يقول الشاعر ابو الطيب المتنبي في قصيدتة الغزلية
بعنوان ايا خدد الله ورد الخدود:
[align=center]
أيَا خَدّدَ الله وَرْدَ الخُــــدودِ ****وَقَدّ قُدودَ الحِسانِ القُــــــدودِ
فَهُنّ أسَلْنَ دَماً مُقْلَـــــــتي**** وَعَذّبْنَ قَلبي بطُولِ الصّـــدودِ
وكَمْ للهَوَى من فَتًى مُدْنَفٍ**** وكَمْ للنّوَى من قَتيلٍ شَهـــيدِ
فوَا حَسْرَتَا ما أمَرّ الفِراقَ**** وَأعْلَقَ نِيرانَهُ بالكُـــــــــبُودِ
وأغْرَى الصّبابَةَ بالعاشِقِينَ**** وَأقْتَلَهَا للمُحِبّ العَـــــــميدِ
وَألْهَجَ نَفْسي لغَيرِ الخَنَــــا**** بحُبّ ذَواتِ اللَّمَى والنّـــهُودِ
فكانَتْ وكُنّ فِداءَ الأمـــيرِ ****ولا زالَ مِنْ نِعْمَةٍ في مَـــزيدِ
لقَد حالَ بالسّيفِ دونَ الوَعيدِ ****وحالَتْ عَطاياهُ دونَ الوُعودِ
فأنْجُمُ أمْوالِهِ في النّحُــوسِ**** وأنْجُمُ سُؤّالِهِ في السّــــــعُودِ
ولَوْ لمْ أخَفْ غَيرَ أعْداـئِـــهِ**** عَلَيْهِ لَبَشّرْتُهُ بالــــــــــــخُلُودِ
رَمَى حَلَباً بِنَواصِي الخُيُولِ**** وسُمْرٍ يُرِقْنَ دَماً في الصّـــعيدِ
وبِيضٍ مُسافِرَةٍ ما يُقِمْــــــ****ـنَ لا في الرّقابِ ولا في الغُمُودِ
يَقُدْنَ الفَنَاءَ غَداةَ اللّقـــــاءِ**** إلى كلّ جيشٍ كَثيرِ الـــــــعَديدِ
فَوَلّى بأشياعِهِ الخَرْشَنـــيُّ ****كَشاءٍ أحَسّ بِزَأرِ الأسُـــــــودِ
يَرَوْنَ مِنَ الذّعر صَوْتَ الرّياحِ**** صَهيلَ الجِيادِ وخَفْقَ البُنُودِ
فَمَنْ كالأميرِ ابنِ بنْتِ الأميـ**** ـرِ أوْ مَنْ كآبائِهِ والجُـــــــدُودِ
سَعَوْا للمَعالي وَهُمْ صبْيَةٌ ****وسادوا وجادوا وهُمْ في المُهودِ
أمَالِكَ رِقّي ومَنْ شَـــــأنُهُ**** هِباتُ اللُّجَينِ وعِتْقُ العَبـــــــــيدِ
دَعَوْتُكَ عِندَ انْقِطاعِ الرّجَا ****ءِ والمَوْتُ مني كحَبل الوَريـــــدِ
دَعَوْتُكَ لمّا بَراني البَـــلاءُ ****وأوْهَنَ رِجْليّ ثِقْلُ الــــــــــحَديدِ
وقَدْ كانَ مَشيُهُما في النّعالِ**** فقَد صارَ مَشيُهُما في القُيُـــودِ
وكنت منَ النّاسِ في مَحْفِلٍ**** فَها أنَا في مَحْفِلٍ مِنْ قُـــــــرُودِ
تُعَجِّلُ فيّ وُجوبَ الحُــــدودِ**** وَحَدّي قُبَيلَ وُجوبِ السّــــــجودِ
وقيل: عَدَوْتَ على العالمينَ**** بَينَ وِلادي وبَينَ القُـــــــــعُودِ
فَما لَكَ تَقْبَلُ زُورَ الكَــــــلامِ**** وقَدْرُ الشّهادَةِ قَدْرُ الشّـــــهُودِ
فَلا تَسْمَعَنّ مِنَ الكَاشِحِينَ**** وَلا تَعْبَأنّ بِعِجْلِ اليَــــــــــــهُودِ
وكنْ فارِقاً بينَ دَعوَى أرَدتُ ****وَدَعوَى فَعَـــــــلْتُ بشَأوٍ بَعيدِ
وفي جُودِ كَفّيْكَ ما جُدْتَ لي ****بنَفسي ولوْ كنتُ أشْقَى ثَمُــودِ [/align]
تعليق