إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوفد الثقافي يزور متحف الآثار ويطلع على فن رسم الفسيفساء في قديم الزمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوفد الثقافي يزور متحف الآثار ويطلع على فن رسم الفسيفساء في قديم الزمان


    تواصل الأيام العمانية في تونس بتقديم محاضرات في السلوك والهوية والتسامح -
    تونس: محمد الحضرمي -
    أقيمت مساء أمس في العاصمة التونسية محاضرات فكرية، تناولت جوانب السلوك في الشعر العماني، والهوية المجتمعية والتسامح، إلى جانب تقديم محاضرة حول تاريخية العلاقات الثقافية بين عُمان وتونس، وذلك ضمن فعالية الأيام الثقافية العمانية، مثَّل الجانب العماني نخبة من المثقفين أعضاء الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ومثقفين تونسيين ينتمون إلى نادي اليونسكو المدينة. ابتدأ اليوم التراثي بتقديم محاضرة حول "المدرسة السلوكية في الشعر العماني"، قدمها الدكتور محمود السليمي، أكد فيها أن مصطلح المدرسة الذي نستعمله في هذا السياق ليس هو المعنى المدرسي البسيط، الذي يدور حول بعض الأمور التعليمية العادية، وإنما المعنى الذي تشترك فيه مجموعة من الأفكار والخصائص لمذهب ما أو نظرية ما، يبدع أو ينظر بها الكتاب والباحثون والمبدعون لأعمالهم، ويمثلون بها تيارا متميزا بين الاتجاهات أو المدارس الأخرى ويمكن الاكتفاء ببعض التعريفات التي جاء بها الباحث مجدي وهبة في كتابه القيم "معجم مصطلحات الأدب " مع الإضافات التي تؤسس لمصطلح المدرسة السلوكية في الشعر العماني وتميزها عن غيرها من المدارس، بعد ذلك نقدم حديثا علميا عن مصطلح (السلوك) وعلاقته بمصطلح (التصوف) مع وقفة عند خصوصية المصطلحين والتركيز على مصطلح السلوك ومحاولة توجيه هذا المصطلح من مفهوم (مدرسة) أو (نظرية) أو (منهاج) ووضعه في إطارين: الأول نظري، والثاني تطبيقي، مع وضع التطبيق بين السلوك الروحي والسلوك الشعري، أي حيث يندمج المفهومان.
    قراءة في النظرية السلوكية
    ويضيف د. السليمي: بهذه التحديدات نضع مقدمة في بناء (نظرية السلوك في المجالين العملي والفني) لدى المذهب الإباضي، وهو ما حاولنا وضع إطار له في جل نتاجاتنا السابقة. فبهاتين الإشارتين: مفهوم (المدرسة) ثم (مدرسية/ المدرسة السلوكية) في المذهب الإباضي داخل نمطية القصيدة السلوكية في الشعر العماني، نكون قد وضعنا أصابعنا على مشروعية مقدمة أساسية لهذه الورقة، ثم وضع الإطار الضابط لمقدمة في النظرية السلوكية في حقلي السلوك الروحي للشاعر المسكون بالإيمان والمؤمن المسكون بالشعر، لأن لحظة الاندماج بين السلوكيين هي الغاية التي نبحث عنها في النص الشعري، ولعلنا أدركنا أن التمهيد النظري الذي قدمناه ونختمه في نهاية هذا السياق، لا يعدو -على قوة وثوقيته ومشروعيته- أن يكون تمهيدا لآخر نقطة في هذا المدخل. فماذا عن المفهومين؟
    وتحدث في محاضرته التي القاها مساء أمس في مقر إقامة الوفد الثقافي العماني بتونس عن المدرسة السلوكية في الشعر العماني، متحدثا عن معنى (السلوك)، حيث أكد بالقول: إن هذا الكلام يقودنا إلى الحديث عن علاقته بمصطلح (التصوف) نظرا للعلاقة بين المصطلحين مع تميز كل مصطلح عن رفيقه.
    وحاول الدكتور السليمي في محاضرته الإجابة عن ما أسماه بالإشكالات والأسئلة الصعبة، التي يعانق فيه القلب العقل، وتحتضن فيه الروح تلك اللغة الحالمة، في ثنائية ستحاصرنا إلى نهايتها بحول الله، من خلال تناولنا للمصطلح السلوكي في المنتج الأدبي ومفاهيمه، التي تراوح الاتفاق والاختلاف عن المواضعة المعجمية، من خلال ثلاثة شعراء من الشعراء العمانيين السلوكيين، وهم: الشيخ جاعد بن خميس الخروصي والمحقق سعيد بن خلفان الخليلي والشاعر أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي البهلاني.
    في مواجهة النص السلوكي
    ويضيف د. السليمي: إن الشعر الصوفي بعامة والسلوكي بخاصة لم ينل حصته من الدرس والتحليل ولم يواجهه الدارسون بالمنهج المناسب، ونحاول في هذا السياق الذي بنيناه على ثنائية أساسية في المنهج طرفاها: السلوك في حياة الشاعر، والتعبير الشعري الموازي لتلك الحياة أن نقترب من هذا المطمح، علما بأن كلا الطرفين يصبان في المتن، وبعبارة أنسب: إن ما نحاوله هو أن الطرفين في صناعة النص وجهان لعملة واحدة هي عملة السلوك في شقيه: الحياة الواقعية التي عاشها الشاعر بكل شرائحها متمسكا بعقيدة صافية، والتزام بالطريقة التي تقف مصطلحا يحمي المستويات التي تصنع النص السلوكي، فالسالك في موضوع دراستنا هذه، عبر عن تجربته الصوفية في كل مرافق حياته التي عاشها كما يعيشها الناس، ولكن بالصفاء والإخلاص في كل خطوة يخطوها مسئول سياسيا أو إداريا أو حربيا أو قضائيا أو غير ذلك، فهذا هو الطرف الأول للسلوك الذي عبرت عنه بوجه أو بآخر سيرة هؤلاء الأقطاب الأصفياء، أما الطرف الثاني فهو هذا التعبير الشعري المسكون بالسلوك من خلال كل كلمة أو عبارة في بنيانه.
    الهوية المجتمعية في التراث
    كما ألقت الدكتورة عائشة ورقة بعنوان "الهوية المجتمعية في التراث الثقافي الشفاهي في عمان"، أكدت فيها أن إن الأدب الفصيح والأدب الشعبي وجهان لعملة واحدة هي التراث الإنساني، ومنزلة الأدب الشعبي في إثراء التراث لا تقل في أهميتها وفعاليتها عن الشعر الفصيح ، ولكنها تغنيه وتثريه وتزيده عمقاً وتأصيلاً وذلك لما للأدب الشعبي بحكم تكوينه ومجال انطلاقه وممارساته من مقدرة فعالة في تغطية الجوانب الدقيقة لحياة المجتمع وعلاقاته الخاصة ؛ فالأدب الشعبي عامة يمثل عمق هذا التراث وبؤرته من حيث أنه يشغل حيزاً كبيراً من حياة الإنسان وفكره بل ومخزون ثقافته عموماً. ووصف الشعر الشعبي بأنه تراث لا يخرج عن كونه مجموع البُنى الشعرية التي ورثناها عن الأجداد وهذه البُنى الشعرية تمثل قوالب محددة في أسلوبها ولغتها وأدائها وإيقاعها ونحن نجد ذلك في تلك القوالب التي ورثناها من الأجداد عبر الفنون الشعبية كالميدان، والرزحة، والهبوت، والعازي.
    الشعر يتغير من زمن إلى آخر
    وأضافت أيضا: إن الحركة أو التحول من مرحلة إلى مرحلة على كل المستويات تعد قانوناً أساسياً للوجود ؛ فالبشر لا يظلون على حال واحد، وإنما يتغيرون داخلياً وخارجياً. ومع كل مرحلة من مراحل التغير يكتسب الفرد الإنساني شكلاً جديداً، ويكتسب بالضرورة وعياً جديداً يتسابق مع لحظته الحضارية؛ وإذا كان التحول أو فطرية الحركة تعد قانوناً أساسياً للوجود فإن الأمر في الأدب وفي الشعر يندرج في ذلك الإطار، فالشعر يتغير من زمن إلى آخر، مع تغير مفهومه الناتج حتماً من الارتباط بلحظة حضارية يشارك في تشكيل ملامحها عبر تاريخ حضاري مستمر، على هذا الأساس سنجد أن الشعر الشعبي في عمان استمد من تراث الأجداد ما يصقل به موهبة الأبناء الذين نسجوا الشعر ونظموه في قوالب الفنون الشعبية والإنشاد، بل خرجوا في بعض الأحيان إلى عوالم جديدة تنسج لها خطوط الفكر الحديث ضمن منظومة اجتماعية لا تخرج عن المؤسسة الاجتماعية العامة.
    واختتمت ورقتها بالقول: إن كل قصيدة شعرية هنا تهدف إلى تفسير جانب من جوانب الحياة، ولهذا فإنها تعد مجموعة من صنع العقلية المفسرة القادرة على استغلال اللغة في كلتا وظيفتيها وهما الإبداع والتحليل؛ فالإبداع بشكل عام يتطور تدريجياً بفعل الوعي المعرفي والثقافي المتراكم، وبفعل الحركات الإبداعية المتوالية وهذا التطور الخاص بالإبداع عموماً، لابد أن يرافقه تطور في طريقة التناول والدرس والاهتمام وتتطور تبعاً لذلك الآليات التي يستخدمها الباحث لمقاربة ذلك التطور.
    وألقى د. زكريا المحرمي ورقة حملت عنوان "التسامح في عمان"، أكد فيها أن السلطنة تمثل حالة "تاريخية" فريدة!، فبالرغم من تنوعها العرقي والمناطقي والديني والمذهبي إلا أن عمان لم تشهد حالة واحدة من حالات الاضطهاد الديني أو المذهبي فضلا عن خلو التاريخ العماني من أية حرب بسبب ديني أو مذهبي، ويرجع ذلك إلى عوامل متعددة، منها، الأصول التاريخية العرقية والدينية، والجغرافيا ، ودولة الإمامة، والتجارة، وحضور المذهب الإباضي، والتصوف.
    وأضاف: يوجد في عمان بجانب العرب مواطنون من أعراق متعددة فهناك المواطنون ذوي الأصول البلوشية، والشرق أفريقية، والهندية، أما من ناحية الدين فيوجد في عمان الإباضية والسنة والشيعة والنصارى والهندوس، وهذه التعددية القائمة على التسامح والانسجام ليست وليدة الساعة بل هي تعددية عريقة، يؤكدها الكثير من الرحالة من المستشرقين.
    الدولة العمانية الحديثة.

    وتحدث د. زكريا عن الدولة العمانية الحديثة، حيث قال: قامت في عام 1970م مع تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم، وعمل على إنشاء الدولة المدنية على أسس المواطنة، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، فالتعليم والصحة والخدمات والمناصب الحكومية والعسكرية والأمنية متاحة لجميع أبناء عمان بغض النظر عن أصولهم ومذاهبهم.
    كما عمل السلطان قابوس على تشجيع التبادل الثقافي مع دول العالم المختلفة من خلال إنشاء كراس علمية وأكاديمية أو إنشاء مجالس ثقافية أو من خلال إنشاء مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية الذي يشرف على الكثير من الفعاليات الثقافية والعلمية التي تعرف بالثقافة العمانية في الخارج وبالثقافة العالمية في عمان.
    كما أمر السلطان بإصدار دورية ثقافية بعنوان (التسامح) التي ابتدأ صدورها في شتاء 2003، ثم تغير اسمها في عام 2010 إلى التفاهم للتأكيد على أن عمان قد تجاوزت مرحلة التسامح وهي تعيش روح التفاهم والتعددية والانسجام.
    العلاقات العمانية التونسية
    ومن الجانب التونسي ألقى الحبيب بن فضالة ورقة حول تاريخية العلاقات الثقافية بين عمان وتونس، أكد فيها على عمق الروابط الثقافية منذ قديم الزمان، إذا كثير من العلماء والفقهاء التونسيين معروفين لدى العمانيين، والعكس صحيح، وذلك بحكم العلاقة القائمة بينهما، كما أكد على ان العصر الحديث شهد تواصلا في والعلاقات الثقافية الرسمية بين الحكومتين، وكذلك بين الشعبين، تجسدها كثير من اللقاءات والأسابيع الثقافية، والزيارات المتواصلة عمان وتونس.
    أمسية قصصية غدا
    جدير بالذكر أن الأيام الثقافية العمانية في تونس، تتواصل غدا بتقديم أمسية قصصية بمشاركة أربعة قاصين عمانيين وهم: محمد بن سيف الرحبي، وسليمان بن علي المعمري، وبشرى خلفان، ويعقوب الخنبشي، ومن الجانب سيقدم الناقد الهادي اسماعيلي مداخلة حول تطور الحركة القصصية في تونس.


    زيارة لمتحف الآثار
    هذا وقد زار الوفد الثقافي صباح امس متحف الآثار بتونس، حيث اطلعوا على الفسيفساءات الجميلة والنادرة، والتي يحتفظ بها المتحف، وهي فسيفساءات لها الكثير من الدلالات الأثرية والأدبية والتاريخية، ومن خلال الفسيفساءات يمكن استلهام ثقافة المجتمع قبل قرون بعيدة.
يعمل...
X