إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أهلاً بالثقافة التركية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أهلاً بالثقافة التركية

    كثيرة هي التناقضات في حياتنا ، منها ما نصنعه بأنفسنا ومنها ما يخلق خلقاً بالظروف ، وآخر يأتي غزواً كما نود أن نسميه وهو بالأحرى يفرضه الواقع فنتقبله بإرادتنا ... كما هو في حالة الغزو الثقافي ، فمصطلح الغزو واقعياً هو مرتبط بحرب وسلاح وسفك دماء ، ولفظياً هو متعلق بفرض الشيء فرضاً دون تقبل الآخر إلا أن إقتران هذه المصطلح بالثقافة يبقيه نوعاً ما بعيداً عن المعنى الواقعي واللفظي لأن الثقافة لا تغزو بل هي تُجلب بإرادة أو أنها كالضيف الذي يستآذن بالدخول فإذا وجدت الأبواب مفتوحة والأيادي ممدودة فأنها تسترخي وتتمدد حتى تتأصل فتصبح جزءاً من منطقة تقدم ذاتها وتروج لمصدرها لأهداف سياحية إقتصادية في مراحلها الأولى وقد تظهر الأهداف الحقيقية بعد فترة يكون العقل البشري برمج نفسه عليها وليس بالإمكان التخلي عنها إلا بدخول منافس آخر شريطة أن يمتلك أدوات جذب أكثر تطوراً وحنكة ...
    فها هي الثقافة التركية أتخذت المدخل العاطفي الأنثوي وهو الجانب الأسهل في الاختراق، فرمت بالمسلسلات التركية الأكثر عاطفية ورومانسية على الفضائيات العربية من خلال نجوم بمواصفات معينة قد تكون نادرة في الرجل العربي وبقصص رومانسية في قالب واقعي تضرب على الجانب المفقود من الحياة الإجتماعية التي تعكسها المسلسلات الخليجية لتجد النساء العربيات أنفسهن في شباك نجوم الدراما التركية متآثرات بذلك فانعكس بذلك على تفاصيل الحياة فكان لها نتائجها السلبية أحياناً ، الرجل العربي في موقف المتفرج المهزوم في الفترات الأولى ومع مرور الوقت حاول إصلاح ذلك بصنع ما يمكن أن يرضي المرأة من خلال تقليد ما يشاهده أيضاً فوجد هو نفسه منساقاً وراء تلك المسلسلات محاكياً لعل ذلك يقلل من الشحنات التي تحصل في الجو الأسري من جراء إحساس المرأة بأن الأتراك يعيشون حياة رومانسية مثالية يفقتد العربي عن توفيرها لها ، فظهر هذا التأثر واضحاً في المسلسل الأخير الذي يعرض حالياً على قناة دبي الفضائية (حريم السلطان) الذي أصبح يشاهد من كل فئات المجتمع بل هو مصدر جدال في الكثير من حلقات النقاش الجادة من باب أن هذه القصة تاريخية واقعية لكن أكاد أجزم بأن هناك جانب آخر نجح الإنتاج التركي في زرعه في عيون المشاهد العربي في وقت كان العقل العربي متعطشاً لذلك بعد أن أنهكته الثورات العربية ونتائجها التي لم تظهر بعد وأن أعتبرها البعض ناجحة.
    وبعد كل ما يشاهد في تلك المسلسلات وكم الأفكار التي تدخل للعقل العربي فلا غريب أن يجد الرجل نفسه يحني رأسه المثقل بتفاصيل الحياة والثقافة التركية أمام الحلاق التركي الذي يقدم له مواصفات من العناية بالشعر وتدليل البشرة بتقنيات يفتقد لها الحلاق الهندي الذي كان يرتاده لسنوات مضت ، فيكـفي أن يكتب على لافتت المحل (حلاق تركي) ، ليجد كماً من الزبائن ينهالون عليه مما يجعله يفرض مواعيد ليقدم لهم الخدمات ، فأصبح الحلاق التركي رمزاً للرقي في إنتقاء الخدمة فالهندي يقدم الخدمة للوافد من طبقة معينة أو من تعسرت عليه الأمور ولم يجد موعداً لدى التركي .
    لينهي يومه في أحد المطاعم التركية المنتشرة في كل سوق محلي والتي تقدم الشوارما بطريقة أسطنبولية تجعله يقترب مما يشاهده فيعيش ولو جزءاً من تفاصيل تلك الحياة والثقافة التركية التي تصورها له شركات الإنتاج التركية بحناجر سورية التي يشاهدها وهو يحتسي الزهورات في إستكانةً تشبه الإستكانة التي تشرب بها لميس في مسلسل بائعة الورد ومحضرة في أبريق تركي ذو الطابقين كما في مسلسل سيلا والذي جلبه أحدهم خلال رحلته السياحية إلى تركيا قاصداً القصر الذي دارت فيه أحداث مسلسل نور والذي يقع على مضيق البسفور ومطلاً على الجسر الذي يربط الجانب الآسيوي بالأوربي .
    إذن ها هي الثقافة التركية نجحت في فرض نفسها ولكن ليس بطريقة الغزو بل هي قدمت نفسها فتقبلها الآخر مستمتعاً بتفاصيلها دون أن يعي أهداف هذا الدخول ، ولعل في ذلك درس يؤخذ بحيث تفرض الثقافة العمانية على ابنائها بالعلم والإعلام قبل أن تدثرها الثقافات الآخرى ، وليس ببعيد أن يكون ذلك ما دامت هناك عقول قابلة للاستقبال دون فلترة الوارد .

  • #2
    العيب فينا وما لزماننا عيب سوانا المشكلة في التأثير و التاثر هو ما يمتلكه الشخص من ثقافة فأن كان يمتلك ثقافة لا بأس فيها فقد يميز الصحيح من السقيم في كثير من الامور

    تعليق

    يعمل...
    X