إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نتائج مسابقة الملتقى القصصي الخامس 2011 + (النصوص الفائزة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نتائج مسابقة الملتقى القصصي الخامس 2011 + (النصوص الفائزة)

    أهلا و سهلا ,,

    نتقدم بالشكر في البداية لأعضاء وإداريي جماعة
    الخليل لتنظيمهم الناجح وعلى اعلى المقاييس لهذا الملتقى المثري. الذي نهلنا فيه
    الكثير من تجارب كبار القاصين في المشهد القصصي العماني . أمثال : د.إحسان اللواتي
    , القاص سليمان المعمري , القاص والكاتب المسرحي هلال البادي , القاصة والشاعرة
    فاطمة الشيدية , القاصة هدى الجهوري , القاص وليد النبهاني , القاصة بشرى خلفان
    .

    كان بحق , ملتقى مثرٍ وناجح.


    و هنا أضع بين أيديكم نتائج
    مسابقة الملتقى القصصي الخامس والنصوص الحاصلة على أعلى خمسة مراكز بتحكيم كل من
    :القاص سليمان المعمري والقاصة بشرى خلفان .

    - النص
    الفائز بالمركز الأول

    "فراشة الكهرمان ".. لـ زينب بنت عبدالله الرواحية
    .

    - النص الفائز بالمركز الثاني
    "غيبوبة "..
    لـ حمد بن عبدالله بن حمد المخيني .

    - النص الفائز
    بالمركز الثالث
    "خلف السياج" .. لـ هالة بنت مهنا بن عبدالله
    الريامية

    -
    النص الفائز بالمركز الرابع
    "رقص
    الضفائر" .. لـ عائشة بنت سعيد المعمرية.

    - النص الفائز
    بالمركز الخامس

    "حياتي غالية ,, حياتي هدية من الله ".. لـ أمل بنت
    سليمان بن محفوظ الهطالية.



    سأضع النصوص تباعا في الردود اللاحقة
    .
    وفي الجامعة ..
    ليس هناك ما سيبقى لك دوما
    الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
    والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
    إنها مؤامرة زمان ومكان ...



  • #2
    النص الفائز بالمركز الأول في مسابقة
    القصة القصيرة :
    فراشة الكهرمان .. لزينب بنت عبدالله الرواحي ..

    النص
    :
    "
    "في الخارج، يبدو العالم مضطربا بشدة... تتسارع أحداثه باطراد عجيب نحو
    لا نهائيات التقدم المجهولة...
    في عالمي المقتضب الصغير، أنا بحاجة إليك... لا
    تتركني وحيدة، فكم هي مرة وصعبة بدونك الحياة...
    سيدي! هذه الروح وهذا القلب طوع
    أمرك... سخرني لخدمتك وأبقني في كنفك...
    فأنا أحتاج إليك الآن،
    ودائماً..."
    بهذه الخواطر الوجدانية، تكون مريم قد أنهت كتابة الصفحة الأخيرة من
    مذكرات العام اللذي انصرم لتوه، مع دقات ساعة الحائط المعلنة انتصاف
    الليل...
    بدأ عامٌ جديد، أتراه مشحونٌ بالمفاجآت كأعوامها السابقة؟؟!
    بقيت
    مستيقضة، ساهمة ترقب النجوم، تلك الدرر التي سطرت معها حكاية عشق أزلي، وصنعت منها
    عقدا فريدا لاتزال إحدى خرزاته مفقودة!!
    تتسائل... أين أضعتها؟؟ وأين تراني
    سأجدها؟؟
    "مولاي!! أسعد قلبي وأرشدني لحل هذا اللغز"
    تتزاحم في خاطرها أفكارٌ
    كثيرة وتتصادم، تحلق دائماً في خيالات بعيدة... تتذمر من ولادتها في عصر لا تحبه
    ولا يروقها!! فعقول هذا الزمن قليلة وبعيدة.ترفل في رغد الحياة الناعمة، وهي في
    أعماقها تتمنى لو ولدت في قلب صحراء واسعة، أو رأس جبل بعيد... حيث للفكر حرية
    مطلقة..!!
    تبدو روحها ذابلة... تؤمن أنها لن تستطيع فعل أي شيء مميز ما لم تجد
    خرزة العقد المفقودة، هنا سيتوقف عقلها عن التفكير بإبداع، وسينتقل إلى وضع البساطة
    والسذاجة والروتين المريح!!
    ...
    في الصباح، بدت عيناها المرهقتين تتثائبان،
    فانهالت عليها أسئلة أمها كالعادة بقلق مفرط، أجابتها مريم مبتسمة:
    - أنت تعلمين
    يا أمي أن أشباحا صغيرة كثيرة تعيش أسفل سريري، وتعلمين أيضا أنها تحتفل بصخب
    وتزعجني مع بداية كل عام جديد!!
    -كوني جادة معي يا ابنتي! لا زلتِ تختلقين مثل
    هذه القصص بعد ثمان عشرة سنة من بداية نطقك!!
    -ولكن "أنا الصغيرة" لا تزال تعيش
    في قلبي ،إنها تأبى أن تكبر معي، فما عساي أفعل؟؟!
    -أتمنى أن تروض الدراسة في
    الجامعة عقلك المشحون بالخيال!!
    _أضعتُ خرزة العقد الأخيرة يا أمي!! يجب أن
    أرتحل الليلة لعالم سحيق كي أبحث عنها!!
    -دعيك من ذلك، أليس يوم غد هو يوم
    امتحان؟؟
    -هذا جيد... فكلما سافرت لزمن أبعد حصلت على درجة أعلى!!
    هنا دخلت
    نهى الأصغر-غالبا ما تقرأ مذكرات مريم خلسة- و أضافت بمرح " إنها الفرضية رقم 10 في
    دفتر مذكرات مريم"
    امتزجت ضحكات الجميع برائحة خبزٍ ساخن.. بزمنٍ يمضي... وخطوات
    سريعة كلٌ نحو عمله...!!
    ...
    انتهت مريم لتوها من التحضير لإمتحان
    الغد...وبدأت أشباح الخيال –كما تسميها- تطاردها أينما ذهبت،في كل ليلة تستغرق فيها
    بالدراسة والتركيز تلوح لها خيالات وظلال تتحرك بخفة متناهية...إنها تعتقد بأن هذه
    الظلال المرعبة و اللامتوقعة، إنما هي أفكارها...لربما يراها جميع الناس..إنها ليست
    إلا أفكارا عظيمة أهملناها!! فتحررت من عقولنا بحثا عن الثأر!!!
    خلدت بسعادة إلى
    سريرها فهذه الأشباح الصغيرة بداية لعوالم سرمدية جميلة، ستطفيء جميع الأنوار،
    وتغلق الستائر، هكذا تهيء المكان لخيالات كبيرة وعميقة جدا...
    كان قصرا عاجيا
    عظيما، به من الأبواب والنوافذ ما لا تستطيع احصائه!! مشت عبر الدهاليز الملتفة
    والممرات الطويلة... صوت عذب يقترب منها ويبتعد.. ورائحة بخور فريدة منتشرة في
    أرجاء المكان... أحجار وفسيفساء مصطفة بانسجام تام على الأعمدة والأبواب...ولوحات
    ضوئية عجيبة على أرضية مزخرفة بدقة لتتناسب وتتناغم مع الضوء المتسلل عبر نوافذ
    الزجاج الملونة!!
    يقودها الخيال إلى عرش الأميرة، وكل شيء هناك يتحدث عن جمال
    سرمدي لا مثيل له... إذ يزخرفه الخيال كيفما يشاء...!!
    في قاعة العرش المحاطة
    بجمع من الناس كبير... وقعت عيناها على عيني الأميرة ...
    -مالذي أتى بالفتاة
    الغريبة إلى قصري؟ وكيف وصلت إلى هنا؟
    -أيتها الأميرة، أضعت جزءا من كنزي وأتيت
    أبحث عنه في قصركم!!
    -و كيف علمتي أنه هنا؟؟
    - قادتني الأسطورة إلى
    الأسطورة!!
    -وهل نحن أسطورة..؟؟ كلا إننا حقيقة..!!
    -ولكن علوم المستقبل
    المتقدمة لا تؤمن بوجودكم، لأنكم أقدم من أول حضارة سجلها تاريخنا
    -هذه قسوة
    مضاعفة..!
    -لذا أكره التاريخ، أيتها الأميرة!!
    عمت الفوضى أرجاء المكان...
    استدارت مريم وهربت خلسة يقودها الخيال...
    " كلنا متشابهون ولا تروقنا
    الحقائق"
    ...
    مشت سريعا عبر الممرات لتصل إلى باحات واسعة وارفة الظلال...
    والصوت العذب لا يزال يطرب الخيال!! ماذا تراه يكون؟؟ صوت لم تسمع مثله من قبل!!

    دخلت عبر باب مذهب كبير إلى مكتبة ممتدة ليس لها مثيل..فيها شيخ بالغ الشيب
    وقور...
    -لم كل هذه العلوم ياسيدي؟؟ إنكم تندثرون ولن يستفيد أحد من
    إرثكم!!
    -ألأجل هذا يا بنية جئتِ؟
    -لا ولكني أبحث عن كنز أضعته
    -إذن هي
    عقدة في حياتك! فكيف تركت قومك هناك؟
    -يا سيدي الوقور جئتك من عصر المادة حيث
    تحطم الناس الأرض وتلهث خلف الذهب والحديد
    - ألا تسمعين هذا الصوت
    العذب؟؟
    -بلى واحترت ما تراه يكون؟
    -إنها قطع الذهب تعزف على وتر النهر...
    إنه رنين الذهب يمتزج بدفء مع لحن الخرير!!
    -و مالي لا أرى الناس مقبلة
    عليه؟؟
    - هنالك الكثير... و ما خبر قومك أيضا؟؟
    -لو عرفوا نهر الذهب لقامت
    عليه حروب!! ولأجله سيقتل النساء والأطفال..!!
    _أولا ينشدون السلام؟!
    -إنه
    زمن يتغنى بأناشيد السلام بينما يصنع الأسلحة
    ليس لي في ذلك الزمان مكان... لم
    أقدم جهدي لزمن ستمحى حضارته الإسمنتية بعد بضع عقود...؟؟
    لم أنا هنا؟؟
    -لأنك
    آمنت بوجودنا يوما
    -ولم أنا هناك؟؟
    -لأنك وجدت من أجل عمل لن ينجزه غيرك في
    هذا الكون...
    -ولكن التاريخ سوف لن يهتم بأمري كما فعل بكم
    -سواء أسجلنا
    التاريخ أم لا... فنحن موجودون... صنعنا حضارتنا ونشرنا العلوم
    _علوم
    ستندثر
    -لقد كنا هنا مذ كانت الأنهار تفيض ذهبا... وأصبحتم هنا بعد أن صرتم
    تحطمون الجبال للحصول عليه... إن معرفتكم قامت على معارف أسلافكم الأوائل.. إنها
    معارف لن يسطرها التاريخ ولن يشعر بها أحد لأنها ستنقل عبر العقول وعادات الشعوب...
    وستبقى الأسمى لأنها أساس كل حضارة...
    مضى الشيخ الحكيم مشيرا لها بأن تعود
    للأميرة، فهنك ستجد كنزها... خرزة العقد الأخيرة!!
    -أيتها الأميرة... طلب مني
    حكيمكم الوقور أن أعود إليك لآخذ كنزي
    -لن أعطيك ما جئت لأجله... بل سأهبك قطعة
    كهرمان!!
    أمسكت بها مريم... فإذا بقطعة ذهبية شفافة ولامعة، بداخلها فراشة
    محفوظة بدقة...
    - قبل ملايين السنين بكت شجرة صنوبر فسقطت دموعها على فراشة
    عابرة، مرت مسرعة تحمل رسالة سلام بين مملكتين متناحرتين ستتفقان بعد حين على نفاق
    ومضض...
    غرقت الفراشة في دموع الصنوبر، وبكت دموعا على دموع..لن يحل
    السلام!!
    ولكن ما فائدة السلام بين قلوب تنبذه وتتظاهر به بخبث!!
    رثت لحالها
    كل الحشرات التي ستندثر بعد أيام، ولكن الفراشة والدموع تحجرتا بعد أمد كقطعة
    كهرمان لتسافر عبر ملايين السنين... توقف عندها الزمن... ليرسل لنا رسالة الحب
    والسلام
    كوني كفراشة الكهرمان، أوقفي الزمن برسالتك إلى هذه الحياة، سيحملها
    عبر تاريخه أو عبر عقول أجياله
    ظلت مريم تحت خدر هذا السحر...اقتربت منها
    الأميرة... وتعانقتا عناق الذات مع الروح، بحبٍ مطلق!
    هنا عانقت الشمس كبد
    السماء، وانسجمت موسيقى الطبيعة العذبة مع دفئها وسطوعها... كم غمرت السعادة قلبها
    بهذا العناق الأزلي...تسللت إلى أذنيها أصوات أناس يتهامسون في نشاط وحركة، وطارت
    من حولهما أسراب فراشات بديعة...
    لم يكن الإنسان بدائيا قط... لقد أحب الجمال
    وعشق الإنجاز!!
    ما إن رفعت مريم عن وجهها الغطاء... حتى غرقت في ظلام الغرفة
    وصمتها المدقع... عادت عبر أزمنة سحيقة ومعها الكنز!!
    أنارت الضوء... ثم توضأت و
    صلت بسعادة وخشوع
    "مولاي...لك شكري ففي كل مرة ترشدني إلى الصواب... إن الحكمة
    مخبوءة في عقولنا... فلنفكر بصمت فقط وستنجلي... يا سيدي لا تباعدني فإني غارقة في
    بحور حبك"
    فتحت الصفحة الأولى من دفتر مذكرات العام الجديد وسطرت :
    "عزيزتي
    أيتها الأميرة...كم أنت جميلة بعمق!!
    ها قد امتدت بيننا مسافات الفكر
    والزمان...أنت يا أميرتي اختلطتي بالخيال..وأنا هنا أتنفس الحياة، ولكن كلانا يعيش
    حياة واحدة فقط...لن أتلاشى هكذا دون أثر...سأكون فراشة كهرمان...سأبقى مشرقة، ولن
    تطفئ الأيام بريق قلبي... هل تعلمين ما تعني لي السعادة الآن؟! إنها إدراكي بأني
    وجدت في هذا العالم والزمان... من أجل هدف لن ينجزه أحد غيري...!!
    كل الحب
    والسلام...
    إلى أن نلتقي!!""
    وفي الجامعة ..
    ليس هناك ما سيبقى لك دوما
    الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
    والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
    إنها مؤامرة زمان ومكان ...


    تعليق


    • #3


      النص الفائز بالمركز الثاني
      غيبوبة
      .. حمد بن عبداله المخيني

      إخْتفَى أَخِي الأكبرْ , عادَتْ أُختي إلينَا بعدَ
      أَشهُرٍ ثَمانِيةٍ بطفلٍ مَجهولٍ, و حاوَلتْ أُمِّي أنْ تَنتحِرَ. حَدثَ كلُّ هذا
      صباحَ الأمْسٍ الذِّي رَحلتَ فيه !.هنيئاً لكَ أبي, هل راقتْ لكَ الحُرِّية ؟هل
      راقتْ لكَ الحُـ ... ؟

      أنتَ لمْ تكُنْ مَخنوقاً بأَيادِينَا ! , لمْ
      نُصَلِّبَكَ عَلى جِذعِ نَخلَةٍ . لمْ نُنُفِضْ جِيوبَكَ المُمتَلئةُ بالِحجارَةِ
      والرِّمالِ . أنتَ لمْ تكُنْ أَسِيرَ مَنزِلكَ وَعِيالكَ!.


      لمْ
      أرَكَ مُنذُ أنْ حَلَّقْتَ بَعيدًا عَنْ قَفَصَنَا الصَّدِيءُ. آخرُ مرَّةٍ
      رَأيتُكَ فيهَا ,قبلَ أعوامٍ, في يومِ العيدِ, حينَ اصْطَحبتَني مَعَكَ لنُصلِّي,
      بِملابسٍ مُمَزَّقةٍ. قَبلَ أنْ نَدخُلَ المَسْجِدَ, عَلمْتَنِي كيفَ أتَباكَى ,
      وَكَيفَ أُنزِلُ الدُّموعَ مِن عَيني , عَلمْتَنِي كيفَ أشحذُ النقودَ منَ
      الناسِ.لم نُصلي يومَها , ولمْ أَشْتَري لُعْبَةً تُذَكِّرنِي
      بالعِيدِ.

      لماذَا أراكَ عاجِزًا اليومَ؟ لمْ تَعُدْ تُرعِبُنِي؟
      مَلامِحكَ المُخِيفة تَغَيّرتْ , عَرّتْها سِنينُ الغيابِ .قَبضةُ يَدكَ التي
      لَطالَما تَهاوَت عَلى ظُهوِرنا, مُرتَخِيةُ كَسَمَكةٍ مَيتَةٍ. صَوتُكَ
      المُتَحشرجُ لم يَعُدْ سِوى أَنينًا. جَسَدُكَ العَظيمِ صَار هامِدًا. ماذا حَدَثَ
      لكَ؟


      تَتَوجَّعْ؟ هَل يُعِيدُكَ الوَجعُ إلى مكَانٍ مَا؟ ..
      النَّخلَة؟.. نَخْلَتُك التِّي تَرتَوِي مِن دِمُوعِ أمي, و تَترَاقَصُ عَلى
      أنْغَامِ وَجَعِهَا حِينَ كُنتَ تَعقِدُ حِبَالكَ حَولَ جَسَدِهَا
      النَّحِيلَ.غُفرَانَكَ! هَل تَخَاذَلَتْ المِسكينةُ عَن عبادتِك حَتى تُشقِيها؟.
      كَانت تفعلُ لأجلك كلَّ شَيءٍ, تَنْفضُ عَنك البَعوضَ حينَ تنامْ, تَلعَقُ أَصَابعَ
      قدمكَ إن جِرَحَتْها زُجَاجَةٌ , وتُدارٍي عَنكَ أخْطائُك. كَاذِبةُ , تَقولُ لنا
      أنَّ عَصيرَ التفاحِ الذي كنتَ تَشرَبُه, يُفقِدُكَ عَقلْك! .حِينَ لا يَكفِيكَ
      غَداءُكَ,تُعطِيكَ حَصَّتَها,وتَدَّعِي أنَّها ليسَت جَائِعَة. كَانَت مَهووسةٌ
      بالكذبِ , لأنكَ مهوُوسٌ بالذُّنوبِ!


      ما بكَ؟. حَزِينٌ ؟ هَه ! أنتَ
      لا تَعرفُ عَنِ الحُزنِ شيئًا , تَحَسبْهُ لعنةً لإسْتِحضَارِ السَّعادةَ , تَراهُ
      دموعًا مزيفةً , أَنِينًا بينَ الجِدرَانْ .

      هلْ أصَابَكَ الحُزْنً حينَ
      إجتاحَ السرَطانُ أختي الصغرى؟. لا, فقدْ أنْسَتكَ الحياةُ مرَضَها. تمنتْ لو أنكَ
      تَصحُو ذاتَ يومٍ , تَمسحُ عَلى جَبهتَها , تَبتسِمُ , تُساعِدُها على الشفاءِ ,
      لكنكَ لمْ تفعلْ , حتَّى يَأَسَتْ , و رَحَلَتْ . أنتَ لا تَعرِفُ شَيئًا .نَحنُ
      نَعرِفُ عَن الحزنِ كل شيءٍ.


      خَدَّكَ مُحمَرٌ؟ لاَ تَقُلْ لِي أنَّكَ
      خَجِلٌ.أينَ كانَ "هذّا" حينَ كنتَ تَسْتوقِفُ المَّارةَ في الشارعِ , تَعرُضُ
      عَليهُم ابنَتكَ الكُبرَى بثمنٍ بَخسٍ! .هَا قَد عَادَتْ و لَديْها طِفلُ لا
      تَعرِفُ أبَاه , رَماهَا زُوجها ليتَلقَّفها الرِّجالُ كَيفمَا شَاءوا. هي تَكرَهكْ
      , وَجهَكَ يُذكِّرهَا بِالعَارٍ. بِالأمْسِ تَسَائَلَتْ : أيُّ روحٍ طائشةٌ أنتَ؟
      وَ أيُّ فَحمَةٍ تَنبُضُ بينَ ضُلوعِك ؟ .لكنَّها لمْ تَجدْ جَوابًا مُقنعًا
      فانزَوت تُرضِعُ صَغِيرَها.


      نَحنُ لمْ نُخلقْ عَبثًا , بَل خُلقْنا
      لِنَعيشْ. عاشَ أَخِي في جلبابِكَ سَيِّدَ البُؤساءِ. كنتَ تُحرِجُهُ أَمامَ
      أقْرانِه حِينَ يَلعَبُونَ في الحيِّ , و تَظهَرُ أنتَ سَكرَاناً بملابسِك الرَّثةِ
      وهيئتُكَ القذِرَة , تُمسِكُ زجاجَتكَ اللَّعِينةْ.

      أدْخَلتَهُ
      السُّجونَ, عَلَّمْتَهُ عَلى السَّرقَةِ !. زَرَعتَ فيهِ العُقَدْ.هَا قَد هَرَب ,
      وتَرَكَنا هُوَ الآخرْ.أَرَادَ أنْ يَعِيشَ. حَلِمَ بوظيفةٍ مَرْموقةٍ , وَزَوجَةٍ
      صَالِحةٍ وَمَنزلٍ دَافِيءٍ. أَرادَ أنْ يَبنِي عَائِلةً وأنتَ لا تَعرِفُ عَن
      العائلةِ شَيئًا.


      صَباحُ اليَومَ , وَبَّخَنِي مُعلِّمُ الثَّقاَفةِ
      الإسْلاَمِيةْ . لأننَي لمْ اَسْتَطِع تَسميعَ الآيةُ , رُغْمَ أنَّني أَحْفَظُهَا
      عَن ظهرِ قَلبٍ؛ لكنْ شيئًا مَا أثْقَلَ لِسانِي!.هَل لأنها .... ؟.لكنَّني
      أَحفَظُهَا, ألا تُصدَّقنْي؟ حسنًا , سَأُسَمِّعْهَا لكَ:قال تعالي
      "وَقَضَى
      رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
      وَبِالْوَالِدَيْنِ
      إِحْسَانًا
      إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ
      كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل
      لَّهُمَا
      قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ

      وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا". هل تَأكدتَ الآن
      أننِي أَحْفظُهَا جَيدًا؟ .أَنا مُتَفوِّقْ وغدًا سَيتِّمُ تَكرِيمِي, لِأننِي
      حَصَلتُ على المركزِ الاولِ على مُستوَى الصِّفِ السَّادِسْ . يُمكِنك أنْ تتفاخرَ
      بي إنْ شِئْت.


      إنْتَهَى مَوْعِدْ الزِّيَارَة , سَأعُودُ إلى
      المَنزلِ قَبلَ أنْ تَقلَق أُمي عَلَيَّ. ثُم وَ بِصَراحَةْ , لَم يُعْجِبني
      المَكَان هُنا. كَئِيبٌ وَ مُوحٍش, يعيدني إلى ليالٍ مُخيفةٍ, وشبحٌ أينَما
      يَممَّتُ وَجْهِي كُنتُ أَرَاه . يَدَاهُ ظَلامٌ سَبقَ و أنْ غَلبَ الشمسَ مَراتٍ
      عَديدةٍ ,جَناحَاهُ اللاَّ نِهايَة. كَانتْ ملامحُه تَشبِهكَ , كَان
      أنتَ.

      أبِي؟ ,, لِماذَا لاَ تَتَكَلمْ؟ . قُل شَيئًا أَغْفِرُ لكَ
      بِه.

      ألمْ تَشبعْ مِن غَيبوبَتِك بَعد؟ ألاَ تُتُعِبكَ هذه الأجهزة حول
      جسدك! ألا يزعجك صوتها الذي يَبْعَثُ القَلقَ كَجرسِ الإنذارْ.

      تُزْعِجكَ
      أَليسَ كَذلِك؟.

      حسناً . سَأُغْلِقُهَا , ونم بهدووووووء
      !.


      تمت
      وفي الجامعة ..
      ليس هناك ما سيبقى لك دوما
      الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
      والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
      إنها مؤامرة زمان ومكان ...


      تعليق


      • #4
        النص الفائز بالمركز الثالث بمسابقة القصة
        القصيرة :
        خلف السياج ، لـ هالة مهنا عبدالله الريامي ..

        تتوجَّعُ
        قلوبنا كلّما سُلِطَ ضوءُ الإعلامِ عليهم ، وننساهم سريعاً ما إذا خفت ،
        إلى ..
        كل طفل مات َجوعاً ، في الجنّةِ طعامٌ كثير!
        ...
        قالت أمّي بتقاسيم مرتبِكة
        : غداً سيبدأ رمضـان ، ثمّ تلتها بجملةٍ سريعة تستطردُ فيها : كلكم ستصومون حتّى
        عُمر !
        لا أدري ماذا كانت تعني حين قالت عُمر ، هل كانت تمزح .. بالكاد عمر وصلَ
        عامَهُ الأوّل قبل شهرين ، كنا خمسة َعشر ، ذهبَ خمسة وبقى عشرة ،وفي كلِّ مرّة كان
        يذهبُ فيها أحدنا ، كان أبي يُرسل الصغار منّا إلى مكانٍ بعيد وحينَ نعود يخبروننا
        أنّ فلان أو فلانة في رحلة طويلة وأنّهم يبلغوننا السلام ، ولم نكن نسمع أيّ خبر
        بعدها عنهم ، و كلّ مرة كانت هنالكَ قصّة جديدة تحاك ، أجزمُ أن جدّتي أنثى
        التسعينَ عاماً هي مصدرها ؛كانت جدّتي تعلمُ تماماً أيّ نوع من القصص نحبُّ سماعها
        ، كانت تحكي لنا عن وطن تقولُ أنّهُ بعيد وأننا نحنُ الخمسةَ عشر سنلتقي كلّنا فيه
        يوماً ما .. كانت تقول أشياء لم أكن أصدقها خاصّةً فيما يتعلّق بالطعام وأننا حالما
        نصله سننسى كيف كانت تبدو أصوات معداتنا الفارغة،كانت تذيّل كل قصّة من هذهِ القصص
        بنصيحة إتباع دين الله ، وأننا لابد أن نصوم كل رمضان لـ تصل أرواحنا وأجسادنا إلى
        ذلك َالوطن !
        كنتُ أشعرُ أحياناً ، أنّ هؤلاء الثلاثة كانوا دوماً يحيكون
        الأشياء معاً ويرتبون كلامهم بالتساوي .. جدّتي تحكي القصص ووالداي يأمراننا بـ
        الصوم ، والأمور تبدو مرتبة بينهم بالتساوي.
        قالَ والدي في ذاتِ المساء :
        "أعلنوا أنّ رمضان هذا العام سيأتي مرّتان وما علينا سوى أن نفعل ما يفعله المسلمون
        في كلّ مكان" ، كانت علامات الابتهاج واضحة كثيراً في محيّا الصغار فيبدو أن كل
        الصغار شعروا من كلام والدي أنّ ثمّة ثلاثة أعياد هذا العام .
        أحدٌ لم يقل شيء ،
        وحين ذهبَ الجميع سمعتُ بأّمِ أذني اليمنى أنّ والدتي توبخ والدي بقوّة ، وتأمره
        بأن يصحح الأمر فيما يتعلّقُ بـ العيد ، قال لها صارخاً بوجهها : اتركيهم يفرحوا
        وانتهى الشجار بينهما بصمتْ !
        حينَ حلّ الصباح ، كنتُ أنتظرُ إشارة أو قصّةً
        جديدة من جدّتي تذيلها بإتباع أوامر الله لـ يأتي بعدها المرسوم الجديد بعيدٍ أو
        عيدان لا ثالثَ لهما ، لكن شيئاً لم يصدر .. كانَ الجميع صائم حتّى ابن العام ، لم
        يكن شهريّ رمضان هذا العام ليستثنيا أحد !
        انتشرَ في الصحراء خبر أهل الخير /
        العرب القادمون بـ طعامٍ كثير ، الجميع خرج ،صغاراً وكباراً ، نساءاً ورجالاً
        للحصول على حصتهم من الطعام ،وبينما كانت عائلتي صائمة أجمعها في عزِّ ظهيرة شعبان
        شهر رمضان الثاني كما يقولُ أبي ،كانت تقسّم الوفود على مجموعات لتوزيع الطعام
        عليهم ، وبينما يفرزوننا ، انتهت آخر مجموعة في المخيّم الذي يوزّعُ فيه الطعام بي
        أنا ، بينما كل أفراد أسرتي خلفَ السياج يشاهدون ، ربما قيلَ لهم أنّ دورهم سيحين
        بعد لحظات لكنّ شيئاً من ذلكَ لم يحصل .
        وحين ناولوني الكيس ، كنتُ للمرّةِ
        الأولى أشعر ُأنّ العيد يأتي في أوّل رمضان لا في نهايته فتحتهُ سريعاً ، وأخذتُ
        حبّةَ تمر والتهمتها أسرع مما قد يخيّلُ إليكم ، في اللحظةِ التي كان فيها كل أفراد
        أسرتي صائمون خلفّ السياج.
        26/ نوفمبر/2011
        وفي الجامعة ..
        ليس هناك ما سيبقى لك دوما
        الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
        والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
        إنها مؤامرة زمان ومكان ...


        تعليق


        • #5
          النص الفائز بالمركز الرابع بمسابقة القصة القصيرة
          " رقص الضفائر " ، لـ عائشة
          بنت سعيد المعمري

          - ..... : هل ستذهبين إلى البيتِ بالحافلة ؟
          - سعاد: لا
          ، سأذهبُ مشياً على قدمي ، حافلةُ قريتنا تتأخرُ كالعادة ، وأخشى أن يفوتَني مسلسل
          الكارتون الذي أُتابعه .
          - ...... : ولكن الجو حار وبيتكم بعيد عن المدرسة
          .
          - سعاد: لا عليك ، أنا أحبُ المشي ، وسترافقني ابنة عمي ، لا تخشين علينا ،
          وداعاً .. دعٍ ذلك سِراً ..

          تودعُ صديقتَها ، وتمرُ بابنة عمها ، ثم
          تتسللان من بوابةِ المدرسةِ الصغيرة دونَ أن يراهما أحد ، في حين أنهما تُدركان
          جيداً خطورة الخروج بدون الحافلة ، فليس ثمة بيوت قريبة من المدرسة ، لا شي حولها
          سوى شجر الغاف والسدر المعمر ، وبعض النبتات الغريبة التي لا تنمو في مزارعِ أهل
          القرية ، وصوت "السراريح" يستوطن المكان .

          تُشيرُ سعاد إلى الوادي البعيد
          وتقول :
          - ما رأيك يا ابنة عمي ، المغامرة جميلة .. أليس كذلك ؟
          - نعم ،
          ولكنني أخشى هذا الطريق ، لأول مرة أشعرُ أن العالم بلا أمان ، والوقت نهاراً
          .
          - لا تخشين .. فأنا معكِ ، هاتِ يدكِ

          تستمران في المشي الحَذِر والسريع
          في نفس الوقت ، لكي لا يَفوتهما الفيلم الكرتوني الذي تغير موعده ، أخذتا تختبئان
          خلف جذوعِ شجر الغاف كلما مرت حافلةٌ تنقل المعلمات أو البنين من المدارس المجاورة
          ، كانتا تشعران بالخزي والخوفِ ولكنهن تحملان في حقائبهِن الثقيلة إصراراً رهيباً .
          تدخلان الوادي الغارق في الجفافِ منذ زمن ، تختفيان عن أنظارِ المارة على الشارعِ
          الترابي الذي تمرُ به الحافلات .
          حملت كل واحدة منهن حقيبتها بطريقتها الخاصة ،
          سعاد حملت حقيبتها الثقيلة على رأسِها ، ومَشت بِخطواتٍ متناغمةٍ محاولةً تقليد
          جارتهم أم مرهون في طريقةِ حملِ بضاعتها الصغيرة في صُرةٍ مُتنقلة ، تُمسكُ الحقيبة
          بيدها اليمنى ، وتَحشرُ يدَها اليُسرى في حَركاتٍ عشوائيةٍ مَع رَفعِ "مَريولها"
          المَدرسي الذي لن يُشبه عباءةَ "أم مرهون" أبداً ، أما ليلى فكان يحلو لها في ذاك
          الجو الحار والمشمس أن تُعلق حَقيبتها ذات الكتفين على صدرِها ، وكأنها تَحملُ آلةً
          موسيقيةً كتلك التي تحملها مُعلمة الفنونِ الموسيقية فِي كل صباح ، وأخذت تُغني :

          " في الدروب
          هيا نغني
          في المسارح والسحاب
          .... " *

          ليلى
          وسعاد تغنيان سوياً ، تَترنمان بِحلمٍ مُشترك صَغير ، لا يَتعدى حُدودَ الظفر
          بمصافحةِ بطلة المُسلسل الكرتوني على الحقيقية وتَحسس شعرَها القصير جداً غير
          آبهتان للناقة التي تتربص بهن بالقرب ، كانتا أقوى من أن يَعرْنها اهتماماً للوهلةِ
          الأولى ، اندلقَت خُطوات الناقة خَلفهن فجأة ، تسمّرت ليلى مكانها ، لم تقوى على
          الصراخِ أو الركض ، أغمضتْ عينيها بشدة ، استسلمت للقدر الذي يعدو خَلفها ، ولكن
          القدر تجاوزها سريعاً . الناقة ذات الأرجل السوداء الطويلة والرقبة الممتدة تستمر
          في الركض ، سعاد رَمت بحقيبتها بعد أن كانت على رأسها ، أخذت تركض بشدةٍ ، شعرت بأن
          " مريولها " المَدرسي تَمزق من الأسفل ، لم تقو على رفعه ، فلم يحدث أن رفعت "أم
          مرهون" عباءتها لسبب كهذا ، والناقة تركض خلفها ، المسافة أصبحت ضئيلة بين سعاد
          والناقة ، لم يكن أمام سعاد سوى الصراخ والركض معاً في وجهةٍ واحدةٍ فقط ، فهي من
          منظورها الصغير أن تغيير إتجاة الركض يزيد الفترة الزمنية للمواصلة ويحتم المراوغة
          ، كانت تركض وتنظر إلى الخلف على التواتر لكي تقيس مستوى بعدها عن الناقة ، ولكن
          وجه الناقة القبيح يقترب منها شيئاً فشيءْ ، لم يكن لون "المريول" عشبياً ولا لون
          أيّ غذاءٍ تحبه الجِمال ، ولكن الناقة لازالت تركض خلفها ، كل شيء عَبر مخيلة سعاد
          وهي تركض بهذه الشدة ، كانت ترى في وجه الناقة رجلاً ذي شوارب طويلة يسيل لعابه ،
          وفي أرجلها عصى جدِها الغليظة ، كل شيء توالد في ذاكرتها برعب ، اصطادت الناقة طرف
          حجابها الأبيض الممتد من الخلف الذي كان يأخذ شكلاً مثلثاً ، تمزق بين أسنان الناقة
          ، تذكرت الكابوس الذي يُخلعُ فيه وشاحُها دون أن تعرف الفاعل ، مرتْ في داخلها
          سريعاً فكرة أن ما يحدث تفسيراً لهذا الكابوس ، شعرت بوخزِ إبرةٍ الحجاب تحت ذقنها
          ، فخلعته بيدها وبقيت ضفيرتها تتدلى بشكلٍ أكثر إغراءاً للناقة ، سعاد تركض
          وأنفاسها تتصاعد بين صرخة وأخرى ، والناقة لا زالت تركض خلفها ، وليلى أصبحت بعيدة
          عن مستوى نظر سعاد، بعيدة بقدر بُعد لحن الحياة عن كليهما ، فليس في مقدور ليلى
          النحيلة منع شيء ، كان المكانُ أشبهَ بمسرحٍ يُفقدُ الذاكرةَ صوابها ، يبدو أن
          الناقة أساءت الفهم ، ولكن من يوقفهما ، مَن يشربُ صراخُ سعاد الذي يصطدم بمئذنةِ
          القرية ولا يعود !
          الحافلات تمر على الشارع الرملي ، ولا أحد يرى الفتاتين أو
          يسمعُ صراخهما ، فهدير الحافلات الممزق لم يتح الفرصة لآذان المارة بالسمع . ناقة
          تمارس هوايتها في الركض ، ولا مغيث ،
          سعاد تبكي ، سعاد تصرخ ، سعاد تضحك ، سعاد
          لا تعرف لما كل هذا يحدث .
          الركض أوهنها كثيراً ، أصبح ركضها أبطئ من ذي قبل ،
          توقفت سعاد عن الحركة و سقطت أرضاً ، صرخت أم مرهون من بعيد ، فابتعدت الناقة ، ثم
          هرولت باتجاه ليلى .
          وفي الجامعة ..
          ليس هناك ما سيبقى لك دوما
          الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
          والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
          إنها مؤامرة زمان ومكان ...


          تعليق


          • #6
            النص الفائز بالمركز الخامس في مسابقة
            القصة القصيرة
            (حياتي غالية حياتي هدية من الله) ،، لـ أمل سليمان محفوظ
            الهطالي

            في لحظه سقوطه في هذه اللحظة بالذات التي لا يمكنه التراجع فيها عن
            اختياره هذا ..اختياره الموت على الحياة اختياره الهروب عن مواجهة مشاكله ...أدرك
            انه لم يكن يريد أن يفعل ذلك و لكن ألان لا يستطيع إلا أن يرى الموت و يمضي نحوه
            ...فقد ابتعدت قدماه كثير عن حافة الجرف و أصبح الآن يطير محلقا نحو سطح الماء الذي
            يقابله بلونه شديد الزرقة و السواد لما يخفي وراءه من عمق شديد ...هاهو يقترب من
            الموت و لكنه لا يستطيع أن يغير من الأمر شيئا فهو من اختار ذلك و تمنى لو لم يفعل
            من أول ما ابتعدت قدماه عن الجرف و أصبح غير قادر على الوقوف أصبح يرى كل ما كان قد
            قرر الانتحار لأجله تافها ..سخيفا.. بل لا يساوي شيئا مقابل فكرة الموت و مفارقة
            الحياة حتى انه لو أعاد التفكير في الأمر لما أقبل عليه...... لكن الان هو يعلم أنه
            لا فائدة من ذلك لكنه و كنوع من سخرية القدر أخذت تتدفق إلى رأسه أفكارا و حلول
            لمشاكله تلك... مشاكله التي دفعته للانتحار و التي ظن انه لن يجد لها حلا سواه ....
            وهو رغم جنون الأمر إلا أنه أخذ يفكر في ذلك أيضا و حتى قبل أن تبرد أطرافه كان قد
            أوجد حلولا و ليس حلا واحد لكل مشاكله ، ابتسم ... فكان يعتقد أن فكرة أن تودع
            الحياة بابتسامة أفضل من أن تودعها عابسا أو على الأقل هذا أفضل ما قد يستطيع فعله
            الآن و ككل من يفارق الحياة كما يقال عنهم أخذ يمر شريط حياته كلها أمام عينيه
            فهاهو الآن طفلا رضيعا كثير البكاء لدرجة انه يستطيع سماع نفسه يبكي بكاء شديدا
            يسمع ذلك بكل وضوح ربما كان جائعا فيبدو أن والديه يحاولان تهدئته قليلا و ملاعبته
            يستطيع رؤية أنهم كانوا بجانب شاطئ البحر في ذلك الوقت ، وهاهي صورة أخرى من حياته
            تمر أمامه يلاحق كرته وهو في عمر خمس سنوات كرته التي كانت تبتعد مع مياه البحر هنا
            أيضا كان قد عاش هذا الموقف من حياته بجانب البحر ، صورة أخرى مرت أمامه فتى ف
            العشرين من عمره هو و أصحابه يحاولون صيد سمك من مياه البحر حتى لم يكن متأكدا من
            كون ذلك الفتى هو أو لا و لكنه كان هناك يصيد و يبدو مستمتعا كان يبدو شابا قويا
            أيضا محبا للحياة ، آخر مشهد مر عليه هو رجل عجوز ف الستين من عمره تقريبا يمشي
            بجانب البحر مع طفل و كأنه أحد أحفاده ، أهذا أنا أيعقل ذلك لم أكن أعتقد أنه حتى
            تلك الصور و الأحداث التي لم أعشها سوف أراها أيضا يبدو أنني كنت سأغدو شيخا كبيرا
            حكيما محبا لعائلتي فهذا حفيدي الصغير و أنا أماشيه بجانب البحر ، توقف لحظة البحر
            البحر كل ما مر علي من ذكريات كانت بجانب البحر و كأنه كان مقدر لي منذ البداية أن
            نهايتي ستكون فيه و عليه أن يكون هو قاتلي و قابري هو من يضم جثماني إليه بعد موتي
            بعد ما ضم شاطئه طفولتي و شبابي و حتى شيخوختي كل ذلك كان مقدرا و مسير بنوع من
            القوة الكونية الآن أستطيع أن أغمض عيني وأنا أأمل أن أنام بسلام رغم أنني مازلت
            نادما أشدً الندم على اختياري هذا ... أغمضت عيني لاستقبال موتي بسلام و لكن لم
            يحدث شي لم يحدث شيئا مطلقا ،انتظرت و انتظرت أن تختفي هذه الظلمة التي تلفني و
            يستقبلني نورا من نوع خاص نورا آخر لكن لماذا مازلت أسمع أصوات البحر و أمواجه و
            مرتاديه؟ لماذا ما زلت أشعر ببرودة المياه على جسدي و ملابسي المبتلة؟ لماذا يحصل
            ذلك ؟ لم أعد أفهم شيئا فكل أفكاري عن الموت و مفارقة الحياة لم تكن تتضمن ذلك...
            غريب هذا الأمر،، فجأة أحسست بحركة اندفاع المياه داخل جسدي و أخذت أخرجه بقوة و
            أنا أسعل بشدة سعال أفهمني بطريقة ما أني عائد إلى الحياة و شيئا فشيئا أخذت أفتح
            عيني...
            صوت ذلك الطفل ذو الخمس سنوات يتردد أمامي : إيه لقد استيقظ لقد فتح
            عينيه انظروا... ذلك رائع
            الجد الستيني محاولا تهدئة حفيده : اهدأ يا زياد اهدأ
            الحمد لله لعودتك سالما يا بني فقد كانت سقطة شديدة لم نتوقع أن تبقيك على قيد
            الحياة و لكن عناية الله و مشيئة رفقت بك الحمد لله
            الرجل الذي قدم وهو يحمل
            طفله الرضيع يهدهده : أه هل استيقظ... لقد أخبرتكم أنه شاب قوي و سيحارب
            لحياته...
            أما الفتى العشريني الذي كان بجانبي والذي اكتشفت فيما بعد أنه هو و
            أصحابه من قام بإنقاذي من الغرق و مساعدتي لإخراج كل تلك المياه التي تجرعتها،
            الحمد لله على سلامتك يا أخي لم يظن أحدا أنك كنت ستنجو من تلك السقطة ، فيم كنت
            تفكر أعني أنه منحدر حاد كان سيؤدي بحياتك لولا أن رأاك ذلك الطفل ، انتبه و لا
            تعدها مرة أخرى لا نريد أن ترتبط مشاهد موجعة ببحرنا الجميل...
            .... و بمناسبة
            إنقاذنا لهذا الشاب و عودته من الغرق الجميع مدعو للسمك المشوي الذي اصطدناه طازجا
            اليوم ...
            ابتهج الجميع بالطبع لهذا الخبر – غداءا مجاني - أما أنا فما كانت
            تحلق في رأسي سوى فكرة واحدة اكتشفتها اليوم حياتي غالية حياتي هدية من الله
            سأعيشها مثل ما يريد ولن أفرط فيها مرة أخرى...

            30/11/2011
            وفي الجامعة ..
            ليس هناك ما سيبقى لك دوما
            الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
            والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
            إنها مؤامرة زمان ومكان ...


            تعليق


            • #7
              حمد أخي آلمعطآء... ورآئعتُكَ "غيبوبة"
              قرأتهآ هنآكَ وهنآ وسأعيد قرآءتهآ أينمآ سأجدهآ.

              بآلفعل أسلوبٌ أمتعني ولغةٌ تحآكي الجمال... بوركَ فيك.
              وألف مبروك على المركز آلثانـــــي

              كُنْ دوماً في المقدمة
              رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

              تعليق


              • #8
                فاتني المهرجان
                :
                مباركٌ عليكم
                نصوص رائعة
                !
                ...

                تعليق


                • #9
                  تستااهلوا

                  موفقين





                  امضي الى الأمام
                  ولا تخشى شيئا

                  تعليق

                  يعمل...
                  X