إذا كان أسم ويكليكس إرتبط بالوثائق السرية بدرجاتها ، الوثائق التي مر عليها من الزمن ما يجعل خروجها في الوقت الحاضر هو كشف لبعض الأسرار التي خبأها التاريخ ، وقد يكون ظهورها هو مجرد إضافة معلومات يجهلها الكثيرين ، فتصحح بعض المفاهيم الخاطئة وتوضح تفاصيل بعض الأحداث وقد تغير حياة بعض الأشخاص الذين أعتقدوا في فترة من الفترات إعتقادات خاطئة فتأتي هذه الوثائق للتصحيح وتكشف المستور ، قد تحدث فرقاً أحياناً وأحياناً أخرى هي مجرد معلومة ليس إلا بسبب إنتهاء عمر المعلومة ، الكثير من هذه الوثائق على الرغم من قوتها وسريتها إلا إنها لا تخرج إلى ويكليكس في وقتها ، على عكس الوثائق المحلية التي أصبحت هذه الفترة تتداول عن طريق وسائل التواصل المختلفة وبالأخص أجهزة الهاتف والبرامج التي تعمل بواسطة الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ، والتي تصل إلى المواطن في يوم تحريرها أو بعده بأيام قليلة ، والكثير منها تصنف بسري للغاية أو سري أو مكتوم ، وجميع هذه المصنفات التي يتم التعامل معها بحذر تام لكنها أصبحت تنشر بسهولة وتكاد تقترب إلى الظاهرة السلبية التي يجب التصدي لها ، خصوصاً بأن نسبة كبيرة من هذه الوثائق المسربة يكون مصنف سري للغاية أو سري أو مكتوم ، أي الوثائق التي يجب أن يتم التعامل معها بحذر تام ، ولا يطلع عليها إلا عدد محدود من الأشخاص ، بل إنه يحظر نسخها في آلة النسخ إلا بإذن من الجهة المرسلة ، ويصل الأمر بأن يقوم الشخص المطلع عليها بالتوقيع عليها كنوعاً من الإجراءات الوقائية المتبعة مع هذه الوثائق .
ولكن ما فائدة هذه الإجراءات إذا كانت هذه الوثائق تصل للجميع في غضون ساعات ؟، نعم هي تمثل كشف لبعض الحقائق والسياسات المتبعة في بعض المؤسسات الحكومية والتي لا تعلن للموظفين ولكن خروجها بهذه الطريقة يعداً نوعاً من الفساد الإداري ، وقد يؤدي إلى إثارة الفتن فقد تحمل هذه الرسائل هدف وقتي نتيجة لمحادثات أو إتفاق معين أو لمصلحة العمل لذلك صُنِفت بأنها سرية لكن خروجها للعامة قد يفهم بشكل خاطيء وقد يثير ضجة تلك الجهة في غنى عنها ، وتجد المنتديات والمواقع الإلكترونية مواضيع طازجة للحديث وقد تشفي غليل البعض المنظر لأي نقطة داكنة.
إذا كانت هذه الرسائل تقع في يد أشخاص معينين ، فمعرفة مصدر التسريب سهلة فمن أحد أولائك الأشخاص حدث التسريب ، والذي لا يتطلب منه جهد فقط كبسة زر على كاميرة الهاتف وخلال ثواني تكون قد نُشرت لكل من هم في قائمة الأسماء بهاتفه وتبدأ الوثيقة رحلتها، وقد يتعدى الموضوع بأن تصل الرسالة إلى الأرشيف الذي يفترض بأن شخصاُ مسئولاً عنه وهذا أيضاً قد يقع ضمن دائرة الأشخاص المسربين للوثيقة، ألا تعتبر هذه الأفعال في إطار جرائم أمن المعلومات والنشر الإلكتروني، فهل تم التعامل مع هذه الجرائم لوقفها إذا كانت كذلك لماذا ما زالت سيل الوثائق تتدفق إلى الهواتف وكأنها رسائل عادية يمكن أن تصلك في أي وقت من دون أن يحاسبك أحد عن كيفية وصولها لك ، فويكليكس لن تبذل جهداً لتصل إلى الوثائق الرسمية في بعض المؤسسات الحكومية في عُمان فقد تصل إليها على طبق من ذهب ، كونها سهلة الإنتشار وفي وقتها ومن مصادر موثوقة.
إذا كانت كل الإجراءات الإحترازية والوقائية يتم تعديها وتنشر الوثيقة إذن هنا يجب اللجوء إلى إجراءات أخرى تتماشى مع الوضع التقني والضمير الإنساني الميت كأن يقوم الأشخاص الذي يتوقع أن تصل لهم هذه الرسائل ويطلعون عليها يؤدون اليمين لصون وحماية العمل بكافة أشكاله فمن خان يكون حسابه عند الله أكبر من حساب أي بشر كان، هذا إذا إفترضنا أن من سيؤدون القسم هم ملتزمين دينياً وقادرين على التصدي لمغريات الدنيا ، أو أنه يمنع إستخدام أي وسيلة يمكن أن تكون سبباً للتسريب في ساعات العمل ومنها الهاتف أو أن شخصاُ واحد يكون مسئولاً على إطلاع الآخرين عليها من خلال مكتبه بحيث لا تخرج إلا بتحمله المسئولية ، من المؤكد أن هناك إجراءات أمنية في الحسبان ، لكن حتمت عليّ الغيرة الوطنية بان أقترح بعضها.