نتعود على بعض الأفعال والأعمال فتندرج تلقائياً تحت حكم العادة سواء كانت تلك الأعمال أو الأفعال سلبية أو إيجابية لكن مهما كانت فقد أصبحت شيء عادي في حكمنا ، نرمي جزءاً كبيراً منها على المجتمع وننسى بأن الفاعل نفسه هو جزء أيضاّ من هذا المجتمع المكون من مجموعة من الأشخاص ليشكلوا ما يطلق عليه المجتمع ، وإذا أرجع الموضوع لفلان لكونه جزء من هذه المنظومة فأن هناك العديد من المبررات الجاهزة والتي لا تحتاج إلى كثير من الوقت لتكون موجودة ونتائجها كالوجبات السريعة تشبع البطن من دون أن تفيد الجسم بل تضره ... فنحن في عصر الحداثة وندعيها دون أن نعرف ما المقصود فهو مجرد مصطلح يتداول ونعلق عليه الأخطاء التي لا نشعر بأنها كذلك .. بعض هذه التصرفات يمكن التماشي معها فزمن أمس غير عنه اليوم لكن هناك خطوط يجب الوقوف معها ويجب أن لا نتعداها.
*****
شاعت موضة التصويت التي تعتمد على الجمهور والتي بدأت بالبرامج الفنية ثم تفشت في أنواع أخرى من البرامج ، فيمكن لشخصين أن يمثلوا مئات الأصوات المهم أن عدد الأصوات كبير وليس من الذين صوّت ، بعض البرامج يمكن التغاضي عنها لكن أن توصل المسألة لتقـييم إنسان بالتصويت وهو ليس كباقي البشر ومنزه عنهم وبأن هذا التصويت إما سيجعله الأول وإلا ... حسبي الله ونعم الوكيل (عذراً سيد المرسلين) ،وأن بتصويت أحدهم سيزيد من فرصته للربح لتجعله أفضل شخصية في التاريخ ، وإذا صوّت أحدهم سيكون في ميزان حسناته ، الكثير أعتاد على المشاركة في هذا النوع من التقييم ولكن الأمر يجب أن ينتهي عند حدود معينة ، فليس بتقّييمي أو تقييم أي إنسان سأزيد أو أحدد من مكانه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ،بل أن هذا الموضوع ليس للنقاش وكيف للبشر أن تقيم سيد البشر، لكن هي أفعال تماشياً مع الحداثة دون أن نعرف حجمها .
*****
نلهث وراء النجاح أمام العامة وأية نجاح إذا كان هذا النجاح سيخلف فشل جيل سيأتي بعدي ، بيوت تتحطم وأبناء يبحثون عن التربية واستكمال الحياة بطرقهم المختلفة ، هن يسجلن نجاحاتهن وأبناء يقعون في الحرام والفشل ونلقي باللوم على المدرسة والمجتمع وعلى الأصدقاء ، لكن أين هي من كل هذا؟ ، المال وحده لا يبني أمه ولا يصنع أجيال ، وليس من نجاح أكبر من نجاح المرأة كأم ومربية أجيال فهذه أكبر هدية تقدمها لوطنها .
*****
يثير العجب تصرف أحد ما باراً لوالديه في هذا الزمن ، وكأن البر بالوالدين شيء غريب وأن من يقوم بذلك هو مميز في تصرفه وأخلاقه نعم هو كذلك لكن أليس حقوق الوالدين هم من أهم الأشياء التي يجب أن يحرص عليها أي مسلم فطاعة الوالدين عبادة ، لكن مع اختلاف أفكار الناس المأطره بالتحضر وليس الزمن وبدء التنازل لمعدل البارين بأبائهم وأمهاتهم فأن وجود أحداً ملتزم بذلك يعتبر ملفت للانتباه ....
****
ليحرروا أنفسهم من الذنب ولتبرئة النفس حسب اعتقاد أعتادوا عليه ، وحتى لا تفوت عليهم مواكبة الحداثة بداعي التحرير والعصرنه باختلافها شكلاً ومضموناً ، وحتى لا يكون ذلك التغير متنافي مع دينهم الإسلامي الذي يسيرونه حسب الرغبة ، فيقومون بزراعة بعض الأفكار التي تجعلهم يشعرون بأنهم في الخط السليم على الأقل من حيث الدين وهم لا يفقهون فيه شيئاً ، فيحدثك أحدهم وهو مثال لمجموعة ليست بقليلة ، بأن الآية القرآنية التي نزلت لتحرم شيء معين أنما هي جاءت في مناسبة بعينها ، كما أنه ليس من نص صريح يبين مدى التخلي أو الالتزام بذلك الشيء لاغياً بذلك التفسير والاجتهاد.... ، وبأن تلك الآيات أو الآحاديث تنطبق على تلك الحادثة أو المناسبة ولا يمكن تعميمها ، فيخرج بنتيجة أن الكثير من الأشياء المحرمة شرعاً هي حلال في نظرة وليس من حرج للعمل بها.
تعليق