.
              في كتابه (مواسم) أحد آخر إصداراته الذي يتحدث فيه عن مواسم الحزن في حياته، يشير إلى أن موت أخويه كان بمثابة الهزة العظيمة التي زلزلت كيانه، واستمرت رحلة الموت معه بوفاة شقيقته الكبرى حياة التي كانت بمثابة أم له ورثاها في (حديقة الغروب) آخر ديوان يصدر له، وفيه صورة معبرة لشمس غاربة التقطتها عدسة الأمير فيصل بن عبدالله.
              كشف القصيبي في ديوانه هذا عن حقيقة مشاعره كونه من أكثر الشعراء ذكرا للموت والرثاء في شعره.
              برحيله ربما لا ينسى جيل التنمية والعصرنة في السعودية رجلا كان يمثل (حدثا مهما في حياتهم، جعل من منصب الوزير أكثر بريقا وألقا) في الحضور والغياب، ونجح كذلك في استعادة الوهج الثقافي للدبلوماسية إبان تعيينه سفيرا للسعودية في البحرين لمدة سبع سنوات، تلاها ترؤسه الدبلوماسية السعودية في لندن في فترة عصيبة مر بها العالم، ألا وهي فترة غزو العراق للكويت، ونشوب حرب التحرير التي عرفت اصطلاحا بـ(حرب الخليج الثانية) عام 1991، حينها علا نجم القصيبي وهو يجادل بإنجليزية رصينة في وسائل الإعلام الغربية وينافح عن موقف بلاده بكل حنكة وبلاغة ودهاء، يومها ظهرت قصيدته الشهيرة (أجل نحن الحجاز ونحن نجد) التي بدد بأبياتها المغناة تخرصات النظام العراقي في تلك الفترة حول وحدة الوطن.
              لم يكن غازي القصيبي خالب ألباب (جيل التنمية والعصرنة) فحسب، بل وجد نفسه متصديا لخطابات التطرف والتشدد التي أطلت برأسها مطالع التسعينيات من القرن الماضي مستغلة حالة الارتباك السياسي التي شهدها العالم والتي أحدثها غزو صدام للكويت.
              فاشتبك في جدل وحوار معهم حول التنمية ومتطلباتها والموقف السياسي/ الديني وكان نتيجة ذلك إصداره (حتى لا تكون فتنة). ظل غازي القصيبي على مدى قرابة العقود الأربعة بمثابة أيقونة (تحد ونجاح) للأجيال، إن على الصعيد الوجداني بقصائده الرومانسية وكتاباته الحالمة، وإن على الصعيد العملي والإداري منذ انضمامه لأول حكومة تكنو قراط في السعودية عام 1975، حين تسلم وزارة الصناعة والكهرباء فساهم في تأسيس أكبر مدينتين صناعيتين (الجبيل ويبنع)، ثم استثمر نجاحه فتولى وزارة الصحة، فأحدث انقلابا في مفاهيم العمل والرقابة الميدانية، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي في سفارتي المنامة ولندن، حـتى عاد وزيرا مرة أخرى للمياه، فالعمل.
              حتى حط رحاله أخيرا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وأسلم روحه لبارئها.جدة: محمود تراوري
              سيرة عجيبة، محطاتها انقلابية متحولة، أسرته من الأحساء، أخواله من مكة، نشأ وترعرع في البحرين، تكون سياسيا وفكريا في القاهرة، وتشكل أكاديميا في أمريكا. لكنه بالأمس فقط، وخبر وفاته تتناقله كل وسائط الميديا، استعاد مراقبون أن (غازي القصيبي) رحمه الله واحد من قلة من شعراء العربية الذين ظل هاجس الموت يسيطر على نتاجهم، وظل يتكثف هذا الهاجس في السنتين الأخيرتين مع إصداره (مواسم) الكتاب الذي سكب فيه كل المراثي.
              فمنذ ديوانه (الحمى) الذي ضم قصيدته الشهيرة (الأربعون) ما انفك القصيبي عن ذكره وتناوله للعمر في كل دواوينه بعد ذلك بحسب الناقد والباحث حسين بافقيه الذي يلفت إلى أن القصيبي أصدر في السنوات الثلاث الأخيرة ديوان (البراعم) الذي اشتمل على قصائد البدايات، ويستنتج بافقيه أن إصدار هذا الديوان كأنما يعبر عن رغبة في العودة إلى صباه وشبابه (العودة إلى الأماكن القديمة)، بل إن غلاف الكتاب حمل صورة قديمة لأول منزل سكنه القصيبي في البحرين. كأنما أراد القصيبي أن يهرب من شبح التقدم في العمر، حتى كانت قصيدته الأشهر (السبعون).
              هكذا طيلة مسيرته الإبداعية ظل شبح الموت يطارد أشهر وزير/ أديب سعودي في العقود الأربعة الأخيرة، منذ أن فجع بوفاة أخيه نبيل الذي كان يكبره بعشر سنوات، وبعده توفيت زوجة نبيل، ثم توفي أخوه عادل، فأنشأ ديوانا كاملا في بكاء شقيقه نبيل، ومن شدة فزعه من الموت لم يضمه لمجموعته الكاملة.
              في كتابه (مواسم) أحد آخر إصداراته الذي يتحدث فيه عن مواسم الحزن في حياته، يشير إلى أن موت أخويه كان بمثابة الهزة العظيمة التي زلزلت كيانه، واستمرت رحلة الموت معه بوفاة شقيقته الكبرى حياة التي كانت بمثابة أم له ورثاها في (حديقة الغروب) آخر ديوان يصدر له، وفيه صورة معبرة لشمس غاربة التقطتها عدسة الأمير فيصل بن عبدالله.
              كشف القصيبي في ديوانه هذا عن حقيقة مشاعره كونه من أكثر الشعراء ذكرا للموت والرثاء في شعره.
              برحيله ربما لا ينسى جيل التنمية والعصرنة في السعودية رجلا كان يمثل (حدثا مهما في حياتهم، جعل من منصب الوزير أكثر بريقا وألقا) في الحضور والغياب، ونجح كذلك في استعادة الوهج الثقافي للدبلوماسية إبان تعيينه سفيرا للسعودية في البحرين لمدة سبع سنوات، تلاها ترؤسه الدبلوماسية السعودية في لندن في فترة عصيبة مر بها العالم، ألا وهي فترة غزو العراق للكويت، ونشوب حرب التحرير التي عرفت اصطلاحا بـ(حرب الخليج الثانية) عام 1991، حينها علا نجم القصيبي وهو يجادل بإنجليزية رصينة في وسائل الإعلام الغربية وينافح عن موقف بلاده بكل حنكة وبلاغة ودهاء، يومها ظهرت قصيدته الشهيرة (أجل نحن الحجاز ونحن نجد) التي بدد بأبياتها المغناة تخرصات النظام العراقي في تلك الفترة حول وحدة الوطن.
              لم يكن غازي القصيبي خالب ألباب (جيل التنمية والعصرنة) فحسب، بل وجد نفسه متصديا لخطابات التطرف والتشدد التي أطلت برأسها مطالع التسعينيات من القرن الماضي مستغلة حالة الارتباك السياسي التي شهدها العالم والتي أحدثها غزو صدام للكويت.
              فاشتبك في جدل وحوار معهم حول التنمية ومتطلباتها والموقف السياسي/ الديني وكان نتيجة ذلك إصداره (حتى لا تكون فتنة). ظل غازي القصيبي على مدى قرابة العقود الأربعة بمثابة أيقونة (تحد ونجاح) للأجيال، إن على الصعيد الوجداني بقصائده الرومانسية وكتاباته الحالمة، وإن على الصعيد العملي والإداري منذ انضمامه لأول حكومة تكنو قراط في السعودية عام 1975، حين تسلم وزارة الصناعة والكهرباء فساهم في تأسيس أكبر مدينتين صناعيتين (الجبيل ويبنع)، ثم استثمر نجاحه فتولى وزارة الصحة، فأحدث انقلابا في مفاهيم العمل والرقابة الميدانية، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي في سفارتي المنامة ولندن، حـتى عاد وزيرا مرة أخرى للمياه، فالعمل.
              حتى حط رحاله أخيرا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وأسلم روحه لبارئها.جدة: محمود تراوري
              سيرة عجيبة، محطاتها انقلابية متحولة، أسرته من الأحساء، أخواله من مكة، نشأ وترعرع في البحرين، تكون سياسيا وفكريا في القاهرة، وتشكل أكاديميا في أمريكا. لكنه بالأمس فقط، وخبر وفاته تتناقله كل وسائط الميديا، استعاد مراقبون أن (غازي القصيبي) رحمه الله واحد من قلة من شعراء العربية الذين ظل هاجس الموت يسيطر على نتاجهم، وظل يتكثف هذا الهاجس في السنتين الأخيرتين مع إصداره (مواسم) الكتاب الذي سكب فيه كل المراثي.
              فمنذ ديوانه (الحمى) الذي ضم قصيدته الشهيرة (الأربعون) ما انفك القصيبي عن ذكره وتناوله للعمر في كل دواوينه بعد ذلك بحسب الناقد والباحث حسين بافقيه الذي يلفت إلى أن القصيبي أصدر في السنوات الثلاث الأخيرة ديوان (البراعم) الذي اشتمل على قصائد البدايات، ويستنتج بافقيه أن إصدار هذا الديوان كأنما يعبر عن رغبة في العودة إلى صباه وشبابه (العودة إلى الأماكن القديمة)، بل إن غلاف الكتاب حمل صورة قديمة لأول منزل سكنه القصيبي في البحرين. كأنما أراد القصيبي أن يهرب من شبح التقدم في العمر، حتى كانت قصيدته الأشهر (السبعون).
              هكذا طيلة مسيرته الإبداعية ظل شبح الموت يطارد أشهر وزير/ أديب سعودي في العقود الأربعة الأخيرة، منذ أن فجع بوفاة أخيه نبيل الذي كان يكبره بعشر سنوات، وبعده توفيت زوجة نبيل، ثم توفي أخوه عادل، فأنشأ ديوانا كاملا في بكاء شقيقه نبيل، ومن شدة فزعه من الموت لم يضمه لمجموعته الكاملة.
              في كتابه (مواسم) أحد آخر إصداراته الذي يتحدث فيه عن مواسم الحزن في حياته، يشير إلى أن موت أخويه كان بمثابة الهزة العظيمة التي زلزلت كيانه، واستمرت رحلة الموت معه بوفاة شقيقته الكبرى حياة التي كانت بمثابة أم له ورثاها في (حديقة الغروب) آخر ديوان يصدر له، وفيه صورة معبرة لشمس غاربة التقطتها عدسة الأمير فيصل بن عبدالله.
              كشف القصيبي في ديوانه هذا عن حقيقة مشاعره كونه من أكثر الشعراء ذكرا للموت والرثاء في شعره.
              برحيله ربما لا ينسى جيل التنمية والعصرنة في السعودية رجلا كان يمثل (حدثا مهما في حياتهم، جعل من منصب الوزير أكثر بريقا وألقا) في الحضور والغياب، ونجح كذلك في استعادة الوهج الثقافي للدبلوماسية إبان تعيينه سفيرا للسعودية في البحرين لمدة سبع سنوات، تلاها ترؤسه الدبلوماسية السعودية في لندن في فترة عصيبة مر بها العالم، ألا وهي فترة غزو العراق للكويت، ونشوب حرب التحرير التي عرفت اصطلاحا بـ(حرب الخليج الثانية) عام 1991، حينها علا نجم القصيبي وهو يجادل بإنجليزية رصينة في وسائل الإعلام الغربية وينافح عن موقف بلاده بكل حنكة وبلاغة ودهاء، يومها ظهرت قصيدته الشهيرة (أجل نحن الحجاز ونحن نجد) التي بدد بأبياتها المغناة تخرصات النظام العراقي في تلك الفترة حول وحدة الوطن.
              لم يكن غازي القصيبي خالب ألباب (جيل التنمية والعصرنة) فحسب، بل وجد نفسه متصديا لخطابات التطرف والتشدد التي أطلت برأسها مطالع التسعينيات من القرن الماضي مستغلة حالة الارتباك السياسي التي شهدها العالم والتي أحدثها غزو صدام للكويت.
              فاشتبك في جدل وحوار معهم حول التنمية ومتطلباتها والموقف السياسي/ الديني وكان نتيجة ذلك إصداره (حتى لا تكون فتنة). ظل غازي القصيبي على مدى قرابة العقود الأربعة بمثابة أيقونة (تحد ونجاح) للأجيال، إن على الصعيد الوجداني بقصائده الرومانسية وكتاباته الحالمة، وإن على الصعيد العملي والإداري منذ انضمامه لأول حكومة تكنو قراط في السعودية عام 1975، حين تسلم وزارة الصناعة والكهرباء فساهم في تأسيس أكبر مدينتين صناعيتين (الجبيل ويبنع)، ثم استثمر نجاحه فتولى وزارة الصحة، فأحدث انقلابا في مفاهيم العمل والرقابة الميدانية، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي في سفارتي المنامة ولندن، حـتى عاد وزيرا مرة أخرى للمياه، فالعمل.
              حتى حط رحاله أخيرا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وأسلم روحه لبارئها.جدة: محمود تراوري
              سيرة عجيبة، محطاتها انقلابية متحولة، أسرته من الأحساء، أخواله من مكة، نشأ وترعرع في البحرين، تكون سياسيا وفكريا في القاهرة، وتشكل أكاديميا في أمريكا. لكنه بالأمس فقط، وخبر وفاته تتناقله كل وسائط الميديا، استعاد مراقبون أن (غازي القصيبي) رحمه الله واحد من قلة من شعراء العربية الذين ظل هاجس الموت يسيطر على نتاجهم، وظل يتكثف هذا الهاجس في السنتين الأخيرتين مع إصداره (مواسم) الكتاب الذي سكب فيه كل المراثي.
              فمنذ ديوانه (الحمى) الذي ضم قصيدته الشهيرة (الأربعون) ما انفك القصيبي عن ذكره وتناوله للعمر في كل دواوينه بعد ذلك بحسب الناقد والباحث حسين بافقيه الذي يلفت إلى أن القصيبي أصدر في السنوات الثلاث الأخيرة ديوان (البراعم) الذي اشتمل على قصائد البدايات، ويستنتج بافقيه أن إصدار هذا الديوان كأنما يعبر عن رغبة في العودة إلى صباه وشبابه (العودة إلى الأماكن القديمة)، بل إن غلاف الكتاب حمل صورة قديمة لأول منزل سكنه القصيبي في البحرين. كأنما أراد القصيبي أن يهرب من شبح التقدم في العمر، حتى كانت قصيدته الأشهر (السبعون).
              هكذا طيلة مسيرته الإبداعية ظل شبح الموت يطارد أشهر وزير/ أديب سعودي في العقود الأربعة الأخيرة، منذ أن فجع بوفاة أخيه نبيل الذي كان يكبره بعشر سنوات، وبعده توفيت زوجة نبيل، ثم توفي أخوه عادل، فأنشأ ديوانا كاملا في بكاء شقيقه نبيل، ومن شدة فزعه من الموت لم يضمه لمجموعته الكاملة.
              في كتابه (مواسم) أحد آخر إصداراته الذي يتحدث فيه عن مواسم الحزن في حياته، يشير إلى أن موت أخويه كان بمثابة الهزة العظيمة التي زلزلت كيانه، واستمرت رحلة الموت معه بوفاة شقيقته الكبرى حياة التي كانت بمثابة أم له ورثاها في (حديقة الغروب) آخر ديوان يصدر له، وفيه صورة معبرة لشمس غاربة التقطتها عدسة الأمير فيصل بن عبدالله.
              كشف القصيبي في ديوانه هذا عن حقيقة مشاعره كونه من أكثر الشعراء ذكرا للموت والرثاء في شعره.
              برحيله ربما لا ينسى جيل التنمية والعصرنة في السعودية رجلا كان يمثل (حدثا مهما في حياتهم، جعل من منصب الوزير أكثر بريقا وألقا) في الحضور والغياب، ونجح كذلك في استعادة الوهج الثقافي للدبلوماسية إبان تعيينه سفيرا للسعودية في البحرين لمدة سبع سنوات، تلاها ترؤسه الدبلوماسية السعودية في لندن في فترة عصيبة مر بها العالم، ألا وهي فترة غزو العراق للكويت، ونشوب حرب التحرير التي عرفت اصطلاحا بـ(حرب الخليج الثانية) عام 1991، حينها علا نجم القصيبي وهو يجادل بإنجليزية رصينة في وسائل الإعلام الغربية وينافح عن موقف بلاده بكل حنكة وبلاغة ودهاء، يومها ظهرت قصيدته الشهيرة (أجل نحن الحجاز ونحن نجد) التي بدد بأبياتها المغناة تخرصات النظام العراقي في تلك الفترة حول وحدة الوطن.
              لم يكن غازي القصيبي خالب ألباب (جيل التنمية والعصرنة) فحسب، بل وجد نفسه متصديا لخطابات التطرف والتشدد التي أطلت برأسها مطالع التسعينيات من القرن الماضي مستغلة حالة الارتباك السياسي التي شهدها العالم والتي أحدثها غزو صدام للكويت.
              فاشتبك في جدل وحوار معهم حول التنمية ومتطلباتها والموقف السياسي/ الديني وكان نتيجة ذلك إصداره (حتى لا تكون فتنة). ظل غازي القصيبي على مدى قرابة العقود الأربعة بمثابة أيقونة (تحد ونجاح) للأجيال، إن على الصعيد الوجداني بقصائده الرومانسية وكتاباته الحالمة، وإن على الصعيد العملي والإداري منذ انضمامه لأول حكومة تكنو قراط في السعودية عام 1975، حين تسلم وزارة الصناعة والكهرباء فساهم في تأسيس أكبر مدينتين صناعيتين (الجبيل ويبنع)، ثم استثمر نجاحه فتولى وزارة الصحة، فأحدث انقلابا في مفاهيم العمل والرقابة الميدانية، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي في سفارتي المنامة ولندن، حـتى عاد وزيرا مرة أخرى للمياه، فالعمل.
              حتى حط رحاله أخيرا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وأسلم روحه لبارئها.



              كنت هنا يوما


              تعليق


              • #8
                الغفيص: القصيبي حارب النظرة الدونية للمهن

                اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	P30-4.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	31.0 كيلوبايت 
الهوية:	10718565

                القصيبي وإلى يمينه الغفيص يقدمان طلبا لأحد الزبائن بمشاركة بائعين سعوديين في أحد المطاعم

                جدة: أحمد ردة
                كشف محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص عن بعض السجايا والسمات الإدارية وسعة الأفق التي لمسها في الدكتور غازي القصيبي.
                وأوضح الغفيص في تصريح إلى "الوطن" أن القصيبي كان حريصا على بناء الشراكات الاستراتيجية وتوسيعها مع القطاع الخاص والتي أثمرت العديد من الاتفاقيات مع كبريات الشركات الوطنية والعالمية في المملكة الأمر الذي مكن من تدريب وتوظيف آلاف من الشباب من الجنسين والعمل على دعم نموهم الوظيفي والمهني في تلك الشركات.
                وأضاف الغفيص "كان الفقيد يحرص على حضور مثل تلك الاتفاقيات ويتأكد دائما بل ويطالب بضمانات وظيفية إضافية للمتدربين ويزداد حرصه أيضا على حضور حفلات تخرجهم ليقف عن كثب على طبيعة أعمالهم بل ويشاركهم عملهم فتارة نجده يشارك "نادل" المطعم السعودي عمله معتمرا قبعة الشيف الشهيرة وتارة يمارس عمل بائعي التجزئة فيشاركهم وزن "الجبن" و"الزيتون" وخدمة الزبائن إيمانا منه بشرف المهنة فقد كان يردد دائما مقولته الشهيرة :أنا فخور بأن أرتدي رداء العمل الشريف، فخور بأن أكون مع الشباب الشرفاء في عمل شريف لخدمة وطن نبيل.. يجب أن نكف عن الإشارة إلى أن هناك مهنا دونية ومهنا غير دونية".
                وبين الغفيص أن الدكتور القصيبي أمضى في إحدى جولاته 3 ساعات في خدمة زبائن مطعم للوجبات السريعة بمدينة جدة، وذلك خلال رعايته ليوم الضيافة السعودي الأول عام 2008 وأعلن القصيبي تحديد يوم 22 يونيو من كل عام "يوما للضيافة السعودي"، حيث تبنى فكرته التي يقوم صاحب العمل خلاله بخدمة الزبائن من خلال المنشأة التي يمتلكها مرتديا زي العاملين بها.
                وأضاف الغفيص "وفي جولة أخرى منح القصيبي نفسه منصب "مضيف فخري"، مشددا على شرف هذه الوظيفة وقيمتها بقوله: إن البداية دائما تكون متعبة وصعبة، ولكن بالمثابرة والاجتهاد والطموح ستتحقق للشباب أهدافهم، مثيرا تصفيق الحضور وهو يقبل رأس شاب سعودي يعمل مقدم طعام بمطعم في جدة، وهنأه على مثابرته وشجعه على هذا العمل".
                وأضاف الغفيص "والعبرة تغالبه" لا أنسى ذلك اليوم حين أعرب الفقيد لنا ولخريجي إحدى دورات التدريب المشترك مع القطاع الخاص عن اعتزازه بارتداء زي النادل وقال "إنه رداء لا يستحقه إلا من سعى لدراسته، وأنا أعتبره نوعا من الدكتوراه الفخرية".
                إلى ذلك وصف مدير توظيف السعوديين بمكتب العمل بجدة محمد إبراهيم جلال الفقيد القصيبي برائد "السعودة" وأحد قادتها ومحاربيها الأشاوس، مشيرا إلى أنه لا أحد ينكر الدور الكبير والبارز الذي قام به الفقيد تجاه الرفع من نسبة عدد الملتحقين السعوديين بوظائف القطاع الخاص.
                وأضاف جلال :أن القصيبي كان محاربا غيورا على أبناء بلده في سبيل الحصول على مصادر الرزق، فهو حارب بكل ما يملك من أسلحة في سبيل ذلك الهدف وهو القضاء على البطالة مستخدما قوة النظام القانونية التي يمتلكها كوزير تارة وبوجاهته وشهرته ومكانته المجتمعية تارة أخرى، فقد كان يلجأ إلى "المناشدات" الحبية عندما لا تسعفه قوة النظام تجاه أصحاب الأعمال فكان لها الأثر الأكبر في نفوسهم لفتح مجالات مختلفة أمام الشباب السعودي للعمل.
                واختتم جلال أنه بوفاته رحمه الله خسر منسوبو وزارة العمل زميلا وقائدا إداريا محنكا امتلك خبرته الواسعة وفلسفته في الإدارة من واقع المهام المختلفة التي أوكلت إليه من قادة بلادنا عن قناعة بأنه الرجل المناسب دائما.


                كنت هنا يوما


                تعليق


                • #9
                  إنسانية القصيبي
                  خالد السهيل


                  غازي القصيبي من القلائل الذين استطاعوا توظيف أقلامهم من أجل الإنسان. ليس صعبا أن تجد هذا الحس الإنساني يتبدى في مختلف كتاباته. خاصة الكتابات الشعرية والروائية، فهو من خلال شخوصه وكلماته يصوغ إنسانا في كل حالاته: السعيدة والحزينة وأحيانا الشريرة أيضا.

                  أصر غازي القصيبي أن يكون إنسانا شفافا حتى آخر لحظة من لحظات حياته. كنت بالأمس أقرأ خبرا عن كتابه الجديد الذي سيصدر في غضون أيام قلائل تحت اسم "الزهايمر". بينما كانت الرسالة التي وصلت إلى هاتفي تنعى معالي الوزير.

                  يسرد غازي القصيبي في هذا الكتاب قصة زوج أصيب بالزهايمر، وقرر الذهاب إلى المصحة عقب نسيانه اسم العطر الذي تعود أن يهديه لزوجته في ذكرى زواجهما. في المصحة بقي الرجل يكتب رسائل لزوجته، وصلت إليها في أعقاب وفاته.

                  مرض الزهايمر الذي تناوله الدكتور غازي القصيبي في آخر إصداراته يمثل حالة من الحالات الإنسانية التي تتزايد في مجتمعنا. والتقاط الرجل لفكرة الموضوع تعكس ما أشير إليه من تشرب نفسه بالحس الإنساني. مجتمعنا في حاجة إلى أفراد يحملون مثل هذه الهموم ويتطوعون من أجل مساندتها. أظن أن رواية غازي القصيبي ستلفت الأنظار إلى هذه الفئة التي أعطت للمجتمع والوطن، وهي الآن تحتاج إلى من يساندها ويكون قريبا منها.

                  نظرة غازي القصيبي الإنسانية، تتجسد في كثير من كتاباته التي يقدم من خلالها نظرة واقعية لا تغرق في التنظير المثالي. ومن أرقى صور الإنسانية، أن يكون الإنسان حفيا بوطنه وبأبناء وطنه. وخلال أزمة الخليج واحتلال الكويت التي مرت ذكراها مطلع شهر آب (أغسطس) غدت قصائد غازي القصيبي أناشيد وطنية تتردد في كل مكان لتؤكد متانة اللحمة في وطن شكلت وحدته الأنموذج الباهي، فنحن الحجاز ونجد. كانت تلك الأغنية واحدة من الصفعات التي وجهها الدكتور غازي القصيبي لمن يكنون العداء لهذه البلاد ولوحدتها. اللهم اغفر لعبدك غازي القصيبي، وأسكنه فسيح جنانك.


                  كنت هنا يوما


                  تعليق


                  • #10
                    أدباء عرب: القصيبي شخصية وطنية مخلصة ونموذج للصدق

                    دبي - أحمد السهيمي ومحمد جمال، القاهرة - عنتر السيد

                    عبر العديد من الأدباء والمثقفين العرب عن حزنهم البالغ برحيل السياسي والأديب والوزير السعودي غازي القصيبي.

                    وكان الراحل قد وافته المنية عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، الأحد 15-8-2010، في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.

                    ونعى الديوان الملكي السعودي القصيبي اليوم، وذكر البيان أنه تمت الصلاة عليه بعد عصر اليوم الأحد في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، مشيراً إلى أن الفقيد من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم بكل تفانٍ وإخلاص، وتقلّد عدة مناصب، كان آخرها وزيراً للعمل.

                    "نموذج للصدق والنزاهة"
                    المئات شيعوا جثمان الوزير الراحل
                    وقال الأديب والناقد السعودي الدكتور حسن الهويمل لـ"العربية.نت": "وفاة المرحوم غازي القصيبي تشكل فاجعة للمجتمع العربي، والسعودية ومنطقة الخليج على الخصوص، لما عرف به من مواهب وقدرات استطاع من خلالها أن يكون شخصية استثنائية، فهو شاعر متميز، وروائي بارز.

                    مضيفا: "وهو أيضاً تولى عدة مناصب قيادية بالسعودية، واستطاع أن يكون من خلالها نموذجاً للصدق والنزاهة والمبادرات والتطوير أيضاً، ونحن عايشنا مراحل المرض التي عاناها القصيبي، لكن مع ذلك كان نبأ الوفاة فاجعة للذين عايشوه عن قرب، سواء من خلال التواصل معه أدبياً وسياسياً، أو من خلال ما أنجزه من أعمال كانت مضرب المثل في الإخلاص. ولا بد أن يعود غازي القصيبي من خلال كتابات الكتاب والدارسين، وهذه سنة العباقرة، يولدون يوم وفاتهم، وأنا لا أشك أن غازي القصيبي سيملأ المشهد حضوراً بكل إنجازاته وأعماله، أسأل الله له المغفرة، وأن يعوض الأمة لسد الخلال التي تركها".

                    من جهته، اعتبر الناقد السعودي الدكتور حمزة المزيني أن القصيبي"شخصية وطنية بارزة، وأسهم في بناء الوطن بجهود في مختلف المجالات، ويمثل شخصية متعددة المواهب وليست موهبة واحدة، بين الإدارة والأدب بمختلف فنونه، وهو شخصية سيفتقدها الوطن، وستبقى ذكراة في قلوب محبيه. أعتقد وأجزم أن محبيه كثر، وهو شخصية يندر مثالها في وقتنا الحاضر". حين تقرأ (العصفورية) تجد أن هذا الرجل يمتلك ناصية اللغة بشكل مبهر، ويعبر تعبيراً لا يستطيع كثير من الناس أن يعبروا به بتلك الكفاءة، وليس هذا مجال الحكم على أعماله أو المجاملة، لكنك حين تقرأ هذا الكتاب تجد عبقرية لغوية قلما تجد مثيلاً لها".

                    في الموت فصل الأمر يا أحبابي

                    عبدالرحمن العشماوي

                    أما الشاعر السعودي عبدالرحمن العشماوي، فقال في حديثه لـ"العربية.نت": "حينما يصل إلينا نبأ موت أحد من الناس، قريباً كان أم بعيداً، صغيراً كان أم كبيراً، تتجلى صورة الحقيقة الكبرى التي قد يغفل عنها الإنسان في هذه الحياة، ويلهو عنها بما في الحياة من ملهيات". الدكتور غازي رحمه الله شاعر وأديب تولى عدداً من المناصب، ولكن تاريخه كله أصبح أمامي اليوم صورة ضبابية، أمام صورة الموت الناصعة الواضحة".

                    في الموت فصل الأمر يا أحبابي .... فخطابه يزري بكل خطاب
                    قد مات .. إيجاز مفيد حاسم .... يغني عن التفصيل والإسهاب
                    لغة يعيها الناس مهما حاولوا .... أن يختفوا منها وراء حجاب

                    ناصر الحجيلان

                    أما الباحث في الأدب العربي والناقد السعودي الدكتور ناصر الحجيلان فقد قال: "فجعنا هذا اليوم بنبأ وفاة الأديب والإداري الفذّ الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، نسأل الله له المغفرة وأن يسكنه فسيح جنّاته، إنه سميع مجيب".

                    وأضاف: "غازي القصيبي، وهو يغادر الدنيا هذا اليوم فقد ملأها بالعطاء والعمل الجاد الذي جعل الناس يحفظون اسمه ويتذكرونه في مجالات كثيرة. ولأنه لم يعمل فقط لنفسه بل عمل لنفسه وللآخرين، لهذا فإن عمره لم يتوقف هذا اليوم بل سيظل بعد وفاته في ذاكرة الناس والمجتمع والتاريخ. فإن ذُكرت الإدارة الناجحة، برز اسمه ضمن أهمّ الشخصيات التي استطاعت النهوض والتغيير الإيجابي في بيئة العمل من خلال الوزارات والهيئات التي رأسها أو أشرف عليها. وإن ذُكر الأدب والإبداع، جاء اسمه على رأس قائمة أدباء المملكة العربية السعودية المعاصرين البارزين في الشعر وفي الرواية وفي كتابة المقالة.

                    ومضى قائلاً: "وتحظى أعماله الإبداعية باهتمام الباحثين والدارسين، وتلقى رواجاً كبيراً عند الناس، لأنه شخص غير عادي. حينما تقرأ له أو تستمع إليه، تجد نفسك وجهاً لوجه مع "الحكمة" التي طالما ردّدتها الكتب وتناقلتها الأدبيات. الحكمة بمعناها الشامل التي تُجسّد الخبرة العميقة في الحياة وفق منطق عقلي متوازن يُراعي الأسباب ويُتابع النتائج بوعي البصير الناقد".

                    وختم تصريحه لـ"العربية.نت" بالقول "إن غازي القصيبي يُعدّ نموذجاً للإنسان الناجح ومثلاً للرجل الشريف الذي ظل كريم اليد، عطوفاً وحازماً، محباً للخير، داعماً له وساعياً إليه. يعرف ذلك من عمل معه أو كان على مقربة منه، كما يتعرف على شخصه من عاش مع إنتاجه الأدبي وسبر أغوار شخصيته".

                    "المصاب جلل"

                    وزير العمل السعودي لعب دور النادل في أحد المطاعم

                    وقال الشاعر السعودي رشدي الغدير أن "المصاب جلل، فقدنا مجموعة رجال، كان أستاذنا وقدوتنا كأدباء في المنطقة الشرقية من السعودية، رغم أن كتبه منعت وحرمنا من قراءتها مبكرا، حتى جاء الفسح الأخير من الوزير عبد العزيز خوجة"، وأشار إلى أنه ومجموعة من الأصدقاء من أدباء في الدمام، كانوا عازمين على زيارته في المستشفى التتخصصي بالرياض، لكن الموت سبقهم إليه. ‬‬ ‫‫وقال الغدير "أن للقصيبي مكان خاصة عند سكان المنطقة الشرقية، ونفخر به"، مبينا أن توجهه الأدبي كان له تأثيرا كبيرا على الأدب في المنطقة.‬‬‫‫

                    أما الدكتور منصور الحازمي الذي عمل مع الفقيد في جامعة الملك سعود، فقال عنه إنه كان "رجلا محبوبا، لماح ذكي، لا يسكت عن الباطل، كنت ألتقيه عند تلميذي الأخ محمد رضا نصرالله"، وهو "شخصية نادرة في الأمانة والصراحة والسخرية، لكنه شغل بمناصب كثيرة ومناصب متعددة، كان الناس يحبوه، غازي يعتبر ظاهرة قليلا ما تتكرر".‬‬

                    "أمة في رجل"

                    عبدالعزيز الخوجة

                    وفي حديث مع قناة "العربية" قال وزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة: "فقدنا في القصيبي مجموعة من الرجال الكبار، فهو كان أمة في رجل، فقدنا فيه الأديب والدبلوماسي والإداري، وفقدنا الأديب الشاعر والروائي والساخر، وفقدنا فيه الرجل المخلص لدينه وأمته، وفقدنا فيها الوزير الناجح في كل أعماله، وفقدنا فيه الدبلوماسي الرائع، سيترك فراغا كبيرا برحيله، ولكنه سيترك أيضا قيمة انسانية كبيرة في قلوبنا جميعا كأخ وصديق وأديب، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويلهم أهل وذويه الصبر والسلوان".

                    وحول ما اعتبر تكريما للراحل الكبير بالسماح بدخول كتبه إلى المملكة، قال الوزير: "القصيبي يستحق أن يستفيد الجمهور من كتبه في أي مجال من كتاباته في الراحل الغالي، والحمدلله أن القرار صدر، وهو قرار يشمل كل إبداع فنحن لن نمنع أي أعمال مبدعة إلا ما يمس بعض الثوابت الرئيسية لايقبل أي انسان أن تمس".
                    رجل صراعات

                    جاسر الجاسر

                    من جهته، اعتبر جاسر الجاسر نائب رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية أن:" فقدان القصبي خسارة كبيرة للثقافة السعودية والعربية وللتنويع.. هو رجل دخل صراعات كثيرة، ولعل حياته كانت سلسلة من الصراعات التي كانت تلاحقه كما كانت الأضواء تطارده، فهو حيث ما حل أدى دورا مميزا، فكان الوحيد الذي وقف في وقت ما في محاربة التيار الصحوي عندما أصدر كتابه (حتى لا تكون فتنة)، وفي الفترات التي سكت فيها كثيرون كان يظهر ويعبر عن رأيه".

                    وتابع في حديث لقناة "العربية": كان في العمل الرسمي وزيرا جرئيا متغيرا، حيث أدرك أن ولاة الأمر سلموه الأمر ليحدث تغييرا وفرقا وليس مجرد وظيفة تشريفية، وعبر عن هذه الجرأة بالشكل الثقافي كما فعل في كتابه (حياة في الإدارة) عندما وصف أجواء لم تعرف سابقا عن تاريخ العمل الرسمي في السعودية خاصة في مجلس الوزراء".

                    وزاد: " القصيبي استطاع أن يحدث نقلات كثيرة ثقافية، ففي الرواية تنبى أصواتا كثيرة ودعم الإعلام وكان قريبا منه، وما أحدثه غازي في السعودية مرحلة لا يمكن أن تمر بسهولة ولا يمكن أن تنسى ليس لأنه مجرد مسؤول، فأنا أسفت كثيرا وأنا اتابع أخبار التلفزيونيات وهي تقول (وفاة وزير العمل غازي القصيبي)، فهو ليس وزيرا للعمل بل رجل وزارة ورجل معرفة وعلم وإدارة، ورجل ثقافة آمن بالعمل الجاد، وكان قدوة للكثيرين بعد أن تعرفوا إلى رجل تولى مناصب حساسة ورغم ذلك دافع عن قضايا وطنه بصدق وحماس واتخذ اجراءات تدعم التنمية في السعودية وتدعم الحريات وأخص بالذكر دعمه لعمل المرأة دون هيبة أو تردد.. وهذا ماجعله رجلا حاضرا في الذاكرة السعودية سواء بالقبول والرفض فهو انسان لم يتفق عليه الجميع ولم يكن غائبا أبدا وهذا هو الفرق الرئيسي في رجل استطاع ان يشكل في السعودية علامة فريد ستبقى ".

                    وشدد على أن ما سيصدر من مؤلفات لقصيبي بعد وفاته ستحدث ضجيحا كبيرا "لأنه لا يمكن أن يكون رجل ظل حتى وهو ميت ومخطوطاته التي ستطبع لاحقا ستتضمن تفاصيل كثيرة لم تكن تسمح الظروف الحياتية بنشرها، ويكفي أنه في الفترة الأخيرة وخلال فترة مرضه صدر له كتابان مهمان جدا وأولهما (المؤمن الصادق) وهي ترجمة احدثت ضجيحا كبيرا، وكتابه الآخر( الوزير المرافق) وهي تفاصيل لم يجرؤ احدا على ذكرها".
                    ظاهرة عطاء متصل

                    خالد حمد المالك

                    وإلى ذلك، قال خالد حمد المالك رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" السعودية إن القصيبي كان ظاهرة في عمله الوظيفي وإنتاجه الأدبي وتعامله مع الناس وكانت حياته سلسلة متصلة من العطاء.

                    وأكد أن أهم ما يميز الفقيد الراحل هي شجاعته وقدرته على التعبير عن هموم الوطن بصراحة وصدق، مدللا على ذلك بالقصيدة التي كتبها في نهاية عمله وزيرا للصحة.

                    وأضاف أن الفقيد داوم على الإنتاج والعطاء حتى خلال فترة مرضه، حيث صدرت له 3 كتب خلال هذه الفترة.

                    وأوضح أن أسرته ربما تكشف عن مخطوطات أخيرة له حيث لم يتوقف عن الكتابة في أي لحظة أو مرحلة من مراحل حياته.

                    سحر اللباقة والشجاعة

                    عبدالله الناصر

                    ومن ناحيته، قال الكاتب والأديب السعودي عبد الله الناصر إن تجربة الراحل القصيبي كانت من أثرى التجارب الإنسانية. كان أديبا ومتحدثا عندما يدخل إلى مكان يكون أول من يجذ الأنظار بلباقته وشجاعته، ولم يكن هيايا في الحق. وكانت من ميزاته قدرته على الحوار والجدل مع من يختلفون معه أو يصغرونه. أذكر أنني شاهدت حوارات رائعة بينه وبين طلاب سعوديين تكشف غن اتساع في الأفق وقدرة على الاقتراب من الآخر.

                    الخازن: السعودية فقدت القصيبي

                    جهاد الخازن

                    وفي اتصال أجرته العربية مع الكاتب الصحفي جهاد الخازن، عبَّر الخازن عن حزنه لوفاة غازي القصيبي قائلاً: "لقد كان للقصيبي مساهمات وأفكار على أصعدة عدة، في السياسة والثقافة والشعر. لقد كان إنساناً نادراً، ومثقفاً عربياً يتميز بسرعة البديهة وخفة الظل. لقد كان جوابه جاهزاً ومُفحماً".

                    ويضيف الخازن: "لقد كان القصيبي شعلة ذكاء، وصديق أعتز بصداقته. لم أره يتأخر عن عمله إلا في السنتين الأخيرتين بحكم مرضه. كان نشيطاً دائمأً ويكتب بإستمرار".

                    وحول سؤال العربية ما إذا كانت السعودية قد فقدت غازي السياسي أم الشاعر أجاب الخازن: "لقد فقدت الاثنين. كان القصيبي شاعراً مميزاً".

                    تعامل مميز مع الاعلام

                    وفي شهادة أخرى، قال الصحافي حسين بن مسعد والذي أجرى مع القصيبي حوارا مطولا نشر في مجلة نوافذ جامعة الملك سعود، حين كان طالبا في الجامعة: "تأثرت كثيرا بالدكتورغازي، وصار بيني وبينه لقاء لمجلة اثناء دراستي، وهو رجل ذكي جدا، يعاني الصحافي في الحديث معه ان لم يكن مستعدا لللقاء بشكل جيد، وشدتني بساطته وتواضعه وابتسامته التي لم تفارقه طيلة الحوار".

                    وتابع: "ابهرتني موسوعيته وثقافته المستفيضة، وتذكره دقائق ما يكتب في كتبه، حتى أذكر انه احالني في عدد من اسئلة الحوار معه الى كتابه "حياة في الادارة" وقدم لي نسخة منه، وقال ستجد كل ما تريد، وجلسنا في المجموعة المتبقية من الأسئلة مدة تزيد على ساعة ونصف، ومن كرمه لم يسمح لنا بالخروج إلا بعد اكتمال الاجابات رغم اننا تجاوزنا الوقت المقرر بساعة كاملة".

                    واضاف ان القصيبي من كريم خلقه، لم يبد الضيق بالحديث معه، رغم انه كان طالبا في الجامعة ويمثل مجلة جديدة غير معروفة لديه، لكنه رحب وافاض في الحديث بقدر ما احتاج اليه الحوار.

                    وقال ان القصيبي كان يعيش في حياة من البساطة بالمقارنة مع مركزه وثقله الاجتماعي والسياسي، يعيش في بيت ضمن مجمع سكني خاص مثل مواطنيه، لا يعمل لديه في البيت سوى سائق وعامل وخادمة، على ان البعض كان يتوقع ان رجلا مثله يعيش في قصر عظيم.

                    وحكى ان سر الابداع والانتاج الأدبي والفكري لدى القصيبي ان حياته كانت مع القراءة والكتابة في غالب وقت فراغه بعيدا عن مهامه العملية.

                    أما الصحافي احمد غلاب من صحيفة الحياة فيحكي قصة تصريح القصيبي الذي اثار جدلا واسعا في حينه، حين صرح في مؤتمر صحافي إنه"لن يتم تقديم إعانات للعاطلين عن العمل إلا إذا مات أحد منهم من الجوع".

                    ‬‬‫‫ولكن القصيبي عاد في مؤتمره الصحافي في اليوم التالي، والتقى الصحافي أحمد غلاب جانبا - والذي كان يعمل في صحيفة عكاظ في ذلك الحين -وقال له مازحا: "ما هي الطريقة التي ترغب في أن تموت فيها بعد نشرك مثل هذا التصريح غير الصحيح؟! " فرد عليه الصحافي "بأي طريقة، المهم أن لا تكون الموت جوعاً".

                    وسمع الوزير تصريحه في التسجيل الذي كان موثقا لدى الصحافي، ليسمع الوزير صوته أكثر من مرة، وهو يردد تصريحه، وهنا اعتذر الوزير للصحافي بكل لطف، وأقر بتصريحه رغم انه كان في سياق لا يظهره بصورة ايجابية.
                    أدباء مصريون: رحيله خسارة للثقافة العربية

                    احمد عبدالمعطي حجازي

                    وأكد عدد من شعراء وأدباء مصر لـ "العربية . نت " على أهمية د. غازي القصيبي كشاعر وأديب أثرى الثقافة العربية ، وواجه كثيرا من الحروب من المتعصبين في الشرق والغرب.

                    فمن جانبه ، قال الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي إن "رحيل د. القصيبي المفاجئ اليوم هزنا بعنف وخيم الحزن على أسرة الثقافة العربية ، فقد رحل شاعر وأديب كبير كان له باع طويل في الأوساط السياسية والدبلوماسية وحقق فيها انجازات كبيرة ، ولم تشغله تلك المناصب لاتشغله عن الأدب والشعر، فلا نملك إلا إن نودعه بكل محبة وإنسانية ونتمنى له الرحمة والمغفرة من عند الله".

                    واكد رئيس اتحاد كتاب مصر والكتاب العرب محمد سلماوي على أن القصيبي كانت له مكانة هامة جدا تتخطى مجال الشعر والأدب لتحتل مكانا مرموقا على الساحة الثقافية العربية بشكل عام ، فهو أضاف كثيرا للثقافة العربية كونه شاعرا مميزا ، وفي نفس الوقت هو احد رموز الثقافة المستنيرة في الوطن العربي وكانت له مواقف رائدة إلى جانب كل ما هو ايجابي ومتقدم في الثقافة العربية ، وقد دفع ثمن مواقفه الرائدة بما واجه من هجوم من جانب كل أصحاب النفوس الضيقة بالتقدم وبالانفتاح على العالم سواء من داخل الوطن العربي أو خارجه ، ففي الوقت الذي ناصبته بعض الاتجاهات الدينية المتعصبة العداء وجدنا أن نفس أصحاب التعصب في الغرب وقفوا ضده وحاربوه بضراوة وقت كان مرشحا لرئاسة المنظمة العالمية للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو)".

                    واكد أن مواقفه الثقافية العظيمة ستظل شاهدة على تقدمه الفكري ، فقد ساهم في إجلاء حقيقة الثقافة العربية خاصة أثناء سنوات عمله سفيرا في لندن ، وهو ما يضارع في أهميته تراثه الشعري المجيد ونعتبر رحيل القصيبي خسارة شخصية لاتحاد الكتاب العرب، لأنه كان أحد جنود الثقافة والأدب العربي".


                    كنت هنا يوما


                    تعليق


                    • #11
                      الخروج عن النص
                      معنى أن تعترف إسرائيل بهزيمتها أمام الفارس العربي غازي القصيبي
                      د. مطلق سعود المطيري


                      ما معنى أن تعترف دولة احترفت البطش بآليتها العسكرية بأنها قد هزمت أمام كلمة حق؟ كانت روما القديمة صاحبة قوة عسكرية جبارة سخرت جميع امكاناتها لبنائها، حملتها تلك القوة المهولة الى احتلال اليونان فقامت بتشغيل شعرائها وأدبائها وفنانيها عبيدا في بيوت أهل روما ، فقلب مبدعو اليونان البيوت الى مدارس لتعليم الادب والعلوم والفن ، وبهذا قال فيلسوف روما شيترون :"إن اليونان المقهورة قهرتنا بفنها" .

                      وفي وقت بلطجة اسرائيل واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني المحتل ، جاء فارس عربي ليقهر الآلة العسكرية الاسرائيلية بكلمة حق ، هذا الفارس هو المرحوم الاديب والشاعر غازي القصيبي، وحكاية الهزيمة هذه جاءت حين عثرتُ أثناء متابعتي للصحافة الاسرائيلية عام 2002م على مقال في صحيفة اسرائيلية بعنوان " لقد هزمنا غازي القصيبي" ، فأرسلت المقال مترجما اضافة الى نصه العبري للفقيد حين كان سفيرنا في لندن ، وقد فرح به كثيرا رحمه الله ، فكان المقال اعترافا بالهزيمة للتاريخ واشادة بقيمة الفقيد الانسانية النادرة ، فما معنى ان تعترف اسرائيل بهزيمتها امام الفارس العربي وان تعلن عن تلك الهزيمة في صحافتها؟ انه ضعف القوة المادية وهزيمتها امام صدق كلمة الحق ، فقد أبدع رحمه الله قصيدة لها تاثير الرصاص ضربت جسد العدو في مقتل ، وأثارت بصدقها غضب الدوائر الصهيونية في اسرائيل والعالم ، واثرت في الوجدان القومي العربي الذي وجد في تلك القصيدة الاستثنائية في توقيتها وكلماتها معنى رمزياً لسلاح المواجهة الذي رفعه القصيبي بكل شرف وشجاعة في وجه المغتصب ليستفز بنبل الشعور وصدقه قوة العدو وصحافته وتتحرك بتاثير فعل قصيدة ذلك الفارس النبيل قوى الاحتجاج الصهيونية بدافع الشعور بالهزيمة من ضرب سلاح القصيبي المعنوي فقد صوروا الفقيد كمحرض على استمرار العمليات الجهادية وهو كذلك وطالبوا بمعاقبته كمؤيد للاعمال الارهابية ، واذكر من قصيدة فقيد الكرامة العربية بعض الابيات الموجهة للشهيدة الفلسطينية آيات الاخرس :

                      قل لآيات ياعروس العوالي

                      كل حسن لمقلتيك الفداء

                      حين يخصى الفحول صفوة قومي

                      تتصدى للمجرم الحسناء

                      تلثم الموت وهي تضحك بشرا

                      ومن الموت يهرب الزعماء


                      ما الذي سوغ أن تكون هذه القصيدة من الموضوعات التي اعترف العدو بقوة تاثيرها على قوته المادية ؟ سوغه ان الحق لايخرج الا من ضمير حي تجاوز بصدقه كل العقبات التي اقامها المجتمع العربي بنفسه لنفسه ، هذا المجتمع المحاصر في حدود معينة من المكان والزمان والذي يعلم انه من يملك الوضع سوف يملك النصر فكان صوت الفقيد الشريف وضعا قائما بذاته واخبرنا بصدقه المعهود من هم العرب الذين يعتد بعروبتهم ، فهل بعد رحيل فارس الكلمة مازالت الفتاة العربية تطمح بالشهادة؟ فرحم الله من اختطف من الاعداء شهادة فروسيته بكل نبل وشجاعة ..


                      كنت هنا يوما


                      تعليق


                      • #12

                        «غازيو» القصيبي
                        عبدالله ناصر العتيبي


                        كنت أنوي أن أبدأ مقالي بالفعل الناقص «كان»، كنت أنوي أن أقول: «كان غازي القصيبي حالة وطنية استثنائية نادرة، لا تتكرر كثيراً»، لكني عدلت عن الكنكنة في القول، لسببين: أولهما، أن غازي القصيبي ليس من النوع الذي يتراجع إلى الماضي بمجرد موته، والثاني، هو أملي الكبير في أن يتبنى الشباب الصاعد شخصية الراحل، بحيث يصبح لدينا خلال العقود الثلاثة المقبلة عشرات الغازيين القصيبيين، وبالتالي يمتد حضور الحال القصيبية في حضرة الوطن إلى أجل غير مسمى.

                        ما قدمه القصيبي خلال عمره الذي توقف عند الـ «70» يعتبر بكل المقاييس ظاهرة استثنائية نادرة الحدوث، وما لاقاه بعد موته من تقدير وتبجيل واحترام واتفاق، يعكس حقيقته الدنيوية التي كان رمزها الوضوح، وعنوانها الصدق والصدقية، هل عدت للكنكنة من جديد؟! لا تثريب عليّ، فما أنا إلا بشرٌ بمواهب عادية، يصعب عليّ التعامل مع مثل هذه الحالات المستقبلية التي تُخالف قوانين الذكرى والتذكر.

                        لم تفقد السعودية بفقد القصيبي رجلاً واحداً، بل فقدت عشرات الرجال بعشرات المواهب؛ فقدت الوزير المخلص، وفقدت السفير المؤمن بقضايا وطنه وقضايا أمته، وفقدت المصلح الاجتماعي الذي كان يجاهد لتغيير وتنوير المجتمع، وفقدت الوطني الصادق الذي لم يكن يهمه حجم الخسارات ونوعها في سبيل الخروج بمجتمعه إلى حديقة النور والهواء الصحي، وفقدت الروائي الذي أبحر بالرواية العربية إلى جزر لم تكن قد زارتها من قبل، وفقدت الشاعر الرومانسي الصادق، وفقدت المفكر الذي «كان» يستشرف النتائج ويعيد رسمها في الواقع، ثم يعبد طرق الوصول إليها، وفقدت المترجم الحاذق الذي ينقل للعربية كتباً ثمينة يغفل عن نقلها المترجم التجاري.

                        في عام 1976 تولى القصيبي أولى حقائبه الوزارية، وكانت وزارة الصناعة والكهرباء، ويعلم الناس حينها كيف كانت حال الكهرباء قبل ولايته؟ وكيف صارت بعدها؟ ويعلمون أيضاً بمدى إخلاصه في عمله، وما القصص التي تروى عنه خلال هذه الفترة إلا شواهد لعمل رجل جاء ليترك أثراً، إحدى هذه القصص يرويها الراحل بنفسه في كتابه الشهير «حياة في الإدارة»، إذ يقول إنه خلال إحدى المرات التي انقطعت فيها الكهرباء عن عدد من أحياء الرياض، جاء على عجل إلى مقر شركة الكهرباء الرئيس، وعندما أتم اجتماعاته مع لجان الطوارئ، ذهب بنفسه إلى غرفة سنترال الهاتف في الشركة وطلب من الموظف المعني بالرد على تليفونات المواطنين أن يسمح له بالجلوس مكانه ليتواصل مع المواطنين المتذمرين من انقطاع الكهرباء عن بيوتهم، يقول غازي - رحمه الله - «إن أحدهم اتصل غاضباً وطلب منه أن ينقل رسالة صغيرة إلى وزير الكهرباء «الذي هو غازي نفسه» بأن يترك الشعر ونشر الشعر ويتفرغ لعمله في الوزارة، ظناً من المواطن أن الشعر هو الذي شغل الوزير عن الوزارة»، يضيف القصيبي في سرده لهذه القصة بأنه أبلغه بأن الوزير هو من يتحدث معه الآن، لكن المواطن لم يصدقه، وأقفل الخط متذمراً غاضباً.

                        عندما تولى وزارة الصحة في عام 1982 كان الجميع يعلم كيف كانت أحوال الطب والتطبيب في المملكة، وكيف صارت بعد تسلمه لوزارة الصحة بأمر ملكي مباشر من خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - خلال سنتين قصيرتين، نقل القصيبي الحال الطبية إلى مستويات متقدمة جداً جعلت من فترته في الوزارة إحدى أهم الفترات الذهبية التي مرت على القطاع الصحي في السعودية. كان رحمه الله (عدت للكنكنة من جديد) دائم الزيارات التفقدية للمستشفيات، ولطالما طالعتنا الصحف والمجلات في تلك الأيام بزياراته المفاجئة لأقسام الطوارئ وأقسام التنويم في المستشفيات الحكومية. يحكي، رحمه الله، في كتابه المهم جداً «حياة في الإدارة» قصته مع صديقه عمران العمران، الذي لم يكن معجباً بطريقة إدارة القصيبي لملفه الإعلامي، ولا بطريقة نشر أخباره وصوره في الصحف، خوفاً من أن يوغر ذلك صدر الحاسدين والحاقدين عليه ويجعلهم يشتغلون ضده في الخفاء، في الوقت الذي يعمل هو فيه في النور. يقول غازي: «إنه كان في زيارة لصديقه عمران في المنطقة الشرقية، الذي أخذ يلومه على المبالغة في إعطاء الأخبار والصور للصحف المحلية». يضيف غازي: إنه قال لصديقه إن كل هذه الأمور تأتي من غير ترتيب مسبق، لكن عمران لم يصدقه، وهنا طلب غازي من عمران أن يرافقه الآن إلى أحد المستشفيات القريبة ليتفقدها بصورة مفاجئة، خرج الصديقان إلى المستشفى وما هي إلاّ دقائق معدودة حتى انقض الصحافيون على الصديقين بفلاشات الكاميرات، وكأنهم كانوا على موعد مسبق مع الوزير! نجومية القصيبي هذه، التي كان عمران خائفاً من نتائجها في ذلك الوقت، جلبت له الكثير من المشكلات مع بعض المتنفذين الذين كانوا يرون أن في صعود أسهم القصيبي نزولاً لأسهمهم عند حكام هذه البلاد وولاة أمرها، والجميع يعرف قصة قصيدته المشهورة «رسالة من المتنبي إلى سيف الدولة» التي وجهها للملك فهد، رحمه الله، عندما لم يستطع أن يتحمل هجمات ومؤامرات حاسديه ومبغضيه.

                        غازي السفير أيضاً كان حالة استثنائية، فخلال وجوده كسفير لخادم الحرمين في البحرين والمملكة المتحدة كان (ولا يزال) واجهة سياسية عملاقة للمملكة، يدافع عن قضاياها ويتبنى حقوقها وحقوق مواطنيها ويتبع الحق العربي أينما كان وحيثما حل، وما عودته إلى المملكة على صهوة قصيدة «الشهيدة آيات الأخرس» وهو الذي تغرب عنها فوق صهوة قصيدة أيضاً، إلا تأكيد على أنه رجل وطني عروبي يؤمن أحياناً بأن الشعر هو الوسيلة المثلى للتعامل مع تعقيدات السياسة ودهاليزها!

                        غازي الروائي أيضاً كان له نصيب من كعكة نجومية «الشامل غازي»، فراويته المشهورة «شقة الحرية» كانت (ولا تزال، على رغم الكنكنة) فتحاً في عالم الرواية العربية. طريقته في السرد الناعم، وقدرته العظيمة في سبر أغوار شخصيات الرواية، وحذقه في ربط الأحداث بالشخوص والزمن، جعلت منه مدرسة روائية مستقلة تخرج فيها في ما بعد عشرات المبدعين الروائيين.

                        غازي الوطني، وغازي الشاعر، وغازي المصلح الاجتماعي، وغازي المفكر تحتاج لمقالات طويلة لا تكفي هذه المساحة لاحتواء نثارها وعبيرها. والمترجم غازي أيضاً يحتاج لمقال مستقل، لكن على من أراد أن يعرف كيف يفكر غازي في وطنه وهو يترجم ثقافات الآخرين، عليه أن يقرأ كتاب «المؤمن الصادق» الذي نقله غازي للعربية قبل أشهر قليلة. رحم الله «غازيي» القصيبي، وألهمنا وألهم أهلهم الصبر والسلوان.



                        كنت هنا يوما


                        تعليق


                        • #13
                          القصيدة التي تسببت في خلاف بين المملكة العربية السعودية وبين بريطانيا والتي خطها الدكتور غازي القصيبي وتم على اثرها استبداله وتعيينه وزيرا للمياه والكهرباء

                          القصيدة مهداة إلى روح الشهيدة "آيات الأخرس"

                          يشهد الله أنكم شهداء
                          يشهد الأنبياء.... والأولياء

                          متم كي تعز كلمة ربي
                          في ربوع أعزها الإسراء
                          **********
                          انتحرتم؟! نحن الذين انتحرنا

                          بحياة .. أمواتها الأحياء
                          أيها القوم! نحن متنا… فهيا
                          نستمع ما يقول فينا الرثاء
                          **********
                          قد عجزنا.. حتى شكا العجز منا

                          وبكينا.. حتى ازدرانا البكاء
                          وركعنا.. حتى اشمأز ركوع
                          ورجونا .. حتى استغاث الرجاء
                          **********
                          وشكونا إلى طواغيت بيت

                          أبيض .. ملء قلبه الظلماء
                          ولثمنا حذاء (شارون)..حتى
                          صاح (مهلا! قطعتموني!) الحذاء
                          **********
                          أيها القوم! نحن متنا لكن

                          أنفت أن تضمنا الغبراء
                          قل (لايات) : يا عروس العوالي
                          كل حسن لمقلتيك الفداء
                          **********
                          حين يخصى الفحولُ… صفوةَ قومي

                          تتصدى للمجرم الحسناء
                          تلثم الموت وهي تضحك بشراً
                          ومن الموت يهرب الزعماء
                          **********
                          فتحت بابها الجنان.. وحيت

                          وتلقتك فاطم الزهراء
                          قل لمن دبّجوا الفتاوى رويداً
                          رب فتوى تضج منها السماء
                          **********
                          حين يدعو الجهاد يصمت حبر

                          ويراع.. والكتبُ.. والفقهاء
                          حين يدعو الجهاد..لا استفتاءُ
                          الفتاوى، يوم الجهاد ، الدماءيشهد الله أنكم شهداء


                          كنت هنا يوما


                          تعليق


                          • #14
                            طبعاً حياة هذا الكاتب الكبير كبيرة بمعنى الكلمة ورائعة جداً ولا يمكن ان نختصرها في سطور

                            يعجبني هذا الشخص الإنسان الرائع بحياته الكفاحية و بأفعاله البطولية

                            رحمك الله رحمة واسعة واسكنك الله فسيح جناتك


                            الكتابين الاول و الثاني ( حياة في الإدارة ) و ( شقة الحرية ) لازلت في مكتبتي ولم اقراءهما بعد




                            هزياف حقاً إنك واسعة الإطلاع،،، بارك الله فيك

                            جزاك الله خيراً أن دفعتيني لأن أفتح الكتابين
                            الحمد لله رب العالمين
                            مدونhttp://www.southmoon86.blogspot.comتي

                            تعليق


                            • #15
                              غازي
                              تبارك الله نمضي كلنا زمرا
                              نحو المنون ولا يبقى سوء الصمد
                              فقل لمن خطب الدنيا اتخطبها
                              وهي الوليدة غير الموت لم تلد

                              الله يرحمك

                              راجع من الايام
                              من الاحلام
                              من ألف سناره
                              مغروسة بقلبي
                              اعتذر عن الغياااب .. وشكرا للي سأل عني

                              تعليق

                              يعمل...
                              X