بمقر الجمعية الجديد بالموالح
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تصافح الفائزين بأفضل إصدار أدبي لعام 2011م
د. محمد العريمي: نشعر بالغبطة والسعادة للصحوة الكتابية الواعية التي نشهد تدفقها ونتحسس وهجها، وهي انتعاشة ستلقي بظلالها الوارفة على الحركة الثقافية والأدبية في السلطنة.
: ميلاد كاتبٍ جديد يمثل ميلاد فكرٍ آخر يسهم في ديمومة الألق الأدبي في عُمان .
تكرم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء اليوم بمقرها الجديد بالموالح الجنوبية الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم في مسابقتها لأفضل إصدار أدبي للعام 2011، في تمام السابعة والنصف.
حول هذا التكريم يقول د. محمد العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء : "تأتي هذه الليلة الإحتفائية كأول فعاليةٍ نقيمها في قاعة الجمعية بالمقر الجديد؛ وإذ نصافح اليوم هذه الأقلام التي حازت على قصب السبق بأفضل إصدارٍ أدبي للعام 2011م فإننا نشعر بالغبطة والسعادة للصحوة الكتابية الواعية التي نشهد تدفقها ونتحسس وهجها، وهي انتعاشة ستلقي بظلالها الوارفة على الحركة الثقافية والأدبية في السلطنة، ما يتراءى لنا مستقبلاً منبجساً بالأفكار والأطروحات الجادة، ومفعماً بجماليات الكتابة الأدبية المغرية للحس والمتوافقة مع متعة الخيال والحب والنقاء وأثير الحرف ورياح الفكرة ورياحين المعرفة".
ميلاد فكر
يواصل العريمي حديثه قائلاً: "ما يثلج الصدر؛ هي تلكم الإصدارات التي تظهر بين فترةٍ وأخرى للكاتب العماني في شتى مجالات وفنون الكتابة؛ الأدبية السردية منها والشعرية والنقدية والتاريخية والسياسية والسينمائية بالإضافة إلى الدراسات وغيرها، إذ تمكن القلم العماني من جذب الأنظار إليه رغم قلة الإصدارات، لكنها تلقى قبولاً واستحسانا لدى الذائقتين المحلية والعربية، كما تأمل الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وتحرص على أن تقدم تلك الأقلام في التظاهرات الكبرى والأيام الثقافية العمانية داخل البلاد وخارجها ، مما يعزز من انتشارها ويسهم بفاعليةٍ في التعريف بالناتج الأدبي والمخزون الفكري المتجدد في المشهد الثقافي العماني.
نأمل أن تستمر الكتابات الرشيقة والمجاميع القصصية والروائية والشعرية والدراسات النقدية والنثرية وان تحتل المكانة اللائقة على أرفف مكتابتنا، فميلاد كاتبٍ جديد يمثل ميلاد فكرٍ آخر يسهم في ديمومة الألق الأدبي في السلطنة، وهي دعوة صادقة لكل قادرٍ ومقتدرٍ فكراً وأدباً وحساً وجمالاً أن لا يتوقف عن سبر أغوار مكامن الدهشة، فنحن بحاجةٍ ماسة إلى ما ينعش الروح ويجعل نبضات القلوب تتراقص على وتر خيال الشعر ولسعات نحل الأدب، فهي الطاوية الحقيقية لكل ما يختلج بالنفس من وهنٍ وضعفٍ وانكسارات، ما أحوجنا صدقاً إلى تعاظم الكتابة وبعث الرسائل الإيجابية وإحياء الفرح في النفوس، فما يفعله الحرف الصادق، المغرورق بالحياة، المتهادي بالدلال، المتناغم لحركة المشاعر في دواخلنا، المؤطر لحيثيات يومنا، الباعث على الخيال الحالم في عوالمه الخاصة، يجعلنا نؤمن صدقا أنه أكثر تأثيراً وأقوى مفعولاً من السحر، بالعلم والقلم نرتقي، وأكرم بأمةٍ تجعل الأقلام الواعية مدداها، وخيار تقدمها ومعول بناءها ووقود انطلاقها".
ثراء معرفي
الأدب ليس إلا اجتماع الروح والقلب مع الإيمان بالمعتقدات؛ هذا ما استطرد فيه رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بقوله: "نحن نشد على أيدي الجميع، وندعم كل صاحب قلمٍ متزنٍ وفكرٍ واعٍ وأدبٍ رشيق وقلبٍ شفيف، ونؤكد على أن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء هي محضن الجميع وهي الدار التي تؤوي من يتفق معها ومن يختلف معها، فكلنا نتفق على نشر بساط المحبة والسلام والجمال والخير في كل مكان، و" الاختلاف " في المجموع لا يعني " خلاف " فهو في أصله ثراءٌ معرفي وتوسعٌ للمدارك وتعدد للرؤية وإجلاءٌ للشك والريبة، فكيف الحال وإن كنا نتفق دائماً على أن حب الوطن هو منطلقنا نحو الحياة والإبداع والخلود، ولا يسأم من أراد بعث المتعة في نفوس من يقرؤوه، ويشكل أسراً لذيذاً لهم.
احتفاؤنا اليوم بالكتّاب الحائزين على الجوائز الخمس في القصة والشعر والرواية والنقد والنص المفتوح هو احتفاءٌ بالقيمة الجمالية للآداب والعلوم والفكر، فهنيئاً للروائي علي المعمري لعزفه الوتري المثير في روايته "بن سولع"، وهنيئاً للقاص يحيى المنذري على سرديته المحكمة وروحه المشرقة في "الطيور الزجاجية"، وهنيئاً للشاعر خميس قلم على تفجر طاقاته المستعرة بالإبهار في "شجرة النار"، وهنيئاً لـ د. فاطمة الشيدي على إحكام قبضتها المهنية ورؤيتها النقدية ذي التقنيات المتزنة بما يملأ شغاف القلب والعين جمالاُ في "المعنى خارج النص: أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب"، وهنيئاً للكاتب الصُحفي محمد الحضرمي بكياسته كعاشقٍ يتجمل بنشر "أسرار صغيرة" على من يهوى بحسنٍ وبهاء، هنيئاً لنا بلجنة التحكيم من أصحاب الرأي والحكمة المتمثلة في الشاعرين العُمانيَيْن زاهر الغافري واسحاق الخنجري، والناقِديْن التونسي د. محمد زروق والمغربي د.عبد المجيد بنجلالي، والناقدين العراقي د. غالب المطلبي والمصري د. محمد الشحات".
لنتشارك
في نهاية حديثه يقول الدكتور محمد العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء : "لقاؤنا مساء اليوم مجبولٌ بالجوّ الأسري المنفتح على العالم بصفاءٍ وأريحية، إذ تتسامى الأشواق في قلوبنا لرؤية جميع الأعضاء والزوار في مقر الجمعية الجديد بالموالح الجنوبية ، وفيه سنستأنس بكلمات لجان التحكيم، ورؤاهم الخاصة عن المسابقة وما رافقها من تطوراتٍ وأحداث، مع إطلاق استشرافهم الخاص للإصدارات الفائزة والمعايير التي اعتمدوها في ترجيح عملٍ على آخر، وبعد أن نعيش لحظات التكريم، سيكون الحوار المباشر مفتوحٌ مع الجميع، لنتشارك "معاً" في استقراء المرحلة المقبلة التي نود معايشتها ونطمح إلى تحقيقها في العهد الزاهر لسيد عُمان حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم " يحفظه الله ويرعاه " ، مع استذكار ما نسينا، وتبيين ما جهلنا، وتسديد الآراء نحو الأهداف التي ننطلق بعزيمةٍ إلى تحقيقها، كل ذلك لن يبلغ مراده إن لم يكن محفوفاً بالاحترام ومملوءاً حناناً وحباً، ومصبوغاً بالمصلحة الأعلى والبغية الأسمى للوطن ، وهذا ما يتخلق به أعضاء الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ونفخر ونفاخر به الدنيا .وأكرر بأن الدعوة مفتوحةٌ للجميع، وتستقبل القادم نحو قلوبنا قبل أبواب جمعيتهم ، على أمل أن نبحر دون سفينةٍ اليوم في عوالم واقعنا الأدبي والثقافي في بلادنا الغالية ".