إنه ذلك الشيخ الكهل الملتصقة صوره بعلب الكنتاكي، إنه صاحب خلطة الدجاج
السرية، الذي عمل مزارعا في ولاية إنديانا وهو في سن العاشرة بأجر شهري يعادل
دولارين، ثم قاطع تذاكر على أحد باصات النقل، ثم جنديا لمدة ستة شهور في كوبا، ثم
إطفائيا في السكك الحديدية، درس القانون بالمراسلة، وعمل في القضاء، وأدار شركة
عبارات نهرية، كما عمل في مجال التأمين وبيع الإطارات، ثم أدار محطات لاستراحة
الركاب على الطريق، وبعد أن بلغ الأربعين راح يعد وجبات للمسافرين على الطرق في
محطات الاستراحة، لم يكن لديه مطعم يومها إلا أنه كان يبيع وجباته من فوق مائدة
طعامه الخاصة وفي غرفته الصغيرة المتواضعة الملحقة بمحطة الاستراحة تلك.. ولما راحت
أعداد الناس تتزايد طلبا لطعامه، انتقل إلى فندق صغير عبر الشارع من المحطة حيث افتتح
مطعما صغيرا يتسع ل 142 زبونا، ثم راح يطور خلطته السرية تلك على مدى
9سنوات.. تلك الخلطة المكونة من 11 عشبة طبيعية وأنواعا مختلفة من البهارات.
عرِض على الكولونيل ساندرز مبلغ 164 ألف دولار مقابل أن يبيع مطعمه،
وكان ذلك في عام 1953 ، لكنه رفض، ولكن بعد سنوات ولسوء الحظ، تغيرت
خرائط تعبيد الطرق، ولم يعد مكان المطعم جيدا، مما اضطره إلى بيعه بالمزاد العلني
مقابل 75 ألف دولار، ولم يكن هذا المبلغ يكفيه لتسديد ديونه.. وبعد هذه المصيبة
وخسارته كل شيء قرر ساندرز أن يتقاعد ويصرف من مدخرات الضمان
الاجتماعي، وكان أول شيك من مؤسسة الضمان الاجتماعي هو 105 دولار، تسلمه
وعمره آنذاك 63 عاما، كان يعلم أن هذا المبلغ لن يفعل له ولا لزوجته شيئًا، ولكنه لم
يستسلم.. فراح يحاول بيع حقوق استثمار طريقته في صنع الدجاج، فسافر بين الولايات
الأمريكية يجوبها من مطعم إلى مطعم.. هل تعرفون عدد المطاعم التي رفضت التعامل مع
ساندرز وسخرت منه؟ خمن كم مرة حاول هذا الشيخ أن ينجح؟ عدد المطاعم التي
رفضت.. طلبه 1008 مطعم، وعند محاولته رقم 1009 نجح في بيع أو حق استثمار..
كان يعطي حق الاستثمار مقابل كلمة شرف ووعد أن يدفع له مبلغا زهيدا جدا مقابل
كل دجاجة مقلية تطبخ على طريقته.
ومع حلول عام 1964 أصبح لدى ساندرز أكثر من 600 فرع لبيع الدجاج يعمل
بموجب ترخيصه في أمريكا وكندا، وكان هذا التوسع والنجاح أكبر من أن يتحمله
ساندرز وزوجته و 167 عاملا كانوا يعملون في مبنى مجاور خلف منزله؛ لذا قرر أن يبيع
امتياز مطاعم كنتاكي إلى براون جونيور وإلى المليونير جاك ماسي، مقابل مليون دولار،
وراتب شهري مدى الحياة قدره 40 ألف دولار- تم رفعه بعدها إلى 75 ألف دولار –
مقابل الاستشارات والدعاية ومقعد له في مجلس إدارة الشركة.
توفى الكولونيل ساندرز في عام 1980 ، وفي نهاية عام 2004 بلغ عدد مطاعم كنتاكي
أكثر من 11000 مطعم منتشرة في العالم.
*فهل تعلمت شيئًا من قصة الكفاح هذه؟ أرجو ذلك!!
تعليق