[align=center]::
::
لطالما كنتُ اؤمِن أن [ الفقر َ ]
أكبر من مجرّد [ فقر ٍ ] يشعرنا بالحرمان
هو أعظم ُ من مجرّد احتياج ٍ .. وخيبة َ [ يدْ ]

ولـ أن ّ السيد [ فقر ْ ] كاد أن يكون كفرا ً ..
كثيرٌ منا أصبح َ يلعنُ فيه ، وقد يرمي جمرات ِ العقبات ِ عليه
عوضاً عن شيطانٍ أمرد !
.
.
هنا وجدتُ [ الفقر َ ] رحما ً يتناسل فيه الشعر بكثرة ْ
وهنا وجدتهُ روحا ً تبحث عن الدهشة ْ ..!


:::
::
:

جمال الشقصي :
قامةٌ شعرية بـ ألفِ شاعر ْ ..
ولو أننا أتحنا لـ ذواتنا الوقتْ .. لـ نقرأ ما تشعله شموع هذا الشعر [ الشعريّة ]
لـ أدركنا كم يكون الشعر جميلاً في حضرة ِ البؤس ِ والحرمان ..!

شاعر ٌ أعطانا لكل شيء معنى ً .. وترك َ لنا [ قلما ً ] ابيضا ً مِن شعره ..
لـ نلوّن كل اسوداد ٍ محيط ..!



إليكم هذه .. ولـ ذاكرتي الكثير منها ..!
سـ أعود إليها كثيرا ً .. [ أكثر ْ ]

استنشقوها .. فـ فيها منجاةٌ مِن [ كفر ِ فقر ْ ] ![/align]

[align=center]::
::


سأعود مع كل ّ بيت ٍ من هذه [ الأسطورةْ ]

لأنها محرّضة على الثرثرةِ أكثر

.
.




[ لـ الصدف ِ أحيانا أهميّتها .. رغم معرفتي بهذه القصيدة قبلا ً ]
إلا أن طعمها هذا الصباح مختلف [ جِدا ً ] !
فلتعذروني .. لم يكن موضوعي هذا عن ( سبقِ اصرارْ )
لذا أتت هكذا بفوضويّتها
وأتيتُ بـ لا ترتيبي [/align]

[align=justify]أختي (شهيق الملائِك) بأنفاسِها العَطرة ..

لا أتذكرُ من قائِلُ هذه العِبارة: (لو أنَّ الفقرَ رجلا لقتلته)، لعله قال الحديثَ بنصِّه أو شيئا يشبَهُه، ذلك أنَّ ذاكرتي المُفلسَة ما عادت تحتفظ بالجَواهر، أما أنا فأقولُ: لو أنَّ الفقرَ رجلا لقـبَّـلتهُ (من التقبيل)، لو صادفتهُ في الشارع لسَلمْتُ عليهِ بإجلال وإكبار، ولصافحته بإعجابٍ وتقدير، لسَببٍ مُهم جدا، وهو أنَّ (صديقننا الفقر هذا) مَجرى مِن مَجاري الإبداع.
لعـَـلنا نحنُ البشر لن نكونَ أنقياء ولا أصفياء ما لم يَطحننا الفقر برَحاه، ويُضمِّخنا بروائِحِهِ التي لا يَشتهيها أحَدٌ، أو لا يَشمُّها أحَدٌ إلا تكدَّر، فالبفقر كما بالمُعاناة تتفجَّرُ مياه الإبداع من صُخورها، وتسيلُ في سَواقي الحَياة، (ليَدرَّ الضرعُ ويخضرَّ الزرعُ) على رأي العـَـلامة سَعيد بن خلفان الخليلي في خطبتهِ الإستسقائية الشهيرة.
بالفقر نرى العالمَ أجمل، فعيُوننا التي تفتحَت عليهِ أصبحت ترى الحَياة مَشاهد من الجَنة، إذ لا ظليمَة، ولا خسيسة، ولا دَجَل، ولا سُوء ظن بالآخر، ولا مُراودة ماجنةٍ لامْرأة عَفيفة (والعياذ بالله)، ولا عُيوننا طالت الحُرمات (والحَمدُ لله)، نحن والفقر أخدان، تربينا مَعا، وعشنا مَعا، وكأننا توائم، ولدتنا أمّهاتنا فحنكتنا بعَسل الفقر، وسقتنا من سَاكورهِ، حتى توحَّدنا بالفقر وتوحَّد بنا، ولكن بصدق: استطاع هذا الفقر أن يُعلمنا شيئا اسمه القناعة، أعلم أنها كذبة ككذب الشيخ في خطبهِ على المُصلين، أعلمُ أنها (حَبة أدول) مُهدِّئة، ولكن لا بأس، لنقتنعَ بـ(القناعة ــ ما دامت ــ كنزٌ لا يفنى)، ألم نتعلمْ عبارة كهذهِ في طفولتنا المَدرسية؟.. إذن (فالقناعة كنزٌ لا يفنى)، ومن كنز القناعة وجرابِ الفقر نقتتاتُ بضع تميراتِ وقرص من شَعير.

شكرا للجَميل (جَمال الشقصي) .. وإن خالفته قليلا في الفكرَة.

وقبل ذلك شكرا لغمَامة السَّماء: (شهيق الملائك) ..
التي ما إن تهطلُ على صَحراءٍ جَرداء إلا وتستحيلُ مرجا أخضرا.


وصَباحُ الخير أيتها الحياة .. وإن لمْ أستيقظ على تغريدِ عُصفورتي.


النسيمُ الصَّب .. نسيمُ الصَّبا .. نسيمُ الصَّباح[/align]

[align=center]::
::
أخبرتكَ يا نسيم ..
أنّك تعلّمني كيف يكون المكان مزاراً لـ البركة



.
.

سأتنفّس الآن .. وأعودْ [/align]

[align=center]بداية يمكننا أن نتحدّث طويلاً عن هذه القصيدة ْ ، التي لم تنتهِ بعد ْ
لأنها تحكي عن تجسيدٍ إنساني / وانسيابيّ رائع ْ عن هذا الفقر [ الجميلْ ]
وإن بدا غير ذلك فيما خطّته أصابع ُ الرائع جمال ْ ..!
كـ صورة ٍ عامة ٍ لـ هذا النص الأنيق جدا ً .. سنجد أنه
يعطي القارئ المشهد تلو الآخر ، عن الفقرِ الذي أصبحَ رديفا ً لـ حليبِ الأم ِ
عند أطفالنا ، والذي أصبح َ يسكن أفواه َ الكثيرين قبل أجسادهم ..!
الرائع جمال في هذه القصيدة يلقمنا مشاهِد تأتي مسرعةً كـ ليلة ِ الاسراء ْ
ولا تنتهي ، لأنها عادةً صور نشاهدها جميعاً ، بين الفينةِ والأخرى ، وأحيانا نتعايش معها طويلاً في ذاتِ الأرض ِ وعلى ذاتِ [ البساطْ ] ..
لو لاحظنا سنجد أن الشاعر هنا أوجد لنا مع كل ّ بيت ٍ صورة شعرية متكاملة جدا ، ومشهد حياتي بكل تفاصيله سواء تلك الدقيقة أو حتى الجامدة ..!
لـ نشعر ونحن نقرأ أننا نشاهد فيلما ً يحكي المعاناة ، بصمتٍ مطبق ، واشتهاء ٍ معدوم للحياةْ ..!
في القصيدة ثلاثة عشر بيتا ً في كل بيت ْ مشهد ْ ، يحاول من خلاله أني قرّب صورة الفقر إلينا
إذن فنحن الآن أمام ثلاثة عشر مشهداً لـ الفقر ، ولابدّ وأن تتضح صورته لدينا في أحدهما أو جميعها ..!
.
.
ومع الـ ثلاثة عشر بيتاً لي ، ثلاثة عشر قصة !
وقياسا ً مع الأقزام ِ السبعةِ وأسرّتهم .. سأكون هنا .. بـ كل [ الفقر ْ ] [/align]

[align=center]

الفقـر .. رغبـة امـك تعيـش .. و تعيـش
وتعيش الى التسعين .. مـا شافـت طيـور !
.
.
[ على بساطِهـا ]
:
:
كثيرةٌ هي اللحظات التي تتشظى في دواخلنا تلك الرغبة الكامنة في البقاء ْ على وقعِ عصافير ِ الوجدِ ولذّة الحضور المنبثق ِ من شلالاتِ شوق ْ ..!
حينما تستمع [ معاً ] لأنين أمهات ٍ تنتظر أعشاش َ ابناءها لتستريح في مأواها الأخيرة ْ !
الفقر كما عرّفه [ جمال ] هنا :

أن تنادي الأم برغبتها علنا ً .. تعيش طويلا ً
طويلاً جِدا ً


ثم لا تتقاطع سني عمرها وهذه الرغبة !
من المؤلمِ جداً أن نعيش لأجل ما [ لن ] يتحقق !


أنه الفقر ![/align]

[align=center]::
::
[ على بساطي أنا ]
.
.
أمي لها وجه ٌ زمرّي ّ الملامح ِ
وأنفاس بنفسجةٍ لـ التو استباحتْ عطر السفرجل وأيقونةَ الـ [ ياس ْ] !
بيضاء الحلم ِ كـ ياسمينةٍ مغرقة ٍ في التأنّق ْ ، تنادي خلوةَ العمق ِ كـالضفيرة التي عادةً ما تحترف صنعها ، وأنا اصرخ أمام الوقتِ ، والباص ْ !
كانت كثيراً ما تردد ، كل ما أدعو ربي لأجله أن يحييني حتى أراكم في أعشاشٍ طاهرة ٍ ، وأن تشرق عيني ّ بـ أطفال يتقافزون ، بعدها فليأخذ الله أمانته ..!!
كانت مبتلةّ كـ براعم القدر الشهيّة ، ونحن الممتلؤون بها حتى شغاف الجنونْ !
نعتنق وجهها ، ونلعن أي فقر ٍ لامسَ الحال ليمنع عنّا أمنيتها ،
ويُسْكِن الخيبة َ حلما ً طال أمده .. حتى شاخ َ واتّسعت جدرانه !
ماتتْ أمي ، وهي على سرير الحلم تردد :
أسماء ً كانت قد اختارتها لـ تكون لأحفادها الذين [ لم ] ترهم !!
.
.
أمي :
لم يزرنا خالد بعد ، ولا سلمى .. لازلنا ننتظر أن نفكّ هذا القيدْ لننطلق ْ !!!!!


[/align]

[align=center]
الفقر .. أخـوك الصبـح : شـاف الخفافيـش
الفقر .. أخوك الثاني .. أعمـى مـع النـور!
.
.
[ على بساطها ]
تتنامى لدي الرغبة في البكاء طويلاً ، إثر استدلالاتٍ مشؤومة !
تجعل منّا [ عبدةً ] لـ اليأس ، وانكساراتِ الظلام ْ..
كيف أمكنَ لـ ذلك الأخ أن يستيقظ على خفاّش الليل فينطمِس نوره
ويترك الصبح آخر ذكرى تراها العينُ بعد اسودادِ الألم!
.
.
كيف أمكنه أن يرسم هذا الوجع َ
بـ كلمتين تستران عريّ بعضهما البعض ْ,,.!
وكأنما الخفّاش أحق مَنا بـ هذا البصر ْ
والعمى .. كبشُ فداء ٍ لـ هذا الصبح ْ ..!



يا [ جمالْ ] ما أوجعنا بـ قصيدتك ![/align]

[align=center]::
::
[ على بساطي أنا ]


ذاك أخي ، هو الواقف على عتبات ِ السماء ْ ،
لا يملك ُ إلا عزلته ، وتلك الصخور المتكوّمة ِ على جدرانِ روحه
وسيرة ُ الخوالد الذين لازالوا يعرشون في ذاكرته أبدا ً
متى ما استطاعَ الوصول إليه عبر بصيرته التي انتهتْ بـ [ لا ] بصر !
هو ابن هذا الجبل المنتصِب على سفوحِ السماء ْ ، المتوغّل في الغيب ِ والحكايا الصغيرة ْ
ابنا ً لـ الرمل ، تائها ً في الصحراء التي تطوّقه كـ خِصر انثى لـ التو خلعتْ عنها حياء َ الرغبة !!
كان ينقش الجراح على تجاعيدِ الخراب ، وتتعرّج ذاكرته إلى سنين مضتْ
حينما كان يفتح عينيه صباحاً على وجهِ أنثى الحلم ْ ، يداعب فيها [ صباحَ الخير ِ ] قبل أن ينتقل إلى خراب ِ منزله الممتلئ فقراً ، وعازة !
كان جسده مربوطا ً إلى جُحر ٍتتآكل أطرافه جوعا ً ، وظمأ ، وهو الذي كان ينتظر
أن يأتي مَن مِن شأنه اشعال الشموع ٍ .. وقتل الفقر القابع ِ في معدته .. وعلى صدر ِأمنيته!
سرق الخفاش بصره ,, وذهب الصبحُ بـ عينه
وتركا لنا مسخاً نناديه بـ أخي !!!!!
أحاول أن ألملم أنقاض الخديعة الأزلية مِن أن لكل اشداد فرج ْ. لكنني لا اقوى إلا على
تركِ الظلام ِ وحيدا ً علّه يشعر بـمرارة ِ الفقدِ ..
وكيف أنّا اشتعلنا طويلا ً بحموضة ِ الآه ، وكيف اضرمنا مشاعل
الحرمان ِ [ عمى ] أخ ٍ . وفقدان ُ روح ![/align]

[align=center]

الفقـر .. ابـوك يْديـه .. رزق الطـواويـش
وفالبيـت : ياكـل منْـك كـل ذرة شـعـور!!
::
::
[ على بساطها ]


[ ياااااااااااااااه ]
وتشهق ُ الملائك هنا ..!!!
هو الوجعُ يا جمال ، الوجعُ الذي حاصرنا كثيرا ً ، وكيف أمكن
لمَن اتينا من صلبه أن يرشّ علينا سياطَ الألم ، ويداعب فينا خصلاتِ الفرح
لتستحيل جروحا ً لا تندمل ْ ..!
كيف أمكنه أن يكون بثراء ٍ ويرتك بين ايادينا رغيفا ً أكثر يبساً مِن أرضِ
الصحراء ْ ، وبين يديهِ الماء يجري ، وأخٌ لنا يموت ظمأ ً ..!!!
كيف أمكلنه أن يحرّم علينا بكاء ً داهمنا أو حتى صراخا ً اعترانا
فـ أكل منا الشعور ، وترك َ لنا الفقر جافاً .. حتى من حق ِ [ السخط ] !![/align]

[align=center]
::
::
[ على بساطي أنا ]

أنا ابنك َ يا أب َ الحياةْ ، اجمعُ أشلاءك بين الأكف
الممزّقة ِ بعصا غضبك ْ ..!
أتدثّر مع الصباحِ صراخ َ صوتِك ْ ، ودياجير لعنكْ
وأصمتْ .. لأنكَ أبي يا أبي !!
أشيح بوجهي عنكَ حتى لا تلحَظ بكائي ، تلعن سوء خلقي
ما إن رأيت بيدي قطعة ُ حلوى لـ مريم الصغيرة ابنتك َ التي
منذ سنين َ سبع لا تعرف كيف تلفظ [ أبي ] إلا خوفاً وجوعا ً!
لحيتكَ الشعثاء مغمورة ً في تراب ِ التربْ .. ووجوهنا المغبّرّة
مكسيّة ٌ في تراب ِ الحاجة ..!
جبينك َ الناصح ُ يناطِح ارباب المال ْ ، و جبين أطفالك َ
لطّخها الجوع والتسوّل !
لوننا لون البركة ِ يا أبي ، نجدل حاجاتنا كضفائر العيد ِ .. وننتظر
قطعةَ حلوى أو مضغة َ سكاكر ، !
أحتاج أن أبكي يا أبي ، أحتاجُ أن أزفر الوجع َ ليكون لي [ مدوّنة ً ]
حين يهب القدر ُ أمانته !
أحتاج صدرك َ الرؤوف ، قبّة الأمان التي يتغنى بها الشعراء ُ ..
وسرير المفاتنِ التي حدّثنا عنها الرفاق !
قدماك َ والتراب ِ على صدرونا .. وضحكاتك َ تخرق فينا حاسة َ الشعور ْ
فمتى يا أبي تتركني أبكي دون أن تتكسّر عصاك َ على كتفي
أو ظهري ..!
أو جبين أمي !!!!!!![/align]

[align=center]

الفقـر.. جـرح أسمالـك تحـسـه الـريـش
رث .. و تعيـش اعمامـك بعيشـة قـصـور.
.
[ على بساطها ]
تتناقل عدوى الجرحِ مِن جدار ٍ إلى جدار ْ
وكأنما هي ذاتها روائح الصلاة ِ تترك ّ الخنجر وترحل
بلا وضوء ْ ..!

نعيش كـ الأيتام ِ على ظهر الحياة ِ.. و في كنفِ والد ٍ
تركَ الريح َ أختاً عاشرة ً لنا ..
وأعمام ٍ .. ألقمونا النسيان َ ,, وكتبوا في هويّاتهم

[ ليسوا مِنـاً ]

نكون بهم ولهم [ فقراء ْ ] [/align]

[align=center]جميل انشغالك بالنص واشتغالك على تحليل فكره
واصلي[/align]

[align=center]::
::
السالمي ..!

اقف لـ اقول لك ْ
ليس عدلا ً .. صدّقني ليس هذا [ عدلا ً ] !


.
.
على كل ّ ٍ ..

شكرا لـ أنّك متابع [ وحسب ْ ][/align]