تويت
ترتيل الكلمــات.. بمزيج احرف !
مزيج الأحرف فيما بينها يصنعُ كلمات، وترتيل تلك الكلمات الممزوجة من الأحرف يصنع جملاً ؛ ولكن ليس كل ما يمزج ويرتل بعد ذلك لجملٍ قد يكون مفيداً
تلك حقيقة قد يجهلها الكثيرين، فليس ما يقال حقا يجب ان يكون رائعاً
فكم مدائن في الافاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموت أهليها ..
نعم قالها الشعر بلسانه فبناء الشيء لا يعني بأن البناء سيكون صلبا ً وسيكون بشكل مفيد، فربما يكون ذلك البناء خراباً ومصيبةً حقاً
تلك هي حال الدنيا في بعض الأحيان..
تتسارع مجرياتها لتعطينا وقائع دائماً ما نتوقع بأنها رائعة، ولكن عندما نكشف عن تراتيل احداثها نعلم بأنها بنيت على كلمات كادت ان تشبه بالشوك الذي يختبئ في ساق نباتٍ اتضح في ملامحه وجود وردةٍ رائعة ذات رائحةٍ عطرةٍ؛ ولكن عندما يتم حمل تلك الوردة يكون الشيء الغير ملفت لنا تواجد اشواكٍ قامت بالفعل بمزج انفسنا بفرحةِ تلك الوردة العطرة وبالجرح الذي أصاب يدنا..
تلك حقاً وردة افرحتنا وقامت بألمنا بنفس الوقت، وهي كذلك ايضا تراتيل الكلمات التي تبدأ في اطارٍ رائع نشبهه بإطار الوردة العطرة؛ ولكن سرعان ما نقوم بالتدقيق في تلك التراتيل لتعطينا بعد ذلك آلاماً لم نعتقد بانها تتواجد حقاً في تلك الكلمات التي كادت برائحة عطرة كرائحة الوردة المقطوفة.. ولكن تذكرنا بعد ذلك بأن ما قيل عن تلك الكلمات كاد اشبه بتلك المدائن التي بنيت ولكن كان بناءها اسفاً كبيراً لأنها كانت بالفعل خراباً واسعاً
فهي فعلاً حال الدنيا.. تفرحنا.. تبهجنا.. تريحنا.. تؤنسنا..
ولكن سرعان ما يأتي الحال بتراتيل تلك الكلمات وترجمتها الى أحزانٍ.. آلامٍ.. و آهات
ولكن دائما لا يعني بأن نأخذ ما يجري حولنا بمنظورٍ واحد، فعلينا بالفعل ان نتعاطى مع مجريات الحياة، كتعاطينا مع تلك الوردة التي افرحتنا بالفعل بتلك الرائحة العطرة، وربما قامت بجرح يدنا ؛ ولكننا قمنا بتهبير ذاك الجرح فأصبح بالفعل لا وجود له.
فهكذا فعلا يجب ان يكون تعاطينا مع مجريات الحياة وتراتيل كلماتها.. لنأخذ منها الكلمات التي تجعل البناء ثابتاً وتجعل مزيجها مفيداً عطراً، ونعالج في نفس الوقت مزيجها الذي صنع تلك الأشواك لنعرف من خلالها ان كنا مقصرين او مخطئين.. ان كنا على صوابٍ ام على خطأ
فدائما يجب ان نجعل سلاحنا ضد تلك الاشواك.. مبيداً رائعاً يقضي عليها وعلى تواجدها.. هذا المبيد الذي اشبهه بـ"عدم اليأس" الذي من خلاله لم ولن تصل الى التعثر وسيجعل تلك الحفرة التي كادت ان نتعثر عليها كجسر نمشي عليه بخطواتٍ تخطو ارجلنا عليه لتجعل حقاً ترتيل كلمة " عدم اليأس" ترتيلاً رائعا يجعلنا حقاً مزجنا الاحرف بكلمات ترتلت علينا بجملٍ مفيدة قامت بعمل بناءٍ عكس صورةً تمناها الشاعر ان تكون في ابياته..
حقاً ، فترتيلات الكلمات وفهمها بفهم الدنيا بشكلٍ صحيح يجعلنا دوما نقضي على كل شوكةٍ كانت او بدأت بالتواجد في حياتنا..
علي ابراهيم آل مكي..
24 اكتوبر 2011
مزيج الأحرف فيما بينها يصنعُ كلمات، وترتيل تلك الكلمات الممزوجة من الأحرف يصنع جملاً ؛ ولكن ليس كل ما يمزج ويرتل بعد ذلك لجملٍ قد يكون مفيداً
تلك حقيقة قد يجهلها الكثيرين، فليس ما يقال حقا يجب ان يكون رائعاً
فكم مدائن في الافاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموت أهليها ..
نعم قالها الشعر بلسانه فبناء الشيء لا يعني بأن البناء سيكون صلبا ً وسيكون بشكل مفيد، فربما يكون ذلك البناء خراباً ومصيبةً حقاً
تلك هي حال الدنيا في بعض الأحيان..
تتسارع مجرياتها لتعطينا وقائع دائماً ما نتوقع بأنها رائعة، ولكن عندما نكشف عن تراتيل احداثها نعلم بأنها بنيت على كلمات كادت ان تشبه بالشوك الذي يختبئ في ساق نباتٍ اتضح في ملامحه وجود وردةٍ رائعة ذات رائحةٍ عطرةٍ؛ ولكن عندما يتم حمل تلك الوردة يكون الشيء الغير ملفت لنا تواجد اشواكٍ قامت بالفعل بمزج انفسنا بفرحةِ تلك الوردة العطرة وبالجرح الذي أصاب يدنا..
تلك حقاً وردة افرحتنا وقامت بألمنا بنفس الوقت، وهي كذلك ايضا تراتيل الكلمات التي تبدأ في اطارٍ رائع نشبهه بإطار الوردة العطرة؛ ولكن سرعان ما نقوم بالتدقيق في تلك التراتيل لتعطينا بعد ذلك آلاماً لم نعتقد بانها تتواجد حقاً في تلك الكلمات التي كادت برائحة عطرة كرائحة الوردة المقطوفة.. ولكن تذكرنا بعد ذلك بأن ما قيل عن تلك الكلمات كاد اشبه بتلك المدائن التي بنيت ولكن كان بناءها اسفاً كبيراً لأنها كانت بالفعل خراباً واسعاً
فهي فعلاً حال الدنيا.. تفرحنا.. تبهجنا.. تريحنا.. تؤنسنا..
ولكن سرعان ما يأتي الحال بتراتيل تلك الكلمات وترجمتها الى أحزانٍ.. آلامٍ.. و آهات
ولكن دائما لا يعني بأن نأخذ ما يجري حولنا بمنظورٍ واحد، فعلينا بالفعل ان نتعاطى مع مجريات الحياة، كتعاطينا مع تلك الوردة التي افرحتنا بالفعل بتلك الرائحة العطرة، وربما قامت بجرح يدنا ؛ ولكننا قمنا بتهبير ذاك الجرح فأصبح بالفعل لا وجود له.
فهكذا فعلا يجب ان يكون تعاطينا مع مجريات الحياة وتراتيل كلماتها.. لنأخذ منها الكلمات التي تجعل البناء ثابتاً وتجعل مزيجها مفيداً عطراً، ونعالج في نفس الوقت مزيجها الذي صنع تلك الأشواك لنعرف من خلالها ان كنا مقصرين او مخطئين.. ان كنا على صوابٍ ام على خطأ
فدائما يجب ان نجعل سلاحنا ضد تلك الاشواك.. مبيداً رائعاً يقضي عليها وعلى تواجدها.. هذا المبيد الذي اشبهه بـ"عدم اليأس" الذي من خلاله لم ولن تصل الى التعثر وسيجعل تلك الحفرة التي كادت ان نتعثر عليها كجسر نمشي عليه بخطواتٍ تخطو ارجلنا عليه لتجعل حقاً ترتيل كلمة " عدم اليأس" ترتيلاً رائعا يجعلنا حقاً مزجنا الاحرف بكلمات ترتلت علينا بجملٍ مفيدة قامت بعمل بناءٍ عكس صورةً تمناها الشاعر ان تكون في ابياته..
حقاً ، فترتيلات الكلمات وفهمها بفهم الدنيا بشكلٍ صحيح يجعلنا دوما نقضي على كل شوكةٍ كانت او بدأت بالتواجد في حياتنا..
علي ابراهيم آل مكي..
24 اكتوبر 2011