المقدمة :
حدّثنـا الأستاذ جهاد فاضل على صفحات مجلة العربي عام 2003 ، قال :
" روى أحد الناشرين المصريين أن رجلاً ذهب لزيارة صديق له فلم يجده في بيته ,
فسأل زوجته عن المكان الذي قصده , فقالت له , و هي القروية القادمة من الريف
إلى القاهرة : ( لقد اصطحب الأولاد في نزهة إلى حديقة حيوان الكتب ) ... لم يفهم
الرجل . فهو يعرف أن حديقة الحيوان الواقعة في شارع مراد بالقاهرة لا تتضمن
كتباً , فهل هناك حديقة أخرى في القاهرة لم يسمع عنها سابقاً تحمل هذا الاسم?
و أين تقع? و لم تتبدد أسئلة هذا الرجل إلا عندما اتصل بصديقه في ضحى اليوم
التالي ليخبره هذا الصديق أنه أخذ الأولاد في نزهة إلى معرض الكتاب بمدينة
نصر . و هو ما أوقع الزوجة في التباس, إذ ظنت أنه أخذ الأولاد - كعادته بين
وقت وآخر - إلى حديقة الحيوان , و لكن لأنه لفظ أمامها عبارة
( معرض الكتاب ) ظنت أنه حديقة أخرى في القاهرة تحمل الاسم الذي ذكرته.
والواقع أن معارض الكتاب العربية - سواء في القاهرة أو في سواها من
العواصم العربية - باتت شبه مجهولة لا من أبناء الريف وحدهم, بل من أبناء
المدن أيضاً. فهم لا يعرفون عن هذه المعارض الكثير, وإذا سمعوا بأن
معرضا للكتاب يقام في هذا المكان أو في ذاك , فإن الخبر لا يعني لهم شيئا .
و لكن قسماً آخر ينتفع بموسم المعرض هذا فيزوره, ولكن زيارة سياحة
لا أكثر. يمرّ بين ( أرفف ) الكتب المعروضة مرّ المجانب , فلا يلتفت إليها
لا يميناً ولا شمالاً , بل يتابع سيره كأنما هو يسجّل ساعة أو نصف ساعة
طبية من المشي الذي سمع أنه مفيد صحياً . أما الالتفاتة إلى هذا الكتاب ,
أو ذاك , أو التوقف في هذا الجناح أو سواه , و العودة إلى بيته و معه
مجموعة كتب شائقة حديثة تنعش فيه القلب والعقل والوجدان , فأمور
لا تدور في باله .
حدّثنـا الأستاذ جهاد فاضل على صفحات مجلة العربي عام 2003 ، قال :
" روى أحد الناشرين المصريين أن رجلاً ذهب لزيارة صديق له فلم يجده في بيته ,
فسأل زوجته عن المكان الذي قصده , فقالت له , و هي القروية القادمة من الريف
إلى القاهرة : ( لقد اصطحب الأولاد في نزهة إلى حديقة حيوان الكتب ) ... لم يفهم
الرجل . فهو يعرف أن حديقة الحيوان الواقعة في شارع مراد بالقاهرة لا تتضمن
كتباً , فهل هناك حديقة أخرى في القاهرة لم يسمع عنها سابقاً تحمل هذا الاسم?
و أين تقع? و لم تتبدد أسئلة هذا الرجل إلا عندما اتصل بصديقه في ضحى اليوم
التالي ليخبره هذا الصديق أنه أخذ الأولاد في نزهة إلى معرض الكتاب بمدينة
نصر . و هو ما أوقع الزوجة في التباس, إذ ظنت أنه أخذ الأولاد - كعادته بين
وقت وآخر - إلى حديقة الحيوان , و لكن لأنه لفظ أمامها عبارة
( معرض الكتاب ) ظنت أنه حديقة أخرى في القاهرة تحمل الاسم الذي ذكرته.
والواقع أن معارض الكتاب العربية - سواء في القاهرة أو في سواها من
العواصم العربية - باتت شبه مجهولة لا من أبناء الريف وحدهم, بل من أبناء
المدن أيضاً. فهم لا يعرفون عن هذه المعارض الكثير, وإذا سمعوا بأن
معرضا للكتاب يقام في هذا المكان أو في ذاك , فإن الخبر لا يعني لهم شيئا .
و لكن قسماً آخر ينتفع بموسم المعرض هذا فيزوره, ولكن زيارة سياحة
لا أكثر. يمرّ بين ( أرفف ) الكتب المعروضة مرّ المجانب , فلا يلتفت إليها
لا يميناً ولا شمالاً , بل يتابع سيره كأنما هو يسجّل ساعة أو نصف ساعة
طبية من المشي الذي سمع أنه مفيد صحياً . أما الالتفاتة إلى هذا الكتاب ,
أو ذاك , أو التوقف في هذا الجناح أو سواه , و العودة إلى بيته و معه
مجموعة كتب شائقة حديثة تنعش فيه القلب والعقل والوجدان , فأمور
لا تدور في باله .
تعليق