***
الأديب المغترب // غائب طعمة فرمان1927- 1990.
مرت في 17 اب / اغسطس الذكرى السنوية على رحيل الاديب والمترجم والشخصية الاجتماعية العراقية المرموقة غائب طعمة فرمان عام 1990.
لقد كان غائب طعمة فرمان واحد من رواد القصة العراقية الحديثة الذين ساهموا بوضعها في اطر قواعد الفن الحديث واغنوها بمضامين انسانية عامة ووطنية عراقية. لذلك فان روايات غائب طعمة فرمان هي موسوعة عن الحياة العراقية في القرن العشرين وعمل فني رصين.
لقد ارغمت الانظمة الاستبداية المتعاقبة على العراق غائب طعمة فرمان على مغادرة العراق منذ ان تفتحت مواهبه الادبيه، ولم يجد في بلده الكبير المناخ والساحة التي تتيح له تجسيد ابداعه فاختار المنفى وعذابات الغربة. وتنقل من مصر الى بلغاريا والصين وموسكو. لكن الراحل حمل العراق في قلبه وفي ذهنه وكان همه الرئيسي فكتب في المنافي اجمل روايته عن العراق. وفي اعماله القصصية يجد العراقي شئ من شخصه ويشم رائحة التنور والبيت واجواء الازقة ويجد تاريخ الروح العراقية. في روايته تنهض صورة نابضة وحيوية للعراق بكل ما فيه. كان يستحضر صورة العراق بادبه وفي حياته اليومية. لقد رفد غائب طعمة بالاضافة الى رواياته النخلة والجيران وخمسة اصوات والمخاض والمرتجى والمؤجل والمركب وظلال على النافذة والام السيد معروف وغيرها، الادب العربي بترجمته من الروسية بسلسة من روائع الادب الروسي . لقد كان غائب طعمة فرمان اديبا حرا معارضا للانظمة الدكتاتورية والاستبدادية ووقف دائما مع قضايا شعبه لنيل الحرية والتمتع بحياة كريمة ووطن مزدهر. سيظل غائب طعمة فرمان معلما في الثقافة العراقية والعربية الحديثة، وذكراه حيه في قلوب العراقيين.
جمعية المقيمين العراقيين في روسيا
******
اعتقد ان الروائي غائب طعمة فرمان احد القلائل من الروائيين العراقيين، ان لم يكن الوحيد الذي كتب عن بغداد في كل اعماله، فهي محطة احلامه واسطورته ومدينته الجميلة التي غادرها مرغماً، ليمضي اكثر من نصف عمره بعيداً في منفاه لكنه لم ينأ عنها في اعماله الابداعية.. اذ بقيت تمثل له معيناً روحياً وجمالياً يمده بالصور والاحداث والذكريات.
وهاجساً دائماً يحمله في قلبه، ويحيا به عقله، فرغم اغترابه الطويل ظل خياله يطوف ببغداد، بغداد القاع يهبط في ازقتها القديمة، وبيوتاتها المتزاحمة، ومحلاتها الشعبية ومقاهيها، يتجول في شوارعها، يتجاذب الحديث مع اناسها الفقراء والبسطاء ابطال رواياته، ليصف لنا همومهم وعذاباتهم وانماط حياتهم، يقول الكاتب (انا في الغربة يعجبني ان اكتب عن بغداد واجواء بغداد، ربما يكون ذلك سلاحاً ضد الذوبان والضياع نوعاً من الدفاع عن النفس والمغامرة والاتصال الروحي بالوطن) لقد ظلت بغداد ساكنة فيه مثار قلقه الذاتي والابداعي، فأدمن الكتابة عنها حيث نجدها حاضرة في كل رواياته من (النخلة والجيران) مروراً (بخمسة اصوات) و (القربان) وانتهاء بروايته الاخيرة (المركب). لقد كانت تمثل له نوعاً من الانتظار اي انتظار عودته الى بغداد، حسب احد النقاد، اذ لم يكف يوماً عن تتبع اخبارها عبر كل الوسائل المتاحة لديه، كأنه يتلمس في ذلك نوعاً من الخلاص، ومن استلاب وحشة المنفى، ومقاومة عذابات احلامه في البحث عنها، فراح يشحذ ذاكرته وينبش الجذور، عائداً الى محلته الشعبية، والى اماكنه المفضله ليعيد خلقها من جديد، فرغم مجرى الزمن الطويل لكن بغداد ظلت مخزونة في ذاكرته تنبض بالحياة في صورا ملونة، فالفنان المبدع ارخ لمدينته ولاحوال العراق في حقبه المختلفة، بغداد القديمة التي عاش فيها لم يعف عليها الزمن (فغائب كلما اوغل في البعد عن وطنه استحضره في ادبه بقوة لاتضاحي فللذاكرة في ادبه مكانة خاصة لايمكن ان يرقى اليها شيء)، وهذا ما يؤكده على لسان احد ابطاله في روايته (ظلال على النافذة) في حياتنا نمر بتجارب يورق لنا بعضها اجمات من الذكريات تصحبنا في طريق حياتنا ردحاً من الزمن ثم نخلفها وراءنا في سير القافلة الذي لاينسى، ونحسب اننا قد نسيناها وان رياح العمر قد ذرتها ولكننا نفاجأ بها احياناً تطل علينا، مع تقدم العمر كظلال على نافذة ذاكرتنا وقد تعذبنا هذه الظلال وتجرح احاسيس عزيزة علينا اكتسبناها بالتعود وبالتزود بتجارب جديدة، لكننا لانستطيع منها فراراً، فقد صارت جزءاً من ضميرنا، وذاكرتنا ولا مهرب منها ولا منجى وعزاؤنا هو ان من لاذكريات له لاذاكرة له، وله نافذة يطل منها على التاريخ عندئذ يصير كل شيء سواء لديه فالركيزة التي تنشطر فيها درامات روايات فرحان، تتمثل في مأسآة مفارقته للمكان، اذ عبر بوضوح في كل ما سطره قلمه عن ارتباطه الوجداني وتشبثه العنيد ببيئته ومحلته الشعبية التي ولد وعاش فيها، ففي ارض الغربة سجل حياته التي عاشها في المكان، المكان الزاخر بالحركة والاحداث والاشياء واللحظات والشخصيات الاثيرة، والاحزان، وسواها وكل ما اعاده من على شاشة الذاكرة حياً متجدداً لم يتهاو امام تيار الزمن وسرود الانقراض والضياع، وهنا تكمن براعة الروائي في الخلق والصنعة الابداعية.. ليعيد لنا بغداد في اطوارها المختلفة في صورها الندية منذ الاربعينيات حتى السبعينيات قبل ان تعتصرها احزان الحروب والدمار والقتل..
هذا ما كتبه ( كاظم حسوني ) في جريدة الصباح / 20 آب 2006
[align=center]( غائب طعمة فرمان )
1927- 1990 [/align]
بقلم / ياسين النصير
لم تكن الرواية العراقية على درجة من النضج الفني إلا على يد غائب طعمة فرمان الكاتب الذي اعتمد في رؤيته على ثلاثة عوامل بنائية مهمة.
العامل الأول هو ثقافته الشعبية فقد ارتبط الأستاذ المرحوم غائب بالحياة الاجتماعية الشعبية من خلال عمله في الصحافة وخاصة في باب أجوبته على رسائل القراء والسائلين أو من خلال ارتباطه بالتيار اليساري العراقي الذي وضع المجتمع العراقي كله أمام المثقفين عندما حول قضاياهم الفكرية والحياتية إلى مطالب اجتماعية وسياسية
العامل الثاني هو فهمه للأسلوب الواقعي الاجتماعي الذي بدأه الروائي الكبير نجيب محفوظ. وقد تتلمذ غائب على يده فترة طويلة عندما كان يدرس في القاهرة سنوات شبابه فقد وجد في رواية نجيب محفوظ الطريقة الأسلوبية التي تعاين واقع المجتمع وتعكسه بطريقة سهلة ومفهومة حيث البناء ينبع من حقائق الحياة اليومية وتتم صياغته بأسلوبية مباشرة وبجمل فصيحة ولكن شعبية العبارة. كما كانت وما تزال روايات نجيب محفوظ تجمع بين الرؤية التاريخية والواقعية المعاشة.
العامل الثالث هو الوعي بأهمية السرد الفني والحوار بين الشخصيات. فقد أولى غائب طعمة فرمان الحوار الديمقراطي بين شخصيات روايات أهمية كبرى، ووجد فيه الطريقة التي يوصل بها رأيه إلى القارئ منطلقا من تعدد الأصوات الاجتماعية لفئات المجتمع عندما تعالج قضية كبرى. لا بل جعل من تعدد الشخصيات طريقة فنية في كل رواياته. ففي رواية النخلة والجيران وهي باكورة النتاج الروائي المتميز نجد خمس شخصيات تتقاسم بنية السرد واستمرت هذه البنية في رواياته الأخرى خمسة أصوات والمخاض وآلام السيد معروف والقربان وظلال على النافذة والمرتجى والمؤمل والمركب . فأصبحت أسلوبية منفتحة على التيارات السياسية والاجتماعية والثقافية، ودالة على أن الرواية العراقية تحمل رأيا مرتبطا بالواقع. فالحوار بين فئات المجتمع هو جوهر الفنية البنائية لروايته دون أن نجد أدنى علاقة بين المتحاورين والسلطة. وهذه نقطة مهمة هي أن موقف كل شخصياته كان مع المجتمع. وليس فيها أي صوت للسلطة الحاكمة. وعندما يبني غائب طعمة بيت رواياته في المحلة الشعبية لا يوصلها بخيوط بالمركز سلطة كان هذا المركز أم حزبا بل يتعامل مع المحلة بوصفها كونه ومدينه المصغرة.
( مقتطفات من رؤية نقدية بقلم / ياسين النصير July 02, 2006 )
موقع الكاتب العراقي
الأديب المغترب // غائب طعمة فرمان1927- 1990.
مرت في 17 اب / اغسطس الذكرى السنوية على رحيل الاديب والمترجم والشخصية الاجتماعية العراقية المرموقة غائب طعمة فرمان عام 1990.
لقد كان غائب طعمة فرمان واحد من رواد القصة العراقية الحديثة الذين ساهموا بوضعها في اطر قواعد الفن الحديث واغنوها بمضامين انسانية عامة ووطنية عراقية. لذلك فان روايات غائب طعمة فرمان هي موسوعة عن الحياة العراقية في القرن العشرين وعمل فني رصين.
لقد ارغمت الانظمة الاستبداية المتعاقبة على العراق غائب طعمة فرمان على مغادرة العراق منذ ان تفتحت مواهبه الادبيه، ولم يجد في بلده الكبير المناخ والساحة التي تتيح له تجسيد ابداعه فاختار المنفى وعذابات الغربة. وتنقل من مصر الى بلغاريا والصين وموسكو. لكن الراحل حمل العراق في قلبه وفي ذهنه وكان همه الرئيسي فكتب في المنافي اجمل روايته عن العراق. وفي اعماله القصصية يجد العراقي شئ من شخصه ويشم رائحة التنور والبيت واجواء الازقة ويجد تاريخ الروح العراقية. في روايته تنهض صورة نابضة وحيوية للعراق بكل ما فيه. كان يستحضر صورة العراق بادبه وفي حياته اليومية. لقد رفد غائب طعمة بالاضافة الى رواياته النخلة والجيران وخمسة اصوات والمخاض والمرتجى والمؤجل والمركب وظلال على النافذة والام السيد معروف وغيرها، الادب العربي بترجمته من الروسية بسلسة من روائع الادب الروسي . لقد كان غائب طعمة فرمان اديبا حرا معارضا للانظمة الدكتاتورية والاستبدادية ووقف دائما مع قضايا شعبه لنيل الحرية والتمتع بحياة كريمة ووطن مزدهر. سيظل غائب طعمة فرمان معلما في الثقافة العراقية والعربية الحديثة، وذكراه حيه في قلوب العراقيين.
جمعية المقيمين العراقيين في روسيا
******
اعتقد ان الروائي غائب طعمة فرمان احد القلائل من الروائيين العراقيين، ان لم يكن الوحيد الذي كتب عن بغداد في كل اعماله، فهي محطة احلامه واسطورته ومدينته الجميلة التي غادرها مرغماً، ليمضي اكثر من نصف عمره بعيداً في منفاه لكنه لم ينأ عنها في اعماله الابداعية.. اذ بقيت تمثل له معيناً روحياً وجمالياً يمده بالصور والاحداث والذكريات.
وهاجساً دائماً يحمله في قلبه، ويحيا به عقله، فرغم اغترابه الطويل ظل خياله يطوف ببغداد، بغداد القاع يهبط في ازقتها القديمة، وبيوتاتها المتزاحمة، ومحلاتها الشعبية ومقاهيها، يتجول في شوارعها، يتجاذب الحديث مع اناسها الفقراء والبسطاء ابطال رواياته، ليصف لنا همومهم وعذاباتهم وانماط حياتهم، يقول الكاتب (انا في الغربة يعجبني ان اكتب عن بغداد واجواء بغداد، ربما يكون ذلك سلاحاً ضد الذوبان والضياع نوعاً من الدفاع عن النفس والمغامرة والاتصال الروحي بالوطن) لقد ظلت بغداد ساكنة فيه مثار قلقه الذاتي والابداعي، فأدمن الكتابة عنها حيث نجدها حاضرة في كل رواياته من (النخلة والجيران) مروراً (بخمسة اصوات) و (القربان) وانتهاء بروايته الاخيرة (المركب). لقد كانت تمثل له نوعاً من الانتظار اي انتظار عودته الى بغداد، حسب احد النقاد، اذ لم يكف يوماً عن تتبع اخبارها عبر كل الوسائل المتاحة لديه، كأنه يتلمس في ذلك نوعاً من الخلاص، ومن استلاب وحشة المنفى، ومقاومة عذابات احلامه في البحث عنها، فراح يشحذ ذاكرته وينبش الجذور، عائداً الى محلته الشعبية، والى اماكنه المفضله ليعيد خلقها من جديد، فرغم مجرى الزمن الطويل لكن بغداد ظلت مخزونة في ذاكرته تنبض بالحياة في صورا ملونة، فالفنان المبدع ارخ لمدينته ولاحوال العراق في حقبه المختلفة، بغداد القديمة التي عاش فيها لم يعف عليها الزمن (فغائب كلما اوغل في البعد عن وطنه استحضره في ادبه بقوة لاتضاحي فللذاكرة في ادبه مكانة خاصة لايمكن ان يرقى اليها شيء)، وهذا ما يؤكده على لسان احد ابطاله في روايته (ظلال على النافذة) في حياتنا نمر بتجارب يورق لنا بعضها اجمات من الذكريات تصحبنا في طريق حياتنا ردحاً من الزمن ثم نخلفها وراءنا في سير القافلة الذي لاينسى، ونحسب اننا قد نسيناها وان رياح العمر قد ذرتها ولكننا نفاجأ بها احياناً تطل علينا، مع تقدم العمر كظلال على نافذة ذاكرتنا وقد تعذبنا هذه الظلال وتجرح احاسيس عزيزة علينا اكتسبناها بالتعود وبالتزود بتجارب جديدة، لكننا لانستطيع منها فراراً، فقد صارت جزءاً من ضميرنا، وذاكرتنا ولا مهرب منها ولا منجى وعزاؤنا هو ان من لاذكريات له لاذاكرة له، وله نافذة يطل منها على التاريخ عندئذ يصير كل شيء سواء لديه فالركيزة التي تنشطر فيها درامات روايات فرحان، تتمثل في مأسآة مفارقته للمكان، اذ عبر بوضوح في كل ما سطره قلمه عن ارتباطه الوجداني وتشبثه العنيد ببيئته ومحلته الشعبية التي ولد وعاش فيها، ففي ارض الغربة سجل حياته التي عاشها في المكان، المكان الزاخر بالحركة والاحداث والاشياء واللحظات والشخصيات الاثيرة، والاحزان، وسواها وكل ما اعاده من على شاشة الذاكرة حياً متجدداً لم يتهاو امام تيار الزمن وسرود الانقراض والضياع، وهنا تكمن براعة الروائي في الخلق والصنعة الابداعية.. ليعيد لنا بغداد في اطوارها المختلفة في صورها الندية منذ الاربعينيات حتى السبعينيات قبل ان تعتصرها احزان الحروب والدمار والقتل..
هذا ما كتبه ( كاظم حسوني ) في جريدة الصباح / 20 آب 2006
[align=center]( غائب طعمة فرمان )
1927- 1990 [/align]
بقلم / ياسين النصير
لم تكن الرواية العراقية على درجة من النضج الفني إلا على يد غائب طعمة فرمان الكاتب الذي اعتمد في رؤيته على ثلاثة عوامل بنائية مهمة.
العامل الأول هو ثقافته الشعبية فقد ارتبط الأستاذ المرحوم غائب بالحياة الاجتماعية الشعبية من خلال عمله في الصحافة وخاصة في باب أجوبته على رسائل القراء والسائلين أو من خلال ارتباطه بالتيار اليساري العراقي الذي وضع المجتمع العراقي كله أمام المثقفين عندما حول قضاياهم الفكرية والحياتية إلى مطالب اجتماعية وسياسية
العامل الثاني هو فهمه للأسلوب الواقعي الاجتماعي الذي بدأه الروائي الكبير نجيب محفوظ. وقد تتلمذ غائب على يده فترة طويلة عندما كان يدرس في القاهرة سنوات شبابه فقد وجد في رواية نجيب محفوظ الطريقة الأسلوبية التي تعاين واقع المجتمع وتعكسه بطريقة سهلة ومفهومة حيث البناء ينبع من حقائق الحياة اليومية وتتم صياغته بأسلوبية مباشرة وبجمل فصيحة ولكن شعبية العبارة. كما كانت وما تزال روايات نجيب محفوظ تجمع بين الرؤية التاريخية والواقعية المعاشة.
العامل الثالث هو الوعي بأهمية السرد الفني والحوار بين الشخصيات. فقد أولى غائب طعمة فرمان الحوار الديمقراطي بين شخصيات روايات أهمية كبرى، ووجد فيه الطريقة التي يوصل بها رأيه إلى القارئ منطلقا من تعدد الأصوات الاجتماعية لفئات المجتمع عندما تعالج قضية كبرى. لا بل جعل من تعدد الشخصيات طريقة فنية في كل رواياته. ففي رواية النخلة والجيران وهي باكورة النتاج الروائي المتميز نجد خمس شخصيات تتقاسم بنية السرد واستمرت هذه البنية في رواياته الأخرى خمسة أصوات والمخاض وآلام السيد معروف والقربان وظلال على النافذة والمرتجى والمؤمل والمركب . فأصبحت أسلوبية منفتحة على التيارات السياسية والاجتماعية والثقافية، ودالة على أن الرواية العراقية تحمل رأيا مرتبطا بالواقع. فالحوار بين فئات المجتمع هو جوهر الفنية البنائية لروايته دون أن نجد أدنى علاقة بين المتحاورين والسلطة. وهذه نقطة مهمة هي أن موقف كل شخصياته كان مع المجتمع. وليس فيها أي صوت للسلطة الحاكمة. وعندما يبني غائب طعمة بيت رواياته في المحلة الشعبية لا يوصلها بخيوط بالمركز سلطة كان هذا المركز أم حزبا بل يتعامل مع المحلة بوصفها كونه ومدينه المصغرة.
( مقتطفات من رؤية نقدية بقلم / ياسين النصير July 02, 2006 )
موقع الكاتب العراقي
تعليق