إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السكـــــــــير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السكـــــــــير

    مد خـــــل :
    إن الأحلام المهدورة إما تجعلك مجنونا أو سكيرا .



    خطوة إلى الأمام .. خطوتين إلى الخلف ’ أترنح يمينا ثم شمالا ’ أتمايل مثل ورقة خريف تعبث بها نسائمه , الطريق أمامي تتلوى مثل ثعبان ’ تبدو لي منحدرا ثم تصبح جبلا , لا أعرف إن كانت الأرض تطوف بي أم أنا الذي بها أطوف ’ أراني أحلق عاليا , بلا جناحين نحو الأفق . أشعر بالنشوة والإنعتاق من كل شيء و أقول أي شيء أجهر به بلا خوف أو وجل , أفعل ما يحلو لي دون خوف من رقيب أو حسيب ’ في معطفي المتهرئ أخفي زجاجة نبيذ .
    هل عرفتم من أكون ؟؟
    أنا الذي يتحلق من حوله الأطفال يصفقون ويصيحون بأعلى أصواتهم "السكير , السكير"
    كنت مثلهم فيما مضى ’ أطوف بعمي السعيد السكير مع شلة من أصحابي وننادي بأعلى أصواتنا " عمي السعيد السكير , عمي السعيد السكير " ينهرنا يحاول صرفنا فيسقط أرضا
    يتحامل على نفسه وينهض متثاقلا و يشتمنا ويقول لنا كلام بذيء ولكننا نظل خلفه حتى يصل أسفل الوادي
    عمي السعيد السكير قضى في ليلة باردة ذات شتاء مضى , يوم كان نائما تحت الجسر هجم عليه الوادي بغتة وجرفه مع زجاجته إلى حتفه ’ ها أنا اليوم آخذ دوره , أفترش علب الكرتون وألتحف سقف الجسر على ضفة الوادي الذي كان ينام تحته عمي السعيد يوما .
    إنها مفارقة الحياة وعجائب الزمن . أنا اليوم سكير عربيد يسخر مني الصغار والكبار .
    أنا مضحكة للجميع , لكن لما لا يسال هؤلاء الضاحكون والمتغامزون أنفسهم على ما يضحكون ولما يضحكون ؟؟ ماذا لو رأوني يوم تخرجت من الجامعة وعاشوا معي ذلك الفتح العظيم بعد كد السنين , يوم سلموا لي ورقة جميلة كتبوا عليها ناجح بامتياز ’ وضعتها في إطار وعلقتها في غرفتي وبنيت عليها أحلام حياتي , كانت هي حصادي بعد ضياع السنين ’ كانت أمنيتي أن أكون طيار أمرق الأجواء مثل طائر السنونو المهاجر من بلد إلى بلد وها أنا أطير بغير طائرة بغير جناح لكن الحلم كان بعيدا جدا بعد الشمس عن الأرض ’ وألغيت حلمي هذا ورميته في أدراج الزمن ورحت أتنازل عن أحلامي حلما بعد حلم وصرت أطلب وظيفة لا تهم ما هي وكيف هي ’ المهم أن أحصل على لقمة العيش وتناثرت أحلامي كلها مثل وريقات عبثت بها نسمات الخريف وتساقطت حلما خلف حلم وأغلقت الأبواب بابا بعد باب , وأصبحت الشهادة الكبيرة وكد السنين وشقاء العمر مجرد شهادة تافهة ورقة حقيرة معلقة على جدار غرفتي التي يكاد سقفها يهوى على رأسي , وتمضي بي الأعوام ويشيب راسي وينحني ظهري ولم يكن لي مهربا إلا إلى هذه الحبيبة التي أتجرع إكسيرها فيجعلني أطير بغير جناح أعلو وأرتقي إلى الأجواء كريشة خفيفة ’ أطير وحيدا بلا طائرة بلا هواء .
    لا تستعجبوا من حكايتي فهذا أنا , السكارى لهم أحلامهم أيها الناس ’ فلا تهزءوا منهم
    السكارى لهم أمال مثل الجبال فلا تسفهوا أمالهم .
    أيها الأطفال لا تسخروا مني ففي يوم مضى كنت مثلكم , مثل العصافير الجميلة التي لا تمل التغريد والحركة كانت لي أحلاما وأمالا كبيرة نثرتها على أرض قلبي وها أنا بعد السنين أحصدها شوكا في وطن يبتلع كل شيء جميل ’ قد يأخذ الكثيرون منكم يوما دوري كما أخذت أنا دور عمي السعيد السكير , ستنالون شهادات كبيرة وتفرحون بها ثم تبحثون عن حصاد حلم كنتم قد زرعتموه يوما فلا تحصدون سوى زوابع من غبار ’ ثم تيأسون مثلما يئست وتبحثون عن أي شيء يجعلكم تشعرون بالحياة وبالانتماء إلى جنس البشر ’ ثم تهرولون إلى كل حدب وصوب وتحاولون الهروب إلى أي ارض , إلى أي بر فلا تجدون شيئا فكل شيء مقفل بإحكام . وهنا تبحثون مثلما بحثت أنا يوما عن حياة أخرى في عالم آخر فلا تجدون إلا هذه الزجاجة كما وجدتها أنا . لا تلوموني أيها الناس فكلكم ملام
    أنا ضحيتكم جميعا ’ ضحية وطن لا يرحم وقلوب لا ترأف أنا صنيعتكم جميعا ’ فلا تلوموني اليوم ولا تعتبوا علي ولا تنظروا إلي نظرات الازدراء ’ فنظراتكم لا تهمني وحديثكم وضحككم علي لا يشغلني فأنا اليوم في عالم آخر غير العالم الذي تعيشون ’ في حياة أخرى غير الحياة التي تحيون
    الآن أمضي كما كان عمي السعيد السكير يمضي أرفع زجاجة النبيذ عاليا إلى السماء أقابلها للشمس فأراها جميلة ’ أجمل من امرأة أشتهيها و هذا السائل الأحمر هذا السحر برائحة العنب الممزوج بالكحول لو تعرفون مذاقه ’ إنه أشهى من شفتين قرمزيتين لامرأة في العشرين تحتويك بكل جوارحها , إنها الحبيبة التي تفهمني وترحمني بالنسيان والرحيل إلى حياة غير الحياة التي تحيون .
    عند المغيب عندما أصل إلى الجسر أفترش علب الكرتون و التحف سقف الجسر ..
    يقولون لي إياك والنوم تحت الجسر قد يجرفك الوادي بغتة , أفلا يعلمون أن الوادي قد جرفني منذ تخلى عني المجتمع وتركني للضياع ’ الوادي جرفني يوم صادروا أحلامي وتركوني عرضة للفراغ أجتر الأوهام وأنتظر السراب تحت رحمة أمال مشنوقة ’
    أيها الناس لا تخشوا علي فالوادي حملني وانتهى كل شيء .

  • #2
    الاستاذ الفاضل // محمد دلومي

    حملتني القصة بتفاصيلها في رحلة أسكرتني فكرتها.. بعدها، وإشاراتها المخبئة تحت جناحيها، وظلال الحروف التي تفهم بلغة الثوريين.. كما أفهمها..

    وخسيء بناة الفقاعات من الوصول الى نشوتنا وهم فقاعات هواء.. يأتون فنشتمهم، فيرحلون بعد ذلك ونشتمهم أيضاً..

    ونسكر.. بالخمر الثوري الذي نلتذ بمذاقه وطعم الموت، ونشوة الحلم، نحن المعدمين.

    فلا غرو أن تسكرنا أحلامنا.. فننتشي، ولكن بنشوة عاقلة، لا تحيد عن هذيان ولكنه مختلف..!
    و تشكيل قراءات للواقع والمستقبل ونبؤاءات فريدة..

    (( وطن يبتلع كل شيء جميل )) إختصرت في هذا ما يكتب بلغة اللف والدوران والنقد الأكاديمي للخارطة الديموغرافية لهذا الغول الذي يسمى.....
    ( عذراً ) لا أجروء على هجاء الوطن إلا في حالة سُكري ثملاً فقد حلمي الأخضر، وبلوغي نشوة الخيـــال وحب الذات، وجلدها بشكل سادي..

    فحين تبتلع الاوطان أحلامنا.. لا يبقى معنىً لحياتنا.. فالموت أجدر بكتل اللحم التي تفترش غربة الأوطان والمنافي..

    فأي ساديين نحن.. عشاق الوطن..! وأي مازوخية نعيشها..

    فوطن يبتلع بنهمٍ جميع أحلامنا وينهب سنيننا، ونحن نعشقه حتى الموت..!

    فإما وطن يلم شتاتنا.. أو موت نجتمع به مع العم ( سعيد ) فلا نشتم جلادينا بعدها..!

    ونســـكر..

    وكما يقول الشاعر مظفــــر النواب:



    في الحانة القديمة

    مظفر النواب

    المشرب ليس بعيداً.. ما جدوى ذلك
    أنت كما الاسفنجة تمتص الحانات

    ولا تسكر
    يحزنك المتبقي من عمر الليل بكاسات الثملين

    لماذا تتركوها؟

    هل كانوا عشاقاً؟

    هل كانوا لوطيين بمحض إرادتهم كلطاءات القمة؟

    هل كانت بغي ليس لها أحد

    في هذي الدنيا الرثة؟

    وهمست بدفء في رئتيها الباردتين..

    أيقتلك البرد؟

    أنا يقتلني نصف الدفء.. ونصف الموقف أكثر

    سيدتي.. نحن بغايا مصرك

    يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..

    والخبز الكاذب..

    والأشعار.. ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا

    ويوافق كل الشعب.. او الشعب

    وليس الحاكم أعور

    سيدتي.. كيف يكون الإنسان شريفاً

    وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان

    والقادم أخطر

    نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط

    نخبك.. نخبك سيدتي

    لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني

    فالبعض يبيع اليابس والأخضر

    ويدافع عن كل قضايا الكون

    ويهرب من وجه قضيته

    سأبول عليه وأسكر.. ثم أبول عليه وأسكر

    ثم تبولين عليه ونسكر


    وللقصيدة تتمة....
    http://www.angelfire.com/mn/modaffar/3.html


    http://www.omanlover.org/up/SUMER-MOAIAD.jpg
    أنا عراقي... إذن أنا أحلُم *
    العـــــراق بـــلاد الرافــــدين Mesopotamia
    جــــــــــــدول إحصــــــــــائي -1- وإشــــــــــــــارة
    (( فأما أن أكتب وأترك بصمة تذكر.. أو أن أقــرأ بصمتٍ وأرحل... ))

    نحن نسجل موقفاً في رفض وإدانة صمتكم أيها الإعلاميون الصحفيون والصحفيـات العرب
    على ما يجري في " غـزة فلسطين "
    لأنكم يجب أن تكونوا للحقيقة لسان وللنزاهة عنوان.
    وهذا ما أقسمتم عليه - بالله العظيم - بيوم تخرجكم من كلية الصحافة والإعلام...!

    _______________________

    تعليق

    يعمل...
    X