وطني الكبير
أقبلتُ من قلبي الصغير
أحدو وأبكي وجهك القلق الأسير
وطني المسمى في الخرائط موطني العربي
ماذا جرى؟
ماذا أرى؟
أهي انتباهة نائم؟
أم غفلة من قائم؟
إني أرى لكنني والله لست بفاهم
أأنام ؟ لا
لا لا أنام فموتنا بالذل ليس بنائم
سيجئني ميتا ويسلب عزتي والعز مفقود فقير
وأعود أسأل كم سؤال ملهب لكنه حتى السؤال يراق مثل مدامعي
في مهمه بيد رحيب واسع
حتى صداه يعود منهوكا على وجع السطور
وأعود يا وطني الكبير تحثني الأحداث والأحداث حثت بعضها
وأنا بها في نابها
أصغي إلى الضوضاء لكن يملأ الآذانَ صمت ساحر
فأسير لا أدري بنفسي أين وحدي سائر
وأنا الذي مذ كنت طفلا منشدا لبيك إسلام البطولة
والزمان يمر من بين الضلوع ولا بطولة أو رجولة أو ملب أو نصير
كم صحت في الدنيا أناديها
(فلسطين داري
ودرب انتصاري)
كم مرة صحنا
(سنخوض معاركنا معهم
وبكل القوة ندفعهم)
لكننا خضنا الذي خاضوا
ما زلتُ يا وطني الكبير أقولها
لكنني لم أمشِ في درب انتصاري
لا ولا صارت دماء القدس داري
أصبحت أبحث عن بقايا المال في درج الرئيس
حتى استقلت أرضنا من قبضة الأمن النفيس
المال يحدونا إلى الآمال
والآمال نحو المال
لكن لا مقر ولا مآل
ولا نعي أين المصيرْ
في تونس احترقت كنانة مصرَ واهتزت بمصرٍ نخوة اليمن السعيد
وأتت طرابلسُ العتيدة كي تعيد لها من المختار لحيته فأحرقت البطولة من جديد
عربيةً مرت رياح الشؤم هذا العام يا وطنْ
غربيةً شرقيةً بل إنها في الحق خضراء الدمن
تجري ولكن لست أعرف من يذرّيها لمن
كَذب الصدوق وكُـذِّب الصدّيق
والكذاب مصدوقٌ فما هذا الزمن!!؟
أواه يا وطني الكبير!
عَرفتك آهات الزمان وضادُك الغراءُ لا تدري سوى شعرِ الرثاءْ
أواهُ يا وطني الكبير من الخليجِ إلى المحيط أما هنالك من إباء؟
إني سئمت من البكاء
وبكى على حالي النحيب
أواه هل جف النمير
والنيل يجري في مصب الميسسبي والفرات بتلبيب
كم نسمة جرحت وآلاف من الأحرار ماتوا
وتسير يا وطني وتُخنق في يديك الأمنياتُ
أوهكذا هانت بتربتك الحياةُ
مهلا أيا وطني الكبير
أني أنا العربي يا وطني وفيك أنا كبير
ما زلتُ لا أرضى يراق دمي على قدم حقير
ما زلتُ يا وطني حفيد المجد من قدم العصور
ما زلت أكتبُ في سطوري المنهكاتْ
لبيك إسلام البطولة إنني نعم المجير
ما زلت أسمع مبصرا وأقول كلا
مازلت أطلب عزة الإسلام لا أرضى بأن أقتات ذلا
وأسير في شَممٍ أسير
ما زلتُ ترقبني عيونُ المعتدين وأنت يا وطني ضرير
ما زلتُ تلهبني سياط الحاقدين وأنت في ظهري تشير
ما زلتُ أحلم بالشموخ ولم يزل عندي ضمير
أنا أنت يا وطني الكبير وأنت لي وإليك يا وطني أصير
عد لي وعودوا إيها الشعب الذي نادى بإسقاط الدماء من الجباه إلى النحور
عد مطمئنا ليس في وسع التراب لنا مكان للشهيد الغائب المعنى
ولا في الأرض للحر المزيف من أمير
مر الربيع ولم يعد معنى لآيات الربيع
مر الربيع مكتفا من فوق أعناق الجموع
مر الربيع المر فوق حلوقنا كالعلقم الصاب الفظيع
مر الربيع وجاءنا صيف من البلوى مريع
وطني الكبير أما علمت بأنهم صاغوا معانيَ للشهامة
جعلوا الجهاد قتامة وأشد من معنى القتامة
قالوا لنا الإسلام يحمله إلى الآفاق من يدعى أسامة
نسجوا عمامته ولحيته لنا
ليعلقوا إرهابهم تحت العمامة
رسموا خرائطنا وأعطونا العقول ووزعوا فيها الفهامة
من هاهنا غرق الفرات وأسقطت أطواد كابولٍ على أقدامهم بعد الثبات
في كل يوم أوقظ الأحلام من حولي ولا تستيقظ الهمم الكبار
حاولت سيرا للعلا ومسحت يا وطني المسار
وجلست أرقب وجهك القلقَ الأسير
وأغالب الدمعاتِ كي أمضي وخلفي أنت مكتئب كسير
دعني هنا وطني وحيدا او فقم نرحل معا نشدو معا
(لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى
لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما)
تعليق