إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطفل المشوه .. سلعه من نوع آخر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطفل المشوه .. سلعه من نوع آخر

    الطفل المشوه .. سلعه من نوع آخر
    كان زيطة صانع العاهات وهو أحد شخصيات رواية زقاق المدق للكاتب الكبير نجيب محفوظ ، يقوم بصناعة العاهات للمتسولين سواء من خلال بتر الرجل أو اليد أو أي جزء من جسم المتسول حتى يثير انتباه الناس إليه بالشفقة فيحسنون عليه بما يجيدون ، وكان زيطة يكسب من ذلك العمل الكثير وكان متمرساً في عمله فيقوم بفحص الجسم نظرياً وبعدها يقوم بتحديد العاهه التي تلزم الزبون ، وكل ذلك من أجل العيش وكسب المال فقط ولو كان على حساب الصحة ، واكتسب زيطة من وراء ذلك شهرة كبيرة بين أوساط المتسولين الذين يقصدونه من عدة بقاع ، فكسب المال ومعها الشهرة كانا هدفان جيدان له ، والحال لم يختلف مع المذيع التبشيري وأن اختلفت الوسيلة أو المهمة حيث خرج للجمهور في برنامجه بأحدى المحطات الأمريكية ليعلن أن يوم القيامة سيكون في الحادي والعشرين من شهر مايو الحالي ولكن عندما فات التاريخ ولم يحدث شيء ظهر ليقول بأن حسبته كانت خاطئة وأن الموعد الجديد هو الحادي والعشرين من شهر أكتوبر القادم ، فهذا المذيع أستطاع من خلال بعض العقول الضعيفة أو المعدومة أن يكون لنفسه شهرة وشعبية على مستوى العالم مما سيؤمن له المال وبهذا فإنه ضرب عصفورين بحجر ، فزيطة صانع العاهات الذي كان يلعب شخصية الزاهد من الدنيا الفانية كان يكسب من وراء بتر الجسم معززاً عمله بما كان يتفوه به من معتقدات دينية وهارولد كامبينج كونه تبشيري فإن الملايين هم يؤمنون بما يقول وأن لم يصدقه العقل والمنطق ، فكلا الشخصيتين انسلختا من المبادئ الأخلاقية والإنسانية بغطاء الدين.
    الركض وراء الشهرة والمال قد يدفعان إلى فعل ما لا يمكن فعله حقيقياً أو منطقياً، لكن هل ينطبق هذا وراء بعض المحطات العربية المعروفة عالمياً ولها إمكانتها المالية الضخمة لتستغل مناظر بشعة وتخرج بها أمام الجمهور في منظر لا أخلاقي أو إنساني وأقصد هنا بالتحديد صورة أو مشهد الطفل السوري حمزة الخطيب ذو العاشرة من العمر المشوه الذي يقال أن القوات السورية عذبته حتى الموت ، وإن كان الخبر صحيحاً وأن أو لم يكن كذلك وإن كان يحمل غايات سياسية ، لكن كيف يمكن لقناة عربية أن تبث ذلك المشهد البشع وأن يستمر العرض طيلة مدة تقرير عن الأحداث في سوريا مع التركيز على تفاصيل الجسم وكأن العرض لسلعة عرضت للبيع وليس لجسم طفل مشوه بتلك الطريقة التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة آدمي ، مشهد لا أخلاقي وأخترق أخلاقيات المهنة الإعلامية ولا إنساني لم يراعي المشاعر الإنسانية كما أن تشهير وإستغلال ذلك الجسد المعذب ليكون دعاية قوية للقناة الذي بثت ذلك وسبق صحفي بالدرجة الأولى أياً كان الهدف من ذلك فهذا بحد ذاته فعل جرائمي لا يغتفر لتلك القناة فهذا يحض على العنف وينشر الكراهية بين الناس ، فكم من الأطفال وقعت أعينهم على ذلك المنظر فهم لا يهمهم الخبر بكثر ما يجذبهم المشهد الذي يجعلهم يرسمون صورة سيئة لعالمهم الذي يعيشون فيه وبأنه عالم لا يستحق إلا أن يحقد عليه .
    وأن كانت تبتغي من وراء ذلك إثارة الرأي العام ونقل الصورة لما يحدث في سوريا من جرائم فهو ليس بطريقة الاستغلال للأجساد المعذبة ، فهناك مئات الطرق لإيصالها لمن يجب أن تصل لهم الصورة لاتخاذ ما يرونه مناسباً حيال مرتكبي الجريمة الشنعاء سواء كانت حقيقية أو مفبركة وليس لها أساس من الصحة ، فالإعلام ينقل الخبر وليس مستغلاً للمشاهد اللا إنسانية من أجل الشهرة وكسب الجمهور .
    إن اختلفت الوسيلة عن زيطة صانع العاهات والتبشيري هارولد كامبينج والقناة التي بثت منظر الطفل السوري المعذب حتى الموت ، لكن الهدف نفسه من حيث التمرد من القالب الأخلاقي والإنساني من أجل الوصول لكسب الجمهور تمهيداً لكسب ما هو أكبر من عقل الجمهور العربي..

  • #2
    بعد غداء ذات يوم شب نقاش حول مصداقية القنوات الفضائية و أيهما أقرب للعرب و المسلمين "الجزيرة أم العربية"
    و كلٌ كان يفسر و يحلل و يؤكد على أن القناة الفلانية ضد و الأخرى مع العرب حسب رأييه و إختلفت الأراء
    و لم نخرج من ذلك النقاش بشيء مؤكد أو حتى مفيد.
    الحقيقة أن بعض القنوات تستغل "غباء عاطفتنا و سذاجتها" للترويج لنفسها
    و كأنها حملت على عاتقها أن تنقل الواقع بالمجان و أنها لا تطلب جزاء و لا شكورا، و لكنها عكس ذلك تماما و يجب علينا أن نعلم أن مبتغاه "الفلوس و الغوازي"
    لا غير ،و يأتي الجانب السياسي كالحاضر الغائب و كأنه مدسوس مختبئ.
    لا توجد في قنوات التلفاز الإخبارية قناة واحدة لا تسعى لكسب المال و هذا همها الأكبر
    و لكن الناس لا ينتبهون لهذا الأساس و تأخذهم العاطفة لكي يقولوا أن القناة الفلانية
    أصلها إسرائيلي و تلك أصلها أمريكي أو هذه مع المسلمين و تلك ضدهم.

    يا جماعة القنوات الإخبارية مهما إختلفت أجندتها السياسية فإنها تسعى لهدف واحد أساسي
    و هو جمع الأموال و ليس نقل الواقع كما يظن البعض.


    أشكر لك هذا المقال ...خالص الود

    هناك عدة طرق لمقاومة الإغراء ..
    والطريقة المثلى أن تكون جباناً !



    تعليق

    يعمل...
    X