.....سفيرة الأخلاق.....
يحكى في قديم الزمان عن بلورات قوى الخير التي كانت توجد في بلدة يسودها الحب والسلام..يحكمها شيخ حكيم...وكانت هذه البلورات متجمعة على شكل دائري وبقلبها توجد بلورة التقوى التي هي أساس إنارتهن ..وكانت بمثابة رمز للبلدة...وكان كل من يقطن في البلدة متمسك بها...
وكان للشيخ ستة أبناء ...وبعد وفاته اختلف الأبناء فيما بينهم في حكم البلدة ومن سيتولى مسؤولية الحفاظ على(بلورات قوى الخير)...وبعد نقاش طويل دار بينهم قرروا تقسيم البلدة إلى ست قرى..وأن يتولى كل واحد منهم مسؤولية الحفاظ على بلورة من البلورات..ويكون مسؤولا تلك عن القرية..فتقسمت بذلك البلدة إلى ست قرى...وانفصلت البلورات عن بعضها..بعد أن كان نورها يغطي كل أرجاء البلدة..وانتهزت قوى الشر فرصتها لتسرب مكائدها إلى القرى كل على حدة بعد أن كانت بلدة مترابطة مع بعضها,,
ومرت السنوات..وازداد تسرب قوى الشر يوما بعد يوم...وانتشرت الفوضى والفساد في كل أرجاء القرى ..وضعفت قوى بلورات الخير..
إلى أن قرر حكماء القرى الوصول إلى حل عادل ومصلح لما أفسدوه بقرارهم...
فأجمعوا على تعيين شخص من القرى نفسها ليقوم بإعادة تجميع البلورات مع بعضها ويكون (سفيرا للأخلاق للناس)...
فعملوا على البحث عن الشخص المناسب...فاختاروا فتاة تدعى (يمنى)..فقد رأوا فيها الشجاعة وحبها لمساعدة الناس وعلاوة على ذلك لم تستطع قوى الشر زعزعتها عن دينها وأخلاقها..
ولكن لكي يقوموا باعتمادها يجب عليها اجتياز الإمتحان...
وكانت (يمنى) تعيش بالقرية التي توجد بها (بلورة التقوى)...وعندما أعلموها وافقت دون أي تردد وتعهدت بأن تبذل أقصى ما لديها من جهد..
فانطلقت في رحلتها متوكلة على الله واثقة بنجاحها في مهمتها الشاقة..
فوصلت إلى أول قرية بعد قريتها ..والتي تحمل (بلورة التعاون)
فلما دخلت القرية رأت شيخا منهكا فسألها ماءا فأسقته..
ثم قال لها:هل لك أن تقوديني إلى داري؟؟
فابتسمت يمنى وقادته إلى منزله وسألته عن منزل حكيم القرية..
فأجابها:حكيم القرية يقف أمامك..ولقد اجتزت امتحانك وتستحقين أن تكوني حاملة (لبلورة التعاون)فقد طبقت الآية الكريمة لقوله عز وجل "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
وآمل أن تتخطي جميع العقبات التي ستواجهك..
فشكرته يمنى ..والسعادة تغمرها لتخطيها أول قرية...
ثم انطلقت إلى القرية التي توجد بها( بلورة الإخلاص),,وهي واثقة الخطى..
وعندما وصلت توجهت إلى حكيم القرية ..وعندما قابلته رحب بها..ثم قال لها:عليك يا منى أن تجتازي الامتحان لكي أسلمك (بلورة الإحلاص)
فأعطاها بعض القش وقال لها:عليك أن تقومي بصنع سلة من القش وعليك أن تنهيها في يومين كحد أقصى..فعملت يمنى جاهدة على إنهاء السلة في الوقت المحدد لكنها لم تفلح فقد كانت المهلة قصيرة جدا..
فأصابتها خيبة أمل وحزنت..فأقبل عليها حكيم القرية ..وقال لها: أريني عملك..فلما رآها ابتسم وقال لها:لقد فعلت حسنا فلقد أتقنت عملك وأخلصت النية يا يمنى ..وأنت مؤهلة لحمل (بلورة الإخلاص) فالإخلاص هو ثمرة التقوى..تابعي رحلتك بنية خالصة وصادقة لله تعالى وحده..
وخذي هذه السلة وسلميها لحكيم القرية التي تلي هذه القرية....
تفاجأت يمنى بردة فعل الحكيم...فشكرته بامتنان وهي تكاد تطير من الفرح,,
وبعدها ودعت الحكيم بابتسامة شفافة تحمل كل معاني الثقة والإصرار..
وواصلت رحلتها الشاقة..وبعد عياء وصلت للقرية وقابلت حكيم قرية(بلورة الأمانة) وسلمته السلة..
وعندما فتحها ..قال لها::أنتي فتاة أمينة يا يمنى فبرغم رحلتك الطويلة لم تتناولي شيئا منها..وهذه هي (بلورة الأمانة) ..
فشكرت يمنى الحكيم وتابعت طريقها إلى إلى القرية الخامسة والتي تحمل (بلورة الصدق) وعندما وصلت قابلها الحكيم..وقال لها:عليك يا يمنى أن تجيبيني عن سؤالي قبل أن أعطيك البلورة ..
فشكرت يمنى الحكيم وتابعت طريقها إلى إلى القرية الخامسة والتي تحمل (بلورة الصدق) وعندما وصلت قابلها الحكيم..وقال لها:عليك يا يمنى أن تجيبيني عن سؤالي قبل أن أعطيك البلورة ..
فسألها:كيف تكوني صادقة في حياتك؟؟فأجابته وبثقة تتدفق مع كلماتها:بإخلاصي في كل عمل من أعمالي لله تعالى وحده..وأصدق الناس بمحبتي وأقوالي...
فأعجب الحكيم بكلامها فأعطاها بلورة (الصدق)..
ابتهجت يمنى ..وقدمت امتنانها لحكيم القرية..
وتابعت طريقها إلى آخر قرية والتي تحمل (بلورة الصبر)
وعندما وصلت استقبلها حكيم القرية بحفاوة..فقال:أهلا بك يا يمنى أيتها الفتاة الصبورة..المتوقدة بالعزيمة والإصرار والإرادة..فهنيئا لك بلقب (سفيرة الأخلاق)فناولها بلورة الإخلاص...
أخذت يمنى البلورة ..فشكرته ووعدته بأنها لن تخيب ظنهم فيها...
رجعت يمنى لقريتها ..والفرحة تغمرها فقد حققت ما كانت ترنوا إليه...أحست يمنى بسعادة لم تحس بلذتها من قبل...
استقبلها أهالي قريتها استقبالا بهيجا...وسلمها حكيم قريتها (بلورة التقوى)
وأعدوا احتفالا كبيرا حضره كل حكماء وأهالى القرى المتناثرة..وتوجت يمنى ...سفيرة للأخلاق...وتوحدت طاقة قوى البلورات..وبهذا توحدت القرى من جديد تحت لواء واحد..تسودها قوى الخير..وانطلق الناس بعدها يحملون مشاعل الخير في كل مكان..ليعم الكون تقوى الله..
أنتظر آرائكم...
تأليف\كوناني عبوري
أنتظر آرائكم...
تأليف\كوناني عبوري
تعليق