النـــــورس الحزيـــــن
تسافر أيها النورس عبر مرافئ الدنيا
تُحلق في سماء الوجود فارشاً جناحك للهواء الطلق يحملك أنا شِئتَ في أعالي سماء النشوة
تُخلف وراءك مسافات واسعة من الهموم والمآسي والأحزان والتباكي
تحط في مرافئ الفرح فتحملها معك وتحط في مرافئ الحزن فتتركها وترحل عنها
ترحل عنها تاركها وتتركني فيها وحيداً لماذا أيها النورس لماذا تركتني وحيداً لماذا؟؟
لماذا لم تحملني معك رفيقاً لدربك؟
لماذا لم تحملني معك متاع لسفرك؟
لماذا لم تحملني معك معيناً لشدتك؟
أو مجرد بضاعة منسية مهملة في صناديق خزانتك..؟؟
لماذا تركتني في تلك الجزر البعيدة وحيداً ورحلت عني مخلفاً وراءك في داخلي مسافات من الأحزان والمآسي والهموم والتباكي
وصحاري من الصمت الجارح القاسي...
تركتني أيها النورس أصارع تيّارات الدهر وحيداً وأقف في صدر الريح العاصفة ذليلاً وملقاً وسط الجليد المتجمد قتيلاً
كيف تكون الحياة هكذا أيها النورس؟
كيف سيكون مدى الصمت مدوياً داخلي هكذا أيها النورس؟
كيف سيكون مدى شدة اليأس تنعق في داخلي هكذا أيها النورس؟
كيف وإلى متى سيعصرني الصبر هكذا أيها النورس؟
لقد سقط تاجي فوق الجبين..
لقد هوى كبريائي إلى الدفين..
لقد تحطم تمثالي إثر ونّات الأنين..
وتلاشت عبراتي عبر طيّات السنين..
ومزقتني جوارح الدهر تمزيقاً وعبثت بي صراف الدهر تصريفاً ورحلت ذكرياتي إلى البعيد البعيد
لقد رحلت بعيداً بعيدا....
((رحلت كالنورس الحزين)).
(شذرات من ديواني)
تعليق