الطفل المشوه .. سلعه من نوع آخر
الركض وراء الشهرة والمال قد يدفعان إلى فعل ما لا يمكن فعله حقيقياً أو منطقياً، لكن هل ينطبق هذا وراء بعض المحطات العربية المعروفة عالمياً ولها إمكانتها المالية الضخمة لتستغل مناظر بشعة وتخرج بها أمام الجمهور في منظر لا أخلاقي أو إنساني وأقصد هنا بالتحديد صورة أو مشهد الطفل السوري حمزة الخطيب ذو العاشرة من العمر المشوه الذي يقال أن القوات السورية عذبته حتى الموت ، وإن كان الخبر صحيحاً وأن أو لم يكن كذلك وإن كان يحمل غايات سياسية ، لكن كيف يمكن لقناة عربية أن تبث ذلك المشهد البشع وأن يستمر العرض طيلة مدة تقرير عن الأحداث في سوريا مع التركيز على تفاصيل الجسم وكأن العرض لسلعة عرضت للبيع وليس لجسم طفل مشوه بتلك الطريقة التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة آدمي ، مشهد لا أخلاقي وأخترق أخلاقيات المهنة الإعلامية ولا إنساني لم يراعي المشاعر الإنسانية كما أن تشهير وإستغلال ذلك الجسد المعذب ليكون دعاية قوية للقناة الذي بثت ذلك وسبق صحفي بالدرجة الأولى أياً كان الهدف من ذلك فهذا بحد ذاته فعل جرائمي لا يغتفر لتلك القناة فهذا يحض على العنف وينشر الكراهية بين الناس ، فكم من الأطفال وقعت أعينهم على ذلك المنظر فهم لا يهمهم الخبر بكثر ما يجذبهم المشهد الذي يجعلهم يرسمون صورة سيئة لعالمهم الذي يعيشون فيه وبأنه عالم لا يستحق إلا أن يحقد عليه .
وأن كانت تبتغي من وراء ذلك إثارة الرأي العام ونقل الصورة لما يحدث في سوريا من جرائم فهو ليس بطريقة الاستغلال للأجساد المعذبة ، فهناك مئات الطرق لإيصالها لمن يجب أن تصل لهم الصورة لاتخاذ ما يرونه مناسباً حيال مرتكبي الجريمة الشنعاء سواء كانت حقيقية أو مفبركة وليس لها أساس من الصحة ، فالإعلام ينقل الخبر وليس مستغلاً للمشاهد اللا إنسانية من أجل الشهرة وكسب الجمهور .
إن اختلفت الوسيلة عن زيطة صانع العاهات والتبشيري هارولد كامبينج والقناة التي بثت منظر الطفل السوري المعذب حتى الموت ، لكن الهدف نفسه من حيث التمرد من القالب الأخلاقي والإنساني من أجل الوصول لكسب الجمهور تمهيداً لكسب ما هو أكبر من عقل الجمهور العربي..
تعليق