If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
هل يلحد الروائي ؟ (خاطرة في إثر جنازة ابن الحارة)..
[align=center]في البداية وقبل أن يدركني الوقتْ أود أن أشير لأمر ٍ معيّن ..
أنه متى ما استطعنا تفهّم وجهات النظر التي تعارضنا وبشدة ، سنستطيع تقديم آراءنا
بشكل دقيق ٍ جدا ، وأكثر وقعا ً مِن مجرّد إيمان ٍ أجوف ..!
كثر الحديث عن التأويل الديني في مسألة الاتجاهات الفكرية والكتابات الأدبية ، حتى ظهرت مجموعة تقول بتكفير من يضمّن كلمة الله أو الآله أو حتى النبي في كتاباته ، على إعتبار أنها كلمات مقدّسة لا تأتي إلى في سياق ٍ مقدّس ، و كأن القرآن خلق لغة ً محصورة بين دفتي ّ المصحف ،!!!
ولأن ّ منهج هولاء قائم لمجرّد التعصّب الخاوي للدين ، والدين بطبيعته براء ٌ مما يأفكون ، نجدهم في كل واد ٍ يهيمون ، يحاولون غربلة الأدب > كما يدّعون من كل ما يمكنه أن ينجّسهم وينجّس الفكر الاسلامي ، حتى هذا المصطلح اصبح َ ضيّقا ً جدا ، ولا أرى له اساسا ً إذ أن الفكر الاسلامي ليس بحاجة لأدب ٍ يلتحفه كي يُقدّم للعامـة ْ ..!
ولأنهم أضعف مِن أن يعلنوا عن آراءهم في حياة ِ الروائي ، انتظروا لحظة ميعاد السماء لـ ينقل رفاته إلى الأرض ، ويبدؤون الدعوة إلى تكفيره بهذه الشراسة وإن لم تخلُ حياة نجيب محفوظ من هكذا مهاترات ْ ،،،!
.
.
نعود إلى مسألة التكفير والالحاد .. كنتُ دوما أتساءل من أعطاهم الحق في تحديد هويّة الكاتب الدينية أيا كان ، أ كان بوذيا أو مجوسيا ً أو حتى من عبّاد البقر .. ما يعنينا هو القراءة الأدبية للعمل الأدبي دون أن نطرق ُ ابوابا ً ليس من الأدب طرقها ،،
فإما أن تعجبنا الرواية ُ فـ نُكبر فيها ابداعها ، أو لا تعجبنا فـ نجعل لها مكانا ً قصيا ً لا تمتدّ إليه أيادينا وكفى الله المؤمنين شرّ القتال !!!
::
::
ثم إن الثورة التي تثار ضد [ أولاد حارتنا ] ليست بجديدة اطلاقا ً ، كما هذا المقال ، كل النقاط التي أشار إليها الدكتور أعلاه لم تأتِ بجديد ، كلها أفكار مستهلكة ، ينادي بها التكفيريون ، وممثلي الدين >ولا ادري بأي حق يمثلونه ..
فما الفائدة المرجوّة من هذا المقال تحديدا ..؟!!!!!!
أنا شخصيا ً قرأت أولاد حارتنا وأعجبني حد التخمـة ،التي انتهج فيها اسلوبا رمزيا يختلف عن اسلوبه الواقعي وقد قال عن ذلك في حوار :".. فهى لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتدت فى اعمالى قبلها.. بل هى اقرب الى النظرة الكونية الانسانية العامة." ولكن لا تخلو هذه الرواية من خلفية اجتماعية فرغم انها تستوحي من قصص الانبياء الا ان هدفها ليس سرد حياة الانبياء في قالب روائي بل الاستفادة من قصصهم لتصوير توق المجتمع الانساني للعدل والحق والسعادة وتلك هي القيم التي سعى الانبياء لتحقيقها فالرواية نقد مبطن لبعض ممارسات الثورة وتذكيرا لقادتها بغاية الثورة الاساسية وقد عبر محفوظ عن ذلك بقوله:"فقصة الأنبياء هي الإطار الفني ولكن القصد هو نقد الثورة والنظام الإجتماعى الذي كان قائما."
وقد سببت رواية أولاد حارتنا أزمة كبيرة منذ أن ابتدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام حيث هاجمها شيوخ الجامع الأزهر و طالبوا بوقف نشرها، لكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الاهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الاهرام ولكن لم يتم نشرها كتابا في مصر رغم عدم اصدار قرار رسمي بمنعها الا انه وبسبب الضجة التي احدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر. فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الاداب عام 1962 و أحدثت دوياً هائلاً بسبب الإسقاطات الرمزية التي حفلت بها الرواية، و التي تحدثت عن قصة الخلق منذ البداية.
كُفر نجيب محفوظ بسبب هذه الرواية، و اتهم بالإلحاد و الزندقة، و أُخرج عن الملة، وقُرءت الرواية بتشنج كما فسر النقاد و الشيوخ رموزها وفق قواميسهم و مفرداتهم. حتى ان الشيخ عمر عبدالرحمن قال بعد نشر رواية سلمان رشدي "آيات شيطانية" "لو كنا قتلنا محفوظ عندما نشر اولاد حارتنا لما ظهر الى الوجود سلمان رشدي" ويعتقد البعض ان لهذا التصريح علاقة مباشرة مع محاولة اغتيال محفوظ اذ حاول شاب اغتياله بسكين في أكتوبر تشرين الاول عام 1994
إذن فالقضية أصلا ً قديمة جدا ً ، ولا هدف مِن ابرازها الآن إلا كـ ما حدث في عام 2005 حينما تجدد الجدل مرة أخرى ضد نجيب محفوظ ْ حيث أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشر الرواية في سلسلة "روايات الهلال" الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التي قالت دار الهلال انها قيد الطبع حتى لو لم يوافق محفوظ بحجة أن الابداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه. وحالت قضية حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها دار الشروق دون ذلك. وأعلنت دار الشروق مطلع 2006 أنها ستنشر الرواية بمقدمة للكاتب الإسلامي أحمد كمال أبو المجد. ونشرت مقدمة أبو المجد التي أطلق عليها "شهادة" في بعض الصحف لكن الرواية لم نفسها لم تصدر إلى الآن..!
ولـ مَن اراد معرفة محتوى الرواية ، فسأحاول تلخيص ما جاء بها ، كما تسعفني ذاكرتي
::
::
[align=center]الرواية واقعية رمزية، تدور في أحد أحياء القاهرة كما هي معظم روايات نجيب محفوظ كـ الحرافيش و زقاق المدق و غيرها، و تبدأ بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة التي يملأها أولاده. تندلع حبكة السرد منذ ولادة أدهم ابن السمراء و تفضيل الجبلاوي له على بقية أبنائه، و تمرد ابنه إدريس الأمر الذي أدى إلى طرده من عزبة الجبلاوي لتبدأ رحلة معاناته.
ينجح إدريس في التسبب بطرد أدهم من العزبة، و تمضي رحلة الإنسان و الشيطان في الخلق كما روتها الكتب السماوية، فيقتل ابن أدهم ابنه الآخر، و يتيه أبناؤه في الحارة، فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، و يظهر منها أبطال ثلاثة يرمزون إلى أنبياء الديانات التوحيدية الثلاث، كما يظهر في عصور الحارة المحدثة شخص رابع هو العلم الذي سيقضي على الجبلاوي.
أخذ الكثيرون من الشيوخ و من غيرهم على الرواية تجرؤها على تمثيل الخالق بالجبلاوي، و إعادتها تمثيل أسطورة الأديان السماوية من جديد في واقع آخر، ثم نحوها منحى متمرداً بالزعم أن العلم قادر على أن ينزع من الناس فكرة الله.
لم يكن من المستغرب اتهام اولاد حارتنا بالكفر. لكن، انطلاقا من احترامه للمشاعر الدينية رفض محفوظ تفنيد فتوي الأزهر، المؤسسة الإسلامية العليا في البلاد التي منعت الكتاب، إذ اعتبر محفوظ أنه من غير الحكمة الدخول في صراع مع الأزهر حول مسألة ثانوية نسبيا، بينما قد سيحتاج إلى دعمه في وجه ما سمٌاه الشكل القروسطي الآخر للإسلام، أي الحركة الاصولية الناشئة.
ويبدو ذالك أن الحل الوسط قد هدٌأ من حدة النزاع مع السلطات الدينية. لكن، مع فوزه بجائزة نوبل عام 1988 زاد الضغط مجددا من أجل نشر الكتاب في مصر. وبعد فترة وجيزة، عندما هبت العاصفة ضد سلمان رشدي، قارنت الصحافة بين أولاد حارتنا وآيات شيطانية، وطُلب من محفوظ إعلان موقفه من موقع الكاتب في المجتمع الاسلامي. فتكلم بصراحة لصالح حرية الكلمة، ودان فتوي الخميني بخصوص رشدي. وردٌ عليه الأصوليون بهجوم مضاد متهمينه بالكفر والردة والماسونية. وأصدر مفتي إحدى الجماعات الاصولية فتوي في حقه اعتبره فيها مرتدا عن الدين، فكل مّن يسيء إلى الإسلام مرتد، وإن لم يتب، فيجب قتله. ولا شك في انتأييد محفوظ لنوع من التعايش السلمي مع إسرائيل كان محركا جزئيا لذلك التكفير.[/align]
ولكن مر وقت طويل على هذا الموضوع التكفيري.. والتكفيريون يقفون ( بجمودهم ) كحجر ليس له لون ولكنه مليء بالكراهية .. فمن هذا النكرة وهو نقيض الأدب والآداب الإنسانية.. كي يضع نجيب محفوظ في هذه الزاوية التي لاتليق إلا به ومن كان على شاكلته.
وفات كاتب المقال؛ أن الرواية الأدبية ليست كتاب حياة، وإن الأديب ليس الفقيه الشرعي، أو المفتي الشرعي الذي يأخذ عنه الناس أحكام دينهم.. عجباً لذلك الخواء.. وبالتأكيد كل ذلك مرده الى نزعة التكفير وإصدار الفتاوى جزافاً لقتل الأفكار والمفكرين..
لقد سلم غاليلو من هذا التكفيري، فلو يعلم بأنه مات منذ أمد بعيد لأصدر فتوى تجيز قتله بسبب مقالة غاليلو: الأرض كروية.. فما هي فتوى ( د.حبيب بن معلا ) بخصوص العالم الراحل غاليلو.. أوليست الأرض تحمل بـ قرني ثــور، ويتناوبان في حمل الأرض كل عام...؟!!
نحن نسجل موقفاً في رفض وإدانة صمتكم أيها الإعلاميون الصحفيون والصحفيـات العرب
على ما يجري في " غـزة فلسطين "
لأنكم يجب أن تكونوا للحقيقة لسان وللنزاهة عنوان.
وهذا ما أقسمتم عليه - بالله العظيم - بيوم تخرجكم من كلية الصحافة والإعلام...!
_______________________
تعليق