خاطرة.. (الوعد والسراب)
أول ما تعارفنا قبل 4 سنوات كُنتِِ البادئة بالتقرب إليّ
ولما عرف بعضنا حقيقة حياة الآخر حاولتُ الإنسحاب عنكِ للفروق الشاسعة التي بيننا
فأوضحتُ لكِ بفقري وضعف حيلتي وأنتِ ما شاء الله عليكِ
فقُلتِ الفقر ليس عيباً
فأفصحتُ لكِ بأنني مُتزوج
فقُلتِ الله قد حلّل أربع
فتطرقتُ لفرق مستوى التعليم الشاسع بيننا
فقُلتِ التعلّم بالخبرة في الحياة وليس بالشهادة العلمية
ففصلّتُ فارق السن بينا
فقُلتِ بأنكَ لا زلت شاب
فأشرتُ بأن عائلتكِ مرموقه وأبوكِ سيرفض نَسَبه لشخص دون مستواه
فقُلتِ أبي ينظر للرجل وليس لمستواه ووظيفته
فأشرتُ لبيتكم الكبير وأنا لا أملك الجزء البسيط منه
فقُلتِ سأسكنُ معك حتى في خيمه
سألتُكِ كيف سيكون ذلك
فقُلتِ سيهدينا أبي شقة بأحد عماراته الثلاث التي يملكها
فسألتُكِ سترضين سكن الشقة نظير بيتكم الكبير
فقُلتِ كوني أحببتُكَ فسأسكن في قلبُك
حسبتُ مهرَكِ وتكالف زواجنا
فقُلتِ سأتكفل بأغلب المصاريف
بيّنتُ لكِ تكلُّفِي مُستحقات شهر عسلنا وسفراتنا
فقُلتِ سأتكفّل به
قلتُ وقلتُ .. ووعدتِ ووعدتِ
أسردتُ وصعّبتُ .. وصورتِ وسهّلتِ
كنتُ أستوضح في حياة تستحيل .. وكُنتِ توعدين بتذليل استحالتها..!!
لما عجزتُ إقناعك بأننا لا ننطبق لبعض بما بررتُ به من صعاب
أفصحتُ بأن حُبي ليس له وسط
أي أن أحب بجميع جوارحي أو لا أحب
قُلتِ أنا وأنت ستربطنا الأحاسيس الصادقة وسينجح مشروع حبنا حتماً
دون أدنى شك وأية هفوات وأية إحباطات ودون أي مفترقات طرق..
دارت الدنيا وأخذ مِنّا الزمن ما أخذ من حب وعطاء وترابط أوصلني لما أوصلني معكِ..
ثم دارت الدنيا دورتها الأخرى ووصلنا لحقيقة الأمر الذي به سنضع النقاط على الحروف وسنبدأ به الخوض في التجربة الحقيقة التي بدأنا لأجلها والتي كابرتُ على الإنسحاب من حقيقتها وأنتِ أصريْتي على تأكيدها والتي صحّتنا من سكرة حُبنا الذي سكرناهُ..
جئتُكِ أسردُِ وعود نقاطه التي وعدتيني بها واحدة تلو الأخرى والتي بها سأتقدم بطلب يَدَكِ للزواج من أبيكِ:
أين وعدكِ بأن الفقر ليس عيباً كوني فقير..؟
فكان جوابُكِ بأننا أغنياء وأنتَ فقير..!!
أين وعدكِ بأن المولى حلّلَ أربع زوجات..؟
وكان جوابُكِ بأنني لن أقبل لأكون ضرة لزوجة ثانية وعائلتي لن ترضى بزواجي بشخص مُتزوج..!!
أين وعدكِ بأن تجربة الحياة هي الشهاة في الحياة..؟
وكان جوابُكِ بأنني جامعية وأنت دون مستواي التعليمي..!!
أين وعدكِ بأنكَ لا زلت شاب ولا يعيبك الكبر..؟
وكان جوابُكِ بأنكِ لا زلتِ شابه وفارق السن بيننا كبير..!!
أين وعدكِ بأنكِ ستسكنين معي في خيمة..؟
وكان جوابُكِ بأنني لا أملك بيت..!!
أين وعدكِ بأن أبيكِ سيهدينا شقة من عماراته الثلاث نسكن فيها..؟
وكان جوابُكِ بلا جواب في موضوع الشقة..!!
أين وعدكِ بمساعدتي بتكاليف المهر الزواج..؟
وكان جوابْكِ بلا جواب في موضوع تكاليف المهر والزواج..!!
أين وعدكِ بالسفر والترحال معاً..؟
وكان جوابُكِ لا جواب في موضوع السفر والترحال..!!
أين وعودكِ وعهودكِ لي..؟؟
أين أحلامكِ وأمانيكِ لي..؟؟
أينكِ الآن وأيني أنا..؟؟
ما جئتُ أُعاتِبُكِ بقدر ما جئت أسألُكِ:
لما لم تطلقي سراحي عندما أفصحتُ لكِ بفروقاتنا الكبيرة..؟
لما لم تطلقي سراحي عندما أفصحتُ لكِ بمسافاتنا الشاسعة..؟
لما لم تطلقي سراحي عندما أفصحتُ لكِ بطرقاتنا المُتفرّقة..؟
لِمَا أوقعتيني في شباكَكِ وأنا أهربُ منها..؟
لِمَا طوّقتي رقبتي بحبل إعدام حبُكِ وأنا أبعد التُهمة عني..؟
لِمَا أقحمتيني في بحرُكِ العميق وأنا لا أجيدُ السباحة فيه..؟
لِمـَا.. ولِمَـا.. ولِمَـا..؟؟
مااا هاكذااا تُدار الأمور يا أنتِ
ومااا هاكذااا تورد الإبل يا أنتِ
وإذا ديرت هاكذا لخُربت وهي قد خُربت.. خُربت.. خُربت..
سأشكيكِ عند الله بما فعلتيه بي عندما يشتكي العباد مظالمهم عنده
وسأحكي للناس قصة عذابكِ لي لكي يشهدوا عليكِ يوم الحساب
أُكرر.. ما جئتُ أعاتِبُكِ
فما في العتاب دواء لجرحي
ولا تفريج لكُربتي
ولا ضمادة لجرحي
ولا لملمة لأشتاتي
ولا قبر لرُفاتي
فقط جِئتُ أحملُ رُفات قلبي الذي مات أمام عينيكِ..
الآن فقط منذُ 4 سنين
ترجل فارسُ حبُكِ من على صهوة حصان قلبي
ليغمد سيفه في وُكر قلبي..
مع السلامة ياااحزني.
تعليق