ساعة اللقاء الاخير
أحبتك كما لم تحب احدا قبلك ، وباتت تكتم شظايا أنفاسها التي كانت تحرقها بحرارة الشوق واللهفة كلما اقتربت ساعة لقائك ، وما ان تفارق صورتك عيناها حتى تجدها واقفة أمام ساعة الزمن ترمقها بتأمل راجية منها أن تعيد اللقاء الذي اصبحت دقائقه مثل ثوانيه سريعة كالبرق مثلها مثل نبضات قلبها المضطربة ، والتي عشقتك قبل ان تلقاك .............
يخيم السكون على المكان فتغشاه غمامة من عتمة ليلها البهيم وان جاءت تبحث عن نفسها تجدها كعادتها مستلقية تقلب صفحات حياتها فتظل تبحث عنك وعينيها قد اغرورقت بالدموع حتى وجدتك مختبئا بين ثنايا السطور المتناثرة فتحاول جاهدة ان تلملمها وما ان توشك على الانتهاء سرعان ما يداهمها النعاس فتستل سيف المقاومة محاولة التغلب عليه ولكن دون جدوى فشبح النوم ياتي حتى يشاركه الصراع فيحاولان انتزاع صورتك من امام عينيها التي سرعان ما تستسلم لهما فتصبح سجينة لالاعيبهما التي لا تنتهي ف دائما ما كانت تغرق في بحور الفزع والخوف خشية ضياع تلك اللحظات الخيالية .....
تراك واقفا امامها ممسكا بيديها الصغيرتين وتطرق النظر في ملامح وجهها المخملي، عينيها اللؤلؤيتين تسحرك بروعة تصميمها فتلمس خدها الطري باطراف اصابعك تتمنى لو انك تسترق منها قبلتها الوردية لتطبعها على خدك الممتلئ ، لكن خجلها واستحيائها يعذبانك فتزيد من قوة قبضتك ليديها الناعمتين ، فتقف عاجزة ضعيفة امام تحرير يديها من سجن يديك الدافئ فهي لازالت تنظر في عينيك اللامعتين تحاول أن ترسم ملامح حكايتها التي لم تجد لها نهاية في ذلك البريق المتلالئ ، فتشعر بدفء يلتف حول خصرها النحيل ويجرها اليك ، لم تكترث حينها لما سيحدث غير أن لهيب أنفاسها عاد ليشتعل من جديد.
لمسات أناملك الناعمة تداعب شفتيها الممتلئتين فتحاول اغماض عينيها لعلها تهدئ من حدة ما تشعر به حينها فلا مجال أمامك سوى أن تحاول الامساك بهما بشفتيك الضئيلتين فهي لا زالت بين ذراعيك كعصفورة ترتجف من قسوة البرد تبحث لها عن عشة صغيرة تدفيها وتبعث السكينة في قلبها الصغير .
فتحت عينيها لبرهة وظلت تبحث عنك هنا وهناك فأخذت تقلب كل الصفحات فلم تجدك ولكنها وجدت ما قد هز كيانها لتتذكر ماعجزت عن نسيانه ( رحمة الله عليك يا حبيبي ) ، عبارة قد خطها قلمها الذي آثر الموت على استكمال ماساتها ومعاناتها ، أدركت المسكينة حينها أن ما حدث كان مجرد حلم من احلامها الوردية فترقرقت دموعها والهموم تعتصر قلبها الضعيف الذي اجتاحته لتتخذه مستعمرة لها .
فأيقنت أن ذلك اللقاء كان لقائهما الاخير قبل أشهر قليلة من وفاته ، فأخذت تنتحب من شدة الالم ، فما أصعب الم الفراق !، وهي تردد عبارة واحدة ( لماذا لم تأخذني بدلا منه ) !!!!!!!
غموض القدر قد صعقها بلعناته فكتب لها أن تعيش وحيدة في زمان لم يقدر معنى الحياة يوما ، فراق خليلها قد قتلها فلم تعد قادرة على الكلام ،ولم تكن تقوى على الحراك . مضت الايام بتثاقل فأصبح حالها أشبه بالذي كتبت له الحياة ليعيش فيها ميتا . ولكن الامر لم يدوم طويلا فدوام الحال من المحال ها قد استجاب القدر لامنيتها الاخيرة فانتقلت روحها الى السماء لتلاقي روح حبيبها الذي رحل عنها والابتسامة ترتسم على شفتيه .
ها انا الان اروي لكم حكايتهما التي لم يكن الحظ حليفها لتكتمل في هذه الحياة فكتب على قبريهما النديين : ((( لم يكن حبهما الابدي وليد هذا الزمان فقررا الرحيل لعلهما يعيشانه في حياة اخرى ))) .
همهمات الروح بقلم ملكة الحزن/ حياة بلا حياة
تعليق