[align=center]
سَاعَاتٌ أوْ رُبَّمـَا أيَّامٌ قَلِيلَة ٌ تَفْصِلُنـَا عَنْ حِوَارِ شُمَيسَة النّعمَانِيَّة ..
وَهِيَ تُبَسْمِلُ عَلَى بَيـَاضِ اليَاسَمِينِ ..
فَـ مَنْ تَكُونُ شُمَيْسَة النّعْمـَانِيّ .. ،،
قَبْلَ أنْ نَفتَتِحَ لِقَاءَنَا كَانَ لابُدَّ مِنْ إبْحَارٍ قَلِيلٍ يَسْبِقُ اللّقـَاءَ ..
,‘
,‘
شُمَيْسـَة النّعْمـَانِيْ..
مُعلّمـَة لُغَة عَرَبِيَّة مِنْ خَرّيجيْ جَامِعَةِ السّلطـَانِ قَابُوس وَمِنْ أوَائِلِ دُفعَتِهـَا ..
عُضْوَة ٌسَابِقـَة ٌ فِيْ جَمَاعَةِ اللّسـَانِ العَرَبِيّ فِيْ الجَامِعَةِ ..
تَنشُرُ فِيْ الصّحُفِ الثّقَافِيَّةِ وَحَصَلَتْ عَلَى جَوَائِزَ شِعرِيّة مِنهَا المَرْكَزُ الثّالثُ فِيْ الشّعرِ الفَصِيحِ فِيْ مَهْرَجَانِ الخَلِيلِ للأدَبِ ..
.
.
نُصـُوصٌ لِـ شُمَيْسـَة ..
النّصُ الأوَّلُ
هَـــــاكِ أَرْغِـفَــــة الصَبـــاحْ ..
بينــي وبينـــك ألف ميــــلٍ من حنيـــنٍ وسَّعَ الأرْقَــــاع في ثـوب الزمـــنْ
فكـــأنَّ يومَــك قد تَـــدَرْوَشَ في الوصال تَزَهُــدًا
وكـــأنَّ يومي ســـادِرٌ وهمـــا مُخيفـًـا
يستعيــدُ على رؤاهُ حكايـــةَ الكهـف العتيـــقةْ!
لكــنَّ معجــزةً لبعثي لــن تجيء !
وتظــلُ تُقْرِضُنِي الشِمـــالَ ولا تني تَزْوَّرُ عنـــي لليميـــنْ
وكتبتِ لــي وجعــا مديــدًا :
" كيـف بسملــةُ الصبــاحِ على بيــاضِ الياسميــنْ ؟ "
هـــاكِ انشطارات الحنيــنِ إليكِ أرْغِفَـــةً لصبحي
أطـلالـك الحبـلى تنـاثرها بـدربـي/
حيـن التأمـل أثمـل القـلب اغـتـرابـا
حيـن انسكـاب الحـظ من كـفيـك يقـرؤه المُـدَجِّـل صدفـةً
ولجمتُ أسئلتي لأقتلَ غيبه
لكنــهُ وَلــدَ اليقيــنَ على فراغٍ بين سُؤْلـي والجــوابْ !
سِفْـرُ الحنـين إليـك تُشْـرِعُـهُ قيـامةُ ذا الـوجـعْ
فشربتُ بينَــكِ كارتجــافِ الغيمِ حينَ يَقُضُّ مضجعهــا الرياح
وجلستُ حيــثُ النزفُ قدســيُّ الكرامــةِ ،مُحْتَفٍ بالأمْكـــنةْ
[ لا الغـانيــاتُ هُــنَـا يَبِعْنَ مــزادَهُــنَّ
ولا الحجــارةُ تشتهــي العشــبَ النــديَّ لترتــويْ ]
وكتبــتُ عطــرَ الياسميــن مُوَقَّعــا بالحُــبِ وَجْــدًا :
" يــا رائــعـة ..
والرائعــاتُ الأخرياتُ مَجَـازُهنَّ حقيقتْــكْ ..
يـا جذع ذاكــرتي إذا جفت غصونٌ للحيــاة ..
هــا قد وهبتُــكِ أحرفي
ومدائنـــي وحرائقـــي
وعليـكِ مني مـا استـطـبتِ تحيـةً أبـديـةً "
النّصُ الثّانِيْ ... //
ما عاد يشغلني ..!
يؤرقني هذا المساءُ بطيشِهِ
ويشعلُ في مسرى طريقي منافذا
تلحُ على فكري
ليجلوَ كنهَهَا
ويفشيَ لغزا لامتدادِ حنينِها
أبصرتُ أسماءَ الدروبْ
ولوائحَ الإرشادِ حفظا للسلامةِ
والإضاءاتِ المثبتةِ الجذورِ على الرصيفْ
يا زيفَها لن تَشْتَبِهْ بممالكِ النجمِ
العليةِ عن تدنسنا بطبعكْ
عن رقاعِ تصوفِ الزهادِ
أو عقرِ الشياهِ السودِ
قربانا لوأد الشؤم يا دنيا الكنايةْ
وجهلتُ في طياتها
غاياتِ نَهَمٍ أو طموحِ اللانهايةْ
غادرتُ في ذاك المسا
حمى اشتعالي بالمُغَيَّبِ
من شؤونِ حياتنا
بالمُسجَّى في أَسِرَّةِ ما وراء الحسِ والتجريدِ
ما عادَ يشغلني سوى أرقي
وكيف التذتُ فيهِ
بما تبقى من سرايا أدمعي
أيكونُ قلبي قد تَغَزَّلَ
داعيا إياهُ ضيفا في المساءاتِ الكئيبةْ؟
أم تكونُ النخوةُ العربيةُ الشماءْ
قد وهبتُه صهوتَها
ليصحبني
فقد شاخَ الفراغُ بسرجِها
وتبعثرتْ في مقلتيها
أبجدياتُ امتطاءِ الفارسِ الشهمِ الملثمِ
لاعتباراتِ القبيلةْ؟
سامرتُ فيه الحزنَ والترحالَ
والقلقَ المباغتَ عنوةً
ورفضتُ فيه الوحدةَ الًشوهاءَ
في زمنٍ تَمَدَّنَ كي يؤلفَ قريةً
وأرَاهُم زَعَمُوا وَقَد صدقوا!
سأثأرُ منكَ يا أرقي
وألعنُ فيك لحظاتِ ائتلافٍ عشتُها
بتنصلِ العُرْبِ المفاجئِ
- هكذا جهرًا-
من غريزةِ ثأرهمْ
للدين أو حتى القبيلةْ !
النّصُ الثّالِثُ ..
ما لم تَحْتَسِبْهُ الذات..
المجدُ ينثرُ ما تبقى من زوايا بُرجِهِ عندَ التلالْ
والشعلةُ الحمراء تأكل بعضها
حتى سرت روحُ الرمادِ إلى الشررْ
والذاتُ بينهما تَوَسَّلُ للوجود بحبها
وتظل تُرْقِدُ في اختباءاتِ المسار أنينَها
وعلى امتدادات المرايا
قد تراءى الحبلُ حلما شادهًا
مددًا سماويا مُزجَّى
قد طعَّمَتْهُ بناتُ نعش
بعُقدة الثأرِ
التي ظلت تُطاردُ ذلك النجم المضمخ بالدماء الآثمةْ
ياعُقدةً عُقدت على مفتولها
صفةُ اتصالِ الحلم بالخيط المسدْ
لكنما الجندي لا يقتات إلا من عُصارة حتفها
ويشير للقدرِ انتظرْ
فالموتُ سلبٌ للنفوس أو الجسدْ
* *
عاد الحمام لعُشِهِ
متنازلا عن حَبِهِ
عن حلم ليلته المنبئِ باكتساح الطير للمدن البعيدةْ
عن وعودٍ باختراقِ الحُجبِ
بعد الليلة الحسناء في شهر العسلْ
فقد فراهُ المشهدُ العاري
وفَصَّده اختناقات المرايا
بانكسارات الزوايا
تلك الجوارحُ ثلَّمت عمرًا
يُزغِّبه الغدُ الآتي بما لم تحتسبه الذات ليلتها!
أجل للبعدِ عن حريةٍِ بلهاء فتتها انفراطُ الحبلِ
بعد غيابِ عقدتهِ
وبعد الغفلة المنزوعة الأطرافِ
عن قبرٍ سماويٍ
كانت، فقد كانت
تُشَيِّعُهُ الجماعات التليدةْ [/align]
سَاعَاتٌ أوْ رُبَّمـَا أيَّامٌ قَلِيلَة ٌ تَفْصِلُنـَا عَنْ حِوَارِ شُمَيسَة النّعمَانِيَّة ..
وَهِيَ تُبَسْمِلُ عَلَى بَيـَاضِ اليَاسَمِينِ ..
فَـ مَنْ تَكُونُ شُمَيْسَة النّعْمـَانِيّ .. ،،
قَبْلَ أنْ نَفتَتِحَ لِقَاءَنَا كَانَ لابُدَّ مِنْ إبْحَارٍ قَلِيلٍ يَسْبِقُ اللّقـَاءَ ..
,‘
,‘
شُمَيْسـَة النّعْمـَانِيْ..
مُعلّمـَة لُغَة عَرَبِيَّة مِنْ خَرّيجيْ جَامِعَةِ السّلطـَانِ قَابُوس وَمِنْ أوَائِلِ دُفعَتِهـَا ..
عُضْوَة ٌسَابِقـَة ٌ فِيْ جَمَاعَةِ اللّسـَانِ العَرَبِيّ فِيْ الجَامِعَةِ ..
تَنشُرُ فِيْ الصّحُفِ الثّقَافِيَّةِ وَحَصَلَتْ عَلَى جَوَائِزَ شِعرِيّة مِنهَا المَرْكَزُ الثّالثُ فِيْ الشّعرِ الفَصِيحِ فِيْ مَهْرَجَانِ الخَلِيلِ للأدَبِ ..
.
.
نُصـُوصٌ لِـ شُمَيْسـَة ..
النّصُ الأوَّلُ
هَـــــاكِ أَرْغِـفَــــة الصَبـــاحْ ..
بينــي وبينـــك ألف ميــــلٍ من حنيـــنٍ وسَّعَ الأرْقَــــاع في ثـوب الزمـــنْ
فكـــأنَّ يومَــك قد تَـــدَرْوَشَ في الوصال تَزَهُــدًا
وكـــأنَّ يومي ســـادِرٌ وهمـــا مُخيفـًـا
يستعيــدُ على رؤاهُ حكايـــةَ الكهـف العتيـــقةْ!
لكــنَّ معجــزةً لبعثي لــن تجيء !
وتظــلُ تُقْرِضُنِي الشِمـــالَ ولا تني تَزْوَّرُ عنـــي لليميـــنْ
وكتبتِ لــي وجعــا مديــدًا :
" كيـف بسملــةُ الصبــاحِ على بيــاضِ الياسميــنْ ؟ "
هـــاكِ انشطارات الحنيــنِ إليكِ أرْغِفَـــةً لصبحي
أطـلالـك الحبـلى تنـاثرها بـدربـي/
حيـن التأمـل أثمـل القـلب اغـتـرابـا
حيـن انسكـاب الحـظ من كـفيـك يقـرؤه المُـدَجِّـل صدفـةً
ولجمتُ أسئلتي لأقتلَ غيبه
لكنــهُ وَلــدَ اليقيــنَ على فراغٍ بين سُؤْلـي والجــوابْ !
سِفْـرُ الحنـين إليـك تُشْـرِعُـهُ قيـامةُ ذا الـوجـعْ
فشربتُ بينَــكِ كارتجــافِ الغيمِ حينَ يَقُضُّ مضجعهــا الرياح
وجلستُ حيــثُ النزفُ قدســيُّ الكرامــةِ ،مُحْتَفٍ بالأمْكـــنةْ
[ لا الغـانيــاتُ هُــنَـا يَبِعْنَ مــزادَهُــنَّ
ولا الحجــارةُ تشتهــي العشــبَ النــديَّ لترتــويْ ]
وكتبــتُ عطــرَ الياسميــن مُوَقَّعــا بالحُــبِ وَجْــدًا :
" يــا رائــعـة ..
والرائعــاتُ الأخرياتُ مَجَـازُهنَّ حقيقتْــكْ ..
يـا جذع ذاكــرتي إذا جفت غصونٌ للحيــاة ..
هــا قد وهبتُــكِ أحرفي
ومدائنـــي وحرائقـــي
وعليـكِ مني مـا استـطـبتِ تحيـةً أبـديـةً "
النّصُ الثّانِيْ ... //
ما عاد يشغلني ..!
يؤرقني هذا المساءُ بطيشِهِ
ويشعلُ في مسرى طريقي منافذا
تلحُ على فكري
ليجلوَ كنهَهَا
ويفشيَ لغزا لامتدادِ حنينِها
أبصرتُ أسماءَ الدروبْ
ولوائحَ الإرشادِ حفظا للسلامةِ
والإضاءاتِ المثبتةِ الجذورِ على الرصيفْ
يا زيفَها لن تَشْتَبِهْ بممالكِ النجمِ
العليةِ عن تدنسنا بطبعكْ
عن رقاعِ تصوفِ الزهادِ
أو عقرِ الشياهِ السودِ
قربانا لوأد الشؤم يا دنيا الكنايةْ
وجهلتُ في طياتها
غاياتِ نَهَمٍ أو طموحِ اللانهايةْ
غادرتُ في ذاك المسا
حمى اشتعالي بالمُغَيَّبِ
من شؤونِ حياتنا
بالمُسجَّى في أَسِرَّةِ ما وراء الحسِ والتجريدِ
ما عادَ يشغلني سوى أرقي
وكيف التذتُ فيهِ
بما تبقى من سرايا أدمعي
أيكونُ قلبي قد تَغَزَّلَ
داعيا إياهُ ضيفا في المساءاتِ الكئيبةْ؟
أم تكونُ النخوةُ العربيةُ الشماءْ
قد وهبتُه صهوتَها
ليصحبني
فقد شاخَ الفراغُ بسرجِها
وتبعثرتْ في مقلتيها
أبجدياتُ امتطاءِ الفارسِ الشهمِ الملثمِ
لاعتباراتِ القبيلةْ؟
سامرتُ فيه الحزنَ والترحالَ
والقلقَ المباغتَ عنوةً
ورفضتُ فيه الوحدةَ الًشوهاءَ
في زمنٍ تَمَدَّنَ كي يؤلفَ قريةً
وأرَاهُم زَعَمُوا وَقَد صدقوا!
سأثأرُ منكَ يا أرقي
وألعنُ فيك لحظاتِ ائتلافٍ عشتُها
بتنصلِ العُرْبِ المفاجئِ
- هكذا جهرًا-
من غريزةِ ثأرهمْ
للدين أو حتى القبيلةْ !
النّصُ الثّالِثُ ..
ما لم تَحْتَسِبْهُ الذات..
المجدُ ينثرُ ما تبقى من زوايا بُرجِهِ عندَ التلالْ
والشعلةُ الحمراء تأكل بعضها
حتى سرت روحُ الرمادِ إلى الشررْ
والذاتُ بينهما تَوَسَّلُ للوجود بحبها
وتظل تُرْقِدُ في اختباءاتِ المسار أنينَها
وعلى امتدادات المرايا
قد تراءى الحبلُ حلما شادهًا
مددًا سماويا مُزجَّى
قد طعَّمَتْهُ بناتُ نعش
بعُقدة الثأرِ
التي ظلت تُطاردُ ذلك النجم المضمخ بالدماء الآثمةْ
ياعُقدةً عُقدت على مفتولها
صفةُ اتصالِ الحلم بالخيط المسدْ
لكنما الجندي لا يقتات إلا من عُصارة حتفها
ويشير للقدرِ انتظرْ
فالموتُ سلبٌ للنفوس أو الجسدْ
* *
عاد الحمام لعُشِهِ
متنازلا عن حَبِهِ
عن حلم ليلته المنبئِ باكتساح الطير للمدن البعيدةْ
عن وعودٍ باختراقِ الحُجبِ
بعد الليلة الحسناء في شهر العسلْ
فقد فراهُ المشهدُ العاري
وفَصَّده اختناقات المرايا
بانكسارات الزوايا
تلك الجوارحُ ثلَّمت عمرًا
يُزغِّبه الغدُ الآتي بما لم تحتسبه الذات ليلتها!
أجل للبعدِ عن حريةٍِ بلهاء فتتها انفراطُ الحبلِ
بعد غيابِ عقدتهِ
وبعد الغفلة المنزوعة الأطرافِ
عن قبرٍ سماويٍ
كانت، فقد كانت
تُشَيِّعُهُ الجماعات التليدةْ [/align]
تعليق