على صوت مياه نهر الراين وبأجراس الكنائس واليسوع المغروس وقوفاً في الحقول لحمايتها من الضرر أو العين تستقبل مدينة راين هاوزن الألمانية ضيوفها وأن كان أهلها لم يتعودوا على استقبال الضيوف من خارج بلدهم أو على الأقل قارتهم ، حيث القرية الأوربية التي يفوح منها عبق أصالة أوربا الماضي وبتقاليد وعادات تغسل ما يرسخ في الذهن من الصور اللاأخلاقية التي تشوب الحياة الأوربية في المدينة وكما تبوح بها المسلسلات التي تنقل إلينا عبر الشاشات الصغيرة أو الكبيرة إلا أن هذه المدينة تحكي تفاصيل مختلفة لحياة ألمانية محافظة من قلب أوربا حيث تحتضن أناس يكدحون من أجل العيش ولهم أهداف أسمى مما قد يرسمها العربي أو المسلم عن تلك البلدان المنفتحة أو المتقدمة . أول ما يصادفك شخص فالابتسامة والتحية وإن كانت بالألمانية أول ما يلقى عليك فمن محطات القطار يستقبلونك بالمساعدة وأن لم تطلب منهم ذلك وقد لا يتركونك حتى يتضح لهم أنك وصلت إلى المكان المقصود أو ألتقيت بالشخص الذي تنشده ، فأنت غريب ومرحب بك ، وإذا تجولت في حي سكني يقاطعك أحدهم بصحن من الفواكه المحلية التي جناها من الحقول المنتشرة في تلك المنطقة لتتذوقها كنوع من الكرم ، وإن كان حاجز اللغة الألمانية مشكلتك في التعامل مع بائع أو صاحب خدمة، فإن مر عليك شخصاً يجيد الانجليزية فلن يتردد في التدخل والتسهيل بالترجمة بالانجليزية.
في راين هاوزن يبدأ اليوم ما أن تشرق أشعة الشمس بأول خيوطها حيث صوت أجراس الكنائس الموجودة في كل حي على الأقل والجرارات المتجهة للحقول أو صوت أقدام الخيول الشاقة طريقها لنهر الراين فالكل متجه لعمله في الأرض التي يملكها ليجني ما يجني من الثمار أو إقتطاع الخشب للتهيؤ لفصل الشتاء بصقيعه الذي يحول القرى الخضراء إلى قطعة بيضاء ، وتجد آخر يقوم بطلاء منزله أو إصلاح ما يجب إصلاحه فقلما تجدهم يستعينون بعامل للقيام بعمل ما في المنزل والمرأة تساعد أيضاً في ذلك ، وينتهي اليوم قبل أن تغيب الشمس في الساعة العاشرة إلا أن قلة من المطاعم البسيطة التي تخدم سكان المنطقة ، وليس من حياة ليلية بالمعنى الأوربي المليئة بالعبث والمبالغة في الشرب.
أما الأحياء السكنية فلها نصيبها من مساحات لعب الأطفال وإن كانت بسيطة فتتجمع الأمهات مع أطفالهم في تلك المنطقة ليقضي الأطفال وقتهم في اللعب مع الأطفال الأخرين ، وهي الفترة من اليوم التي تتبادل فيه النساء الحديث مع بعضهن البعض وإن مر أحدهم يلقى التحية مع الابتسامة .
وفي نهاية الأسبوع وهو يوم الأحد يوم العبادة والمثابرة أيضاً تجد الكبار في السن أو المسئول عن المنزل يعتني بحديقته الصغيرة ويقوم بتقليم ما فيها من أشجار وأزهار فهو يقضي حتى نصف اليوم في هذه المهمة ، أما العائلة فهي تشبه ثبات العائلة العربية الأصيلة فالجد والجدة هم من يهتم بالطفل في حالة انشغال الأب والأم والزيارات العائلية واجبة بين العائلات وإلا فهو مقصر إجتماعياً ويستحق العتاب ، وبعدها يخصص باقي اليوم للأحفاد كما هي الحال مع عائلة ريتا تلك المرأة الألمانية التي تقضي وقتها في أعمال المنزل ، حيث تستقبل ريتا عائلتها يوم الأحد لتقدم لهم وجبة ألمانية تقليدية ، وأن كنت ضيفها في ذلك اليوم فهذا يعني أنها ستقف على رأسك حتى تنتهي من تناول الوجبة (تعازم) ، وتقدم لك المزيد في حالة رأت بأن هناك تلذذاً بالطعام ، وكنوع من الضيافة أيضاً تدعوك في رحلة على متن قارب في نهر الراين ، هناك تجد تواضع ورقي أخلاق الأبناء فصاحب القارب الذي يطوف بك في رحلة نهرية يساعده ابنه طالب الجامعة في صيانه القارب ونقل الركاب لإيمانه بأن أبيه يصرف عليه من هذه المهنة ويجب أن يساعده فيها كل ما سنحت له الفرصة لذلك.
وأن كانت التقنية والتطور باختلافه خرج من تلك الدول إلا أنه ليس كل جديد مرغوب ومرحب به ، فالخطوط الحمراء أيضاً موجوده فالانترنت لدى الأبناء هو في حدود الحصول على المعلومة والاستفادة ، فحفيد ريتا يتوسل لأبية ليسمح له بالحصول على حساب في الفيس بوك لكن الأب يعارض وبأن الوقت لم يحن بعد ليدخل إلى هذا العالم الغير معروفة أهدافه على خلاف أطفالنا الذي أصبحوا يرضعون الفيس بوك منذ صغرهم والآباء فرحين بما يملكه الابن من مهارة في استخدام التقنية ، لكن لدى الألمان تقنية أخرى وهي تقنية الأفلاج التي أشتهر بها عرب الخليج العربي ، فالأفلاج توجد في المناطق القريبة من رين هاوزن كمدينة أوفنبيرج أو هيربولزهايم ، ووجودها ليس مستحدثاً بل هي قديمة وقد يكون منبعها من نهر الراين إلا أنها تحيط بالمحال التجارية لتعطي منظر مختلف وجذاب للمكان فالحقول هناك ليست بحاجة إلى مياة الأفلاج فهي مروية بالمطر طوال أيام السنه.
تودعك المدينة بهدوئها المعتاد وحقولها الخضراء وشوارعها البسيطة واحترام أهلها وتعلم أن وقت رحيلك قد حان عندما تسمع صوت القطار وهو يصل محطة أوفن بيرج وهي المحطة الأقرب لتلك المنطقة هنا أنتهت رحلتي لألمانيا متجهة إلى فرنسا التي ستأتي في مقال قادم.
في راين هاوزن يبدأ اليوم ما أن تشرق أشعة الشمس بأول خيوطها حيث صوت أجراس الكنائس الموجودة في كل حي على الأقل والجرارات المتجهة للحقول أو صوت أقدام الخيول الشاقة طريقها لنهر الراين فالكل متجه لعمله في الأرض التي يملكها ليجني ما يجني من الثمار أو إقتطاع الخشب للتهيؤ لفصل الشتاء بصقيعه الذي يحول القرى الخضراء إلى قطعة بيضاء ، وتجد آخر يقوم بطلاء منزله أو إصلاح ما يجب إصلاحه فقلما تجدهم يستعينون بعامل للقيام بعمل ما في المنزل والمرأة تساعد أيضاً في ذلك ، وينتهي اليوم قبل أن تغيب الشمس في الساعة العاشرة إلا أن قلة من المطاعم البسيطة التي تخدم سكان المنطقة ، وليس من حياة ليلية بالمعنى الأوربي المليئة بالعبث والمبالغة في الشرب.
أما الأحياء السكنية فلها نصيبها من مساحات لعب الأطفال وإن كانت بسيطة فتتجمع الأمهات مع أطفالهم في تلك المنطقة ليقضي الأطفال وقتهم في اللعب مع الأطفال الأخرين ، وهي الفترة من اليوم التي تتبادل فيه النساء الحديث مع بعضهن البعض وإن مر أحدهم يلقى التحية مع الابتسامة .
وفي نهاية الأسبوع وهو يوم الأحد يوم العبادة والمثابرة أيضاً تجد الكبار في السن أو المسئول عن المنزل يعتني بحديقته الصغيرة ويقوم بتقليم ما فيها من أشجار وأزهار فهو يقضي حتى نصف اليوم في هذه المهمة ، أما العائلة فهي تشبه ثبات العائلة العربية الأصيلة فالجد والجدة هم من يهتم بالطفل في حالة انشغال الأب والأم والزيارات العائلية واجبة بين العائلات وإلا فهو مقصر إجتماعياً ويستحق العتاب ، وبعدها يخصص باقي اليوم للأحفاد كما هي الحال مع عائلة ريتا تلك المرأة الألمانية التي تقضي وقتها في أعمال المنزل ، حيث تستقبل ريتا عائلتها يوم الأحد لتقدم لهم وجبة ألمانية تقليدية ، وأن كنت ضيفها في ذلك اليوم فهذا يعني أنها ستقف على رأسك حتى تنتهي من تناول الوجبة (تعازم) ، وتقدم لك المزيد في حالة رأت بأن هناك تلذذاً بالطعام ، وكنوع من الضيافة أيضاً تدعوك في رحلة على متن قارب في نهر الراين ، هناك تجد تواضع ورقي أخلاق الأبناء فصاحب القارب الذي يطوف بك في رحلة نهرية يساعده ابنه طالب الجامعة في صيانه القارب ونقل الركاب لإيمانه بأن أبيه يصرف عليه من هذه المهنة ويجب أن يساعده فيها كل ما سنحت له الفرصة لذلك.
وأن كانت التقنية والتطور باختلافه خرج من تلك الدول إلا أنه ليس كل جديد مرغوب ومرحب به ، فالخطوط الحمراء أيضاً موجوده فالانترنت لدى الأبناء هو في حدود الحصول على المعلومة والاستفادة ، فحفيد ريتا يتوسل لأبية ليسمح له بالحصول على حساب في الفيس بوك لكن الأب يعارض وبأن الوقت لم يحن بعد ليدخل إلى هذا العالم الغير معروفة أهدافه على خلاف أطفالنا الذي أصبحوا يرضعون الفيس بوك منذ صغرهم والآباء فرحين بما يملكه الابن من مهارة في استخدام التقنية ، لكن لدى الألمان تقنية أخرى وهي تقنية الأفلاج التي أشتهر بها عرب الخليج العربي ، فالأفلاج توجد في المناطق القريبة من رين هاوزن كمدينة أوفنبيرج أو هيربولزهايم ، ووجودها ليس مستحدثاً بل هي قديمة وقد يكون منبعها من نهر الراين إلا أنها تحيط بالمحال التجارية لتعطي منظر مختلف وجذاب للمكان فالحقول هناك ليست بحاجة إلى مياة الأفلاج فهي مروية بالمطر طوال أيام السنه.
تودعك المدينة بهدوئها المعتاد وحقولها الخضراء وشوارعها البسيطة واحترام أهلها وتعلم أن وقت رحيلك قد حان عندما تسمع صوت القطار وهو يصل محطة أوفن بيرج وهي المحطة الأقرب لتلك المنطقة هنا أنتهت رحلتي لألمانيا متجهة إلى فرنسا التي ستأتي في مقال قادم.
تعليق