إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صناعة النهضة: شمولية الرؤية وفردية الإنجاز..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صناعة النهضة: شمولية الرؤية وفردية الإنجاز..

    مقال أعجبني فأحببت أن أنقل لكم جماله ..
    .
    .

    بقلم: إسلام عدل

    "لكل نهضة فكرة مركزية وفكرة محفزة"

    هكذا يستهل دكتور جاسم سلطان كتابه قوانين النهضة ثم يستفيض واصفا الفكرة المركزية بأنها فكرة معقدة لايفهمها العامة. والفكرة المحفزة هي فكرة بسيطة يفهمها العامة وتمثل تحفيزاً لهم لأنها تمس احتياجاتهم.
    وانطلاقاً من هذا القانون يمكننا القول أن الفكرة المركزية المركبة هي المتعلقة بنهضة المجتمع وبناء حضارته وهي فكرة عامة جماعية بينما الفكرة المحفزة هي التي تحقق مجد شخصي أو أسطورة ذاتية لأنها تتعلق بالاحتياجات والاختلافات الفردية.
    وفي حالتنا في غياب دور الدولة أو المشروع العام علينا أن نبحث في فلسفات قيام الحضارة لنجد الحل أو لعله أحد الحلول لنهضتنا، ولنبدأ بفلسفة أرنولد تويني في نشوء الحضارات والمتعلقة بالتحدي والاستجابة حيث يعتبر أن نشوء أي حضارة إنما هو استجابة من مبدعين تجاه تحديات معينة وبالتالي ارتبطت الحضارة في هذه الفلفسة بالفئة المبدعة أو بالأصح الأفراد المبدعين.
    وإذا ما نظرنا إليها من وجهة نظر إسلامية نجد أن في فطرة الإنسان تميل إلى تحقيق المجد الشخصي أو حب العظمة وقد جاء الإسلام لتهذيب أي شطط يحدث في الفطرة. وقد ربط الإسلام المجد الشخصي بمجموع الأمة، إذ نجد أنه يضع دائما في كل التشريعات الحد الأدنى الذي يحفظ ترابط المجتمع ويترك الحد الأقصى مفتوحاً معتمداً على الفروقات الفردية.
    ونذكر مثالاً في الأموال: نجد الزكاة كحد أدنى كي لا تصبح دولة بين الاغنياء ويترك الباب مفتوحاً في الصدقات حتي لو تصدق رجل بنصف ماله أو ماله كله، وكذلك حرّم الربا كحد أدنى لأنها فساد في المجتمع بينما أجاز أنواع البيوع التي قد تصنع ثروات فردية. أي أنه دائما يحدد الحد الأدنى الذي يحافظ علي شمولية الأمة ويفتح الباب أمام الوضع الفردي لينطلق بلا حدود.
    وهذا الحد الأدنى هو من واجبات النظام الحاكم، وفي غياب المشروع النظامي يأتي دور المبادرات الفردية التي تسعي لنهضة هذه الأمّة حيث تقوم هذه المبادرات بتحمل مسؤليات أكبر من مسؤولياتها وتحمل واجبات غيرها.
    فمثلا جمع الزكاة من واجبات الدولة أو النظام الحاكم أيّا كان شكله فحينما حدث خللا في هذا النظام تحمل الأفراد عبء القيام بهذا الواجب الذي يحفظ وجود الأمّة فانتشرت لجان الزكاة بالمساجد وآلاف الجمعيات الخيرية التي تشرف علي جمعها وصرفها لمستحقيها. وهذا من المبشرات أنه هناك بوادر أمل فكما يقول مالك بن نبي “حينما نقوم بواجباتنا سنحصل علي حقوقنا، لو لم تكن في الارض فستنزل من السماء”.
    باختصار يمكننا القول أنه في ظل غياب الدور الشمولي يجب أن تنطلق المبادرات الفردية برؤية شمولية تعوض غياب هذا الدور وتتحمل واجباتها إلى أن تحصل علي حقوقها.
    وهنا يجب أن نقول أنّ شمولية الإسلام لا تعني أن يتشتت الرجال في مجالات عديدة بل تعني أن يكوّنوا رؤية شاملة لفكرة النهضة ثم يتخصص كل منهم في مجال بحيث يصنع أسطورته الذاتية في إطار من الحضارة الجماعية، فكما يقول د عبد الكريم بكار: “لايمكننا أن نوجد مجتمعا أفضل من مجموع أفراده”
    أي أنه لابد من انطلاقات فردية مبدعة في إطار رؤية شمولية تدرك دور تلك الإنجازات الفردية في تحقيق النهضة وموقعها من خريطة الحضارة.
    ولكي نستطيع أن نخرج بتوصية عملية فعلينا الانطلاق من فلسفة مالك بن نبي للحضارة والتي تتحدث عن التغيرات في العوالم الثلاثة
    عالم الأفكار وعالم الأشخاص وعالم الأشياء كحركة جمعية في الأمّة، فيمكننا أن نقول أنه علي كل شخص أن يقيم حضارته الفردية الخاصة به في العوالم الثلاثة: في عالم الأفكار بأن ينظم خريطته المعرفية والإدراكية ويشكل رؤية شمولية في عالم أفكاره الداخلي
    ثم ينظم علاقاته بالأشخاص الذين يملكون تشاركاً معه في الرؤية الشمولية وذلك لتكوين شبكة علاقات يجتمع فيها رجال النهضة بعلاقات قوية حتي لو لم تكن تنظيمية لكنه ارتباط أدبي، ثم في النهاية عليه أن يكون منتجاً في عالم الأشياء فإذا كان مفكراً فلينتج مؤلفات، وإن كان طبيباً فليكن إنتاجه البحثي مبدعاً، وإن كان مهندساً فليكن إنتاجه في الآلات.. إلى آخره.
    وفي اللحظة التي نري فيها مجموعة من الحضارات الفردية تسير علي أقدامها فإننا سنري حضارة عظيمة هي مجموع الحضارات الذاتية التي صنعها الرجال..
    وقد علمنا التاريخ هذا فإنجازات الشافعي والبخاري وابن رشد وابن سينا لم تكن مشروع دولة أو نظام وإنما كانت إبداعات فردية أو يمكننا تسميتهم نموذج حضاري أو حضارة شخصية من رجال قرّروا أن يكونوا كذلك فكان مجموعهم هو تلك الحضارة الإسلامية التي نتحدث عنها اليوم ليس كتاريخ بل كجزع شجرة كبيرة ونحن فروعها وثمارها.
    فإما أن نكون رجالا مثلهم أو يصيبنا العطب ونسقط علي الأرض.. ليخرج مكاننا رجال هم أحق بها منا
    التعديل الأخير تم بواسطة هزياف; الساعة 05-11-2010, 10:10 PM.


    كنت هنا يوما



  • #2
    قرأت المقال واعجبني فكرته و أمثلته و اوستشهاده بأقول المفكرين
    و الفكرة وصلت وبالفعل "رب رجل أو امرأة عن ألف من أمثالهم أو عن أمة بأكملها "
    و المقال بالفعل يحفز النفس لزيادة البذل وزيادة الجهد

    هزياف شكراً للمقال


    بالفعل الحد الأقصى متاح لكل من ينشد بلوغ أقصى المراتب و التي لا تتعارض مع الفطرة أو الدين مع وجود الحد الأدنى

    وجميل فكرة منطلق "العوالم الثلاث" التي تنظم أمر الفكرة الكبرى "صناعة نهضة الأمة"

    و الأمر الآخر الذي ألتفت إليه ذهني أن من المهم جداً البدء اولاً بتنظيم الأفكار " الأفكار الداخلية"
    التي تتطلب أهتمام فردي في أخذ الأفكار وغربلتها وتنقيحها و التي يجب أن يبدأ بها كل شخص قبل أن ينطلق للعالمين الآخرين
    الحمد لله رب العالمين
    مدونhttp://www.southmoon86.blogspot.comتي

    تعليق


    • #3
      جميل جدا

      تعليق

      يعمل...
      X