مــــــــــــــــــــــدينة الضبــــاب
في تلك المدنية المهجورة ..
التي احتضنهـــــا شاطئ البحــر ..
نزلت أجوب شـــوارعهــا الصامتة ..
وأنــا أتنفس صفعــــــات من هــــوائهـــا البارد ..
وأقلب نظري باحثـــا عن ملجأ دافئ ..
يحـــوي جســـدي الصغير ..
الــــذي أرهبته ظلمة الليل ..
على تلك الارصفــه المحطمة ..
وتيبست أطرافــه من شدة البرد ..
وتشققت أقدامـه مـن التعـــب ..
عنـــــدما قـــــرر أن يركـــن إلى إحدى الزوايـــا المعتمة..
وهـــــو يــــراقب الضبـــاب الكثيف ..
يغطــــى بــقايا مـن تلك المدينــــة ..
وكأنـــــه وشـــاح تتــــــوشح بــه ..
لتتقــــى قســـوة الشتــــــــاء ..
ولتـــــــــزيد مــن وحشـــة الظلمـة التي ارتمت بين أزقة المدينـــة ..
فكــــــأنهـــا تـــزرع بذرة من اليــــــأس..
بهـــــــــــدوء يتحطــــم بأصـــوات الخشب المتكـســـــر ..
وريـــاح تعـــــزف سيمفونية ثلاثية..
أبطــــــالهــا الحــــزن واليـــأس والألــم..
.
.
.
في منعطـــــف الشـارع في ركــن مهجـــورٍ ..
عمـــــــود مضي ..
تــــرفـرف عليــه أجنحة الفراشات الصغـــــيرة ..
وهــي تحتـــــرق بلهــــــيب تلك الشمعـــة ..
فكــأنني أرى لحظــات السعـــادة وهــي تتحــــول إلى رمـــاد في ظـل حكــم هذا الزمــن القــــــــــــاسي ..
وأقنعــــة مصطنعــــة باتت تغلـــف الحقــــد المدفـــون ..
بــــملامــح مـن البراءة الكــــــذوب ..
انتشـــرت مــع الضبـاب الكثيــف ..
الـــزاحف على الشـــوارع المتــــوجعـــة ..
المثقــــلة بنـــواح المصابيــــح المزروعـــــة ..
على أرصفتها ..
ليبقيهــــا الزمـــن .. حيـــاة هجـــرتهــا الأرواح ..
تتـــــــآكل جــــدرانهــا مـع دوران عقــارب الســاعة ..
تعليق