(1)
طفلٌ
يُسدلُ الليلُ ، ستائرهُ عليْ
يتهادىْ .. يُلقي بغسقهِ ، إليْ
يدنوْ ... بينَ أحضانهِ ، قهراً ، ارتميتْ
أَسْتقي مِنْ صَمتهِ الدويّْ
جنونَ الفكرِ
وألفُ طيفٌ ، بعينيْ
كطفلٍ يعانقُ جراحهْ
ينتابهُ الفزعَ ، منْ كلِّ جوارْ
شريداً ... وحيداً
يتلظّى التيهَ ، جمراً ونارْ
ينزفُ الوجعَ
بينَ القهرِ ، والرجاءِ ، والإنتظارْ
(2)
دموعٌ
غابَ قمرٌ ، آنسَ وِحدتيْ
اختفتْ نجومٌ ، رافقتْ ظُلمتيْ
وَليلٌ بهيمٌ
سرابيلُ الذكرى فيهِ
تحتوي شَقوتيْ
وَتتراقصُ الشموعُ
على حرّ لَوعتيْ
تحتضنُ الدموعَ
وتنكأُ الصبرَ
وخلجاتَ مُهجتيْ
(3)
إنتحارٌ
أيا .. ليلُ
ما هدأتْ فيكَ الذكرياتْ
على صدى رجعِ الآهاتْ
تتشرّدُ الأفكارْ
تنتحبُ الحناياْ
تحترقُ أنّاتُ النفسِ
وينتحرُ الصبرُ
تهبّ عواصفُ الماضي الحزينْ
بلهيبِ الزفراتْ
منْ بينَ أكفِّ الزمانِ ، والأنينْ
وَيشيبُ الأملُ
وتنقطعُ الرجواتْ
(4)
حيرةٌ
يا.. ليلُ
طالَ فيكَ سهري
واشتعلَ الوجدُ ، وفكري
وعانقتني المواجعُ
تُسامرنيْ
تُسآلني
تواسيني
تستنطقُ صمتكْ
الذي يقهرني ، ويرهقني
فيْ دهاليزِ الحيرةْ
التي تُحييني ، وتقتلنيْ
برماحٍ ، غائرةٍ
في قلبيْ
(5)
سكينٌ
يا .. ليلُ
كَمْ حاورتُ فيكَ ، وجديْ
وَصحوةَ البقاءِ ، وحديْ
كمْ التمستُ فيكَ ، حريتيْ
وانصهرتْ فيكَ ، أمنيّتي
على ، فوّهةِ التيهْ
تَنْتابني ، لَوْعاتٌ داميةْْ
كَسكينٍ يَحفرُ ، فيْ جسديْ
يَستعذبُ ويستصرخُ ، ألميْ
بكلِّ صنوفِ الوجعِ
وَ ..أنا
عَلَىْ شَفاْ يأسيْ
بَينَ صَواهلِ اليومِ ، وَالأمسِ
أتخبطُ فيْ ، جدرانِ الصمتِ
بينَ أروقّةِ المجهولْ
والغدِ المأمولْ
بجنونِ اللا معقولْ
أينَ ، دربي
(6)
قدرٌ
أيّها الليلُ
أيّها الليلُ الجاثمُ عَلَىْ صدريْ
أينَ السكينةُ فيكَ ، والرجاءْ ...؟
تَكتويْ قلباً
يَستجدي الشفاءْ ؟
وعمراً ، أسكرتهُ الخطوبْ
والرجاءاتْ
يلهثُ و، يصيحْ ...
قدراً مكتوباً
كالشروقِ والغروب؟
(7)
الزمانُ
ليالٍ أنتِ مِنْ رَحِمِ الزمانْ
أرضعكِ الحرمانْ
وكلّ صنوفِ العِدا ، والأحزانْ
أنهكتِ روحَ الجسدْ
في سراديبِ الأوجاعْ
التي تأبىْ النسيانْ
هل يظلُّ العمرُ حبيساً
بينَ لُقياكِ ، والخطوبْ
التي أطلقتِ ، لها العنانْ
8-
بلا عزاء
أيّها الأملُ المغدورْ
القابعُ فيْ قصورِ الأوهامْ
ايّها الحبُّ المُلقى لقيطاً
أمامَ أعينِ الأيّامْ
تتساقطُ عليكَ دموعَ الخريفْ
وأبكيتَ بوجعِكَ السماءْ
تنبتُ على جسدِكَ الأشواكْ
يحتضنُكَ صريُر الريحِ ، والعواءْ
قتلتكَ نفوس البشَر
ولا عزاءْ
(9)
سرابٌ
ما زلتُ في وحدتي
يُسامرني العذابْ
أحتسي كؤوساً مِنْ صبري ْ
مِنْ وجعيْ
وكؤوساً ، مِنْ خيالْ
بينَ الحقيقةِ والوهمِ
أينَ الصوابْ
حقيقةٌ
؟
تتلاشىْ
تتوارى
تموتُ
خلفَ آلافِ الأسبابْ
بينَ دموعِ الصمتِ
وأبدّيةِ الغيابْ
يلهثُ الصبرُ ، كالسراب
يَستقي الأملُ
مِنْ بينَ براثنِ العذابْ
تعليق