إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة ميلاد جرح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة ميلاد جرح

    مساء الخير لجميع مبدعي العاشق وهذا المنتدى الرائع
    اليوم سأشارككم أحد القصص التي كتبتها وهي قصة ميلاد جرح أرجوا أن تنال إعجابكم:

    قصة ميلاد جرح
    اللحظات الأولى لميلاد الجرح

    الآلام النازفة للجرح عبرت متدفقةً ومخترقةً وهج المشاعر الجيّاشة ، كانت ولادته عسيرةً بما صاحبها من نزفٍ شديد لصور الذكرى المؤلمة، والصورة التي تجمعت أجزاؤها برهةً من الزمن منطلقةً باتجاه وجدانه ، وعابرةً أزقته الحالكة، وملامسةً سطحاً مرصعاً بأحاسيسه ، وتنطلق الزفرة الأولى لمخاض جرحً بدى للوهلة الأولى سطحياً ولكن العابر دروبه يرى العمق الذي خلفته الصورة، والمشاعر المُتساقطة على طرقاته.

    ******************************
    الدقيقة الأولى لميلاد الجرح.

    لا يزال الجرح غارقاً في آلامه والتهاباته ، ومرور اللحظات لم يخلِّف إلا عاصفةً من الأوجاع المتفرقة على جنباته على الرغم من تفكك أجزاء الصورة وشظاياها على ضفاف الجرح ، لكنه مازال يزمجر عالياً كأنه ولد اللحظة.
    *******************************

    ساعة أولى لميلاد الجرح

    بدأ النزف يزداد، وأخاديد الجرح تتجه إلى أعماق الذكرى دون توقف ، وتصرخ ممتلئة بآلاف الصور المحاطة بغلاف شفاف من بريق الحزن ولوعة الفراق، وكل من نظر للجرح يرى براكينه ثائرة ملتهبة على الرغم من كل المحاولات لإيقاف فيضاناته المتّقِدة على جانبَيِ الجرح، وبدأ اليأس ينسج خيوطه سريعاً وسمَاكة شباكه تقف حائلا دون الأمل بالشفاء.

    *******************************

    اليوم الأول لميلاد الجرح.

    الشباك تزداد سماكة وبعدا باتجاه اللاعوده، والجرح على شفا زفرة من النهاية ، وخيوط الشباك توسِّع أخاديده كالبحر المسجور من المشاعر التي تكابد الحمم المتدفقة إلى السطح.

    *******************************

    الأسبوع الأول لميلاد الجرح.

    مرت سبعة أيام على ميلاد الجرح، وبراكينه مازالت تُنهِك الجسد الذابل ، وتستمد ثورة حممها من ينبوع مشاعره الملتهبة.
    طبقات الجرح صارت سبعة ، وبُعدُ السطح عن الأعماق أصبح متاهة غارقة في الظلمة.
    لا بد أن يستمد الجسم شيئاً من طاقته ليتغلب على شباك اليأس المحيطة به، ، وأن يجد ترياقاً يكسر الحاجز الممتد على طول الجرح، فالمشاعر أيقضت كل الصور الكئيبة التي أجَّجَت الجرح ، لابد من إيقاف السيل الجارف من هذه الصور ، وتُفتح ألبومات أخرى من الذاكرة ينسال منها بلسم النسيان ، لتطفي لهيب الجرح الحارق ، وينقشع معها الحاجز ، وتتحطم شباك اليأس ، وتشرق شمس الأمل على مساحة الجرح الممتدة.

    *********************************
    شَهر مضى على ميلاد الجرح.

    ثلاثون يوما في معمعة الجرح النازف كانت كفيلة بأن تعلن الذاكرة رغبتها في المقاومة ، متسلحة ببلسم النسيان والذكريات الجميلة المصاحبة لإلتقاط الصورة.

    رويدأً.. رويدأ الجَريحُ بدأ يتماثل للشفاء ، وسطوة الجرح بدأت بالإنحسار ، والبراكين خمدت باتجاه الأعماق ، ولكن حرارتها مازالت مخزونة في المشاعر العميقة للحظة الميلاد.

    *********************************

    سَنة مضت على ميلاد الجرح.

    دارت الأيام سريعاً على ذكرى الميلاد ولكن الذاكرة تُطبِقُ في سجن مظلم الأحاسيس الأليمة في أعماقها، ويبدو على سطح الجرح أن جليد النسيان قد تقوى وأصبح متيناً.


    *********************************



    خمس سنوات مضت على ميلاد الجرح...

    أو نصف عقد من الزمان على الذكرى الأولى لإنبثاق جرح الجريح ، وهو يظن أن جليد النسيان أصبح موغلاً إلى أعمق أخدود حفره الجرح عند ميلاده، وكان لابد من إختبار سُمكِ الجليد بعد مضي كل هذا الوقت، والجريح بدى واثقاً من إنتصاره وقوة البلسم الشافي الذي صار جليدأ لا يستهان به.

    ها هو الجريح يعود لمكان ميلاد الجرح متحدياً أجزاء الصورة المبعثرة في مساحات بعيدة من الذاكرة ، ولكن روح الغدر إنبعثت مجدداً في أجزاء الصورة المبعثرة وهي تعود للإلتصاق كسيفِ جلادٍ إشتاق إلى الإرتواء من دماء ضحاياه مُحدِثا صدعاً في جليد النسيان كان كفيلاً بانفجار مشاعر الألم القديمة التي أذابت الجليد معلنتاً ميلاد الجرح مجدداً.


    الحياة مبدء
    21/6/2011
    http://upload.omanlover.org/out.php/...d422sg8epj.jpg
    مبدئي في الحياة هو:
    إزرع جميلاً ولو في غير موضعه *** فلا يضيع جميل أينما زرعا

يعمل...
X