اخوتي هذه من اروع القصص التي الفتها اتمنى تعطوني ارائكم بجد ...
(آلامي وآمالي بيد الله )
كانت تلعب بين أزقة الحارة الضيقة حينما تهادى إلى مسمعها صوت أمها الرخيم يناديها ...
ندى تعالي يا بنيتي ...كفاك لعبا . كانت صغيرة لم تتجاوزالثامنة من العمر....
قالت بلطف يخالطه نبرة الضجر الطفولي البرئ.... ـ دائما ما يتمنى لو أن دنياه وساعاته كلهالعب ـ: حسنا يا أمي سآتي ...
الأم : هيايا بنية ستصابين بالبرد ، فالجو بارد في الخارج ...
بضجر ودعت صديقتها،وعادت إلى البيت : هاه يا أمي ها أنا ذا قد عدت وماذا الآن ؟
الأم : الآن اذهبي وغيري ملابسك هذه .
ندى : حسنا .كانت ندى حقا ببراءتها وجمال حسها ودعاباتها الجميلة التي كانت تنثرها على ذاك دليل.....فتشع جو المرح العذب في بيتهم والخارج ...وتنثر السعادة بأوراقها الجميلة على المكان والقلوب معا حتى جاء ذلك اليوم الأسودالذي أسقط الندى من أوراق الزهور بعنف وأظلم نور الجمال البريء في عينيها ....
سقطت طريحة الفراش لأيام ...حمى أذهبت الحس معها ... كانت أمها تسهر الليلة تلو الليلة تدعوا لها ، والدواء لم يعد ينفع ..
حمى ....لقد أصيبت ندى بمرض عضال يستعصى علاجه ... مرض لم يكتشف له علاج بعد وان هذا المرض ليصاحب الإنسان إلى نهايةعمره .. هكذا كان تشخيص الأطباء لحالتها ، لم يستوعب والدا ندى الخبر الذي نزل كالصاعقة . فهي ما زالت طفلة بكل معنى الطفولة ....لم تزل أمها تتذكر فرحهاوضحكاتها في زوايا المنزل ولعبها الفطري الجميل مع أخوتها وصديقاتها ....إلا إنالقدر لا يعرف معنى السن ،ولا تحده الحدود.
فاقت ندى من الحمى ....إلا أن المرض سيصاحبها إلى أن يشاء الله ...
استطاعا لوالدان بعد تعب أن يستوعبا الأمر إلا أنهما كيف لهما أن يجعلا هذه الطفلة تستوعب المرض الذي ستحمله طوال حياتها ...وكيف سترى نفسها وقد قال الأطباء إن هذا المرض يتطورويمكن أنه مع مرور الزمن ينتشر بشكل أكبر في جسدها إنه ( البرص ) هذا المرض العضال الذي يمحو كل معالم الحسن الآدمي ، نعم (البرص ) ستحمله ندى في جسدها .....إلى متى ؟؟
لا يمكن أن يجيب أحد على هذا السؤال .
الرب الجليل الذي قدر بمشيئته أن تصاب هذه الزهرة الجميلة التي لم يئن بعد وقت تفتحها ،ستسقط هذهالوردة وتسقط أوراقها بعنف على مسرح الحياة ، إلا أن ندى لم تأبه لهذا لأنها مازالت صغيرة لا تعرف كنه هذا المرض ،وعقلها لا يزال لا يدرك معنى كل ما يمكن أنيحدث ...
كبرت ندى ،وكبر المرض معها ، فأصبحت ترى لون جلدها ،بقعاً باهتةً كشمس الأصيل الكاسفةالشاحبة على منظر الغروب .
كبرت ندى ، وأصبحت تتلقى الهتافات الساخرة من زميلاتها في المدرسة ، والنظرات التي ملؤها
( الشفقة أوالتعجب أو الاستفهام أو حتى الاشمئزاز ) ناهيك عن نظرات الأطفال البريئة إلا أنهاكانت تقابل كل ذلك بضحكة أو ابتسامه أو نكتة منها ، لأنها كانت رغم ذلك تمتلك روحا ،وحس دعابة لطيف ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها كانت تستثير اهتمام الجميع ، وكثير ما تجمع الصديقات عندها ،وكثيراما كن يفتقدن حسها عندما تتغيب عن المدرسة.
كانت كل يوم تعود فيه للبيت تنظر لأمها ،ولوالدها فتستلهم فيهم العزاء ،لحالها ولمصابها .
كم من الأيام التي عادت فيها والدمعة تحرق خوفها ، فما إن نظرت إلى أمها وهي تبتسم لها وتحيهاحتى نسيت الدموع وقابلتها بابتسامة ،وأحست براحة تملأ كل كيانها .
وها هو ذاوالداها يردد عليها تلك العبارة التي جعلتها نورا يضئ لها عتمة الليالي وقسوةالايام حينما كان يقول لها : حبيتي ندى هذا قدر الله ،وأنت قوية اصبري وحققيما أردت ، فأنت قادرة وهذا المرض لا يمنعك من أن تكوني إنسانه ناجحة في حياتك ،واحمدي الله ،فهناك من الناس من ابتلي بأكثر من ذلك .كانت هذه الكلمات كحبات الثلج على صدرها ،تنعش قلبها ، وتشعل فيه الأمل،وتوقد الطموح والعزم على استشراق المستقبل بروح متفائلة طموحة موقنة بكرم الله وفضله ...لم تيأس ، بل زاد ذلك منعزيمتها وإصرارها ..
وهذا ما حدث...نعم لقد تخرجت ندى من المدرسة وكانت في قائمة المتفوقات علميا ، ومعدلها يؤهلها للالتحاق بالجامعة التي لطالما كانت حلم حياتها ...
زفت ندى البشرى لوالديها ففرحا واحتفلت العائلة بهذا الخبر الجميل وكعهدها واصلت مسيرة التفوق في الجامعة ، ولطالما شاركت كثيرا في المناسبات والأنشطة وأصبح لها وزنها في الجامعة ...حتى تخرجت وحققت أحلامها،ولم يعجزها المرض عن تحقيق طموحاتها إلا أنها لم تستطع أن تحجب نفسها على التفكيرفي مستقبلها كامرأة... فهي امرأة كغيرها تحب وتعشق وها هي ذي في ربيع الحياة، فتاةشابة مفعمة بالحيوية وبكل معالم الأنوثة التي لا يكتمل معناها إلا بوجود النصف الآخر (الزوج) ..نعم لم تستطع تجاهل الحقيقة ،ولم تستطع إيقاف عقلها عن التفكير فيهذا الموضوع ، كيف سأتزوج ؟؟ومن ذا الذي سيقبل الزواج بي وأنا بهذا المرض..
إلا أن الله لا ينسى عباده ، فهو رب كريم ، ففي يوم من أيام الشتاء الجميلة جاء ت
إلى البيت أحد جارات أمها المقربات تسألها عنها ،وتقول لها أن ابنها معجب بها وينوي التقدم لخطبتها فاستشيريها في الأمر ..فرحت الأم لذلك ، فابن جارتها رجل محترم ومعروف عنه الاستقامة وحسن الأخلاق . وبروح فرحه ذهبت الأم تزف الخبر لابنتها ودموع الفرح تتجلجل في مقلتيها وهي ترى ابنتهاالتي كاد المرض أن يفتك بها وهي صغيرة ، والتي ظنت أن لن تعرف كيف تستوعب هذاالمرض ، قد كبرت على كل شيء، على مصاعب الحياة، وعلى المرض وقد غدت اليوم عروساً تفاجأت ندى بالخبر، ترددت كثيراًفهي تظن أنه لا يعلم بمرضها إلا أن أمها بادرتها قائلة : وهو يعلم بمرضك إلا أنهرغم ذلك مصمم على الزواج بك ، ولا يريد احد إلا أنت . فرحت ندى كثيرا وأيقنت بأن القدرمن زف لها هذه البشرى لصبرها ودعائها وقوة إيمانها ، وأشارت لأمها برأسها أنهاموافقة .فرحت الأم ، وذهبت من فورها واتصلت هاتفيا بالجارة تخبرها بموافقة ندى. سرالجميع ، ودارت الأفراح في بيت العائلتين ...
عاشت ندى في كنف زوجها الوفي الذي أحبها أعمق وأصدق حب، وأنجبت بنتا كالقمر .وقد عزمت ندى على أن تربي ابنتها على الصبر والتفاؤل مهما كانت الظروف ،وهكذا حققت ندى أحلامها في الوقت الذي لم يستطيع غيرها تحقيقه وهو في أتمعافيته . فالأقدار بيد الله ،وكل ما يأتي من الله هو خير ...
ندى تعالي يا بنيتي ...كفاك لعبا . كانت صغيرة لم تتجاوزالثامنة من العمر....
قالت بلطف يخالطه نبرة الضجر الطفولي البرئ.... ـ دائما ما يتمنى لو أن دنياه وساعاته كلهالعب ـ: حسنا يا أمي سآتي ...
الأم : هيايا بنية ستصابين بالبرد ، فالجو بارد في الخارج ...
بضجر ودعت صديقتها،وعادت إلى البيت : هاه يا أمي ها أنا ذا قد عدت وماذا الآن ؟
الأم : الآن اذهبي وغيري ملابسك هذه .
ندى : حسنا .كانت ندى حقا ببراءتها وجمال حسها ودعاباتها الجميلة التي كانت تنثرها على ذاك دليل.....فتشع جو المرح العذب في بيتهم والخارج ...وتنثر السعادة بأوراقها الجميلة على المكان والقلوب معا حتى جاء ذلك اليوم الأسودالذي أسقط الندى من أوراق الزهور بعنف وأظلم نور الجمال البريء في عينيها ....
سقطت طريحة الفراش لأيام ...حمى أذهبت الحس معها ... كانت أمها تسهر الليلة تلو الليلة تدعوا لها ، والدواء لم يعد ينفع ..
حمى ....لقد أصيبت ندى بمرض عضال يستعصى علاجه ... مرض لم يكتشف له علاج بعد وان هذا المرض ليصاحب الإنسان إلى نهايةعمره .. هكذا كان تشخيص الأطباء لحالتها ، لم يستوعب والدا ندى الخبر الذي نزل كالصاعقة . فهي ما زالت طفلة بكل معنى الطفولة ....لم تزل أمها تتذكر فرحهاوضحكاتها في زوايا المنزل ولعبها الفطري الجميل مع أخوتها وصديقاتها ....إلا إنالقدر لا يعرف معنى السن ،ولا تحده الحدود.
فاقت ندى من الحمى ....إلا أن المرض سيصاحبها إلى أن يشاء الله ...
استطاعا لوالدان بعد تعب أن يستوعبا الأمر إلا أنهما كيف لهما أن يجعلا هذه الطفلة تستوعب المرض الذي ستحمله طوال حياتها ...وكيف سترى نفسها وقد قال الأطباء إن هذا المرض يتطورويمكن أنه مع مرور الزمن ينتشر بشكل أكبر في جسدها إنه ( البرص ) هذا المرض العضال الذي يمحو كل معالم الحسن الآدمي ، نعم (البرص ) ستحمله ندى في جسدها .....إلى متى ؟؟
لا يمكن أن يجيب أحد على هذا السؤال .
الرب الجليل الذي قدر بمشيئته أن تصاب هذه الزهرة الجميلة التي لم يئن بعد وقت تفتحها ،ستسقط هذهالوردة وتسقط أوراقها بعنف على مسرح الحياة ، إلا أن ندى لم تأبه لهذا لأنها مازالت صغيرة لا تعرف كنه هذا المرض ،وعقلها لا يزال لا يدرك معنى كل ما يمكن أنيحدث ...
كبرت ندى ،وكبر المرض معها ، فأصبحت ترى لون جلدها ،بقعاً باهتةً كشمس الأصيل الكاسفةالشاحبة على منظر الغروب .
كبرت ندى ، وأصبحت تتلقى الهتافات الساخرة من زميلاتها في المدرسة ، والنظرات التي ملؤها
( الشفقة أوالتعجب أو الاستفهام أو حتى الاشمئزاز ) ناهيك عن نظرات الأطفال البريئة إلا أنهاكانت تقابل كل ذلك بضحكة أو ابتسامه أو نكتة منها ، لأنها كانت رغم ذلك تمتلك روحا ،وحس دعابة لطيف ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها كانت تستثير اهتمام الجميع ، وكثير ما تجمع الصديقات عندها ،وكثيراما كن يفتقدن حسها عندما تتغيب عن المدرسة.
كانت كل يوم تعود فيه للبيت تنظر لأمها ،ولوالدها فتستلهم فيهم العزاء ،لحالها ولمصابها .
كم من الأيام التي عادت فيها والدمعة تحرق خوفها ، فما إن نظرت إلى أمها وهي تبتسم لها وتحيهاحتى نسيت الدموع وقابلتها بابتسامة ،وأحست براحة تملأ كل كيانها .
وها هو ذاوالداها يردد عليها تلك العبارة التي جعلتها نورا يضئ لها عتمة الليالي وقسوةالايام حينما كان يقول لها : حبيتي ندى هذا قدر الله ،وأنت قوية اصبري وحققيما أردت ، فأنت قادرة وهذا المرض لا يمنعك من أن تكوني إنسانه ناجحة في حياتك ،واحمدي الله ،فهناك من الناس من ابتلي بأكثر من ذلك .كانت هذه الكلمات كحبات الثلج على صدرها ،تنعش قلبها ، وتشعل فيه الأمل،وتوقد الطموح والعزم على استشراق المستقبل بروح متفائلة طموحة موقنة بكرم الله وفضله ...لم تيأس ، بل زاد ذلك منعزيمتها وإصرارها ..
وهذا ما حدث...نعم لقد تخرجت ندى من المدرسة وكانت في قائمة المتفوقات علميا ، ومعدلها يؤهلها للالتحاق بالجامعة التي لطالما كانت حلم حياتها ...
زفت ندى البشرى لوالديها ففرحا واحتفلت العائلة بهذا الخبر الجميل وكعهدها واصلت مسيرة التفوق في الجامعة ، ولطالما شاركت كثيرا في المناسبات والأنشطة وأصبح لها وزنها في الجامعة ...حتى تخرجت وحققت أحلامها،ولم يعجزها المرض عن تحقيق طموحاتها إلا أنها لم تستطع أن تحجب نفسها على التفكيرفي مستقبلها كامرأة... فهي امرأة كغيرها تحب وتعشق وها هي ذي في ربيع الحياة، فتاةشابة مفعمة بالحيوية وبكل معالم الأنوثة التي لا يكتمل معناها إلا بوجود النصف الآخر (الزوج) ..نعم لم تستطع تجاهل الحقيقة ،ولم تستطع إيقاف عقلها عن التفكير فيهذا الموضوع ، كيف سأتزوج ؟؟ومن ذا الذي سيقبل الزواج بي وأنا بهذا المرض..
إلا أن الله لا ينسى عباده ، فهو رب كريم ، ففي يوم من أيام الشتاء الجميلة جاء ت
إلى البيت أحد جارات أمها المقربات تسألها عنها ،وتقول لها أن ابنها معجب بها وينوي التقدم لخطبتها فاستشيريها في الأمر ..فرحت الأم لذلك ، فابن جارتها رجل محترم ومعروف عنه الاستقامة وحسن الأخلاق . وبروح فرحه ذهبت الأم تزف الخبر لابنتها ودموع الفرح تتجلجل في مقلتيها وهي ترى ابنتهاالتي كاد المرض أن يفتك بها وهي صغيرة ، والتي ظنت أن لن تعرف كيف تستوعب هذاالمرض ، قد كبرت على كل شيء، على مصاعب الحياة، وعلى المرض وقد غدت اليوم عروساً تفاجأت ندى بالخبر، ترددت كثيراًفهي تظن أنه لا يعلم بمرضها إلا أن أمها بادرتها قائلة : وهو يعلم بمرضك إلا أنهرغم ذلك مصمم على الزواج بك ، ولا يريد احد إلا أنت . فرحت ندى كثيرا وأيقنت بأن القدرمن زف لها هذه البشرى لصبرها ودعائها وقوة إيمانها ، وأشارت لأمها برأسها أنهاموافقة .فرحت الأم ، وذهبت من فورها واتصلت هاتفيا بالجارة تخبرها بموافقة ندى. سرالجميع ، ودارت الأفراح في بيت العائلتين ...
عاشت ندى في كنف زوجها الوفي الذي أحبها أعمق وأصدق حب، وأنجبت بنتا كالقمر .وقد عزمت ندى على أن تربي ابنتها على الصبر والتفاؤل مهما كانت الظروف ،وهكذا حققت ندى أحلامها في الوقت الذي لم يستطيع غيرها تحقيقه وهو في أتمعافيته . فالأقدار بيد الله ،وكل ما يأتي من الله هو خير ...