الأمس الجميل
بالأمس كنا هنا ، نتلو قصائد الغرام لكل منا ، واليوم أنا وحدي هنا ، غارقا في ذكرى الأمس الجميل .. كنا لا نطيق فراقا ولو لثواني ، وكانت كلما تأخرت في خطوة رجعت لتأخذني بيدها لكن اليوم بحر وجبال بيننا ولم ترجع لتأخذ يدي كما كانت بالأمس تفعل .
كانت كلما تأخرت في الرد تعاتبني واليوم لا أسمع صوت تلك الرسائل لأيام كثيرة ..
كانت لا تنام قبل أن تسمع صوت حبيبها ولن تغلق حتى تسمع كلمة أحبك لكن اليوم لم أسمع تلك الأغنية التي أخترتها لها عند أتصالها لي لفترة طويلة . كانت تتصل لتسمع صوتي ، وكانت تسرق الثواني خوفا أن يراها أحد لتتحدث معي ، فقد كانت أقل محادثة فلا تتعدى الدقيقة عادتا ولكنها كانت الأروع. بالفعل كانت صدى
بالأمس كان لقاءا بيننا ، بين الأشجار فوق الأسطح بين الأزقة .. بأي مكان لكن كان هناك لقاء.
بالأمس كانت ترتجي صورتي عندما تحن لرؤيتي ، واليوم لم تعد تطلبها كما كان في السابق ، بل لم تعد تبعث صورها التي كانت تفاجئني بها عندما أستيقظ في الصباح ، كم كان جميل أن تستيقظ على وتر نغمة الرسائل لترى بها صورة من تحب! ..
فبالأمس كنت في إنتظار ولهفة .. فحتى يوم الأمس ، كنت ذلك الذي طالما أهتم بأناقتة من أجلها ، فلا أخرج إلا وأنا متأكد من كامل أنافتتي خوفا من أن تراني ولست بمظهر جميل ، وأعتدت أن أحلق ذقني بشكل شبه يومي وأن أهتم بشعري الطويل وأن ألبس أجمل الأقمصة وأحط أجمل العطور لتراني ذلك الملاك الذي كانت تحلم للقائه ، لكن اليوم لم أعد كما كنت ، فشعري أشعث وذقني الذي تحول إلى لحية طويلة متبعثرة ، فقد أختفت ملامحي الجميلة ، ولم تعد أمي تطلب مني أن تحط لعيني الكحل لتبدو أكثر جمالا عندما أكون متأنقا فقد أصبحت كعجوز أشعث ، فهي الأخرى أرتأت أن عيني أعتراها السواد وملامحي الجميلة أختفت ، وريحتي النتنة ، عنوان آخر لسقمي ، فما عدت أذكر ذاك العطر الذي سلب عقل العذارى بمروري فقط ، وبشرتي التي أسمرت وتجعدت ومظهري الباهت ، بالفعل كأنني عجوز أحمق. ما عدت ذلك الذي يظهر من قرية يعتلي الغبار شوارعها وأبنيتها ، ما عدت ذاك الذي كان يمشي مميزا بين البقية ، فقد أصبحت مثلهم ، فلا أعلم إلى أين أنا ذاهب ، بل أخرج بلا هدف أو مآل ، أصبحت شهوتي أو نزوتي تحكمني . فقد أصبحت مغفلا يساق من شلة إلى أخرى ومن مفسدة إلى مفسدة أشد منها . فحتى الأمس كنت أحمل في محفظتي القلم العتيق الذي كنت أكتب به أشعار واصفا بها جمالها ولكنه اليوم أختفى لأستبدله بسجائر بت أدخنها حتى تحولت شفتاي إلى سواد.
هذا أنا سيدتي فلا تتعجبي من مظهري أو من لجام أسود كثيف على وجهي أو من ريحتي النتنة ، فقد قتل كياني بالأمس ليتك تعلمين.. الأمس الجميل
بالأمس كنا هنا ، نتلو قصائد الغرام لكل منا ، واليوم أنا وحدي هنا ، غارقا في ذكرى الأمس الجميل .. كنا لا نطيق فراقا ولو لثواني ، وكانت كلما تأخرت في خطوة رجعت لتأخذني بيدها لكن اليوم بحر وجبال بيننا ولم ترجع لتأخذ يدي كما كانت بالأمس تفعل .
كانت كلما تأخرت في الرد تعاتبني واليوم لا أسمع صوت تلك الرسائل لأيام كثيرة ..
كانت لا تنام قبل أن تسمع صوت حبيبها ولن تغلق حتى تسمع كلمة أحبك لكن اليوم لم أسمع تلك الأغنية التي أخترتها لها عند أتصالها لي لفترة طويلة . كانت تتصل لتسمع صوتي ، وكانت تسرق الثواني خوفا أن يراها أحد لتتحدث معي ، فقد كانت أقل محادثة فلا تتعدى الدقيقة عادتا ولكنها كانت الأروع. بالفعل كانت صدى
بالأمس كان لقاءا بيننا ، بين الأشجار فوق الأسطح بين الأزقة .. بأي مكان لكن كان هناك لقاء.
بالأمس كانت ترتجي صورتي عندما تحن لرؤيتي ، واليوم لم تعد تطلبها كما كان في السابق ، بل لم تعد تبعث صورها التي كانت تفاجئني بها عندما أستيقظ في الصباح ، كم كان جميل أن تستيقظ على وتر نغمة الرسائل لترى بها صورة من تحب! ..
فبالأمس كنت في إنتظار ولهفة .. فحتى يوم الأمس ، كنت ذلك الذي طالما أهتم بأناقتة من أجلها ، فلا أخرج إلا وأنا متأكد من كامل أنافتتي خوفا من أن تراني ولست بمظهر جميل ، وأعتدت أن أحلق ذقني بشكل شبه يومي وأن أهتم بشعري الطويل وأن ألبس أجمل الأقمصة وأحط أجمل العطور لتراني ذلك الملاك الذي كانت تحلم للقائه ، لكن اليوم لم أعد كما كنت ، فشعري أشعث وذقني الذي تحول إلى لحية طويلة متبعثرة ، فقد أختفت ملامحي الجميلة ، ولم تعد أمي تطلب مني أن تحط لعيني الكحل لتبدو أكثر جمالا عندما أكون متأنقا فقد أصبحت كعجوز أشعث ، فهي الأخرى أرتأت أن عيني أعتراها السواد وملامحي الجميلة أختفت ، وريحتي النتنة ، عنوان آخر لسقمي ، فما عدت أذكر ذاك العطر الذي سلب عقل العذارى بمروري فقط ، وبشرتي التي أسمرت وتجعدت ومظهري الباهت ، بالفعل كأنني عجوز أحمق. ما عدت ذلك الذي يظهر من قرية يعتلي الغبار شوارعها وأبنيتها ، ما عدت ذاك الذي كان يمشي مميزا بين البقية ، فقد أصبحت مثلهم ، فلا أعلم إلى أين أنا ذاهب ، بل أخرج بلا هدف أو مآل ، أصبحت شهوتي أو نزوتي تحكمني . فقد أصبحت مغفلا يساق من شلة إلى أخرى ومن مفسدة إلى مفسدة أشد منها . فحتى الأمس كنت أحمل في محفظتي القلم العتيق الذي كنت أكتب به أشعار واصفا بها جمالها ولكنه اليوم أختفى لأستبدله بسجائر بت أدخنها حتى تحولت شفتاي إلى سواد.
هذا أنا سيدتي فلا تتعجبي من مظهري أو من لجام أسود كثيف على وجهي أو من ريحتي النتنة ، فقد قتل كياني بالأمس ليتك تعلمين.. الأمس الجميل
تعليق