طفل الحرمان
بين إحدى الزوايا يقبع هناك
متكورا على حاله ضاما رجليه على صدره
وأنا على مقربة منه ولكن المسافات طويلة بيننا
متباعدة كتباعد الأرض عن السماء
أراه وحيداً مهموماً....أتساءل عن حاله
لِما هذا الشحوب ولِما الحزن يكسو محياه؟
أنتظر منه كلمة ...أنتظر تفسيراً...أنتظره يتحدث
ولكن...... ما من جواب
أتساءل في نفسي أأقترب منه أم أتركه وأرحل؟
ولكن..... قلبي يأبى الرحيل
كيف لا وأنا أرى الجرح أمامي
ولا أستطيع مداواته
أناديه يا هذا ما بك وما الذي حلَّ بك؟
يرفع رأسه ينظر إليّ بعينين حمراون
والدموع تتساقط من عينيه
ولكنه لا يلبث أن ينطق حتى تخنقه العبرة
ترى ما به ؟ أتساءل وفي فكري ألف سؤال
اقتربت منه رويداً رويدا لأرى ما لديه
مددت يدي لأمسح ما تبقى من دموعه المنهمرة
مسحت بيدي على شعره الذهبي الأملس
وطبطبت على ظهره قليلاً لأخفف من همه
وشيئاً فشيئاً أخذته بين ذراعيّ
لأواسيه وأغرقه من دفء حناني
احتضنته بكل ما لديَّ من عطفٍ وحب
لأعطيه لذلك الطفل المرميّ
ذلك الذي تركه أبواه وحيداً في هذه الدنيا
ليصارع الحياة بمحنها وصعابها
فطوقني بذراعيه الصغيرتين
متمسكاً بي بكل قوته الطفولية
فحملته معي وذهبت به بعيداً
ليعيش حياة الراحة والسعد
بعد ما عاناه من فقر وحرمان
احتضنته ليكون إبناً وسنداً لي
أختكم : زهرة السنان
تعليق