خمسة عشر عاما وأحمد صديقي يفعل الشيء نفسه.!!
نفس الشركة التي يعمل بها,
نفس طريقة التفكير والكلام لا زال يشتكي من صعوبة المواصلات, والراتب القليل, وهزائم فريقه الرياضي وخسارته الدائمة!!
لا زال صاحبي يستدين مطلع كل صيف كي يقضي وأبناؤه الاجازة ويقضي الشتاء في سداد الديون والأقساط.. خمسة عشر عاما ولا شي يتغير..!
لا زال أحمد مؤمنا أن النصر مع الصبر, وبأن الفرج قادم لا محالة !!
أرى حال صديقي فأتذكر مقولة انيشتاين الجنون هو أن نفعل الأشياء نفسها, ونتوقع نتيجة مختلفة!
الجنون أن نبحث عن الأمان والراحة القريبة ونتهيب من المخاطرة واقتحام آفاق وحدود جديدة, ثم نتعجب من تقسيم الله للأرزاق مهملين بأن الله سننا في الكون لا تحابي مسلما ولا تضطهد كافرا.
سنن الله في الكون حيادية, والسعيد من قرأ صفحة الأيام بتدبر وتعلم منها.
والنجاح والتفوق في الحياة ليس مستحيلا لأي شخص لكنه في المقابل ليس سهلا قريبا,
ولا يقتنصه إلا من دفع ثمنه, وثمن النجاح هو عرق الجبين لا مر الشكوى!
أحمد صديقي وآلاف من أصدقائي وأصدقائكم لا يفعلون شيئا سوى العيش في انتظار الغد!
السبت كالأحد, مارس كإبريل الايام نفس الطعم فلا تحدي في حياتهم ولا تغير او مخاطر يندغعون إليها..
كم مرة في حياتك اتخذت قرارا مصيريا غير خط حياتك من يومها حتى الآن؟
الكاتب الأمريكي مارك توين له كلمة في غاية العمق والأهمية يقول:
بعد عشرين سنة من الآن ستشعر بالإحباط وخيبة الامل تجاه الأشياء التي لم تفعلها أكثر مما تشعره تجاه الأشياء التي فعلتها!
ستشعر بالأسف وربما الندم لأنك لم تكن شجاعا بما يكفي لاتخاذ قرار ما, واكتفيت بأن تلتزم جدار الأمن والطمأنينة.
لن تندم على خطأ اجتهادك بقدر الندم على ترددك وخوفك وإحجامك عن المحاولة.
الخلاصة:
المخاطرة الكبيرة هي الحياة بلا مخاطر! والخوف الاكبر هو العيش بلا خوف,
والفشل الحقيقي الوقوف خوفا من الفشل!!