كان من المفروض أن أكتب هذه المقالة قبل عدة أشهر، ولكن ظروفا معينة حالت دون ذلك، ولأن الموضوع في غاية الأهمية بالنسبة لي فقد أخبرت بعضا من أصحابي أني سوف أكتبه لكي يبقى دينا عليّ أن أستوفيه.
حضرت قبل أشهر حفل توزيع جائزة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الالكترونية بإشراف وتنظيم هيئة تقنية المعلومات الذي إقيم في مركز جامعة السلطان قابوس الثقافي "القاعة الكبرى" في ديسمبر الماضي، وقد أعجبني بل أبهرني كل ما احتواه الحفل الراقي، تنظيما وترتيبا عالميا، وسعدت لوجودي في الحفل المجيد عندما رأيت وجوها عمانية كانت وراء تنظيم حدث عالمي عالي المستوى يضاهي بل ويزيد عن الاحداث العالمية التي نراها فقط على الشاشات كحفل توزيع جوائز مهرجان "كان" على شاطئ مدينة "نيس" الفرنسية، واستمر مسلسل البهجة والسرور يحتويني وأكاد أجزم بأنه احتوى أغلب من حضر خاصة وأن فخامة الرئيس بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأسبق والمعروف بشخصيته الكارزمية هو ضيف الشرف، ولا أخفيكم سرا بأن ما زادني غبطة وسرورا بأن الحفل أقيم في مركز السلطان قابوس الثقافي في جامعة السلطان قابوس، ولكي لا أطيل عليكم وباختصار كل شيء أبهرني بدءا من بطاقة الدعوة المزركشة والمؤثرات الصوتية والضوئية والمرئية المبهرة والاستقبال والتقديم والضيافة والتوديع.
ولكن العرس الالكتروني لم يكتمل من وجهة نظري ومن البعض الذين تحدثت معهم بعد الحفل البهيج، وحاولت أن أكون إيجابيا ولكني لم أستطع مقاومة الشعور السلبي الذي غطى حالة البهجة والسرور التي كنت أعيشها في بداية الحفل عندما رأيت أكثر من ثلاثة آلاف مقعد خال والقاعة خاوية من فئة الشباب، واكتشفت بأن الدعوة مقصورة على بعض الشخصيات فقط!!
وتبقى ملاحظة واحدة أزعجتني أيما إزعاج، وهي عدم دعوة طلاب الجامعات والكليات لهذا الحفل المجيد، حيث كنت أتصور بأن هذه المناسبة هي خاصة لجيل الشباب وهم جيل التكنولوجيا وجيل المستقبل، وتفاجأت بأن الدعوة كانت موجهة لشخصيات من داخل وخارج السلطنة، حيث أن القاعة الكبرى كانت تتسع لأربعة آلاف شخص آخرين إضافة إلى المدعوين.
أقول كانت فرصة جيدة للهيئة دعوة طلاب الجامعات ولنقول الطلاب المتخصصين منهم على الأقل من الجامعات والكليات العامة والخاصة في السلطنة، وبذلك كانت هيئة تقنية المعلومات ستحقق أهدافا جليلة وفي جوهرها ايجاد بيئة ونشر الوعي بين المجتمع بأهمية دخول التكنولوجيا للمجتمع العماني المعاصر ونجاحها سيعم شكلا ومضمونا واقعا وإعلاما.
كما استغربت من وجود الفعالية في المركز الثقافي الموجود في جامعة السلطان قابوس ولم تتم دعوة حتى طلاب جامعة السلطان قابوس المتخصصين منهم على الأقل، ولكي لا نلقي العبء الإداري والتنظيمي والأمني على القائمين في دعوة الأعداد الكبيرة من الطلاب، كنت أتمنى دعوة أعداد بسيطة كممثلين لكلياتهم وجامعاتهم وللتخصصات التي لها علاقة بتكنولوجيا المعلومات وهندسة وعلم الحاسوب، حيث أنني أتصور أن دعوة مائتين من شباب اليوم وحملة راية تكنولوجيا الحاضر والمستقبل لن تؤثر أو تحدث إرباكا أمنيا، فكم من المناسبات أقيمت في هذه القاعة الحديثة والمهيأة داخلها وخارجها للمناسبات الكبرى.
وأجزم بأن الرئيس الأمريكي السابق تفاجأ مثلي عندما لم ير طلاب الجامعات محاطين به، وحسب معرفتي البسيطة ومشاهدتي ومتابعتي بأن الشخصيات السياسية والاقتصادية والمشاهير وخاصة الأمريكيون منهم يقبلون مثل هذه الدعوات عندما يعلمون مسبقا أنهم سيلتقون بطلاب الجامعات وجيل الشباب.
ألم يكن الأحرى بالهيئة ترك بصمة وغرس لبنة استثمارية للمستقبل خاصة إذا عرفنا بأن جُل برامجهم تستهدف الشباب، بدل دعوة شخصيات ربما أرهقوا بمثل هذه الفعاليات، أو جمعهم على الأقل ليكونوا جميعا تحت سقف المركز الثقافي الشامخ خاصة وأن هذه الجائزة تحمل اسم مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس وصُرف لها الكثير وأتى المحكمون من أصقاع الأرض ليختاروا أفضل المشاريع ذات الجودة التكنولوجية العالية
كم كنت أتمنى أن يكون جيل الشباب حاضرا الجيل الذي يستوعب لغة الحاسوب أكثر من غيره، لكانت النتائج إيجابية والاستثمار الناجح والمستدام، فبكل تأكيد إذا تمت دعوة جيل الشباب سيكون من بينهم من يتأثر بمثل هذه الفعالية والشخصيات الحاضرة، وتكون منعطفا محوريا للارتقاء بحياتهم المهنية، وكما يعلم الجميع بأن مثل هذه المناسبات والفعاليات تكسب الحضور فرصا للتواصل والتعارف مع الآخرين بالإضافة إلى المهارات الأخرى التي يحتاج إليها جيل اليوم.
لقد حان الوقت خاصة بعد أحداث السنة الماضية لمؤسساتنا العامة والخاصة في احتواء جيل شباب عمان الذي يشكل أكثر من سبعين في المائة من عدد السكان واحترام قدراته وإشراكه ودعوته في جميع الفعاليات والأنشطة العامة ليكون جيلا معطاء ومنتجا يبني ويطور مع باقي فئات المجتمع، ولنحاول جميعا سد الفجوة بين الأجيال والأفكار ولنحاول جميعا تطبيق الشعارات البراقة وتحويلها إلى واقع ملموس ومحسوس لصالح عمان الحاضر والمستقبل وأبنائها وبناتها.
مقال للكاتب خلفان الطوقي
حضرت قبل أشهر حفل توزيع جائزة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الالكترونية بإشراف وتنظيم هيئة تقنية المعلومات الذي إقيم في مركز جامعة السلطان قابوس الثقافي "القاعة الكبرى" في ديسمبر الماضي، وقد أعجبني بل أبهرني كل ما احتواه الحفل الراقي، تنظيما وترتيبا عالميا، وسعدت لوجودي في الحفل المجيد عندما رأيت وجوها عمانية كانت وراء تنظيم حدث عالمي عالي المستوى يضاهي بل ويزيد عن الاحداث العالمية التي نراها فقط على الشاشات كحفل توزيع جوائز مهرجان "كان" على شاطئ مدينة "نيس" الفرنسية، واستمر مسلسل البهجة والسرور يحتويني وأكاد أجزم بأنه احتوى أغلب من حضر خاصة وأن فخامة الرئيس بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأسبق والمعروف بشخصيته الكارزمية هو ضيف الشرف، ولا أخفيكم سرا بأن ما زادني غبطة وسرورا بأن الحفل أقيم في مركز السلطان قابوس الثقافي في جامعة السلطان قابوس، ولكي لا أطيل عليكم وباختصار كل شيء أبهرني بدءا من بطاقة الدعوة المزركشة والمؤثرات الصوتية والضوئية والمرئية المبهرة والاستقبال والتقديم والضيافة والتوديع.
ولكن العرس الالكتروني لم يكتمل من وجهة نظري ومن البعض الذين تحدثت معهم بعد الحفل البهيج، وحاولت أن أكون إيجابيا ولكني لم أستطع مقاومة الشعور السلبي الذي غطى حالة البهجة والسرور التي كنت أعيشها في بداية الحفل عندما رأيت أكثر من ثلاثة آلاف مقعد خال والقاعة خاوية من فئة الشباب، واكتشفت بأن الدعوة مقصورة على بعض الشخصيات فقط!!
وتبقى ملاحظة واحدة أزعجتني أيما إزعاج، وهي عدم دعوة طلاب الجامعات والكليات لهذا الحفل المجيد، حيث كنت أتصور بأن هذه المناسبة هي خاصة لجيل الشباب وهم جيل التكنولوجيا وجيل المستقبل، وتفاجأت بأن الدعوة كانت موجهة لشخصيات من داخل وخارج السلطنة، حيث أن القاعة الكبرى كانت تتسع لأربعة آلاف شخص آخرين إضافة إلى المدعوين.
أقول كانت فرصة جيدة للهيئة دعوة طلاب الجامعات ولنقول الطلاب المتخصصين منهم على الأقل من الجامعات والكليات العامة والخاصة في السلطنة، وبذلك كانت هيئة تقنية المعلومات ستحقق أهدافا جليلة وفي جوهرها ايجاد بيئة ونشر الوعي بين المجتمع بأهمية دخول التكنولوجيا للمجتمع العماني المعاصر ونجاحها سيعم شكلا ومضمونا واقعا وإعلاما.
كما استغربت من وجود الفعالية في المركز الثقافي الموجود في جامعة السلطان قابوس ولم تتم دعوة حتى طلاب جامعة السلطان قابوس المتخصصين منهم على الأقل، ولكي لا نلقي العبء الإداري والتنظيمي والأمني على القائمين في دعوة الأعداد الكبيرة من الطلاب، كنت أتمنى دعوة أعداد بسيطة كممثلين لكلياتهم وجامعاتهم وللتخصصات التي لها علاقة بتكنولوجيا المعلومات وهندسة وعلم الحاسوب، حيث أنني أتصور أن دعوة مائتين من شباب اليوم وحملة راية تكنولوجيا الحاضر والمستقبل لن تؤثر أو تحدث إرباكا أمنيا، فكم من المناسبات أقيمت في هذه القاعة الحديثة والمهيأة داخلها وخارجها للمناسبات الكبرى.
وأجزم بأن الرئيس الأمريكي السابق تفاجأ مثلي عندما لم ير طلاب الجامعات محاطين به، وحسب معرفتي البسيطة ومشاهدتي ومتابعتي بأن الشخصيات السياسية والاقتصادية والمشاهير وخاصة الأمريكيون منهم يقبلون مثل هذه الدعوات عندما يعلمون مسبقا أنهم سيلتقون بطلاب الجامعات وجيل الشباب.
ألم يكن الأحرى بالهيئة ترك بصمة وغرس لبنة استثمارية للمستقبل خاصة إذا عرفنا بأن جُل برامجهم تستهدف الشباب، بدل دعوة شخصيات ربما أرهقوا بمثل هذه الفعاليات، أو جمعهم على الأقل ليكونوا جميعا تحت سقف المركز الثقافي الشامخ خاصة وأن هذه الجائزة تحمل اسم مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس وصُرف لها الكثير وأتى المحكمون من أصقاع الأرض ليختاروا أفضل المشاريع ذات الجودة التكنولوجية العالية
كم كنت أتمنى أن يكون جيل الشباب حاضرا الجيل الذي يستوعب لغة الحاسوب أكثر من غيره، لكانت النتائج إيجابية والاستثمار الناجح والمستدام، فبكل تأكيد إذا تمت دعوة جيل الشباب سيكون من بينهم من يتأثر بمثل هذه الفعالية والشخصيات الحاضرة، وتكون منعطفا محوريا للارتقاء بحياتهم المهنية، وكما يعلم الجميع بأن مثل هذه المناسبات والفعاليات تكسب الحضور فرصا للتواصل والتعارف مع الآخرين بالإضافة إلى المهارات الأخرى التي يحتاج إليها جيل اليوم.
لقد حان الوقت خاصة بعد أحداث السنة الماضية لمؤسساتنا العامة والخاصة في احتواء جيل شباب عمان الذي يشكل أكثر من سبعين في المائة من عدد السكان واحترام قدراته وإشراكه ودعوته في جميع الفعاليات والأنشطة العامة ليكون جيلا معطاء ومنتجا يبني ويطور مع باقي فئات المجتمع، ولنحاول جميعا سد الفجوة بين الأجيال والأفكار ولنحاول جميعا تطبيق الشعارات البراقة وتحويلها إلى واقع ملموس ومحسوس لصالح عمان الحاضر والمستقبل وأبنائها وبناتها.
مقال للكاتب خلفان الطوقي