إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آخر روآياتي : البُــنفسـج البــــتول ~!&^

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آخر روآياتي : البُــنفسـج البــــتول ~!&^

    البنفسجة البتول !~
    بينما كانت تقنع نفسها بأن ما حدث لم يكن سوى أمر عادي سيمضي وتنثره الرياح وكأنه لم يكن شيئا يذكر كانت وقد وضعت يديها الناعمتين على رأسها الذي قد وضع الخوف والرعب والعنف علامة عن ألف علامة عليه .
    ودمعة حيرة وقلق صغيرة تتلألأ في عينها تكاد أن تسقط ..دخل عليها وقال: غدا سنذهب إلى الملاهي فالبطبع ستفرح بعدها وبسرعة خاطفة إغتصبت عقلها وأقنعته أن كل شيء بخير "بداية" ...
    بدأ صباحها ببكاء إبنتها التي لم يتجاوز عمرها خمسة أشهر , فتاة جميلة تشبه أباها الذي قد شوهت ملامحه تصرفاته الهوجاء ,جميلة رقيقة وزنها كان محور إهتمام أمها حتى تبدو مثل أولئك الأغنياء ماديا ,تمتلك شعر أمها ذهبي مائل للحمرة ناعم كثيرا لدرجة أنها لا تسرحه دائما .مدت يدها نحو جهازها المحمول الذي قد إشتراه زوجها لها لترى كم الساعة , كانت تقارب السادسة فاستيقظت بسرعة لأن خيال زوجها وهو يقول أيقظيني الساعة الخامسة راودها بقوة , فقامت لتكذب من جديد . إستيقظ من أنا لأوقظك ألف مرة , قم ألم تقل للملاهي مسعانا غدا !
    فاستيقظ بسرعة , سألها عن الساعة فأجابته بغضب وكأنها مسيقظة منذ ساعتين..~ فقد محت ملامح النوم من وجهها بغسله بسرعة وربما ذاك الخوف المسيطر قد محاه منها. إستشاط غضبا وسأل نفسه كيف لم أستيقظ ؟
    كان هادئا جدا ومن ثم سألها ..لماذا لم توقظيني ولكن سألها بعد أن إجتمعت مشاعر طفولته القاسية في نبرات صوته .. فأجابته بصراخ : أيقظتك ألف مرة ,فتجاهلها وذهب يغسل النعاس من وجهه تلك الحكمة التي تقول الألم جوهري الصوت ,واللذة همس ينتقل صداها من غرفة إلى غرفة يصطدم بحائط ليخترقة إلأ أنه لم يدركها أحد.
    دخلت لتلبس مايا ملابسها التي إشترتها من سوق قريب من منزلهم ..حممتها ..زينتها..عطرتها..وحان وقت ذاك الفستان الوردي الذي يعجبها إلا أنه غير مناسب لمايا الفتاة التي تفتقد للحم على ما أظن ..لكنها ألبستها إياه ..دخل الغرفة بسرعة خاطفة وبصوت ملأ نفس مايا رعبا , ألم تنتهي بعد ؟
    فأجابته بهدوء تام [لا] كم كان يكره هذه الكلمة وكأنها هي الكلمة التي ستكتب له الموت لذلك قال وبكل إستهزاء إذاً لن أذهب , فالتبقي أنت وابنتك هنا وسأذهب أنا لبيت أمي , فلم تكن عادتي التأخير أبدأ.. فألقت عيناها إلى عينيه بتلك النظرة التي تدل على معاناة وصبر جامح وفي نفس الوقت غضب غائر . وردت بصوت لم يستطع تمييزه أنه منها قائلة : " حسنا " ..
    فذهب والحيرة تملأه ..لم لم ترفع صوتها علي مثل ما فعلت عندما أيقظتني ! غريب أمرها ، أظن أنها لا تريد الذهاب .. بالتأكيد لا تريد الذهاب .. لا تريد الذهاب حسنا .. ومن قال إني ملبي لمراد الغير ورغباتهم ..فمسك هاتفه وهاتفها فلترتدي عبائتك ها نحن ذاهبون .. فرحت قليلا لأنها لم تخرج منذ ثلاثة أشهر .. فقط كانت تعبر الشارع الأول والثاني لتصل إلى عملها كل ليلة ..
    ارتدت عبائتها وزينت نفسها بعد أن انتهت من ترتيب مايا .. لتخرج مع زوجها الذي قد كانت نواياه في قمة الحقارة , في وقت الذهاب قال لها إفتحي الباب لأخرج السيارة بلطف وبساطة ذهبت لتفتحه له , وذهبت لترجع على كرسي السيارة الذي كان قد إمتلأ بأوراق عمل لزوجها , أزاحتها من هناك لتجلس على الكرسي , نظر إليها ولم ينطق بكلمة ولم يحاول أن يغظ نظره حتى , ولم يقل لها سآخذ مايا من حضنك حتى تنتهين من إزاحة أوراق كثيرة !
    خرجوا من المنزل وكانت قد قاربت الساعة الحادية عشر , فقط كانت تلبي ما يطرحه عليها زوجها من قيام وجلوس و حركات من هنا وهناك !
    تصغي وتفعل لما يقول .. فهو من يمتلك هذا الحق ولكنها قد إحترمته أكثر من اللازم خوفا من أن يتركها ويترك إبنتها مايا التي تتمنى منها أن تصبح كاتبة لا يفارقها الحبر والورقة بدون أب فبفراقه تموت الأحلام والأمنيات !
    وقف زوجها بجانب محطة لتعبئة الوقود سألها إذ كانت قد ترغب بأكل شيئ من متجر صغير بجانب المحطة فقالت إنتظر لأفكر !! وبعد مرور خمسة دقائق ردت عليه لا أريد شيئا .. إحتقر نفسه عندما قالت ذلك ففتح باب السيارة وأغلقه بقوة عند خروجة فسقطت علبة السجائر من جيبه الذي يحمل عشرات من السجائر فأخذ العلبة بسرعة..
    ذهب ليجلب ما يريد من ذلك المتجر ولم يحضر لزوجته التي كانت تريده أن يحضر لها أشياء ليثبت مدى حبه لها وابنته الرضيعة سوى زجاجة ماء صغيرة فلم تقل شيئا . أخذت رشفة من الماء فتسمع صراخه ألم تقولي أنك لا تريدين شيء فلماذا تشربين منه ؟!.
    أجابته بسؤال : ألم تحضره لي؟ رد عليها بلا ولكنك قلتي بأنك لآ تريدين شيئا ونقاش من هنا وهناك لتذهب وتتصل بأمها وتقول لها تعالي لأخذي من هنا إنني لا أريد أن أكمل هذه العلاقة التي تدمرني وتدمر مستقبلا ينتظر إبنتي ..
    بعد ساعات متتالية من الصراخ والعذاب النفسي وبكاء طفلة مسكينة يشتعل قلبها رعبا من تلك المواقف يرجع الحال مثلما كان فتقنع نفسها بأن كل ما حدث أمر عادي ذهبت لتأخذ جهازها وتكتب لأمها رسالة بأن كل شيء بخير بعد أن قربت أمها من وصولها لمنزل إبنتها ترجع خجلة إلى منزلها من جديد !
    وأحداث متالية تنعاد وتعيد الألم والرعب والدموع على وجوه بريئة ~
    وكلمة ملاهي تطايرت في الجو لأن كل ما حدث من نزاع وبكاء حطم كل السعادة التي تنتظرهم في ذلك المكان !
    سحقا لحياة لا يوجد بها سوى رعب ودموع فمن لا يعلم كيف يحب ويفرح ويضحك هذه الحياة لا يستحق وجوده فيها !
    رجعوا من هناك من منتصف الطريق إلى منزلهم الصغير بدون وصول إلى مسعاهم الحقيقي ولكن كلٌّ للقبر مسعاه ~
    تصادموا بسيارة طارق التي كانت بداخلها إبنته رغد وزوجتة زينة.. ليذهب كلٌ منهم إلى قبره ! سوى ثلآثة أرواح لم تخرج بعد ~
    مايا وأمها ورغد الطفلة التي ولدت بنفس اليوم الذي ولدت فيه مايا ! حيث إلتقت أمهاتهن وأبائهن في غرفة الولادة ليكونوا صداقات عائلية !
    فقدت أم مايا الذاكرة فصارت كنجمة وحيدة في سماء كبيرة !
    والطفلتان في ملجأ للأيتام لتعيش كل منهما في حيرة بلا أم وأب يسانداهما في هذه الحياة الطويلة ~
    فقدت ذاكرتها التي كونتها في بداية حياتها الزوجية،، زوجها توفي في الحادث الذي حدث في ذلك اليوم المليء بشلالات الدموع الغارقة ولم تذكر بأن لديها إبنة فأنكرت وجودها .. مات نصف عقلها فأصبحت مختلةً في مستشفى للمجانين رغم مخيلتها وذاكرتها التي لا تحتوي سوى على فراغ ونقاط وتعجب وأسئلة من هنا وهناك لتعرف ماذا حدث خلال السنوات التي لا تذكر منها شيئًا !
    فقط جالسة قرب شرفة ترى من هناك أشجار كثيفة وتضيع بمخيلتها في تلك الأشياء التي تراها .. بعد دقائق معدودة ولكن بنظرها شهور وأيام تسمع طقطقة الباب لغرفتها البيضاء التي لا تحتوي سوى على سرير أبيض و طاولة صغيرة بها قرآن كريم يروى به العطش و بجانبه مزهرية بها وردة حمراء !
    إلتفتت من جانب الشرفة لترى من الآتي فدخل الذي أتى إليها ليعرفها بنفسه ويقول أنه دكتور لها يساندها ويكلمها ويملئ ذاكرتها التي تحتوي على اللاشيء !
    تبدأ بالحديث معه كل يوم ! وتنهي مساها بحديث معه أيضا ..
    في كل يوم جديد يجلب لها وردة صفراء تضعها بقرب سريرها الفارغ ويحضر لها قطعة من الكعك الذي تحضّره زوجته له بعد أن توصيه بأن يرجع إلى المنزل بسرعة ولا يتأخر في العمل ليأكل وجبة العشاء برفقتها ! ولكن في كل ليلة حديثه معها يأخره عن العودة لمنزله الفخم . ~
    وتنعاد الأحداث وزوجته تنتنظر عودته بقرب الباب وصارت تغفو هناك ويأتي ليوقظها وكانت الساعة قد تقارب الساعة الواحدة ليلاً ..
    يحبذ الجلوس برفقتها لسبب واحد وهو أن يتعلم منها صبر ليس بصبر و طيبة ليست بطيبة بل أنه في القمة حقاً !
    بعد عدة أيام و جبل من وصايا متضائلة ولا أمر من الأوامر ملبى لها ذهبت من هناك ولم يرى زوجها هناك سوى جثة هامدة عليه أن يأخذها إلى مكان يحتوي فقط على أمثالها !
    حزن وتبعثر ولكن ذلك لم يمنعه قط من توقفه لعلاج مريضته ومساندتها من حين إلى آخر .. ذهب إليها في ذلك اليوم أيضا وأخبرها بأن من جعل أيامه سعادة بلا مقابل رحل عنه وترك له بيت كبير بلا ضحكة من أجمل ما يحتويه!
    يبكي ويشكي لها محيطات من الوحدة ومن حزنه على نفسه وحظه العاثر .. فقالت له : الصبر عند المصيبة يعني إيمانا ومن آمن بالله وأتقاه جعل الله من أمره يسرا ~ ! فالحياة حقا كالمطر مرة واحدة [قادمون ومغادرون ~]!
    وهكذا تتلو الصفحات بعضها بعضاٍ لترتسم لوحة تفنن بها القدر ~
    أخرجها من تلك المتاهة التي لا ترى فيها شيء سوى بياض مليء بفراغ .. وهكذا
    لم يتبق للطبيب سوى مريضته ولم يتبق لها سواه فصنعا مما تبقى لديهما علاقة زوجية ....
    ... بعد زواجها من الطبيب كان يذكرها في كل حين إلى آخر بإبنتها التي لا تذكر عنها شيء وهي دائما تنكر ذلك .. فقد كان حقا يظن بأنها تتجاهلها لكي تتناسى ماضٍ يعلم عنه فقط بأن لديها إبنة واللاشيء من الآخر ~!
    من كثرة المضايقات التي تأتيها ذهبت لترجع ترابا و صخر مفتتا بفعل عوامل عدة إلى جبل من جديد ولكن لا يعلم أحد شيء عنها أبدا بالرغم من أن بيت زوجها المتوفي يبعد عدة أميال من هناك ~
    دوماً يتحدث إليها بهذه النبرة والمضايقات لا تتوقف ومن كثر كلامه زاد خطؤه
    فطلبت منه الطلاق وتركها إمرأة وحيدة بلا معين لها في سبيل الحياة ~
    قيل الناس عند أحد الحكماء بأنه قال الإخوان ثلاثة .. أخ كالغداء تحتاج إليه كل وقت .. وأخ كالدواء تحتاج إليه أحيانا .. وأخ كالداء لآ تحتاج إليه أبدا ..
    وظلت هكذا باحثة عن إخوتها الثلاثة الخاصين بها.. فقط إبنتها التي تحتاج إليها دوما و أب لإبنتها تحتاج إليه أحيانا وحزن لا تحتاج إليه أبدا !!
    بعد مرور سنوات تجمعت فكرة وفكرة أخرى من هناك وكونت حياة بسيطة بيت صغير بجانب مدرسة أطفال وعمل لتجد مصروفا تغطي به كل ما تحتاجه..
    ومايا طفلتها الصغيرة التي تكبر بلا أحضان أم بدأت المحاولة لتكتشف من هي أمها ومن أبيها و رغد أختها أم لا .. فقط كل ما تعرفه بأن هي ورغد أتوا بهما من حادث سير والجميع توفى سواهن !~
    بدأت حياتها هكذا ...فتاة صغيرة بعمر العاشرة بدأت بصداقة قلم ودفتر بني داكن صغير تحتفظ به في صندوق تخبئه تحت سريرها الذي لا يمكن لأحد أن يلمسه أو يتجرأ على ترتيبه لها بعد إسيقاظها من النوم .. تفكر دائما ما الذي سيحدث عندما بعد أن تكبر وتحقق أحلامها التي قد كانت تشعر نحو هذه الموهبة بعطف أمها وقربها على بعد مسافة الضياع بينهما وبالرغم من عدم معرفتها بأمنية أمها وهي أن تصبح مايا كاتبة يكترث الجميع من أجلها ! ~
    إنتهت من الكتابة في الدفتر الأول الذي كانت أوراقة تمتلآ بالفراغ لتصبح ممتلآه بحبر أزرق و دوائر تشبه قطرات ماء توجد بعد كلمة [أمي] في ذلك الدفتر !
    في أول دفتر لها كتبت عن وطنها .. عن حياتها .. عن صداقاتها .. عن ضياعها .. عن إلهامها .. وعن مجهول يغير مصيرها ...
    هي من أولئك الأشخآص الذين يزرعون الحاضر ويبحثون عن الماضي ليحصدوه بطريقة مماثلة !
    تبدأ بالكتابة وتجلس بالغرفة الصغيرة التي يجمعون فيها ما لا يريدونه من البطانيات والمخدات الملونة تسمى بالمخزن .. بدون أن تفتح الضوء تكتب في جو حار لا يحتويه جهاز تكييف واحد ولا حتى مروحة تخفف حرها ..!
    لم تكن تشعر بقطرات الماء التي تتسرب من جبينها ...~
    في كل يوم ترفع رأسها من المخدة تحضر لها كوبا من الشاي وتعيد روتينها الذي لا تحبذ أن يحدث به تغيير ربما لأنه يعجبها وربما لأنها تبحث عن خلاله ما يسمى بأم أو عائلة !
    لديها عائلة خاصة بها .. تحتوي فقط على رفيقتها رغد ..
    رغد طفلة بيضاء تمتلك شعرا أسود طويل .. يعم قلبها الخوف والرعبة وحيدة بجميع معاني الكلمة لا يمكنها تحمل الحزن والأسى .. ولا المزاح حتى .. تجلس دائما مختبئة خلف أبواب الغرف وكأن هناك من يريد أن يخيفها بتصرفاته .. كل ما لديها مايا فقط .. وحشد من أناس لا تعلم متى وصلوا إلى المكان الذي فيه ولا تعلم من أحضرهم إلى هناك حتى ..
    فقط بكاء أطفال أمام الباب الرئيسي وفوضة عارمة لإستقبال الطفل الذي وجد أمام الباب ...
    ربما تظن أن أهلها فعلوا هذا أيضا .. رموها كعلبة عصير فارغة في شارع مليء بالقمامة !
    هكذا فقط ! ~ وترتسم لوحةً تفنن بها القدر ~.!
    و بينما كانت جالسة في المكتب .. أتاها رجلا وتقدم إليها للزواج .. لم تحاول الرفض حتى ..لديها أسباب تجعلها توافق .. ربما لأنها كانت تريد ذلك لمصلحة .. ولتبني حياة من جديد .. وتنسى كل ما حدث في ماضيها .. وتذهب ماشية على منحنيات و ربما تعثرات جدد مثلما إعتادت على ماضيها ...~
    بدأت تتعرف عليه ولم يتعرف عليها .. فقط يعلم بأنها معلمة .. فربما الطمع الذي يدور في محيط وجدار عقله أزال فكرة التعرف عليها ..
    صفحة جديدة .. وليال جديدة .. وإبتسامة تملأها حيرة منها .. لم لم يحاول التعرف علي ؟! ...
    ولكنها كانت تفعل كل شيء من أجل من أجل عودة إبتسامة ..فأسهل طريقة للسعادة أن تشرك فيها غيرك .. وفعلت هذا ...
    ريشة سقطت .. بدت كلمعان ينزل من الأعلى .. روح بشر جسده فارقه في وقت من تلك الأوقات التي تدور وتعيد بنفسها بلا عودة .. إنها تعود ولكن تقلب ساعات وساعات كانت لأيام ماضية ...
    أخذ منها راتبها لثلاثة أشهر وتركها بعد ذلك ..
    وحيدة .. في جو حار ولكن لم تشعر قط به ..ربما لأن خوفها ورعبها من الحياة أشعرها ببرودة وملأها بحيرة لا تقاس .. فالمقاييس خائفة على نفسها أن يصيبها مكروه ... قيل : المؤمن كالورقة الخضراء لا يسقط مهما هبت العواصف .. وهي بالفعل هكذا .. !
    يبدأ ليلها بطقطقة قلب بريء يجول في مخيلات كثر .. وأحلام غريبة توقظها أنصاف الليل المخيف .. ظلمة لا ترى منها حتى أطرافها .. فقط صراخ ورعب ودموع تملأ مخدة بنية فاتحة اللون .. وصوت ركاض بأعلى المنزل .. والأيام لا تستأذن للترحال ..فإنها حقا راحلة راحلة ..
    و فتاتان بعمر السادسة عشر تتناثر وتطايرها الرياح حولهما و أفكار مختلة .. تبدأ بالجميل وتنهيه بالخوف و الروعة ~ ...
    تبحثان و الوقت لا ينتظرهما ..
    كل صباح نحو المكتبة .. قراءة وتسلية .. وبحث عن عائلتهما .. وخوف مسيطر من ناحية أخرى..فما الذي ستفعلانه عندما تتأكدان بأن كلتا عائلتيهما ذهبتا لـ مكان مظلم ما به من حراك وضيق من ناحية أخرى ..
    هن هكذا ! تمتلك كل منهما وجها بريئا وحركات ليست بذلك الوجه الذي يغطي على تكبر مبالغ فيه ..
    في صباح ملم بأحاديث مختلفة .. ذهبت كل منهما لتقرأ في مكتبة مختلفة .. وأم مايا في مكتبة من تلك المكتبتان ..
    جلست بالقرب من رغد .. تملك رغد شعور غريب .. فهي وحيدة ولا تحتاج لمن يجلس معها دقائق معدودة وراحل عنها بعد ذلك .. أزاحت بنظرها من هناك ورأت طاولة أخرى فارغة .. ذهبت وجلست هناك .. !
    وأتت مايا من المكتبة المجاورة ~ .. و بصوت عالي .. تنادي مرام .. والجميع رأى نحو مرام ~! ومن تكون ؟! مرام هي رغد .. ومايا ستكون نور ~!
    فالأسماء مختلفة حقا .. لأن لا وجود لأسماء محاها حادث ونثرها في أرجاء شوارع مليئة بفوضى عارمة ...
    فمن يعلم حقا بأن مايا ستكون نور و رغد ستكون مرام !!
    فالجميع رأى نحوها وهي أيضا فعلت .. شعور غريب راودها .. ذهبت لتسألهما من يكونان ولكن الوقت لم يسمح لهما فذهبتا من هناك مسرعتان إلى الميتم ..
    فلا وجود هنا لنهاية سعيدة .. ربما البحث عن عائلة .. وأم واحدة تبحث عن طفلتها التي بدأت ناكرة بوجودها وعادت مشاعرها الطفولية تتعايش مع حاضرها لتحاول جاهدة لقاء إبنتها وضحكة إبنة تجول برفق على منزل فاقد البسمة~ ..
    راودها أثناء نومها ليلا بأن ابنتها تنتظرها في المكتبة ..
    في صباح مبكر .. زقزقة عصافير و مطر خفيف متناثر على أرجاء قرية منعزلة يعمها الهدوء ..
    ذهبت مسرعة لتلك المكتبة ثانية ..رأت مرام ونور وتحدثت إليهما كصديقة وليست كأم ..
    والأيام والأحداث متتالية لتعرف كل منهما قصة الآخر ..
    لكن لم تعلم بأن واحدة منهما ابنتها ..
    ذهبت لتأخذهما كلاهما لمنزلها للأبد .. ورجل آخر يعيش وسطهما ..
    و بينما كانت تقنع نفسها بأن ما حدث لم يكن سوى أمر عادي سيمضي وتنثره الرياح وكأنه لم يكن شيئا يذكر كانت وقد وضعت يديها الناعمتين على رأسها الذي قد وضع الماضي الذي يكمن الخوف والرعب والعنف علامة عن ألف علامة عليه . ودمعة حيرة وقلق صغيرة تتلألأ في عينها تكاد أن تسقط ..
    دخل عليها زوجها وقال :
    [ القلب حقا من يعلم فقط .. والأعين كاذبة تخطأ كثيرا ..!~ ]
    سيزول الحزن والدمع والرعب والعنف وعلاماته
    [ والبنفسج البتول باقية لا تزول ~..!]


    تحيآتي : بنت الشبيبي ~!


    BasKoo^A AL_$habIbI



  • #2
    م شاء الله ابداع
    بالتوفيق لك وللجميع يارب مين
    استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

    sigpic

    تعليق


    • #3
      آمين جميعآ إن شاء الله ~!
      BasKoo^A AL_$habIbI


      تعليق


      • #4
        إبدآع .. إبدآع .. طلعت الشبيبه ما هينه ،،

        وفقتي في إختيآر العنوآن ،،

        جدآ جدآ أعجبني ما جآدت به يديك ،،

        بآرك الله فيك يآ بنت العرب ،،

        موفقه دوم يآرب ،،

        ،،
        هكذا يبقون .. ،،
        يتلقون من ربهم صفعات لعلهم يرجعون إلى الله .. ،،

        مثال ~
        هي / هو ، تكوي الملابس وإذا بدون أي إنذار مسبق ، وبدون أي قصد ، تكوي يدها بالخطأ تلمس المكواه جلدها .. ،،
        عذاب أدنى .. ،،
        أقول رُبما نوت أو نوى في قلبه الشر .. ،،
        فكان العذاب الأدنى .. ،،
        فلننتبه إذن .. ،،
        قال جل من قال ..
        وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) .. ،،
        ،،

        تعليق


        • #5
          تسلمي لي والله ~!


          أدعولي .. وفقكم الله ~!
          BasKoo^A AL_$habIbI


          تعليق


          • #6
            ما شاء الله عليك
            مبدعة
            وفقك الله
            ::
            تقييم+عيدية
            لا إله إلا الله

            تعليق


            • #7
              قصة رائعة جدا جدا بكل ما للكلمة من معنى .

              السرد ولغتك و سلاسة الجمل و تفاصيل الأحداث الدقيقة و تنامي الحدث على مستوى الشخوص, هذه علامات الكتابة المميزة .
              وكلها تواجدت في قلمك اختي
              فقط لدي ملاحظة ,,
              تحتاجين أن توسعي نَفَسُكِ في الكتابة ( يعني تطيلي من الأحداث) بحيث تعطي الأحداث مجال أكبر ليصبح نصك رواية ..
              وانت قادرة على ذلك .

              رااائع سأتابع ما تكتبين دائما
              وفي الجامعة ..
              ليس هناك ما سيبقى لك دوما
              الأروقة دائما ما تخبيء لك شيئا
              والحاضر يجبرك على نسيان الماضي
              إنها مؤامرة زمان ومكان ...


              تعليق


              • #8
                أبدعتي في الطرح

                سرد للأحداث ولا أروع ... سلاسلة اللغة وتناسق الافكار
                جميل هو ذلك الخط التي تمتلكينه
                فقط ... أستمري فلديك الكثير

                بوركتي
                ღأبـي كمـ أحبكـ ♥
                ،،،يآ عسى جنة الفردوس دآري ودآركـ
                ،،،

                ،، ツ ،،


                سبحان الله وبحمده ...
                سبحان الله العظيمـ

                تعليق


                • #9
                  اللهم آمين ...

                  الإبدآع هدفي .. وإن شاء الله سأتآبع طرحي ليتبعه الإبدآع نفسه !~
                  BasKoo^A AL_$habIbI


                  تعليق


                  • #10
                    وووششككككرآ ع التحفيز ..~!

                    وفقكم ربي ..
                    BasKoo^A AL_$habIbI


                    تعليق

                    يعمل...
                    X