[align=center]للخيال مساحات بلا حدود وللحب أحلام لا يوقفها إلاّ موت الأمل..
فلنوقد المدفأة هذه الليلة.. وربما لن نحتاج إلى ذلك، فقد يدفئكم الخيال وحده بما يكفي..
وهذه هدية شتوية صغيرة مني إليكم[/align].
[align=center]---------------------------------------------------------------[/align]
[grade="FFA500 FF4500 FF1493 800080 0000FF"][align=center](أقصوصة صيف في قلب الشتاء)[/align][/grade]
[align=center][/align]
[align=center]مع أول شعاع شمس ذهبي يسقط على عينيها، قفزت (غوانا) من سريرها بنشاط، واتجهت نحو خزانة ملابسها وفتحتها..
-مممممم، ماذا أرتدي اليوم؟ جناحي فراشة؟ أم ياترى صدفة حلزون؟
خرجت من بيتها الصغير مثلث الشكل تجر خلفها ذيل سحلية، فقطعت الشارع لتمشي على الرصيف الطويل المؤدي إلى منطقة (لاشئ)، وراحت تدندن: ( كأن لم أرَ السماء من قبل..كأن لم ألحظِ الشمس من قبل)
والتقت في الطريق بشرطية المرور (وحيدة) فتبادلت المرأتان تحية الصباح بحرارة شمس ذلك اليوم الدافئ نفسها.
غوانا: أين أجد البحر؟
وحيدة: أتذهبين إلى البحر اليوم؟ آه..ما أروع ذلك! أبلغيني عنه إن وجدتِه.
أكملت (غوانا) المشي على الرصيف يتبعها ذيل السحلية متراقصاً خلفها على وقع النغم يميناً..يساراً..يميناً..يساراً
(كأن لم أرَ السماء من قبل..كما لم ألحظِ الشمس من قبل)
شدّتها رائحة الخبز الطازج، فدلفت إلى مخبز العم (لبيب)، وبدون أن ينطق هذا الأخير بكلمة، ألقى إليها برغيف خبز ساخن كان قد أخرجه للتوّ من فرنه العتيق. التقطت (غوانا) الرغيف، فتأبّطته وخرجت من المخبز وهي تفكر أن لا داعٍ لأن تسأل العم (لبيب) عن مكان البحر..فهو بلا شك، لا يعرف!!
وراحت في طريقها على الرصيف الوردي تنثر ألحان أغنيتها وتتجه بإصرار عنيد نحو البحر المجهول.
وسرعان ما التقت بالسيدة (أم حازم) تمسك بيد طفلها (مرح) بقبضة حديدية، وتقوده إلى المدرسة ككل صباح.
قالت (غوانا) ببعض الخجل الممزوج بالتردد: (سيدتي..عذراً على الإزعاج، هل تعرفين أين يمكنني أن أجد البحر؟)
أجابت السيدة (أم حازم) بحزم: ليس في أي مكان بالنسبة لسحلية! من الأفضل لكِ أن تذهبي إلى المدرسة!
وفي هذه الأثناء كان الطفل (مرح) قد غافل أمه، فحرر نفسه من قبضتها وراح يلهو بذيل السحلية المتحرك ببطء
يميناً...يساراً..يميناً..يساراً
أسرعت السيدة أم حزم تمسك بيد طفلها وتشدّه معها، إلى المدرسة.
واصلت (غوانا) الغناء بلحنٍ حزين
(كأن..لم..أرَ السماء من قبل، كأن..لم...ألحظ الشمس..من قبل)
فيما توقفت بجانبها سيارة الفتى (صقر) ذا القبعة البرتقالية، فأنزل زجاج نافذة سيارته قبالتها، وحيّاها.
صقر: صباح الخير
غوانا –بلا حيوية-: صباح النور
صقر: اركبي، سأذهب بكِ اليوم إلى البحر
غوانا، وقد التمعت عيناها بشغف لم تعرف له مثيل: البحر!!
صقر: البحر..المحيط، سأريكِ الحوت أيضاً!
قفزت (غوانا) إلى جانب (صقر)، فانطلقت بهما السيارة، وهناك بدأت (غوانا) تغني بلحنها المرح من جديد:
(كأن لم أرََ السماء..كأن لم ألحظِ الشمس)
وأجاب صاحب القبعة البرتقالية بلحن أخّاذ:
(حتى وجدتك..حتى وجدتك)
(فلا بحر أعمق ولا أرض أوسع..حين وجدتك)
ورددا معاً بلحن جديد هذه المرة، لم تسمعه (غوانا من قبل)
(كما لم أرَ السماء، كما لم ألحظ الشمس..حتى وجدتك
وحين وجدتك، فلا بحر أعمق ولا أرض أوسع...)
وبجوار السيارة الحمراء المحلقة فوق المحيط الأزرق، مر حوت بحجم الشاحنة، يمخر عباب السماء ويصدر رذاذاً وهديراً ولكن (غوانا) و(صقر) لم يلحظا وجوده، فكل ما كانت (غوانا) تشعر به اللحظة هو ذيل سحلية آخر يلتف بذيلها فيتعانقان معاً وينصهران.[/align]
[align=center][/align]
[align=center]---------------------------------------------------------------[/align]
[align=center]فتاة الموسيقا
18 نوفمبر 2005[/align]
فلنوقد المدفأة هذه الليلة.. وربما لن نحتاج إلى ذلك، فقد يدفئكم الخيال وحده بما يكفي..
وهذه هدية شتوية صغيرة مني إليكم[/align].
[align=center]---------------------------------------------------------------[/align]
[grade="FFA500 FF4500 FF1493 800080 0000FF"][align=center](أقصوصة صيف في قلب الشتاء)[/align][/grade]
[align=center][/align]
[align=center]مع أول شعاع شمس ذهبي يسقط على عينيها، قفزت (غوانا) من سريرها بنشاط، واتجهت نحو خزانة ملابسها وفتحتها..
-مممممم، ماذا أرتدي اليوم؟ جناحي فراشة؟ أم ياترى صدفة حلزون؟
خرجت من بيتها الصغير مثلث الشكل تجر خلفها ذيل سحلية، فقطعت الشارع لتمشي على الرصيف الطويل المؤدي إلى منطقة (لاشئ)، وراحت تدندن: ( كأن لم أرَ السماء من قبل..كأن لم ألحظِ الشمس من قبل)
والتقت في الطريق بشرطية المرور (وحيدة) فتبادلت المرأتان تحية الصباح بحرارة شمس ذلك اليوم الدافئ نفسها.
غوانا: أين أجد البحر؟
وحيدة: أتذهبين إلى البحر اليوم؟ آه..ما أروع ذلك! أبلغيني عنه إن وجدتِه.
أكملت (غوانا) المشي على الرصيف يتبعها ذيل السحلية متراقصاً خلفها على وقع النغم يميناً..يساراً..يميناً..يساراً
(كأن لم أرَ السماء من قبل..كما لم ألحظِ الشمس من قبل)
شدّتها رائحة الخبز الطازج، فدلفت إلى مخبز العم (لبيب)، وبدون أن ينطق هذا الأخير بكلمة، ألقى إليها برغيف خبز ساخن كان قد أخرجه للتوّ من فرنه العتيق. التقطت (غوانا) الرغيف، فتأبّطته وخرجت من المخبز وهي تفكر أن لا داعٍ لأن تسأل العم (لبيب) عن مكان البحر..فهو بلا شك، لا يعرف!!
وراحت في طريقها على الرصيف الوردي تنثر ألحان أغنيتها وتتجه بإصرار عنيد نحو البحر المجهول.
وسرعان ما التقت بالسيدة (أم حازم) تمسك بيد طفلها (مرح) بقبضة حديدية، وتقوده إلى المدرسة ككل صباح.
قالت (غوانا) ببعض الخجل الممزوج بالتردد: (سيدتي..عذراً على الإزعاج، هل تعرفين أين يمكنني أن أجد البحر؟)
أجابت السيدة (أم حازم) بحزم: ليس في أي مكان بالنسبة لسحلية! من الأفضل لكِ أن تذهبي إلى المدرسة!
وفي هذه الأثناء كان الطفل (مرح) قد غافل أمه، فحرر نفسه من قبضتها وراح يلهو بذيل السحلية المتحرك ببطء
يميناً...يساراً..يميناً..يساراً
أسرعت السيدة أم حزم تمسك بيد طفلها وتشدّه معها، إلى المدرسة.
واصلت (غوانا) الغناء بلحنٍ حزين
(كأن..لم..أرَ السماء من قبل، كأن..لم...ألحظ الشمس..من قبل)
فيما توقفت بجانبها سيارة الفتى (صقر) ذا القبعة البرتقالية، فأنزل زجاج نافذة سيارته قبالتها، وحيّاها.
صقر: صباح الخير
غوانا –بلا حيوية-: صباح النور
صقر: اركبي، سأذهب بكِ اليوم إلى البحر
غوانا، وقد التمعت عيناها بشغف لم تعرف له مثيل: البحر!!
صقر: البحر..المحيط، سأريكِ الحوت أيضاً!
قفزت (غوانا) إلى جانب (صقر)، فانطلقت بهما السيارة، وهناك بدأت (غوانا) تغني بلحنها المرح من جديد:
(كأن لم أرََ السماء..كأن لم ألحظِ الشمس)
وأجاب صاحب القبعة البرتقالية بلحن أخّاذ:
(حتى وجدتك..حتى وجدتك)
(فلا بحر أعمق ولا أرض أوسع..حين وجدتك)
ورددا معاً بلحن جديد هذه المرة، لم تسمعه (غوانا من قبل)
(كما لم أرَ السماء، كما لم ألحظ الشمس..حتى وجدتك
وحين وجدتك، فلا بحر أعمق ولا أرض أوسع...)
وبجوار السيارة الحمراء المحلقة فوق المحيط الأزرق، مر حوت بحجم الشاحنة، يمخر عباب السماء ويصدر رذاذاً وهديراً ولكن (غوانا) و(صقر) لم يلحظا وجوده، فكل ما كانت (غوانا) تشعر به اللحظة هو ذيل سحلية آخر يلتف بذيلها فيتعانقان معاً وينصهران.[/align]
[align=center][/align]
[align=center]---------------------------------------------------------------[/align]
[align=center]فتاة الموسيقا
18 نوفمبر 2005[/align]
تعليق