أحزانُ القصب
لجدائلكِ المَرسومَة بحبر ِ بابل
و لأغاني الربيع ِ في أوراق ِ الحنين
تـُزهـِرُ الدنيا..
يبتلُّ الماءُ بالمنهمر ِ
من شلال ِ ليل
كلما استبدَّ به الوجدُ
سارَ على غيرِ هدى
يصيحُ: يا عراق.
يا جديلة َ الحزن
وسطرًا على أوراق ِ دفتر
ضمتـُه حين تلاقتْ
أحزانُ القصب.
يـُزهـِرُ الموجُ حولك
يَكـْبرُ النخلُ
يَكـْبرُ حلمُ الصغار
يفيضُ دجلة ُبمائـِه
يا امرأة ً تتوارَى خـَلفَ غيمها المَغوي
آآه.. حين تتوارَى العينان
آآه.. حين تسقط ُ فوق الماء ِ دمعتان
تصيحان: يا عراق.
عـَلـِّمي الموجَ كيف يهبط ُ بسلام
إلى الموج ِ..
عـَلـِّمي الحبرَ الأسود ِ
أن يتنازلَ من أجلِ الأزرق.
عـَلـِّمي الكتابةَ أن تقول َ يا أنثى
يا نخلة ً من نخيل العراق
كم أحزنها أن تستيقظ َ و الماء ُ يجري دونها
قالتْ لا بد َّ للطين ِ من ماء
وخـُلقت ِ يا أنثى من طين العراق.
كلما صحت باللفظ ِ يا عراق
يتعرَّقُ الوجه خجلاً
لا يغطي حمرتـُه كلَّ ماء ِ دجلة
فأعذري الوجه.. اغفري لنا ما لا يـُغـْتـَفر
يا أنثى الماء.. و يا ماء العراق.
**********************************
محمد بن سيف الرحبي
تعليق