السواد سواد القلب وليس لون العباءة
لفتني يوم الأحد الماضي مقال للزميلة هدى الجهوري، تحدثت فيه عن العباءة، وكل يتحدث بوجهة نظره والحمد لله نحن في مجتمع نتقبل الآراء وإن لم نطبقها ، الحديث عن العباءة أصبح يشغل الكثيرين الذين قرروا أن يتخلوا عنها لسبب أو لآخر ورأوا أنه من الضروري الضغط على الأطراف الأخرى حتى لا يكون ذلك اللبس شاذاً مع وجود الأكثرية التي ترتدي العباءة وخاصة أننا نعيش في بلد محافظ، فكان البحث في تاريخ العباءة وأصولها هو المبرر الذي استند عليه الكثيرون من أنصار التخلي عن العباءة إلى جانب أن اللون الأسود هو لون كئيب يدعو إلى الشؤم وأن الزائر يتفاجأ بالسواد الذي يغطي النساء في بلداننا مع أنها اليوم أصبحت تتميز بالنقوش وإدخال الأقمشة الملونة، هؤلاء الأشخاص المنتقدون لابد أن يحترموا عاداتنا لكون العباءة هي التي تميزنا عن الآخرين، وأصبحت جزءا من هويتنا التي نعتز بها، وكما نحترم نحن عادات وتقاليد أي بلد نذهب إليه فلا بد أن يكون الزائر كذلك، لذلك فإن التخلي عن العباءة في البلاد الأجنبية هو احترام لعاداتهم وحتى نتماشى مع السائد معهم من ملبس، وحتى لا نكون شاذين بلبس العباءة في بلاد لا تفقه المقصود بلبسها فيتم اختيار الملابس التي تتماشى مع شريعتنا وتمثلنا كمسلمين وعرب وفي نفس الوقت تحترم الفكر الآخر وإن تخلينا عن العباءة.
إن العباءة أصبحت جزءا من عاداتنا وإن لم تكن لباسنا التقليدي ، لكنها ارتبطت بالفتاة الخليجية فهي ما أن تنهي مرحلة الطفولة حتى تبدأ في ارتدائها وهذا ما يشعرها أنها بدأت مرحلة جديدة من حياتها ، فأصبحت الفتاة تتباهى بها وظهرت على أثر ذلك علامات تجارية تتنافس في نوعية الأقمشة والتصاميم.
من المؤكد أن اللبس العماني المميز المليء بالألوان له جماله الخاص ورونقه وهناك الكثير من الولايات في السلطنة ما زالت محافظة على ارتدائه بشكل يومي سواء النساء الكبار في السن أو الفتيات، لكن هل من مقارنة بين ذلك اللبس واللبس الذي يتم ارتداؤه اليوم أقصد بذلك (التنورة والقميص)، فهذا اللبس يبرز مفاتن جسم المرأة مع احترامي للجميع، وهو أيضا بعيد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا فهو لبس دخيل ولم يعرف التاريخ العماني هكذا لبس من قبل بل هو تقليد ليس إلا، والمجتمع العماني ما زال ينظر للمرأة بمنظور آخر وأول ما يلفت الانتباه هو اللبس أو المظهر الخارجي بشكل عام، قد يقول قائل إن الموضات الجديدة للعباءة هي أكثر إبرازا للمفاتن، نعم هي كذلك وهذا ينطبق على فئة معينة اتخذت من العباءة لبسا على حساب الموضة ولم ترتديها لهدفها الأساسي كلبس يتماشى مع ما أمرت به الشريعة الإسلامية.
ثم أنه هل من المنطق إذا عدنا للبس العماني التقليدي الذي لم نتخل عنه بل نتباهى به في الحفلات ويمثل المرأة العمانية في المناسبات الرسمية داخل وخارج السلطنة أن نخرج للسوق أو للعمل ونحن نرتديه، ومن المعروف أن اللبس العماني مكلف نوعا ما لما به من نقوش وتعدد القطع التي تلبس لذلك كان يستعيض عنه في بعض المناطق بلبس مشابه خفيف بدون نقوش ويسمى في منطقة الباطنة بـ(القون) ، لكنه خفيف ولا يتماشى مع زمننا الحالي كما يقال إنه يظهر الجسم.
وإذا كنا قد تخلينا عن اللبس العماني كزي يومي وأحللنا العباءة التي تتميز بالسواد والتي تنتقد لسوادها، فهناك أشياء كثيرة تخلينا عنها ومنها استيرادنا للفستان الأبيض في الأعراس ، وأعتقد أن نسبة لا تقل عن تسعين في المائة ترتدينه عوضا عن اللبس العماني، وهذا اللبس هو ليس عربيا بل ارتبط بديانات معينة واختيار الأبيض له أسبابه أيضاً لكن التقليد والاتجاه نحو التطور ركضاً وراء المصممين الذين يستمدون أفكارهم من الغرب جعل النساء يرضخن لما يصمم وليس من أين وكيف جيء بالفكرة ومن هو المصمم ؟ والذين معظمهم من جنس الذكر.
إذا ليست العباءة هي الدخلية والأهم من ذلك الأخلاق والعادات المتعددة الألوان التي أصبحت تشوه مجتمعاتنا.
السواد ليس سواد اللبس بل هو سواد القلب، فلنجعل القلوب تتصافى وسواد العباءة لن يغير في الود قضية.
لفتني يوم الأحد الماضي مقال للزميلة هدى الجهوري، تحدثت فيه عن العباءة، وكل يتحدث بوجهة نظره والحمد لله نحن في مجتمع نتقبل الآراء وإن لم نطبقها ، الحديث عن العباءة أصبح يشغل الكثيرين الذين قرروا أن يتخلوا عنها لسبب أو لآخر ورأوا أنه من الضروري الضغط على الأطراف الأخرى حتى لا يكون ذلك اللبس شاذاً مع وجود الأكثرية التي ترتدي العباءة وخاصة أننا نعيش في بلد محافظ، فكان البحث في تاريخ العباءة وأصولها هو المبرر الذي استند عليه الكثيرون من أنصار التخلي عن العباءة إلى جانب أن اللون الأسود هو لون كئيب يدعو إلى الشؤم وأن الزائر يتفاجأ بالسواد الذي يغطي النساء في بلداننا مع أنها اليوم أصبحت تتميز بالنقوش وإدخال الأقمشة الملونة، هؤلاء الأشخاص المنتقدون لابد أن يحترموا عاداتنا لكون العباءة هي التي تميزنا عن الآخرين، وأصبحت جزءا من هويتنا التي نعتز بها، وكما نحترم نحن عادات وتقاليد أي بلد نذهب إليه فلا بد أن يكون الزائر كذلك، لذلك فإن التخلي عن العباءة في البلاد الأجنبية هو احترام لعاداتهم وحتى نتماشى مع السائد معهم من ملبس، وحتى لا نكون شاذين بلبس العباءة في بلاد لا تفقه المقصود بلبسها فيتم اختيار الملابس التي تتماشى مع شريعتنا وتمثلنا كمسلمين وعرب وفي نفس الوقت تحترم الفكر الآخر وإن تخلينا عن العباءة.
إن العباءة أصبحت جزءا من عاداتنا وإن لم تكن لباسنا التقليدي ، لكنها ارتبطت بالفتاة الخليجية فهي ما أن تنهي مرحلة الطفولة حتى تبدأ في ارتدائها وهذا ما يشعرها أنها بدأت مرحلة جديدة من حياتها ، فأصبحت الفتاة تتباهى بها وظهرت على أثر ذلك علامات تجارية تتنافس في نوعية الأقمشة والتصاميم.
من المؤكد أن اللبس العماني المميز المليء بالألوان له جماله الخاص ورونقه وهناك الكثير من الولايات في السلطنة ما زالت محافظة على ارتدائه بشكل يومي سواء النساء الكبار في السن أو الفتيات، لكن هل من مقارنة بين ذلك اللبس واللبس الذي يتم ارتداؤه اليوم أقصد بذلك (التنورة والقميص)، فهذا اللبس يبرز مفاتن جسم المرأة مع احترامي للجميع، وهو أيضا بعيد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا فهو لبس دخيل ولم يعرف التاريخ العماني هكذا لبس من قبل بل هو تقليد ليس إلا، والمجتمع العماني ما زال ينظر للمرأة بمنظور آخر وأول ما يلفت الانتباه هو اللبس أو المظهر الخارجي بشكل عام، قد يقول قائل إن الموضات الجديدة للعباءة هي أكثر إبرازا للمفاتن، نعم هي كذلك وهذا ينطبق على فئة معينة اتخذت من العباءة لبسا على حساب الموضة ولم ترتديها لهدفها الأساسي كلبس يتماشى مع ما أمرت به الشريعة الإسلامية.
ثم أنه هل من المنطق إذا عدنا للبس العماني التقليدي الذي لم نتخل عنه بل نتباهى به في الحفلات ويمثل المرأة العمانية في المناسبات الرسمية داخل وخارج السلطنة أن نخرج للسوق أو للعمل ونحن نرتديه، ومن المعروف أن اللبس العماني مكلف نوعا ما لما به من نقوش وتعدد القطع التي تلبس لذلك كان يستعيض عنه في بعض المناطق بلبس مشابه خفيف بدون نقوش ويسمى في منطقة الباطنة بـ(القون) ، لكنه خفيف ولا يتماشى مع زمننا الحالي كما يقال إنه يظهر الجسم.
وإذا كنا قد تخلينا عن اللبس العماني كزي يومي وأحللنا العباءة التي تتميز بالسواد والتي تنتقد لسوادها، فهناك أشياء كثيرة تخلينا عنها ومنها استيرادنا للفستان الأبيض في الأعراس ، وأعتقد أن نسبة لا تقل عن تسعين في المائة ترتدينه عوضا عن اللبس العماني، وهذا اللبس هو ليس عربيا بل ارتبط بديانات معينة واختيار الأبيض له أسبابه أيضاً لكن التقليد والاتجاه نحو التطور ركضاً وراء المصممين الذين يستمدون أفكارهم من الغرب جعل النساء يرضخن لما يصمم وليس من أين وكيف جيء بالفكرة ومن هو المصمم ؟ والذين معظمهم من جنس الذكر.
إذا ليست العباءة هي الدخلية والأهم من ذلك الأخلاق والعادات المتعددة الألوان التي أصبحت تشوه مجتمعاتنا.
السواد ليس سواد اللبس بل هو سواد القلب، فلنجعل القلوب تتصافى وسواد العباءة لن يغير في الود قضية.
تعليق