إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ... والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا

و للنسيم اعتلال في أصائله ... كأنما رق لي فاعتل إشفاقــا

و الروض عن مائه الفضي مبتسم ...كما حللت عن اللبات أطواقــا

يوم كأيام لذّات لنا انصرمت ... بتنا لها حين نام الدهر سراقا

نلهو بما يستميل العين من زهر ... جال الندى فيه حتى مال أعناقا

كأن أعينه إذ عاينت أرقي ... بكت لما لي فجال الدمع رقراقا

ورد تألق في ضاحي منابته ... فازداد منه الضحى في العين إشراقا

سرى ينافحه نيلوفر ٌ عـَبـِـقٌ ... وَسْـنـَانُ نـَبـّـه َ منه الصبح أحداقا



ابن زيدون

لمحة عن حياته:

هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي القرطبي الشهير بابن زيدون. و هو أحد شعرائها و كتابها المشهورين و وزرائها الأدباء المعروفين بفنون الكتابة و الشعر الذين تربعوا على مناصب الملك و تقلبوا في مراتب الرئاسة.

ولد في قرطبة عام 394هـ و نشأ بها و درس على أبيه و علماء قرطبة و أدبائها... لم ينقطع ابن زيدون للأدب ، فقد أهله سداد رأيه و حسن تدبيره و قوة عزيمته للاشتغال بالسياسة. خاض غمار الثورة ضد الدولة الأموية مع أبي الحزم جهْوَر بن محمد الذي صار أمير قرطبة فقربه و استوزره. إلا أن حساده و منافسيه أفسدوا الأمر بينهما فسجنه... و لما لم يعف عنه هرب من السجن و اختفى في قرطبة حتى شفع له الوليد بن جهور عند أبيه. و قربه الوليد بعد وفاة أبيه و استوزره فسعى الحساد بينهما من جديد. فخاف ابن زيدون وهرب إلى اشبيلية و اتصل بالمعتمد بن عباد الملك الشاعر المشهور، و صار وزيرا له. و بقي في اشبيلية إلى أن مات فيها سنة 441هـ .

مناسبة القصيدة :
يأبى القدر إلاأن يرمي شاعرنا ابن زيدون بسهم آخر, فإذا هو رهين السجن بفعل السياسة وأحابيلها, والوشاية وأحقادها يعاني في غياهبه مرارة الوحشة وألم البين الممض ومرارة الفراق المقض , ويندب حظه العاثر , فلا يجد له عزاء سوى الشعر فيناجيه ولاصاحباً سوى طيف »ولّادة« فيناغيه , ويتاح للشاعر الهرب من سجنه في قرطبة , فيذهب متخفياً الى الزهراء ليتوارى في نواحيها ,ويسلي القلب الكسير برؤية مافيها , فوافاها والربيع قد خلع عليها برده , ونثر سوسنه ووروده , وأترع جداولها, وأنطق بلابلها , فتشوق الى ولادة وحنّ الى لقائها , وتذكر الأيام الخوالي التي كانا يرتعان خلالها معاً في ربوع الزهراء الساحرة, فأرسل إليها رسالة يبثها مابه, ويعاتبها على إغفاله بعدأن أحكم القدر عليه رتاجه,وكانت الرسالة هذه القصيدة التي يقول فيها مخاطباً ولادة:‏ إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ‏

هذا ما وجدته
ومنك العذر لأن شرح الأبيات يحتاج إلى وقت ... والدراسة تأخذ منا كل الوقت .

شكرا أخي .. بارك الله فيك

هذا ما أسرفت عنه عملية البحث
البيت الأول:

إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ... والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا

المفردات:
طلق: بهي..
الزهراء : اسم مدينة بناها عبد الرحمن الناصر في إحدى ضواحي قرطبة ..
راقا : من الروق وتعني الجمال والرونق .

المعنى: في مدينة الزهراء تذكرتك فاهتاج شوقي إليك والأفق بهي ومنظر الطبيعة جميل.

البيت الثاني:
و للنسيم اعتلال في أصائله ... كأنما رق لي فاعتل إشفاقــا

المفردات:
وللنسيم اعتلال: النسيم العليل هو الهواء المنعش...
أصائله : من الأصيل : المساء ...
رقّ : أشفق ...
أعتل : مرض .

المعنى :
والهواء المنعش في المساء بدا كأنه أشفق علي فأمسى عليلا .

البيت الثالث:

و الروض عن مائه الفضي مبتسم ...كما حللت عن اللبات أطواقــا

المفردات:

الروض: الأرض تكسوها الخضرة والأزهار...
شققت : أظهرت ...
اللبات:واحدها لبة وهي موضع القلادة من الصدر ...
الأطواق : واحدها طوق : ما يطيق بالعنق من الثوب .

المعنى: والروض بالندى المتلألئ بدا ضاحكا يذكّر بمنظر القلائد في الأعناق.

البيت الرابع:

يوم كأيام لذّات لنا انصرمت ... بتنا لها حين نام الدهر سراقاالمفردات:

انصرمت: انقطعت ومضت.

المعنى : هو يوم كأيام لذّات لنا مضت رحنا فيها نسرق اللذات في غفلة رقابة الدهر .

البيت الخامس:

نلهو بما يستميل العين من زهر ... جال الندى فيه حتى مال أعناقا
المعنى: نلهو بالزهر الذي يستميل نظرنا والذي تتمايل أعناقه من ثقل الندى المنثور عليه.

البيت السادس:

كأن أعينه إذ عاينت أرقي ... بكت لما لي فجال الدمع رقراقا
المعنى: بدت الأزهار والندى فوقها كأنها عيون بكت متأثرة بعدما رأت حالة الأرق التي يعيشها الشاعر فترقرق الدمع وانهمر.

البيت السابع:

ورد تألق في ضاحي منابته ... فازداد منه الضحى في العين إشراقا


المعنى: ورد تألق بارزا في منبته وجعل الضحى أكثر إشراقا.

البيت الثامن:
سرى ينافحه نيلوفر ٌ عـَبـِـقٌ ... وَسْـنـَانُ نـَبـّـه َ منه الصبح أحداقا

المفردات:
ينافحه: يزاحمه...
نيلوفر : نوع من النبات ينبت في المياه الراكدة له أصل كالجزر وساق أملس يطول حسب عمق الماء فإذا ساوى سطح الماء أورق وأزهر ...
عبق : زكي الرائحة ...
وسنان : شديد النعاس.

المعنى : انتشرت رائحة النيلوفر وعبقت مزاحمة الورد وكان النيلوفر ناعسا إلى أن أقبل الصباح فنبّه اعينه .

[align=center]هلا
ارجع الى المنتدى التربوي في موقع وزارة التربيه
قسم المواد
وستجدها هناك ان شاء الله[/align]