لا ننكر بأن أول فكرة ترد إلى الذهن عندما نقول الصين هو السلع المقلدة، الرخص التجاري، العمالة ذو الأجور المنخفضة، وكل شيء غير أصلي ، ولكن زيارة إلى الصين كفيلة بأن تصحح هذه المقولات وتضيف ثقافة مختلفة في السوق والمعتقدات الصينية ، فقبل رحلتي الأخيرة لها كنت ذاهبة إلى الصين المتعارف عليها ورجعت بصين مختلفة تماماً ، فعندما تذهب إلى السوق في الصين وأقصد بذلك الأسواق الشعبية وليست المراكز التجارية التي تتشابه في معظم دول العالم وإن أختلفت السلع إلا أنها تحمل طابع واحد ، ففي السوق الصيني تجد من البضاعة ما لذ وطاب إلا أن سعر السلعة يقيم بحسب لبسك وملامح وجهك فقد تصل سعر السلعة إلى ألفين أو ثلاثة آلاف يوان صيني وهي في الحقيقة لا تتعدى الخمسين يوان أي ما يعادل الريالين عُماني وهنا مهارة الشاطر في التفاوض (المجادل) وليس المجادل وحده بل يجب أن تكون متهيئاً نفسياً لأي ردة فعل من البائع فإذا سئلت عن سلعة ما ولم تشتريها قد تنهال عليك الكلمات البذيئة وإذا تماديت في المجادل قد يتم طردك من المحل وأحياناً قد تمتد يد البائع لدفعك بالقوة لخارج المحل ، يبدو الأمر غريباً ومخيفاً في الوقت ذاته وبالأخص لمن يزور الصين للمرة الأولى إلا أنه بعد أن تكتشف بأن الصينيون لا يملكون ثقافة التمعن في البضاعة والسؤال عن السعر ومدى مناسبته للمشتري من عدمه فما ان تطرح سؤالك للاستفسار عن السعر فهذا يعني عليك أن تشتري البضاعة وإلا تحمّل ما سيأتي بعد ذلك ، قد يكون الأمر صعب لنا نحن العرب وبالأخص لدى النساء اللواتي يقضين ساعات طويلة في اختيار السلعة والسعر المناسب ، كما أنه من النادر أن تجد سلعة تحمل الرقم أربعة أو أي عدد به أربعة وذلك أن الرقم أربعة باللغة الصينية معناه الموت والشؤوم لذلك هو لا يستخدم في حياتهم فإذا ذهبت إلى الصين لن تسكن في الطابق الرابع بأي فندق فبعد الطابق الثالث يأتي الطابق الخامس مباشرة فلن تجده في لوحة مفاتيح المصعد كما هو الحال مع الرقم الثالث عشر في الثقافة الأوربية .
في بلد المليار هناك تقنيناً للإنجاب فكل أسرة من حقها أن تنجب مولوداً واحداً فقط ومن ينجب أكثر فعليه غرامة كبيرة وقد تكون تعجيزية عليها دفعها إلا أن العدد في إزدياد وقد ذكرت لي شادية وهي صينية تتحدث العربية بأن في ضواحي المدن والقرى ينجبون حتى أربعة اطفال من دون أن تعلم الحكومة لذلك هم لا يسجلوا في السجلات الرسمية فبعض الأسر تعتمد على الأبناء في الكثير من المهن ، وبالتالي زيادة دخلها.
الكل يعمل في الصين في أي عمل كان فالناس تعمل من أجل العيش فهو شعب يسعى ويعمل بهدوء شعب غير متكل لا ينتظر من الحكومة لتقدم له بل هو يقدم لنفسه بعمله وجهده لا يشتكي كثيراً لأن مبدأه هو الشعب من يبني الأمم والحضارات ، شعب مبتكر أستطاع ان يجلب معظم السلع الكبيرة ليكون منشئها في الصين سواء كانت صناعة وسائل المواصلات والتكنولوجيا والغذاء وغيرها ، فنسبة كبيرة من السلع العالمية تصنع في الصين ليس لرخص اجور العمالة بل لأنه شعب يحب أن يكتشف أسرار المهن فهو يتقنها فليس الفقر وحده هو العامل بل هناك ما هو أكبر من ذلك العقل ، فالصناعات الكبيرة كصناعة السيارات وأجهزة التكنولوجيا تحتاج إلى الكفاءة وهو موجود مع الصينيون.
في الصين التعليم ليس مجاني ولا الخدمات الصحية مجانية في المقابل الكل متعلم والكل لا يبخل على نفسه من العلاج الصينيون يعلمون أن العالم يُقدّرهم ويحترهم لأنهم عقول تعمل وليسوا ألسنة تتكلم.
وعلى الرغم من أنها بلد المليار قد تجد بعض الزحام في الشوارع في أوقات معينة وأتكلم هنا عن بكين العاصمة الإدارية وشنغهاي العاصمة الإقتصادية ليس كما تتوقعه في بلد تضم أكثر من ملياري نسمة والسبب غريب نوعاً ما فالسيارات التي تنتهي أرقامها بسبعة وستين على سبيل المثال لا يمكنها أن تسير في الشارع يوم الثلاثاء وهكذا في أيام الأسبوع الأخرى وبالتالي تم تقليل الزحام وبث ثقافة استخدام المواصلات العامة.
فعلى الرغم من أن الصين بلد منفتح إلا أنه ما زال مجتمعاً محافظاً مؤمن بمعتقداته وتقاليده لذلك فهو بلد مختلف بكل المقاييس.
في بلد المليار هناك تقنيناً للإنجاب فكل أسرة من حقها أن تنجب مولوداً واحداً فقط ومن ينجب أكثر فعليه غرامة كبيرة وقد تكون تعجيزية عليها دفعها إلا أن العدد في إزدياد وقد ذكرت لي شادية وهي صينية تتحدث العربية بأن في ضواحي المدن والقرى ينجبون حتى أربعة اطفال من دون أن تعلم الحكومة لذلك هم لا يسجلوا في السجلات الرسمية فبعض الأسر تعتمد على الأبناء في الكثير من المهن ، وبالتالي زيادة دخلها.
الكل يعمل في الصين في أي عمل كان فالناس تعمل من أجل العيش فهو شعب يسعى ويعمل بهدوء شعب غير متكل لا ينتظر من الحكومة لتقدم له بل هو يقدم لنفسه بعمله وجهده لا يشتكي كثيراً لأن مبدأه هو الشعب من يبني الأمم والحضارات ، شعب مبتكر أستطاع ان يجلب معظم السلع الكبيرة ليكون منشئها في الصين سواء كانت صناعة وسائل المواصلات والتكنولوجيا والغذاء وغيرها ، فنسبة كبيرة من السلع العالمية تصنع في الصين ليس لرخص اجور العمالة بل لأنه شعب يحب أن يكتشف أسرار المهن فهو يتقنها فليس الفقر وحده هو العامل بل هناك ما هو أكبر من ذلك العقل ، فالصناعات الكبيرة كصناعة السيارات وأجهزة التكنولوجيا تحتاج إلى الكفاءة وهو موجود مع الصينيون.
في الصين التعليم ليس مجاني ولا الخدمات الصحية مجانية في المقابل الكل متعلم والكل لا يبخل على نفسه من العلاج الصينيون يعلمون أن العالم يُقدّرهم ويحترهم لأنهم عقول تعمل وليسوا ألسنة تتكلم.
وعلى الرغم من أنها بلد المليار قد تجد بعض الزحام في الشوارع في أوقات معينة وأتكلم هنا عن بكين العاصمة الإدارية وشنغهاي العاصمة الإقتصادية ليس كما تتوقعه في بلد تضم أكثر من ملياري نسمة والسبب غريب نوعاً ما فالسيارات التي تنتهي أرقامها بسبعة وستين على سبيل المثال لا يمكنها أن تسير في الشارع يوم الثلاثاء وهكذا في أيام الأسبوع الأخرى وبالتالي تم تقليل الزحام وبث ثقافة استخدام المواصلات العامة.
فعلى الرغم من أن الصين بلد منفتح إلا أنه ما زال مجتمعاً محافظاً مؤمن بمعتقداته وتقاليده لذلك فهو بلد مختلف بكل المقاييس.