إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"بكى الزمان على همساتها"قصة بقلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "بكى الزمان على همساتها"قصة بقلمي

    في احدى القرى الصغيرة...كانت هناك امرأة تعيش مع ولديها الذين توفى والدهما وهما صغيرين...
    قامت هذه الام في تلك الفترة بتربيتهما التربية الصالحة...حيث كانت تقوم بدور الاب والام في معاملتها لهم....احيانا حازمة واحيانا اخرى تشاركهم همومهم واحزانهم .... حيث كانت كالاخت الوفية لهم... كانت تربيهم على الاخلاق والفضيلة.... وكانوا يحترمونها كثيرا ويساعدوها في امور المنزل والتسوق....كان الولدين في المرحلة المدرسية.. وكانا مجتهدين في دراستهما وكل المعلمين يشهدون بأدبهما واخلاقهما العالية وذكائهما...

    مرت الايام والسنين..
    انهى الولد الأكبر دراسته بمعدل ممتاز وتم قبوله في كلية الهندسة.
    وبعده انهى الابن الثاني دراسته وتم قبوله للدراسة الجامعية في تخصص علم النفس...
    وبعد تخرجهم من الكلية تم قبول الاكبر"محمود" في اكبر شركات البترول .... وكذلك الثاني"احمد" عمل في وظيفة ممتازة وبراتب مغري ....
    وكان كل من يدخل بيتهم يستغرب من بناءه القديم على الرغم من ان الابناء بامكانهم بناء قصر .

    في يوم من الايام مرضت والدتهم وكان الناس يزورونها للاطمئنان عليها.... حينها زارهم احد اصدقاء الابن الاكبر في العمل....ودار الحوار التالي:
    الصديق: منزلكم قديم جدا ولكنه اعجبني كثيرا ؟؟
    الابن الأكبر "محمود" (باستغراب): انت اول شخص يعجبه منزلنا.... فجميع من يدخل منزلنايتعجب من ان لدينا امكانية لبناء قصر ونحن نعيش في منزل قديم وبسيط جدا...
    الصديق: المنزل بسيط ولكنه مرتب بطريقة ساحرة وجذابة...وفيه ذكريات لوالدكم واجدادكم ارى صورا قديمة على الحائط.
    رد الابن الاكبر: وعندنا رسائل قديمة لأجدادنا وبخط اياديهم رحمهم الله.... فقد كان احد اجدادي يسكن منطقة نائية ولم يكن لديهم وسائل اتصال آنذاك فكان يرسل الرسائل لأبناءه ليعرف اخبارهم وكيف يديرون مهام الحياة....
    الصديق: عجيب, ااتحتفظون بهذه الرسائل الى الآن؟
    الابن الاكبر:بالتأكيد... نحتفظ بها كذكرى وللفائدة ايضا... فعندما كنا في مرحلة المدرسة كانت والدتي في وقت الفراغ من المذاكرة تسمح لنا بمشاهدة التلفاز... وبعدها توزع علينا بعض الرسائل لنقرأها...أتدري لماذا؟
    لأن جدنا كان يرسل لأبناءه نصائح من ذهب في هذه الرسائل.... نصائح فيها من الحكمة ألوان من العبر...
    استفدنا منها كثيرا في حياتنا.... وبسبب اهتمام والدتي وتربيتها لنا والنصائح المقدمة منها ومن هذه الرسائل اعتمدنا على انفسنا...وانظر اين نحن الآن بتوفيق من الله....
    ونحن الآن نسكن هذا المنزل لأن والدتي لا تستطيع العيش الا فيه لانه يذكرها بجمال الماضي...
    وهنا لا أخفي عليك بأننا قمنا بانشاء مشاريع خيرية للفقراء والمحتاجين نريد بها وجه الله....ولم نكدس الاموال كما يعتقد البعض...
    وكذلك قمنا بعلاج والدتي في الخارج وكلفنا علاجها مبالغ باهضة ولكن الاهم عندنا هو نجاح علاجها....
    والآن قررنا الزواج انا وأخي ولكن لم توافق ولا فتاة علينا؟؟؟؟
    اجابه الصديق بدهشه: ولماذا ؟
    الابن الاكبر: لأن والدتي تريدنا بأن نكون بجوارها ولذلك لم ترضى ولا فتاة بالعيش في منزلنا الصغير...على الرغم من ان والدتي امرأة حكيمة وطيبة التعامل...وبعدها والدتي قالت لا بأس ... لاتسكنوا معي واكملوا نصف دينكم...ولكننا لم نرضى بذلك لأننا رأينا الحسرة في عين من ربتنا وشقت علينا طوال هذه السنين.... فقلنا: من ارادتنا فلتسكن هنا في هذا البيت المتواضع....
    استأذن الصديق للأنصراف بعد هذا الحديث الطويل....
    مرت الايام وتزوج الولدين بسبب دعاء والدتهما الدائم لهما بالتوفيق والسعادة وسكنوا مع والدتهما....
    وهنا بدأت حكاية الزوجتين وتعاملهن مع والدتهما:
    كان محمود واحمد يذهبان للعمل صباحا....
    فكانت زوجة الاكبر تأمر الام بالطبخ.... والثانية تكلمها بسخرية وتطلب منها تنظيف المنزل ....
    كانت الام العجوز تفعل ما تؤمر به....وكانت تعاملهن كبناتها حيث لم يرزقها الله ببنات...
    وعندما يعود الابناء من العمل تتفاخر كل واحدة من الزوجات بأنها طبخت والثانية بأنها قامت بترتيب وتنظيف المكان...
    فكانوا يشكروهن كثيرا خصوصا ان باعتقادهما بأن امهما في الحفظ والصون وكانوا سعيدين ويقولان لوالدتهما انت الآن معززة مكرمة....
    كانت الأم تستمع وهي ساكته وفي قلبها حسرة, وفي عينها دمعة أبت ان تنزل, لأنها تريد السعادة لأبنائها....ولا تريد ان تكدر عيشهم بحزنها...لم يلحظ الابناء حزن والدتها...
    مرت الايام والام تكابد ظلم زوجتا ابنيها وسوء معاملتهما لها... وكانت تهمس للزمان بحزنها .. وتحدث نفسها بهمها خوفا من ان تفقد وعيها وتخبر احد جاراتها بالقضية.. فتخسر سعادة ابنيها...لانها سعيدة عندما ترى الابتسامه تعلو وجه ابنيها...وهذا هو سبب صبرها...
    بعدها مرضت الام مرضا شديدا...ولم تحصل على علاج لمرضها في بلدتهم.... اراد الابناء تسفيرها للعلاج للخارج لأنها امهم الغالية...
    قالت زوجة الأول: اتذهب مع والدتك التي هي على فراش الموت وتخسر مالك لأجل علاج مرض لن تجد له علاج بالخارج كما لم تجده هنا....فعلاجها ميؤس منه..كثيرون من خسروا اموالهم بالخارج وفي النهاية مصيرهم الموت.. فقط يبقى عليك الدعاء لها ومراعاتها فيما بقي من عمرها ولا تعذبها بعناء السفر.......الخ ....
    وفي داخلها تقول" الى الجحيم ايتها العجوز الشمطاء" فأن موتك خير لنا وراحة.... وحتى لو مت لن نرث من معك شي... فقد منعنا ابناءك من اعطاءك اي من الاموال"
    اقتنع الولد الكبير بكلام زوجته وأيدها لحكمتها وحسن نواياها...
    مرت الايام وتوفت الأم....حزن الابناء لفراقها كثيرا...

    وفي يوم من الايام دخلوا جميعا لغرفتها ليروا ان كانت هناك وصيه لأمهما تركتها لهم....
    كانت الزوجتان تتمتمان لبعضهما " ماذا ستترك لكم هذه العجوز البالية, ربما دموعها التي كانت تغرقنا بها كل يوم صباحا"
    وبعدها صرخ الولد الأكبر بصوت عالي: هذه رسالة او وصية لا بل وصايا وهو يمسك اوراق بيده....
    نظرت الزوجتان لبعضهما نظرة استغراب وعلامات التعجب تملأ وجههن...
    جاءت الزوجتان وهما ترتجفان من الخوف.... واخذت زوجة الاكبر الاوراق من يده بقوة وهي تبكي من الخوف....
    قال لها: ماذا حل بك يا امرأة ؟
    اجابته بكل خوف وهي تشاهد بعض التواريخ على الرسائل من الخارج: قالت اعلم بأننا قصرنا تجاه والدتك طوال تلك الفترة وانا اخشى بأن والدتك كتبت مذكرة تشتكي من افعالنا.... فسكوتها ربما سينفجر الآن....
    أخذ الابن الورق وهو غاضب: وبدأ يقرأ...
    لقد تركت هذه المرأة المثاليه بصمة لا تنسى للجميع:
    كانت كل درهم يدخل في جيبها تحتفظ به....فقد تركت اموال كثيرة وموروثات ثمينة....
    فقسم لجيرانها, وقسم لأبنيها وزوجاتهم, وقسم للفقراء والمساكين...
    وطلبت منهم ان لا ينسوها بقراءة ختمة من القرآن على روحها شهريا وغيرها من الوصايا تنفعهم لدينهم ودنياها...
    جاء ليفتح الورقة الاخيرة وفيها:
    جميع المجوهرات التي كانت تمتلكها هي لزوجتهما وكتبت ايضا بأن يعاملوهن بالحسنى وبكل طيب...وان لا يتفرقوا لأي سبب كان....
    اعترفت الزوجتان بخطأهما وكيف ان هذه الأم جوهرة الحكمة لم يستطعن الاستفادة منها طول فترة حياتها معهن...وكذلك الابناء ندموا لأنهما نسوا والدتهما وانشغلوا عن الحديث معها والسؤال عن اخبارها في تلك الفترة....
    ولكن حينها لا ينفع الندم....لقد تركت في قلوبهم غصة...
    وكانوا يتمنون رجوع تلك الايام ليخدموها بأعينهم..ولكن لا فائدة سوى ذكرها والدعاء لها بالرحمة....[[/]


    **هذه القصة شاركت بها ايضا في احدى المنتديات..اعتذر ربما تجدون اخطاء املائية ولغوية وتعبيرية ولكن لا بأس اردت القصة للعبرة وللنقاش....
    .
    .
    ..,’,..
    مَهْمآ اَـتْـقَـنْتَـ اْلْـغِـيَـآبِــ
    يَـبْـقَـىــ فِـيْـ قَـلْـبِـيْــ مَـرْسـآكـ ..
    ..،’،..
    دِفْعَةْ 2012 / 2013

    * لِلْعُلا طآمِحُون
    .
    .
    .
    .
    هَمْسْ..~

  • #2
    جزيت خيرااا اختي
    في ميزان حسناتك ان شاء الله
    فعلاااا قصة مؤثرة جدااا
    فعلى الجميع يعرف مدى طاعة وبر الوالدين واخلاصا وطاعة لله سبحانه وتعالى
    sigpic

    !!...{{لا تستغربــوا من عدم تواجدي في المنتدى ف يوما ما سأرحل بلاعودة}}...!!


    ‘‘,,لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‘‘,,

    || :: الأمل والتفاؤل :: || || ** دعواتكم ** ||


    تعليق


    • #3
      كاسر الاحزان
      واياك جزاك الله خير
      يسلمووو على المرور فمروركم يسعدني
      .
      .
      ..,’,..
      مَهْمآ اَـتْـقَـنْتَـ اْلْـغِـيَـآبِــ
      يَـبْـقَـىــ فِـيْـ قَـلْـبِـيْــ مَـرْسـآكـ ..
      ..،’،..
      دِفْعَةْ 2012 / 2013

      * لِلْعُلا طآمِحُون
      .
      .
      .
      .
      هَمْسْ..~

      تعليق


      • #4
        ما شاء الله
        قمة في الأبداع عزيزتي
        راق لي سياق القصة ومغزاها العميق

        دمتي بود

        sigpic

        غـاسـل ٍ كـفـي مــن مصافـحـة بـعـض اليـديـن وقـافــل ٍ بـوجـيــه اهـلـهــا صـنـاديــق الـبـريــد
        وشايـف ٍ شـي ٍ لـي اعـوام مـالـي فـيـه عـيـن وقـاطــع ٍ خـيــط الـهـقـاوي بسـكـيـن الـوكـيــد

        تعليق


        • #5
          حلوو وايد

          استمري
          جاءت الأمطار وهرب من ينتظرها!
          يالَ حُزنها !



          لـــ "محقق وشخص غامض "

          (اللهم ارزقني قوة الحفظ وصفاء الذهن اللهم الهمني الصواب في الجواب وبلغني اعلئ المراتب في الدين والدنيا واحفظني واصلحني)


          تعليق


          • #6
            مشكورين على ردودكم وجودكم عطر صفحتي
            .
            .
            ..,’,..
            مَهْمآ اَـتْـقَـنْتَـ اْلْـغِـيَـآبِــ
            يَـبْـقَـىــ فِـيْـ قَـلْـبِـيْــ مَـرْسـآكـ ..
            ..،’،..
            دِفْعَةْ 2012 / 2013

            * لِلْعُلا طآمِحُون
            .
            .
            .
            .
            هَمْسْ..~

            تعليق


            • #7
              رووعه همووستي
              واصلي ابداعج غلاي
              *(يسلمو حبيبتي شموعه ع التوقيعه الطررر)*

              sigpic


              يا ليت الورد ما يذبـــــــــــل يا ليت الدمع ما ينــــــــــزل
              يا ليت الدنيا تصفا لــــــــي تعبت أشيل وأتحمـــــــــــل
              دموعي صارت حروفــي حياتي أنجرح و ازعـــــل
              حرام الناس تجرحنــــــــي وجرحي بالصبر يدمــــــل
              حرام الخل يطعنــــــــــــي وطعناته ترى تقتــــــــــــل

              تعليق


              • #8

                دائما اﻹبداع ينساب من بين حروفك
                فأينما ترمين بقلمك يكون حبره إبداع متواصل.

                همس الزهور..
                اسعدني المرور في القصة وقراءة محتواها ومضمونها
                لك ودي والله يديمك بعافية.

                بعض البشـر يجهـل معانيـك الجميـله
                ويحسب وصاله معك تنقيص في ذاته

                مادرى بنفسٍ ماتطلب الناس الفضيله
                ولو تعيش الهزيلة على خبز الفتـاتـه
                الشبل8

                تعليق

                يعمل...
                X