إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخيال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخيال

    اريد قصة في الخيال
    [mark=#CC0033][align=center]بكــره الســفر ياشــــــــــين طــريــاه
    ياشـين وقـت الوداع وشـين طـاريه
    بكـــره مســـــــافر ياخـــذ القــلب ويـــاه
    خـطوه بخـطوه يتبعـه في خـطاويه
    بكـــره عــــــذابي يبتــدي يــوم فــرقـــاه
    وبكـره يموت ا لقلب محدا يواسـيه
    بكــــــــــره تعـذبني مــــن الناس ذكـــراه
    اليا طرى ياهلي قمـت أنـاديــــه
    وشـلون أبصــــــــــبر عـنه اليـوم واســـلاه
    وشـلون أبنسـى غيبته لاحكــوفـيـه[/align]
    [/mark]

  • #2
    هذي القصة الاولى
    مـــــن يقبــــــــل أن يتزوجنــــــــــــــي .. !!!
    " إلــــى الآن لم تجــــدي .. مــــن يقبــــل أن يتزوجــــني"

    دهشة ...
    تعجـــب ...
    استنكــــــار ...

    وربما تصفـــون قائلتها بالوقاحـــة ... نعم أنا معكم ... ولكـــن تمهـلـــوا قليلا ... قبل أن تصدروا على قائلة هذه الجملة بهذه صفــــه .. أو تــــأخذكم الظنــــون إلى طريـــق مسدود .


    إليكــــم مــــا حــــــدث :-

    كنت مدعوه إلى حفلة أقامتها بعض الصديقات بمناسبة تخرجهن ... ووسط هذا الإزعاج والأغاني ... وبعد ساعات من الأحاديث الجانبية ... والأحلام الوردية ... لمستقبل زاهر ...



    أخذت ابحث لي عن مقعد متطرف بعيد عن كل هذه الضجة ... وحين جلست .... وبعد دقائـــق وقعـــت هذه الجملة على مسامعي .. " كل هذا والوقت وانا انتظر .. وانتي إلــــى الآن لم تجــــدي .. من يقبــــــل أن يتزوجــــني"


    تملكني الدهشــــة والتعجـــــب ... بل صعقــــت ... تلفت يمينا ويسارا لابحث عن مصدر هذا الصوت ... ورغم هذا الكم الهائل من الإزعاج إلا إنني استطعت أن أميز صاحبة هذا الصوت
    يا إلهي إنها سعـــــاد وملامحها تدل علي إنها غاضبه متضايقة .... !! .. ولكن من التي تجلس بقربها ...؟؟ إنها فتاه لا اعرفها .... ربما صديقه لها أو ربما قريبتها ..!!

    أخذت اسأل نفسي وأنا في حيره ما الذي دعي سعاد لتقول جملتها هذه .. وكيف تجرء على قولها .. ؟؟ ولما هي حزينة هكذا ... ؟؟ ولما هذا الغضب ..؟؟؟
    اعتالني القلق عليها فأخذت أفكر بطريقه استطيع إن اقترب منها واحادثها دون إن أشعرهم بقلقي او معرفتي ... ذهبت إليها متعللة باني ابحث عنها .. طالبه منها مساعدتي في إحدى البحوث التي أعدها .. وكعادتها سعــــاد لا ترفض طلب من يلجئ إليها .. وافقت .. على نحدد في الغد موعدا للبدء ...

    كانت تحاول أن ترسم على وجهها ابتسامه .. وتحاول جاهدة أن تخفي غصبها .... لكن كل محاولاتها ذهبت هباء ... والغريبة انه تلك الفتاه التي تجلس بقربها كانت تحدق بي بطريقه غريبـــة ... في البداية كانت تنظر ليدي .. فقلت في نفسي ربما الساعة التي ارتديها أعجبتها .. بعد ذلك أخذت تتمعن فيني وبدقه متناهية .... حتى فاجأتها بسؤالي .. " عفوا هل تشبهيــن علـــي ...؟؟
    فردت بتردد .. " نــــعم .. لالا .. لا أشبه عليكي ... هذه أول مره اصادفكي "
    فرددت عليها .. "اراكــــي تطيلين النظر فيني .... فاعتقدت ذلك و ...."
    "هـــل أنتــــي متزوجـــــــه ..؟؟ " سألتني وهي تقاطــــع حديثــــي ..
    سؤالها فاجأني .. فأنا لا اعرف من تكون ... وما أهمية أن أكون متزوجه أو لا .. !! ... والأبدي لها .. أن رغبت أن تتعرف علي أن تسألني عن اسمي ... لا عن حالتي الاجتماعية ...

    بصوت واطي سألت سعاد من هذه الفتاه .. ؟ ولما تسألني هكذا ..؟؟
    أحسست انه سعاد ارتبكت من سؤالي وطلبت من صديقتها ان تكف عن الاسئله .. وحتى لا أحرجها .. استأذنتهم كي اكمل تهنئتي لبقية المتخرجات

    باليوم الثاني .... عندما صحوت من نومي .. أخبرتني أمي بأنه سعــــاد هاتفتني ..

    اتصلت بها .. كان صوتها يبدو لي حزينا .. سألتني متى ستأتين لنبدأ البحث .. واتفقنا أن يكون موعدنا بعد صلاة العصر ...


    وحين وصولي اليها سألتني .. "ما هو موضوع البحث ؟؟ " فجاوبتها "بصراحة .. ليس هناك أي بحث "

    " لا يوجد بحث ؟؟ " قالتها متعجبة ...

    نعم قد تعللت بذلك بالأمس ..لاني سمعت صوتك عاليا وانتي تخاطبي من كانت تجلس بقربك ..... ورأيت ملامحك غاضبه .. فقلقت عليكي وخاصة وأنا لا اعرف من تكون هذه الفتاه ... فتعللت بهذه الكذبة كي أطمئن عليكي .. ارجوا أن تسامحيني ..

    مقاطعه لحديثي"ومــــا الـــــذي سمعتيــــــه ؟؟ " قالتها وهي مرتبكة وخائفة ... ولا اعرف لما هنا أيضا اضطريت للكذب مره أخري .. ربما لاني لا ارغب أن أحرجها .. أو أرغمها على تبوح لي بسر لا ترغب أن يعرفه أحد ... فقلت لها "لا شي فأنا لم افهم شئ لانه الصوت لم يكن واضح من الضجة التي كانت بالحفلة .. لكني رايت ملامحك غاضبه بعض الشئ فقلقة"

    وهنا رايتها كمن رجعت إليها الروح ... وهي تقول .. " أنا دائما عندما افقد أعصابي لا اشعر بالموجودين حولي " ... أخذنا نتحدث بمواضيع شتى إلى أن أخذنا الوقت .. وفي وقت رحيلي سألتني ... أن كنت متفرغة غدا فجاوبتها بنعم فطلبت مني مرافقتها لإنهاء بعض الأمور المهمة لديها ... فاستأذنتها بان اخذ رأي أمي .. فان وافقة فبكل سرور .. وعندما أتي الغد .. كنت قد أخذت الموافقه من أمي على أن لا أتأخر .

    فذهبنا الي احدى ا الشركات ... وعند دخولنا رحبت السكرتيره بسعـــاد.. وكأنها تعرفها .. أو إنها سبق لها أن أتت هنا ..
    دقائق من الانتظار خارجا لندخل بعدها على صاحب الشركة لاتفاجئ بأنه صاحب هذه الشركة هي الفتاه التي رايتها في الحفل ... رحبت بنا بحفاوة ودعتنا للجلوس .... وأنا في وسط هذه الدهشة ووسط الحديث الذي يدور بين سعــــاد وهذه الفتاه .. اتفجأ بخبر أخـــر .. وهو انه هذه الفتاه ما هي إلا خطابه ...!! والشركه هذه هي مقر عملها ومقر استقبال الراغبين في الزواج من الجنسين

    سبحان الله .. قد وصلنا من التطور بان أصبحت الخطابة فتاه صغير في السن تدير أعمالها عن طريق شركه .. وموظفين ... وبآخر صرعاة التطور وهو الكمبيوتر ...

    لكن ما الذي يجعل فتاه كسعــــاد تأتي هنا ..!!!!


    نعـــــم الآن فهمت .. الان عرفت سر تلك الجملــة .. وأيضا سر سؤال هذه الفتاه عن حالتي الاجتماعية ... وباعتقادي أيضا إنكم فهمتم معي

    ولكــــن لمـــــــاذا ..؟؟ ... سعــــاد فتاه لا ينقصها شئ .. لما تلجئ للخطابة لتبحث لها عن عريس ..؟؟ أساله كثيرة .. أخذت تدور وتدور في رأسي ...

    لاحظت سعــــاد صمتـــي طيلة جلوسنا بالشركة ... وأنا لاحظت نظراتها المستمر لي .. وكأنها تبحث عن رأيي فيما تفعل في نظرات عيني ... أو تحاول أن تصل إلى شعوري فـــي هذه اللحظة ...

    وعندما أوصلتني إلى البيت تعمدت أن ادعوها للداخل ... فلقد أحسست برغبتها بان تتحدث معي ... أو ربما شعرت هي بأنها بحاجه لتبرير عما تفعله أمامي ...

    كانت مرتبكة وخجله ... عيونها لم تفارق الأرض ... كلماتها متقطعه .. كانت تنتظر مني أن ألومها .. نعـــم شعرت بذلك .. إنها تنتظر أن أعاتبها .. لكني لن افعل ذلك ... فأنا لم اعتاد على إحراج أحد ... وخاصة من اعرفهم

    ولاكسر حاجز الإحـــــراج .. داعبتــــها بقولي ..... "انه من يتزوجك سيكون محظــــوظ وغيــــر محظـــــوظ " ... فنظرت لي بنظرات العجب مستفهمة من جملتي ...

    فأكملت .. " نعـــــم محظـــــــوظ لأنه سيتزوج من فتاه جميلة ومثقفه وأخلاقك عالية .. ما شاء الله يعني كاملة ... وغيــــر محظــــــوظ لأنك محاميه ولن يستطيع أن يجاريكي في الإقناع .... وأيضا باستطاعتك أن تأخذي حقك منه بكل الطرق "

    ضحكت من حديثــــــي ... وهي تقول "ربمــــا تكونيـــن صادقـــه عزيزتـــي .. لكن لـــن أكون أنا أبـــدا بمستـــوى ذكائــك أنتـــي " .. قالتهـــا لـــي وهـــي ترمــــق لعينـــي بحـــده وكأنهـــا قـــد كشفـــت محاولتـــي لكســـر هــــذا الحاجــــز ...

    ابتسمت لها وأنا أقول .. " ليـــس كـــل ما نـــراه فـــي الظاهـــر ..هو مقيـــاس لحكمنـــا عـــن الجوهـــر ... " ...

    وهنـــا وكـــأني قد فتحـــت لها بــــاب للحديــــث ... قامت من مكانهــــا وجلست بقربــــي .. ثم أخـــذت تنظـــر بعينها يمينــــا ويســــارا ... وكأنها تخشى أن يسمعنا احد قائله

    ربما تستغربين لاني ابحث عن عريس لنفسي ...؟؟ نعم أنا قبلك قد استغربت الوضع ... لكن ماذا افعل أنا اشعر بأنه قطار الزواج سيفوتني .. وأنا إلى الآن لم يتقدم لي أي أحد .. ؟؟ فآنا لا قريب لي ... ولا بعيد ..
    هائنتي تقولين باني فتاه جميلة ومثقفه وخلوقه ... لكن لم يطرق باب بيتنا أحد ليطلب الزواج مني ... الزمن يسرق مني اجمل سنين عمري وأنا على آمل أن يتقدم أحد ليتزوجني لكن لم يأتي .. لا اعرف لماذا ... أخذت ابحث عن عيب .. لكني لم أجد .. وها أنا أسألك .. ربما يكون فيني عيب أنا لم أراه في نفسي .. هل تجدين فيني عيب يمنعني عن الزواج فلا يتقدم أحد لطلب يدي ... ؟؟ حدثيني بصدق ..

    جاوبتها " لا طبعا فأنتي ولله الحمد فتاه كاملة والكامل وجه الله "

    آذن لما لم أتزوج إلى الآن ..؟؟.. أنا اعلم جيدا انه كل هذا قسمه ونصيب .. لكن تجاوز عمري الآن 34 عاما .. ومن في سني أبناؤه ألان في سن المراهقة ...
    لا تلوميني إن مللت الانتظار وقمت بالبحث بنفسي .. أنا اعلم جيدا انه ما افعله منافيا لعادتنا وتقاليدنا ... لكن لو جلست هكذا سينتهي بي المطاف وحيده .. لا زوج ولا أبناء .. لا عائله انتمي لها .. لاهدف اعيش من اجله

    تحادثني ودموعها اغرقت وجنتيها .. وستـــار الخجـــل قد أســــدل ستاره على وجههـــا ... كلماتها مبعثـــر .. وان استطاعـــت ان تجمعهــــا تعثـــرت على طرف لسانهــــا ....
    شعـــرت ببركان سينفجر بـــل أراه انفجـــر أمامي ... لم أستطيع أن أتحـــدث أو حتـــى مواستهـــا ... دموعها أحرقتنـــي ... وأحرقــت معي كلماتـــي ... لم يكن باستطاعتـــي سوى ان احتظنهـــا ... ومشاركتهــا الدمــوع علني بذلك أخفف من شعـــور الذنـــب الذي احسست بـــه

    نعـــم أنــــا مذنبــــه ... على الرغم إني لم أعاتبها على تصرفها لكن ربما شعرت بعتابي لها بصمتي .. أو حتى بنظراتي ...
    أو حتى بنظرات الغير لهـــا ... أو ربما هذا ما يسمونه عتاب النفس .. فهي متعجبة من تصرفها .. ما تربت عليه يرفـــض مـــا تفعلـــه .. صراع بداخلها بين الموافقه والرفض ... بين العقل والعاطفه ... بين الجرأه والخجل ... بين ان تكون او ان لا تكـــون ...


    لكــــن مــــــــاذا تفعـــــل ..؟؟


    هل ما تفعله هذه الفتاه هو الصحيح .. !! .. هل الخاطبة هو الملجئ الوحيد للفتاه التي على وشك أن يفوتها قطار الزواج ... ؟؟
    على الرغم انه الزيجات من النوع هذا تكون محفوله بالمخاطر ... وأيضا تكون نظرة الزوج لهذه الزوجة غير جيده في بعض الأحيان

    أنا لا أتحدث هنا عن أسباب العنوسه ... بل عن الخاطبة التي انتشرت في زماننا هذا بطريقه غريبة ... في السابق كنا لا نراها إلا بالأعراس ... وعادة تكون أمرأه كبيره في السن ... معروفه لدى الكل

    أما الآن .. فهي شابه صغيره .. لديها شركه وموظفين .. وموقع تستقبل طلباتكم بكل الطرق .. بالبريد .. بالفاكس .. أو بالايميل ..

    ظاهـــره انتشرت لكــن هل هي ظاهر صحية ..أم العكس .. ؟؟

    شعرت ببعض الفضول لمعرفة ما يحتويه هذه المواقع .. فاخذت ابحث عن بعض هذه المواقع ... التي تقوم بمقام الخاطبه ايضا .. فهالني ما قرأت فيها من طلبات للجنسين ... فهي اغلبيتها تتشابه في الصفات الرائعه .. والمميزات المغريه ... اقرئوا معي طلبين لشاب وشابه .. قمت بنقلها لكم من احدى هذه المواقع .. مع الاحتفاظ ببعض المعلومات الخاصه بهم ...

    طلـــــــب فتاه تبحث عن عريس :-
    أنا فتاة عمري 22 سنة جنسيتي .....
    جميلة جدا وجذابة .. صادقه ر شقية القد ..
    ممشوقة القوام .. رومنسيه
    عيون ناعسة .. اقدس الحياة الزوجية
    بشرتي بيضاء .. وشعري طويل .. أجيد الطبخ


    طلـــــــب شاب يبحث عن عروس :-
    شاب عمري 26 سنه جنسيتي ...
    جميل الشكل .. ميسور الحال ..
    رجل أعمال (أو ذو وظيفة مرموقة ) ...
    اقدس الحياة الزوجية ... يحب السفر ...
    متعلم ومثقف ... من عائله معروفه ...
    رومنسي ... ورياضي


    كل الفتيات جميلات .. رائعات وكأنها أوصاف ملكات جمال ...
    والشباب ... كأنهم فرسان الاحلام ... تحفه لا تعوض ... كاملين خالين من أي عيب


    ما هو مقياس الصدق هنا .. وأنا ارى بعيني انه الجميع يحتــــل بصفاتــــه مرتبــــة الشــــرف ..لا عيــــوب ..ولا نواقـــــص


    ربما التمس العذر لسعـــــاد ... فقد تسلل لها اليــــأس وتمكن منها فلم تجد سوى هذا الطرق ... لتسابق الزمن كي تحتفظ بآخر ما تبقى لها من سنين شبابها لتقضيها مع زوجها ... واتمنى أن توفق في اختيارها ... وربما الخاطبة وجودها ظروري لمثل هذه الحالات



    لكـــــن ... هل هي مضمونه ... ؟؟؟

    مارأيك .. هل ما فعلته سعاد صحيح ... أم خاطئ ..؟؟

    وهل تعتقد بأنه هؤلاء الشباب ... جديين في تقديم طلباتهم ... ؟؟

    عندما اقرأ طلبات الشباب راودني هذا السؤال ... بما انه هؤلاء الشباب يملك كل هذه المميزات المغريه .. لما لم يتقدم لأي فتاه بمجتمعه ... كي يتزوجها .. باعتقادي انه "عريس لقطه "على قولة اخوانا المصريين

    وهذه الفتاه بما إنها تحمل كل مقاييس الجمال .. والصفات والمميزات الرائعة ... لما تبحث هي عن عريس لما لا تنتظر إلى أن يأتي نصيبها .. هل معقول تكون حالة الجميــــع كحالــــة سعــــــــــاد !!!!


    مجرد اساله اخذت تدور في خاطري ..بعد ان خرجت سعاد من عندي وكلي امل بان تجد مبتغاها .. المشاغبـــــmـــــــه




    وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
    وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



    " "

    تعليق


    • #3
      و القصة الثانية :
      " سارة .. وكوخ الأحزان .. !!

      ولدت على شفير المأساة ..
      وشمّت الحياة برائحة الحزن والمعاناة ..
      هي طفلة عاشرها الألم حتى ملّها ..
      ولاكها القهر حتى مجّها ..

      كانت تلهو مع الصبيان ..
      تغني وتغرد ، تسرح وتمرح ، وهي لا تعلم عن عمق مأساتها شيئاً ..
      لا تدري عن سر النظرات المشفقة التي تلاحقها .. !!
      أو التنهدات العميقة التي تحيط بها .. !!



      بعضهم إذا رآها شمت بها ..
      والبعض الآخر يغمض عينيه وينصرف ..
      والبعض الثالث يشمئز ويحمد ربه على النعمة والعافية ..
      والبعض الرابع .. يبكي لحالها .. ولمآلها ..
      وإني – ولعمر الله – من البعض الأخير ..

      كبرت سارة ..
      وكبر معها الهم والمعاناة ..
      بكيتُ لحالها والله ، وتنهدت ثم استرجعت وحوقلت ..

      سارة .. كُتب على جبينها ثلاثة أحرف .. ح .. ز .. ن
      ونُحت على صدرها .. أ .. ل .. م
      فكرت بأن لا أطلعكم على مأساتها ..
      كي لا أُلهب قلوبكم ، أو أُعكر صفو مزاجكم ..
      فيكفي ما أصابني حين سمعت قصتها ..

      فلك الله يا سارة ..
      فهو الذي ابتلاك ..
      وهو القادر على كشف ما ألم بك ..

      لقد أنفق والدها أموالاً طائلة في سبيل علاجها ..
      ولكن طبيب الجلدية أخبره بأن البثور الحمراء ، والممتدة من أنفها إلى منتصف جبينها لن تزول أبداً ..

      وأخبره كذلك ..
      بأن إجراء عملية تجميلية غير ممكن ، إذ أن بها مخاطر عديدة ، ولا يَأمن عاقبتها ..
      سلّم الجميع لأمر الله ..
      وسلمت سارة أيضا ، فهي الفتاة العابدة الصالحة ..
      صبرت على قضاء الله وقدره ..

      ***
      كانت سارة تنظر في المرآة إلى هذه البثور التي حولت بشرتها الصافية إلى لون داكن غريب ؛ فتتألم وينكسر خاطرها ..

      وفي أحد الأيام ، عادت كسيرة من المدرسة ..
      والهم والغم يعلو محياها ..
      اتجهت إلى غرفة نومها خلسة ، ولم تقبِّل جبين والدتها كالعادة ..

      أحست الأم بشيء غريب حدث لها ..
      طرقت الباب واقتربت منها ، فسمعتها تبكي ، ولها نشيج يكاد يقطع نياط القلوب .. !!
      فزعت الأم ، واحتضنتها ، واستخبرتها عن سر بكائها .. ؟!
      فقالت : زميلتي أمل .. ثم انخرطت في البكاء مرة ثانية ، إلا أنها استجمعت قواها وقالت .. إن زميلتي أمل قد جعلتني أضحوكة بين الطالبات اليوم ..
      لقد استهزأت بي .. وبالبثور التي تعلو هامتي ..
      لقد ضحكت جميع الطالبات علي ، حتى الحيطان والنوافذ ، بل والدفاتر والأوراق ..

      ثم كفكفت دمعاتها وقالت :
      أماه .. إني أحس بأن ذرات الهواء تعيبني ، وتضحك علي ..
      وأظن بأن الشمس تهرب من ملاقاتي عند المغيب ..
      بل وأشعر بأن ظلي الذي يلازمني ، والذي أعتبره أعز أصدقائي ، أشعر بأنه يشمت بشكلي ومنظري ..
      أماه .. لقد سئمت هذه الحياة ..
      لكم تمنيت أني مت قبل هذا ، وكنت نسياً منسياً ..

      ولم يقطع حديثها إلا دخول أختها حياة ، والتي كانت تسترق السمع إليهما ..
      فحاولت تهدئتها وتذكيرها بالله ..
      إلا أن ضعف النساء وقلة حيلتهن كان له النصيب الأعظم ..
      انخرط الجميع في البكاء ، وكأنهن في مأتم ..
      في مشهد يستدر الدمع ..

      ***
      وتوالت الأيام والأيام ..
      وأصبحت سارة فتاة يافعة ، تدبر أمر البيت ، وتوجه إخوتها ، وتصلح بيتها ..
      لقد أصبحت في سن الزواج ، فيا ترى من سيتزوجها ، ومن سيرضى بها ؟
      ولكن الأرزاق بيد الله ..

      وبالفعل .. !!
      طرق بابهم شاب جميل .. ووسيم ،كان ذا خلق ودين ..
      ولما علمت سارة بقدومه خاطباً ، اعتلى وجهها البئيس حمرة خجلى ، وانكسار وحياء ..
      لبست أحلى ملابسها ..
      وتزينت وتجملت ..
      وياليتها لم تفعل .. !!
      فالخاطب لم يكن يطلبها ، بل كان يقصد أختها الصغيرة .. حياة ..
      عندما أخبروها بذلك ، حاولت أن تتصابر ، أو أن تتظاهر بالتجلد ، ولكن الموقف كان أشد من ذلك كله ..

      يالله ..
      ما أقسى هذه الحياة ..
      ما أشد أساها ، وما أكبر فتنتها وبلاءها ..
      هذه الحياة .. لا ترحم مسكينة أو أرملة ، ولا تعطف على بائسة أو قانطة ..
      هذه الحياة .. دار حزن وألم وحسرة ..

      فلك الله يا سارة ..
      فكم من مرة نظرتِ في المرآة فبكيتِ ، وكم مرة سمعت لمزاً وغمزاً فانكسرت ..

      سارة .. ترى الفتيات من حولها فرحات ، فهذه مخطوبة ، وهذه تستعد لحفل زفافها ، وتلك أم لطفلين ..
      أما هي ، فحبيسة غرفتها ، وأسيرة أنّتها ..

      هي لا تتمنى الزواج ..
      ولا تتمنى العيش الرغيد الهني ..
      إنها تأمل بألا ينظر إليها الناس بشماتة أو بشفقة ..
      إنها ترجو بأن تحادث الناس بحرية وطلاقة ..
      ولكن أنى لها ذلك ، وهذه البثور تعلو محياها ..

      ***

      وتمضي السنون والسنون ..
      والمعاناة ألِفتْ سارة ، وكذا ألفتها سارة ..
      إذْ أن بينهما عِشرة أربعين سنة ..
      أربعون سنة ، والألم لم يفارق وجنتيها ..
      فاتها قطار الزوجية ، وركب الحياة الهنية ..

      فيارب .. رحماك رحماك بهــا
      رحماك بدمعاتها الحرى
      رحماك بأناتها وتنهداتها

      ***
      سارة .. انبثق في ظلام حياتها نور خافت ؛ فقد أُخبرت أن داءها يمكن أن يُعالج ..
      هو مجرد خيط أمل رفيع ، وذرة رجاء ..
      فأسألكم أن ترفعوا أكف الضراعة في ظلام الليل البهيم ، وفي ثلث الليل الأخير ، وفي وقت السحر، وتسألوا الله بأن يرأف بحالها .




      وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
      وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



      " "

      تعليق


      • #4
        و القصة الثالثة :
        الأم المثالية لمصر

        "إنها قصة أمي

        - حصلت على لقب الأم المثالية الأولى لمدينتها وقريتها بصعيد مصر .
        - ،، ،، ،، ،، لمحافظة سوهاج ،، ،،
        - ،، ،، ،، ،، لجمهورية مصر العربية .
        تزوجها والدي وعمرها 14 عاما وهو ابن عمها بعد رحلة عذاب مع زوجة ابيها ، سافرت من صعيد مصرللقاهرة حيث كان عمل الوالد . رعم صغر سنها أنجبت 5 ذكور في خمسة سنوات . اعتنت بهم اعظم عناية رغم ثقافتها البسيطة .


        القصة الأولي : ( وهي تشبه قصة إحدى الصحابيات )

        حدث في عام 1948 مرض فتاك لجميع أطفال مصر وهو الطاعون ، فكانت صابرة ومحتسبة لله ودعت " اللهم اقدم احدى أبنائي هدية لك في سبيل إنقاذ باقي أطفالي الأربع " وسبحان الله مرض الطفل الأصغر وقبل الله الدعاء ومات في ثاني يوم . وعاد المرحوم بإذن الله والدي من العمل وهو مجهد ، أخفت الأم دموعها ووضعت إبنها المتوفي على السرير ووضعت عليه الملاءة وكانه نائم .

        تجملت الأم وتزينت لإستقبال الوالد ، وأعدت له اشهى الطعام وأفضل من كل يوم ، وعند دخول الوالد سأل عن الإبن المريض فقالت له إنه في أحسن حال من الأول ويرقد في فراشه .

        اكل الوالد ، وإستراح ، وقضى حاجته ، ثم لاحظ الدموع في عين الوالدة
        فقال لها ماذا حدث ؟ قالت بثبات الأم المثالية المؤنة بقضاء الله وقدره ، لقد أعارك الله شئا ، وقد رد الله عاريته ، البقاء لله لقد مات ابنك .

        قال لها الوالد إني أعترف بأن إيمانك أقوى وأعظم من ايماني ، رغم أن سنك لم يتجاوز 18 عاما وأنا الآن بن 48 عاما . إنك بالضبط تمثلي نفس قصة الصحابية الصابر أيام الرسول عليه السلام .


        هذه هي البداية للأم المثالية ، وبعد هذا الحادث بأشهر قليله كان حملها وقد عوضها الله بالإبن الآخر . لكن على رأي المثل لم تتم الفرحة ، فبعد
        حوالة 6 أشهر من حملها كان الإختبار الأعظــــــــــــم ، لقد توفى الوالد فجأة وترك لها الأبناء الثلاث والرابع في بطنها . وصبرت وإحتسبت ذلك عند الله .

        لكن ما العمل ، حملت أطفالها وعادت من القاهر الى بلدتها مركز طما بمحافظة سوهاج حيث العائلة .

        العائلة فقيرة . لا مصدر للرزق فقد مات الكفيل ، لكن الرزاق الله موجود
        بهذا الإيمان بدأ مشوار الحياة ، كانت تملك القليل من المال فأشترت ماكينة حياكة ، فكانت تجيد هذه المهنة من معلمتها بالمدرسة ، وبدأت تحيك الملابس للأسر بالبلدة والقرى المجاورة ، وكانت الكهرباء لم تصل للبلدة ولا المياة ، فكانت تخيط الملابس على لمبة الكيروسين ، وتأتي بالمياه من البئر أو من الأقارب .

        تجمعت العائلة وكان القرار ( حيث أنها كانت جميلة وذات السن 19 عاما) أنه لا بد لها من الزواج لحمياتها وتربية الأطفال .

        رفضت كل العروض رغم الإغراءات الشديدة وقالت قولتها المسموعة لكل أفراد العائلة " ا، الزوجة تتزوج رجل واحد لكن أنا تزوجت 4 رجال ، إنهم ابنائي " من الآن كرست كل حياتي لهم حتي الموت .

        أعتنت بنا بل كانت تذاكر لنا الدروس لأنها كانت تجيد القراءة والكتابة ، بل إعتنت بنظافتنا ومأكلنا وملبسنا من القروش القليلة من الخياطة ، والإعانة الشهرية التي كان يقدمها لنا فقط المرحوم الخال .

        إنتهت مرحلة التعليم المتوسط والثانوي بمدينة طما محاظة سوهاج وقال الأقارب كفي ولا بد من إيجاد عمل للأولاد وتزوجي ، رفضت وقالت بإذن الله سأستمر في التعليم حتي أعلى المراحل حتي الجامعة وبإذن الله الدكتوراة .

        بهذا الإصرار إنتقلنا إلى محافظة أسيوط حيث الجامعة وكنا بكليات الهندسة إثنين ، كلية التجارة واحد ، كلية الصيدلة الأصغر .

        لم نترك الوالدة وحدها في هذا الكفاح ، بدأنا في العمل مع الدراسة ،
        أحدنا أمين مكتبة ، والاخر سكرتير بمستشفي ، ...

        لقد علمت الإبرة والخياطة في أصبع الوالدة وعلم ذلك في أصبعها ، وقل بصرها فبدأت في لبس النظارة .

        إستمرت قصة الكفاح سنوات ، سنوات لكن لا بد من إختصار القصة لأنها تحتاج لمجلدات ومجلدات .

        ثمرة الكفاح للأم المثالية الأولى لمصر
        - الأكبر كبير بمعهد الادارة العامة بالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان
        - الأصغر مهندس إتصالات سلكية ولاسلكة بالمملكة العربيى السعودية ,
        - ،، ،، ،، ،، ،، ،، ،، ،،
        - الأصغر والذي كان ببطن امه يوم وفاة الوالد دكتور ورئيس قسم الصيدلانيات لكلية الصيدلة جامعة الزقازيق ، دكتوراة في علاج أمراض السرطان والحاصل على أعلى جائزة لخبير مصرى لكليات الصيدلة للجامعات العربية .

        في هذا الصيف وبعد زيارة للأم المثالية بالإسكندرية وعودتي للعمل بدولة الكويت جاء خبر جلطة دموية في المخ للوالدة سلبت منها الذاكرة .

        سافرت فورا للقاهرة ، وتحسنت الأحوال وعدت للكويت ، وفي أول رمضان ، وفي يوم الجمعة ، ماتت أغلى أم في الوجود .

        لقد بشرت بالجنة من رسول الله لما معناه .
        - ماتت ولها أربعة أبناء .
        - ماتت بمرض .
        - ماتت يوم الجمعة .
        - ماتت في رمضان من هذا العام .

        رحمت الله عليك يا أغلى أم في الوجود

        ابنك محمد نور الدين سيد أبوزيد

        والقصة طويلة ، والكفاح كان أطول .



        و يعطيج الف عافية




        وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
        وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



        " "

        تعليق

        يعمل...
        X