وعاد من كنف السهر.... بعد ما ودع رفقاء السوء... يجر أذيال الثمالة... معطر بريحة الحانات ..مثقل بجراح الديون ..لا تكاد ترتسم له ملامح بيته.... لتقف مركبته ذات الإطارات الغريبة بجانب ذالك المنزل الذي يخيم عليه الصمت ويلتحفه المساء بالعتمة.... وكعادته وقبل دخوله المنزل يشعل معشوقته.. ليودع يومه المكفهر.. المرهق بأعصاب الرتابة... وبعدها مشى متثاقلا وكأن الأرض تهوي به... ويدخل منزله ليجد زوجته تكابد عذاب المخاض.. ويصرخ في وجهها...." لماذا تبكين؟؟!! ها أنا عدت... لم أمت!!"....لترد عليه المسكينة وطواحين الألم تعصر جسدها الضعيف........." أنسيت باني في شهري الأخير"... وفي تلك اللحظة تنتشله بره من الوعي المؤقت..... ويقول " هيا أسرعي لنذهب إلى المستشفى".. وفي الطريق بداء الصراع بينه وبين أمواج الكرى وعصف التعب والنوم يشلان حركة تركيزه... وأنفاسه المعتقة بالنبيذ.. تنذر بمأساة خلف الكواليس... والزوجة المسكينة .. يزورها الموت في وشاح الألم ...... وقبل دقائق من وصولهم المستشفى.. تنحرف السيارة لتحتضن النخيل... وقبل احتراقها..... يلوح بصيص من الأمل وينتشل جثمان الزوجة لينقل إلى المستشفى وروحها تفارق جسدها الطاهر...وهناك يقف الطاقم الطبي على رصيف العجز.. لإنقاذ الام ووليدها بعد ساعتين من المحاولات البائسة في غرفة العمليات ...... وبعد ساعات يستفيق الأب الفاشل من الغيبوبة المؤقتة التي أدخلته غرفة العناية المركزة اثر خروجه من السيارة قبل أن اصطدامها...... ويسأل والذعر يعتريه واليأس يملي جبهته ...... أين أنا؟؟؟!!... ماذا جرى؟؟!!... والأطباء والممرضات من حوله .... لتقع عينيه على والده العجوز الذي لم يحتمل الفاجعة لتشاركه دموعه المأساة ويحتضن ابنه ويتنهد بكلمات كان فحواها ..."في الرابعة صباحًا أسدل ستار المأساة برحيل زوجتك وطفلك البكر ذو الجمال الرباني إلى دار القرار..."
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الماساة "قصة قصيرة"
تقليص
X
-
[align=justify]" إنا لله وإنا إليه راجعون "
لو لم يكن أثرها وعواقبها وخيمة لما نهى عنها القرآن - الخمرة وكل أنواع المسكرات - .
شكرا أخي على ماتفضلت به لنا .[/align][align=center]http://www.omanlover.org/vb/uploaded...1165058154.png[/align]
[align=center]
كقبضة اليد قلبي في مساحته
:
:
لكنه ساحة كبرى لحبيبته [/align]
تعليق