[align=center]خالد : لين ما شووه ؟؟!!
عضت الحرمه على شفايفها بغصه وقالت بحنق :
الحرمة : ليما عرفت زوجته الاولى بسالفة زواجه .. صراحه ما ادري كيف عرفت ؟؟ مع ان زوجي ما خبرها .. يمكن من بعض الناس اللي عرفوا ، ويمكن شكـت في سلوكه وبياته مرات برع بيتها ويمكن آآ ..
قطع خالد رمستها بعد ما زاد ضيقه من كثرة التفاصيل اللي اتقولها فصرخ بويها وقال :
خالد : ما علينا كيف عرفت .. شو صار بعدين .. وشو علاقة ها الشي بها الياهله ؟!!
ما أثرت صرخت خالد بنفسية الحرمة ولا ببرودها ، واستمر جبل الجليد في الكلام فقالت بعد ما ارتفع صوتها شويه :
الحرمة : بعد ما عرفت زوجته بسالفة زواجه .. قامت القيامة .. وانفتحت ابواب جهنم الحمراء بويه زوجي .. وبعد ما سبته ووصفته بابشع الالقاب والاوصاف .. ضربته بالتعاون مع اخوانها .. لدرجة ان زوجي كره اليوم اللي انولد فيه .. وبسبة هذا الضغط .. اجبروه انه ايطلقني.. ويرميني انا وبنتي في الشارع . ولولا اختي هذي الواقفه جدامك واللي استضافتـنا في شقتها الصغيره .. كنا بتنـا انا والياهله هذي في الشارع ..
حرك خالد حواجبه بدهشه وهوه يقول :
خالد : وليش ما اتوديـن الياهله عند ابوها ؟!
ارتفع صوت الحرمه اكثر وهيه تتصنع القهــر:
الحرمه : هنيه اساس المشكله .. ابوهــا وبعد ما طلقني .. انكــر نسبـه لهذي البنيه .. يعني انكـر ابوتـه الها .. واتهمني في شرفي .. طبعا خوفا على مشــاعر زوجته الاولى.. او بالأصح خوفا من غضبها عليه !!!
قطع خالد رمستها وهوه يتساءل بعجب :
خالد : وليش ما اشتكيتي عليه في الشرطــة ؟؟
هــزت الحرمه راسها بالايجاب وقالت :
الحرمة : انا فعلا اشتكيت عليه .. لكن ..
سكتت الحرمه شويه ثم تابعت :
الحرمة : في البدايه انكـر زواجي منه من الاساس .. خصوصا ان زواجنا كان في بلدي .. وكل الارواق الخاصة بالزواج كانت عنده .. لكن .. وبعد الاتصال في بلدي .. قدرنا انحصل على نسخه ثانيه من عقد الزواج ، وعشان جذيه اضطر انه يعترف ان كان متزوجني .. لكنه قال ان علاقتي فيه انتهت بعد الطلاق .. واستمر في انكاره لبنته هذي .. خصوصا انه ما عندي ولا ورقة تثبت ميلادها او هويتها .. وحتى نسخ المستشفى الخاص ما كانت كافيه لاثبات النسب الكلي .. وساعتها اضطرت الشرطة انها اتحول القضية للمحكمة .. وانته عارف ان دروب المحاكم طويله ومكلفه وانا فقيره ما اقدر عليها، واكثر عن جذيه اني مهدده بالتسفير لان بقائي في الدوله غير قانوني بعد طلاقي من زوجي ..
اطالعها خالد بنظرات ناريه وقال :
خالد : كل الكلام الي قلتيه ما يبرر الجريمه اللي سويتيها بحق بنتج هذي .. شو ذنب ها البنيه البرئيه في كل اللي صار ؟؟!
اطالعته الحرمه بنظرات استهزاء وقالت :
الحرمه : شو ذنبها ؟! ذنبها ان ابوها ما اعترف فيها ؟؟.. بذمتك بس .. كيف بتعيش ها البنيه؟! .. كيف بتعيش بدون اســم .. بدون ابــو ..
اتخيل شكثر الالــم اللي بتعاني منه في حياتها اليــايه .. وعشان جذيه .. الموت ارحملها بوايد من الآلام .. الآم الواقع اللي تنتظرها بحياتها اليايه ..
حرك خالد راسه بعصبيه شديده وهوه يقول بحزم :
خالد : سمعيني زين .. الله تعالى هو اللي خلقها .. وقادر انه يربيها ويسعدها مهمن كانت ظروف حياتها .. وقادر انه يحول حياة أي انسان وبأي لحظة من اقصى عسـر الى اقصى يـسر ، ومو من حقكم ابدا تنهون حياتها بذريعة خوفكم من مستقبلها ، لان المستقبل بيد الله ، والارض كلها بيد الله يمنحها ويورثها من يشاء من عباده ..
نكست الحرمه براسها للارض ، وما عرفت بشوه اتجاوب ، لكنها رفعت راسها وهيه اتقول ببرود وسخرية :
الحرمه : والحينه .. شو ناوي اتسوي .. ما بتعطينا الصغيره ؟!
ارتسمت تكشيره شديده على ويه خالد وقال :
خالد : للأسف ما بيدي شي الحينه ولا فيني قوه اقدر اجازيكم فيها على فعلتكم الشنيعة هذي ..بس الصغيره هذي ما بتاخذونها عني .. ومستحيل أسلمـها لمجرمين مثلكم ..
اتساءلت الحرمه ببرود ولا مبالاة :
الحرمه : عيل .. وين بتوديها ؟!!
استاء خالد من برودها الفظيع لكنه قال :
خالد : بوديها عند ابوها .. وبحاول اني انصحه واقنعه انه يعترف فيها حتى لو لزم الامر اني اخبره باللي صار اليوم منكم .. لكن قبل هذا.. عطوني رقم ابوها الحينه .. وبسرعه .
سرى شيء من التوتر عند الحرمه ، وظلت ساكته وما ردت على خالد ، وهذا اللي جعله يصرخ بويها ويقول :
خالد : واللي روحي بيده ، اذا ما عطيتوني رقمه والحينه لارتكب فيكم جريمه ، وادفنكم مكان ما انتوا واقفين .. فهمتوا ..
التفتت الشــابة صوب اختها ، واتبادلت معاها نظرات حايره ، ثم التفتت مره ثانيه صوب خالد واترددت ثواني قبل لا تتكلم واتلقــن خالد الرقــم ، وبعد ما اتسجل الرقم في مخيلة خالد قال بلهجة آمــرة حازمــة :
خالد : يا الله .. اتحركوا .. روحوا .. ما ابغي اشوف ها الويوه الكريهه جدامي ..
وفعلا .. اتحركوا وبسرعه اكبر مما اتصور خالد ، وكأنها ما صدقوا ينتهي هذا الموقف .. واول ما وصلت الحرمة الاولى لجدار المقبرة اتسلقت السلم على عجل وفقزت خارج المقبرة ، وشاركتها الحرمة الثانيه نفس التصرف ، وتبعهم خالد بعد هذا ، اللي اتسلق السلم بكل حذر لانه حامل وشال الياهل بايده ، واول ما وصل لاعلى الجدار، لمح الحرمتين وهم يتحركون ويركبون سياره قديمة جدا كانت مدسوسه تحت شجره ( سمـر) كبيره ، وركبوها بسرعه وشغلوها وضوت انوارها ، وبحركة عفويه اتركزت عيون خالد على رقــم السياره ، قبل لا تتحرك السياره بسرعه وتتلاشي نهائيا عن أنظــار خالد ، وبعدها ، قفـز خالد بهدوء من على الجدار وهوه ماسك الياهله بقوه بيده ، واول ما استقر على الارض اتحرك مباشرة جهة المكان الواقف فيها ماجــد .
وبها الوقت كان ماجد جالــس في السيارة والتوتر والقلق قد بلغ عنده حده الاقصى ، خصوصا بعد الصرخة العنيفه اللي سمعها وهوه في السيارة ، لدرجة انه فكر انه ينزل من السيارة ويدخل المقبرة .. لكن .. خوفه منعه .. وفضل انه يصبر ويثبـت بمكانــة اطول فترة ممكنه ..
وفي غمــرة من ارتباكه وترقبه ، لمح ماجد صورة أو خيال انسان يتحرك من بعيد ويتجه صوبه مباشرة ، ولحظتها فتح ماجد ضوء الكشاف الصغير عشان يتبين ملامح هذا الشخص ، لكن الضوء ما كان كافي من ها المسافة لأبـراز وتوضيح كل معالمــه ، ولهذا.. انتظر ماجد ثواني اكثر ليما وضحت الصورة بعينه اكثر قبل لا يكتشف ان الشخص اللي يتحرك صوبــه هوه خالد نفســه ، وهنيه ارتاحت نفسيته وارتسمت ابتسامه خفيفه على شفاته .. لكن .. ولما اقترب خالد اكثر ، اتحولت هذي الابتسامه الى عبوس وشحوب ودهشه وحتى رعب ، بسبب المنظر اللي كان عليه خالد .. لانه شاف خالد بثيــاب متقطعة ، وملطـخه بالـدم ، واكثر ما شد انتباهه وزاد استغرابه ، هو الجسم الصغير اللي حاملنة خالد في ايده ، ولهذا حرك ماجد وهــز راسه مرات كثيره وكأنه ما مصدق اللي قاعدة اتشوفه عينه .. ولما اقترب خالد اكثر ، ايقــن ماجد بصدق ما تراه عينه.
اقترب خالد من السيـارة ، وجسمه يترنح من شدة التعب والارهاق ، وكأنه ظاهــر للتو من معركة حربية ، واول ما وصل للسيارة فتح باب السياره بسرعة ، ورمى نفسه على الكرسي المقابل لماجد ، ومدد الطفلة الصغيره على حضنه وهوه يلهث بشدة ، وبها الوقت نطــق ماجد وهوه يقول بكل استغرب ودهشه :
ماجد : خالد !!! انته داش المقبـرة عشـان اطلع العمـل ، وتطلع منهــا بيــاهل !!!
التفـتـله خالد بسرعه ، واتكلم بصعوبه وضيق فقال :
خالد : يا ماجد .. الله ايخليك .. مب وقته الحينه .. اتحرك خلنا انروح من هنيه بســرعة ..
مع آخر كلمة نطقها خالد ، شغل ماجد سيارته على عجل ، وقبل ما يكتمل دوران محركها ، ضغط ماجد على دواسة البترول بالكامل ، وانطلقت السياره من مكانها ، وهيه مخلفة وراها عاصفة من الغبار ، وبعد ثواني قليله استقرت السيارة بالفعل على الشارع الرئيسي .. ولحظتها .. اتكلم خالد وجسمه مازال ينتفض من التعب :
خالد : آآ .. ماجد .. ما عندك صندوق اسعاف في سيارتك .. الياهــله هذي مجروحه ، وجرحها اختلط بالرمل ، وانا خايف انه يتلــوث ، وعشان جذيه لازم يتنظـف ويطهــر الجرح ..
هــز ماجد راسه بايجاب وهوه يقول :
ماجد : هيه عندي .. بتلاقي الصنــدوق تحت كرسيك بالضبط ..[/align]
عضت الحرمه على شفايفها بغصه وقالت بحنق :
الحرمة : ليما عرفت زوجته الاولى بسالفة زواجه .. صراحه ما ادري كيف عرفت ؟؟ مع ان زوجي ما خبرها .. يمكن من بعض الناس اللي عرفوا ، ويمكن شكـت في سلوكه وبياته مرات برع بيتها ويمكن آآ ..
قطع خالد رمستها بعد ما زاد ضيقه من كثرة التفاصيل اللي اتقولها فصرخ بويها وقال :
خالد : ما علينا كيف عرفت .. شو صار بعدين .. وشو علاقة ها الشي بها الياهله ؟!!
ما أثرت صرخت خالد بنفسية الحرمة ولا ببرودها ، واستمر جبل الجليد في الكلام فقالت بعد ما ارتفع صوتها شويه :
الحرمة : بعد ما عرفت زوجته بسالفة زواجه .. قامت القيامة .. وانفتحت ابواب جهنم الحمراء بويه زوجي .. وبعد ما سبته ووصفته بابشع الالقاب والاوصاف .. ضربته بالتعاون مع اخوانها .. لدرجة ان زوجي كره اليوم اللي انولد فيه .. وبسبة هذا الضغط .. اجبروه انه ايطلقني.. ويرميني انا وبنتي في الشارع . ولولا اختي هذي الواقفه جدامك واللي استضافتـنا في شقتها الصغيره .. كنا بتنـا انا والياهله هذي في الشارع ..
حرك خالد حواجبه بدهشه وهوه يقول :
خالد : وليش ما اتوديـن الياهله عند ابوها ؟!
ارتفع صوت الحرمه اكثر وهيه تتصنع القهــر:
الحرمه : هنيه اساس المشكله .. ابوهــا وبعد ما طلقني .. انكــر نسبـه لهذي البنيه .. يعني انكـر ابوتـه الها .. واتهمني في شرفي .. طبعا خوفا على مشــاعر زوجته الاولى.. او بالأصح خوفا من غضبها عليه !!!
قطع خالد رمستها وهوه يتساءل بعجب :
خالد : وليش ما اشتكيتي عليه في الشرطــة ؟؟
هــزت الحرمه راسها بالايجاب وقالت :
الحرمة : انا فعلا اشتكيت عليه .. لكن ..
سكتت الحرمه شويه ثم تابعت :
الحرمة : في البدايه انكـر زواجي منه من الاساس .. خصوصا ان زواجنا كان في بلدي .. وكل الارواق الخاصة بالزواج كانت عنده .. لكن .. وبعد الاتصال في بلدي .. قدرنا انحصل على نسخه ثانيه من عقد الزواج ، وعشان جذيه اضطر انه يعترف ان كان متزوجني .. لكنه قال ان علاقتي فيه انتهت بعد الطلاق .. واستمر في انكاره لبنته هذي .. خصوصا انه ما عندي ولا ورقة تثبت ميلادها او هويتها .. وحتى نسخ المستشفى الخاص ما كانت كافيه لاثبات النسب الكلي .. وساعتها اضطرت الشرطة انها اتحول القضية للمحكمة .. وانته عارف ان دروب المحاكم طويله ومكلفه وانا فقيره ما اقدر عليها، واكثر عن جذيه اني مهدده بالتسفير لان بقائي في الدوله غير قانوني بعد طلاقي من زوجي ..
اطالعها خالد بنظرات ناريه وقال :
خالد : كل الكلام الي قلتيه ما يبرر الجريمه اللي سويتيها بحق بنتج هذي .. شو ذنب ها البنيه البرئيه في كل اللي صار ؟؟!
اطالعته الحرمه بنظرات استهزاء وقالت :
الحرمه : شو ذنبها ؟! ذنبها ان ابوها ما اعترف فيها ؟؟.. بذمتك بس .. كيف بتعيش ها البنيه؟! .. كيف بتعيش بدون اســم .. بدون ابــو ..
اتخيل شكثر الالــم اللي بتعاني منه في حياتها اليــايه .. وعشان جذيه .. الموت ارحملها بوايد من الآلام .. الآم الواقع اللي تنتظرها بحياتها اليايه ..
حرك خالد راسه بعصبيه شديده وهوه يقول بحزم :
خالد : سمعيني زين .. الله تعالى هو اللي خلقها .. وقادر انه يربيها ويسعدها مهمن كانت ظروف حياتها .. وقادر انه يحول حياة أي انسان وبأي لحظة من اقصى عسـر الى اقصى يـسر ، ومو من حقكم ابدا تنهون حياتها بذريعة خوفكم من مستقبلها ، لان المستقبل بيد الله ، والارض كلها بيد الله يمنحها ويورثها من يشاء من عباده ..
نكست الحرمه براسها للارض ، وما عرفت بشوه اتجاوب ، لكنها رفعت راسها وهيه اتقول ببرود وسخرية :
الحرمه : والحينه .. شو ناوي اتسوي .. ما بتعطينا الصغيره ؟!
ارتسمت تكشيره شديده على ويه خالد وقال :
خالد : للأسف ما بيدي شي الحينه ولا فيني قوه اقدر اجازيكم فيها على فعلتكم الشنيعة هذي ..بس الصغيره هذي ما بتاخذونها عني .. ومستحيل أسلمـها لمجرمين مثلكم ..
اتساءلت الحرمه ببرود ولا مبالاة :
الحرمه : عيل .. وين بتوديها ؟!!
استاء خالد من برودها الفظيع لكنه قال :
خالد : بوديها عند ابوها .. وبحاول اني انصحه واقنعه انه يعترف فيها حتى لو لزم الامر اني اخبره باللي صار اليوم منكم .. لكن قبل هذا.. عطوني رقم ابوها الحينه .. وبسرعه .
سرى شيء من التوتر عند الحرمه ، وظلت ساكته وما ردت على خالد ، وهذا اللي جعله يصرخ بويها ويقول :
خالد : واللي روحي بيده ، اذا ما عطيتوني رقمه والحينه لارتكب فيكم جريمه ، وادفنكم مكان ما انتوا واقفين .. فهمتوا ..
التفتت الشــابة صوب اختها ، واتبادلت معاها نظرات حايره ، ثم التفتت مره ثانيه صوب خالد واترددت ثواني قبل لا تتكلم واتلقــن خالد الرقــم ، وبعد ما اتسجل الرقم في مخيلة خالد قال بلهجة آمــرة حازمــة :
خالد : يا الله .. اتحركوا .. روحوا .. ما ابغي اشوف ها الويوه الكريهه جدامي ..
وفعلا .. اتحركوا وبسرعه اكبر مما اتصور خالد ، وكأنها ما صدقوا ينتهي هذا الموقف .. واول ما وصلت الحرمة الاولى لجدار المقبرة اتسلقت السلم على عجل وفقزت خارج المقبرة ، وشاركتها الحرمة الثانيه نفس التصرف ، وتبعهم خالد بعد هذا ، اللي اتسلق السلم بكل حذر لانه حامل وشال الياهل بايده ، واول ما وصل لاعلى الجدار، لمح الحرمتين وهم يتحركون ويركبون سياره قديمة جدا كانت مدسوسه تحت شجره ( سمـر) كبيره ، وركبوها بسرعه وشغلوها وضوت انوارها ، وبحركة عفويه اتركزت عيون خالد على رقــم السياره ، قبل لا تتحرك السياره بسرعه وتتلاشي نهائيا عن أنظــار خالد ، وبعدها ، قفـز خالد بهدوء من على الجدار وهوه ماسك الياهله بقوه بيده ، واول ما استقر على الارض اتحرك مباشرة جهة المكان الواقف فيها ماجــد .
وبها الوقت كان ماجد جالــس في السيارة والتوتر والقلق قد بلغ عنده حده الاقصى ، خصوصا بعد الصرخة العنيفه اللي سمعها وهوه في السيارة ، لدرجة انه فكر انه ينزل من السيارة ويدخل المقبرة .. لكن .. خوفه منعه .. وفضل انه يصبر ويثبـت بمكانــة اطول فترة ممكنه ..
وفي غمــرة من ارتباكه وترقبه ، لمح ماجد صورة أو خيال انسان يتحرك من بعيد ويتجه صوبه مباشرة ، ولحظتها فتح ماجد ضوء الكشاف الصغير عشان يتبين ملامح هذا الشخص ، لكن الضوء ما كان كافي من ها المسافة لأبـراز وتوضيح كل معالمــه ، ولهذا.. انتظر ماجد ثواني اكثر ليما وضحت الصورة بعينه اكثر قبل لا يكتشف ان الشخص اللي يتحرك صوبــه هوه خالد نفســه ، وهنيه ارتاحت نفسيته وارتسمت ابتسامه خفيفه على شفاته .. لكن .. ولما اقترب خالد اكثر ، اتحولت هذي الابتسامه الى عبوس وشحوب ودهشه وحتى رعب ، بسبب المنظر اللي كان عليه خالد .. لانه شاف خالد بثيــاب متقطعة ، وملطـخه بالـدم ، واكثر ما شد انتباهه وزاد استغرابه ، هو الجسم الصغير اللي حاملنة خالد في ايده ، ولهذا حرك ماجد وهــز راسه مرات كثيره وكأنه ما مصدق اللي قاعدة اتشوفه عينه .. ولما اقترب خالد اكثر ، ايقــن ماجد بصدق ما تراه عينه.
اقترب خالد من السيـارة ، وجسمه يترنح من شدة التعب والارهاق ، وكأنه ظاهــر للتو من معركة حربية ، واول ما وصل للسيارة فتح باب السياره بسرعة ، ورمى نفسه على الكرسي المقابل لماجد ، ومدد الطفلة الصغيره على حضنه وهوه يلهث بشدة ، وبها الوقت نطــق ماجد وهوه يقول بكل استغرب ودهشه :
ماجد : خالد !!! انته داش المقبـرة عشـان اطلع العمـل ، وتطلع منهــا بيــاهل !!!
التفـتـله خالد بسرعه ، واتكلم بصعوبه وضيق فقال :
خالد : يا ماجد .. الله ايخليك .. مب وقته الحينه .. اتحرك خلنا انروح من هنيه بســرعة ..
مع آخر كلمة نطقها خالد ، شغل ماجد سيارته على عجل ، وقبل ما يكتمل دوران محركها ، ضغط ماجد على دواسة البترول بالكامل ، وانطلقت السياره من مكانها ، وهيه مخلفة وراها عاصفة من الغبار ، وبعد ثواني قليله استقرت السيارة بالفعل على الشارع الرئيسي .. ولحظتها .. اتكلم خالد وجسمه مازال ينتفض من التعب :
خالد : آآ .. ماجد .. ما عندك صندوق اسعاف في سيارتك .. الياهــله هذي مجروحه ، وجرحها اختلط بالرمل ، وانا خايف انه يتلــوث ، وعشان جذيه لازم يتنظـف ويطهــر الجرح ..
هــز ماجد راسه بايجاب وهوه يقول :
ماجد : هيه عندي .. بتلاقي الصنــدوق تحت كرسيك بالضبط ..[/align]
تعليق