العمـــــــــل والثـــــــــواب
----------------------------
أذن لصلاة الفجر،
وأول نبرة منه كانت في أذن أبي،
فقام من فراشه كعادته نشيطا وأيقظني لصلات الفجر
نصلي كعادتنا مع الجماعة في المسجد،
بعدها نعود إلى البيت،
نحمل أدوات الصيد وبعض من التمر والماء
ونجر قاربنا المتواضع الصغير ونبحر به عباب البحر؛
بينما تقف أمي على الشاطئ تودعنا،
وتدعو لنا العودة بالسلامة؛
بعدها نبحر بين جنبات البحر.
كان الطقس جميلاً، والبحر هادي،
والشمس عند إطلالة خيوطها الأولى
كاسية البحر لون ذهبي خلاّب..
وقفنا في عرض البحر،
رمينا بسنارات الصيد وبدأنا نصطاد،
وقد خيم بعض الهدوء على المكان
لانشغال كل واحد منا بعمله..
وفي لحظة سكون
فجأة صرخ أبي !!
ألحق يا زيد كأن سمكة كبيرة قد علقت بسنارتي وهيا
ساعدني كي نجرها !!؛
قفزت من مكاني وأمسكنا الاثنين بالسنارة
نصارع السمكة وهي تميل بقوة تارة يمينا وتارة شمالا..
وفجأة ظهر جزء من السمكة على سطح البحر
ويالا الهول.. !!!
إنها سمكة القرش الضخمة !!!
ألقينا بالسنارة في البحر، وهممنا للهروب بقاربنا الصغير ؟
ولكن سمكة القرش لم تدعنا ؟؟
فقد همّت بمطاردتنا..
وهم قاربنا للميلان بقوة، إثر الأمواج التي سببتها السمكة
حتى كاد قاربنا أن ينقلب ويغرق ؟!!
وفجأة.. !!!
سمعت صرخة دوّت في مسمعي،
فالتفت إلى الجهة الأخرى من القارب فلم أجد أبي.. ؟!
أين أبي.. ؟
لقد سقط أبي في البحر !!
فزاغت روحي من أوصالها،
وقفزت من مكاني أصرخ أبي.. أبي ..
وأصوب بصري أسفل يمين القارب وشماله،
فلم أجد أبي ولم أسمع له حساً ولا صراخ،
لقد اختفى أبي.. ؟؟؟
ومكثت أصرخ بأعلى صوتي أبي.. أبي ..
ولكن لا مجيب..؟
طال الوقت بي وأنا على هذا الحال أبحث وأنادي لأبي ؟
حتى قاربت الشمس على الغروب ؟
وبدأت خيوط الظلام ترتسم على البحر،
ولكنني لم أيأس، فقد ظللت ليلتي تلك
أمشط البحر بحثا عن أبي، وعيني غارقة في دموعي،
حتى حل الفجر، وبدأت خيوط الشمس
تسقط على مياه البحر.
وبدأت أفقد أملي في العثور على أبي،
وبدأ اليأس يحل في داخلي..!
ودموعي غارقة في عيني على فراق أبي..
عندها قررت الرجوع للبر،
وأنا أجر ذيول الحزن واليأس خلفي وفي داخلي..
وأحدث نفسي كيف سألاقي أمي المسكينة،
والتي هي الآن في وشل كبير على تأخرنا،
فعادتا كنا نعود قبل غروب شمس اليوم
الذي نبحر فيه،
وتتلقانا هي على الشاطئ
فرحة سعيدة بوصولنا،
تحمل عنا صيدنا المتواضع، ونعود جميعاً إلى البيت بعد أن نجر قاربنا على سيفت البحر.
قبيل وصولي إلى البر
صوبت بصري إلى الشاطئ
فرأيت أمة من الناس تقف على مقربة من الشاطئ،
وهم يلوحون بأيديهم،
بينما أقترب أنا بقاربي إلى اليابسة،
وعند وصولي نظرت إلى جموع الناس
أبحث عن أمي ؟
فإذا بي أراها في وسط الزحمة مرمية
على الأرض تبكي،
فهرعت إليها وارتميت على صدرها
وكلانا يقبل الثاني ويبكي..
وبعد طول عناق،
أردت أن أنطق بفقد أبي ولكننّي لم أستطع
لخوفي من قسوة وقعة الحادثة على أمي !
وبعد صمت طويل نطقت:
أمي لقد اختفى أبي في البحر... ؟!!
ولكن ردّها كان ( المفاجأة ) لي.... !! ؛
حيث صرخت، بل أنت الذي اختفيت في البحر ؟؟
صرخت كيف ؟
فقالت :
لقد عاد أباك في منتصف اللّيلة الماضية
بعد صراع طويل مع سمكة القرش،
وقد أخبرنا بما حدث،
وهو الآن ملازم فراشه في البيت
منهكا من التعب والجروح التي لحقت بجسمه
إثر عراكه مع سمكة القرش اللعينة.
فصرخت !!!!
يعني أما زال أبي حي ؟
قالت أمي: نعم.
فانطلقت إلى البيت لأرى أبي
وارتميت أعانقه وأقبل رأسه
ودموعنا تنساب من أعيننا،
وسجدت على الأرض أحمد الله شكراً وأثني عليه
لكتابته عمرا جديدا لأبي،
وعودة الأمل في داخلي
بعد أن أيقنت أنني سأعيش باقي حياتي فاقد أبي..
ولكن القدر شاء وقدر،
وقلت في نفسي
هذا جزاء من يشكر الله في الرخاء
يعرفه في الشدة
نعم أنه هو هذا جزاء المحسنين.
----------------------------
أذن لصلاة الفجر،
وأول نبرة منه كانت في أذن أبي،
فقام من فراشه كعادته نشيطا وأيقظني لصلات الفجر
نصلي كعادتنا مع الجماعة في المسجد،
بعدها نعود إلى البيت،
نحمل أدوات الصيد وبعض من التمر والماء
ونجر قاربنا المتواضع الصغير ونبحر به عباب البحر؛
بينما تقف أمي على الشاطئ تودعنا،
وتدعو لنا العودة بالسلامة؛
بعدها نبحر بين جنبات البحر.
كان الطقس جميلاً، والبحر هادي،
والشمس عند إطلالة خيوطها الأولى
كاسية البحر لون ذهبي خلاّب..
وقفنا في عرض البحر،
رمينا بسنارات الصيد وبدأنا نصطاد،
وقد خيم بعض الهدوء على المكان
لانشغال كل واحد منا بعمله..
وفي لحظة سكون
فجأة صرخ أبي !!
ألحق يا زيد كأن سمكة كبيرة قد علقت بسنارتي وهيا
ساعدني كي نجرها !!؛
قفزت من مكاني وأمسكنا الاثنين بالسنارة
نصارع السمكة وهي تميل بقوة تارة يمينا وتارة شمالا..
وفجأة ظهر جزء من السمكة على سطح البحر
ويالا الهول.. !!!
إنها سمكة القرش الضخمة !!!
ألقينا بالسنارة في البحر، وهممنا للهروب بقاربنا الصغير ؟
ولكن سمكة القرش لم تدعنا ؟؟
فقد همّت بمطاردتنا..
وهم قاربنا للميلان بقوة، إثر الأمواج التي سببتها السمكة
حتى كاد قاربنا أن ينقلب ويغرق ؟!!
وفجأة.. !!!
سمعت صرخة دوّت في مسمعي،
فالتفت إلى الجهة الأخرى من القارب فلم أجد أبي.. ؟!
أين أبي.. ؟
لقد سقط أبي في البحر !!
فزاغت روحي من أوصالها،
وقفزت من مكاني أصرخ أبي.. أبي ..
وأصوب بصري أسفل يمين القارب وشماله،
فلم أجد أبي ولم أسمع له حساً ولا صراخ،
لقد اختفى أبي.. ؟؟؟
ومكثت أصرخ بأعلى صوتي أبي.. أبي ..
ولكن لا مجيب..؟
طال الوقت بي وأنا على هذا الحال أبحث وأنادي لأبي ؟
حتى قاربت الشمس على الغروب ؟
وبدأت خيوط الظلام ترتسم على البحر،
ولكنني لم أيأس، فقد ظللت ليلتي تلك
أمشط البحر بحثا عن أبي، وعيني غارقة في دموعي،
حتى حل الفجر، وبدأت خيوط الشمس
تسقط على مياه البحر.
وبدأت أفقد أملي في العثور على أبي،
وبدأ اليأس يحل في داخلي..!
ودموعي غارقة في عيني على فراق أبي..
عندها قررت الرجوع للبر،
وأنا أجر ذيول الحزن واليأس خلفي وفي داخلي..
وأحدث نفسي كيف سألاقي أمي المسكينة،
والتي هي الآن في وشل كبير على تأخرنا،
فعادتا كنا نعود قبل غروب شمس اليوم
الذي نبحر فيه،
وتتلقانا هي على الشاطئ
فرحة سعيدة بوصولنا،
تحمل عنا صيدنا المتواضع، ونعود جميعاً إلى البيت بعد أن نجر قاربنا على سيفت البحر.
قبيل وصولي إلى البر
صوبت بصري إلى الشاطئ
فرأيت أمة من الناس تقف على مقربة من الشاطئ،
وهم يلوحون بأيديهم،
بينما أقترب أنا بقاربي إلى اليابسة،
وعند وصولي نظرت إلى جموع الناس
أبحث عن أمي ؟
فإذا بي أراها في وسط الزحمة مرمية
على الأرض تبكي،
فهرعت إليها وارتميت على صدرها
وكلانا يقبل الثاني ويبكي..
وبعد طول عناق،
أردت أن أنطق بفقد أبي ولكننّي لم أستطع
لخوفي من قسوة وقعة الحادثة على أمي !
وبعد صمت طويل نطقت:
أمي لقد اختفى أبي في البحر... ؟!!
ولكن ردّها كان ( المفاجأة ) لي.... !! ؛
حيث صرخت، بل أنت الذي اختفيت في البحر ؟؟
صرخت كيف ؟
فقالت :
لقد عاد أباك في منتصف اللّيلة الماضية
بعد صراع طويل مع سمكة القرش،
وقد أخبرنا بما حدث،
وهو الآن ملازم فراشه في البيت
منهكا من التعب والجروح التي لحقت بجسمه
إثر عراكه مع سمكة القرش اللعينة.
فصرخت !!!!
يعني أما زال أبي حي ؟
قالت أمي: نعم.
فانطلقت إلى البيت لأرى أبي
وارتميت أعانقه وأقبل رأسه
ودموعنا تنساب من أعيننا،
وسجدت على الأرض أحمد الله شكراً وأثني عليه
لكتابته عمرا جديدا لأبي،
وعودة الأمل في داخلي
بعد أن أيقنت أنني سأعيش باقي حياتي فاقد أبي..
ولكن القدر شاء وقدر،
وقلت في نفسي
هذا جزاء من يشكر الله في الرخاء
يعرفه في الشدة
نعم أنه هو هذا جزاء المحسنين.
تعليق