الساعة كانت تقترب إلى السابعة والنصف والمرضى بدؤوا ينهالون إلى المستشفى ظناً بأن بمجيئهم باكراً هو خلاص لهم من عذاب الانتظار والازدحام ، دقائق وامتلئت المقاعد والأنظار تتجه إلى غرفة الطبيب لعل الممرضة تخرج وتنادي الأسماء ، الهدوء يحاول أن يسود المكان لولا بعض الأحاديث النسائية الجانبية وصياح بعض الأطفال ألماً من مرض أو طلباً لشيء لم يلبى .. تتوالى الدقائق والساعات وباب غرفة الطبيب لم يفتح إلا لمرات معدودة تزيد من توتر المراجعين ولا تقلل من أعدادهم ، وفي وسط هذه الأجواء تتنامى إلى الآذان أصوات خرخشة سلاسل حديدية تضرب على الأرض وتسير ببطء وكأنها ارتبطت بجسم غير قادر على الحركة بها أو رفعها من على الأرض وكأنها تزحف قسراً ، هذا الصوت وحده استطاع أن يضفي هدوءاً كلياً على المكان فاستدارت الرؤوس جميعها باتجاه الصوت الذي لم يعرف مصدره بعد وهو يقترب تدريجياً فظهر أحد أفراد الشرطة محملاً بالسلاح يتبعه رجلاً مرتدياً لباساً أزرق فظفاظاً منحني الرأس يحاول أن يسرق الأنظار من الأسفل ضُمت يداه لبعض بسلاسل من حديد وكذلك قدماه حيث مصدر الصوت تبعه شرطي آخر ، أوقِف الرجل مستنداً على الجدار لزحمة المقاعد ، فاستغلت بعض الأمهات هذا المنظر مع وجود الشرطة لتهدئة أطفالهن الذي باتوا يحدقون استغرابا واستنكاراً .
المشهد لم يكن الوحيد من نوعه فهي مشاهد تتكرر في عدد من المؤسسات الصحية ويصبح السجين مشهد يتسلى به المراجعين من رتابة الوقت ، أما السجين فقد تجردت مشاعره من كل صفات الإنسانية للموقف الذي وضع به فمهما كانت تهمته هو إنسان يُنفذ عقابه في المكان المخصص لذلك فلماذا يتم التشهير به أمام الناس في الأماكن التي يتجمع بها مئات المراجعين يومياً فيعامل بتلك الطريقة ، فنظرات الناس إليه هي أشد عقاب نفذ عليه ، والناس لا ترحم .
فما هي الإجابة التي يجب أن تجدها لطفلك تبريراً لذلك الموقف الغير عادي ، كيف يمكن مسحها من ذاكرته ؟ فهو مشهد استثنائي يبصم في الذهن.
أين هي لجنة حقوق الإنسان من هكذا تصرفات لماذا لا يكون هناك قوانيين يراعى فيها السجين كونه إنساناً قبل أن يكون مجرد مجرم يُعرى من إنسانيته ، نعم هناك مراعاة للسجين في سجنه والسجن يمتاز بجميع المواصفات العالية وقد يقترب إلى أن يكون فندق ذو الخمس نجوم ولكن هذه النقطة يجب عدم الإغفال عنها فهي تثير حفيظة المجتمع في الوقت نفسه تجعل السجين في موقف أكثر من محرج.
هذا إذا ما أخذ بعين الاعتبار بأن المادة (29) من قانون السجون العمانية تنص على أن (يخصص لكل سجن طبيب مقيم يعاونه عدد كاف من المساعدين يكون مسؤولاً عن اتخاذ ما يكفل المحافظة على صحة النزلاء ووقايتهم من الأمراض) ، إذا كان القانون يكفل حق الرعاية الصحية في السجن، أليس من باب الإنسانية أن يخصص لمثل هذه الحالات أوقاتاً معينة ليتم معاينتهم بعيداً عن أعين الناس ، أو أن يجلب للمستشفى بملابس غير ملابس السجن مع وجود شرطة بملابس مدنية بحيث لا يلفت الناس إليه ويكون كغيره من المراجعين أو أن يقوم الأطباء المتخصصين بزيارات دورية لمستشفى السجن لمعاينة من هم بحاجه للعلاج ، الحلول كثيرة لكن يجب أن تأخذ بعين الاعتبار للتفكير بها جدياً .
يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة).
المشهد لم يكن الوحيد من نوعه فهي مشاهد تتكرر في عدد من المؤسسات الصحية ويصبح السجين مشهد يتسلى به المراجعين من رتابة الوقت ، أما السجين فقد تجردت مشاعره من كل صفات الإنسانية للموقف الذي وضع به فمهما كانت تهمته هو إنسان يُنفذ عقابه في المكان المخصص لذلك فلماذا يتم التشهير به أمام الناس في الأماكن التي يتجمع بها مئات المراجعين يومياً فيعامل بتلك الطريقة ، فنظرات الناس إليه هي أشد عقاب نفذ عليه ، والناس لا ترحم .
فما هي الإجابة التي يجب أن تجدها لطفلك تبريراً لذلك الموقف الغير عادي ، كيف يمكن مسحها من ذاكرته ؟ فهو مشهد استثنائي يبصم في الذهن.
أين هي لجنة حقوق الإنسان من هكذا تصرفات لماذا لا يكون هناك قوانيين يراعى فيها السجين كونه إنساناً قبل أن يكون مجرد مجرم يُعرى من إنسانيته ، نعم هناك مراعاة للسجين في سجنه والسجن يمتاز بجميع المواصفات العالية وقد يقترب إلى أن يكون فندق ذو الخمس نجوم ولكن هذه النقطة يجب عدم الإغفال عنها فهي تثير حفيظة المجتمع في الوقت نفسه تجعل السجين في موقف أكثر من محرج.
هذا إذا ما أخذ بعين الاعتبار بأن المادة (29) من قانون السجون العمانية تنص على أن (يخصص لكل سجن طبيب مقيم يعاونه عدد كاف من المساعدين يكون مسؤولاً عن اتخاذ ما يكفل المحافظة على صحة النزلاء ووقايتهم من الأمراض) ، إذا كان القانون يكفل حق الرعاية الصحية في السجن، أليس من باب الإنسانية أن يخصص لمثل هذه الحالات أوقاتاً معينة ليتم معاينتهم بعيداً عن أعين الناس ، أو أن يجلب للمستشفى بملابس غير ملابس السجن مع وجود شرطة بملابس مدنية بحيث لا يلفت الناس إليه ويكون كغيره من المراجعين أو أن يقوم الأطباء المتخصصين بزيارات دورية لمستشفى السجن لمعاينة من هم بحاجه للعلاج ، الحلول كثيرة لكن يجب أن تأخذ بعين الاعتبار للتفكير بها جدياً .
يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة).
تعليق