إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وفاة عاشقة الليل : نازك الملائكة .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وفاة عاشقة الليل : نازك الملائكة .

    توفيت يوم الأربعاء بمستشفى في العاصمة المصرية الشاعرة العراقية الرائدة نازك الملائكة عن 84 عاما إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.

    وأبلغت الشاعرة العراقية ريم قيس كبه وهي من أسرة الملائكة وكالة رويترز إن نازك الملائكة التي عانت من أمراض الشيخوخة في الأيام الأخيرة تدهورت صحتها يوم الأربعاء فجأة ثم فارقت الحياة وستشيع جنازتها ظهر الخميس وتدفن بمقبرة للعائلة غربي القاهرة.
    ولدت نازك صادق الملائكة في بغداد يوم 23 أغسطس/آب عام 1923 في أسرة تحتفي بالثقافة والشعر فكانت أمها تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو (أم نزار الملائكة) أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة (دائرة معارف الناس) في عشرين مجلدا.
    ودرست الشاعرة الراحلة اللغة العربية في دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 كما درست الموسيقى بمعهد الفنون الجميلة.
    ثم درست اللغات اللاتينية والانجليزية والفرنسية وأكملت دراستها في الولايات المتحدة عام 1954 حيث حصلت بعد عامين على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن.
    والملائكة لقب أطلقه على عائلة الشاعرة بعض الجيران بسبب ما كان يسود البيت من هدوء ثم انتشر اللقب وشاع وحملته الأجيال التالية.
    وعملت الملائكة بالتدريس في كلية التربية ببغداد ثم بجامعة البصرة ثم بجامعة الكويت وتعد من أبرز رواد الشعر العربي الحديث الذين تمردوا على الشعر العمودي التقليدي وجددوا في شكل القصيدة حين كتبوا شعر التفعيلة متخلين عن القافية لأول مرة في تاريخ الشعر العربي.

    ونشرت الشاعرة قصيدتها الشهيرة (الكوليرا) عام 1947 فسجلت اسمها في مقدمة مجددي الشعر مع الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب (1926- 1964) الذي نشر في العام نفسه قصيدته (هل كان حبا؟) واعتبر النقاد هاتين القصيدتين بداية ما عرف فيما بعد بالشعر الحر.
    وصدر ديوانها الأول (عاشقة الليل) عام 1947 ببغداد ثم توالت دواوينها التالية ومنها (شظايا ورماد) عام 1949 و(قرارة الموجة) عام 1957 و(شجرة القمر) عام 1968 و (يغير ألوانه البحر) عام 1970. كما صدرت لها عام 1997 بالقاهرة مجموعة قصصية عنوانها (الشمس التي وراء القمة).
    ومن بين دراساتها الأدبية: (قضايا الشعر الحديث) عام 1962 و(سايكولوجية الشعر) عام 1992 فضلا عن دراسة في علم الاجتماع عنوانها (التجزيئية في المجتمع العربي) عام 1974.
    ورحبت الشاعرة شعرا بثورة رئيس الوزراء العراقي الأسبق عبد الكريم قاسم عام 1958 لكنها اضطرت لترك العراق وقضت في بيروت عاما كاملا، وفيما بعد وصفت قاسم بالرجل الذي "استهوته شهوة الحكم."
    ورغم غياب نازك الملائكة عن المنتديات الثقافية في السنوات الأخيرة فإنها ظلت في دائرة الضوء إذ حصلت على جائزة البابطين عام 1996.
    كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالا لتكريمها "بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي" وشارك في الاحتفال الذي لم تشهده نازك الملائكة لمرضها شعراء ونقاد مصريون وعرب بارزون إضافة إلى زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة الذي أنجبت منه ابنها الوحيد، البراق.
    التعديل الأخير تم بواسطة نيكوس كنت ذكي; الساعة 24-06-2007, 01:16 AM.

  • #2
    قصيدة


    الليلُ يسألُ من أنا
    أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
    أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
    قنّعتُ كنهي بالسكونْ
    ولفقتُ قلبي بالظنونْ
    وبقيتُ ساهمةً هنا
    أرنو وتسألني القرونْ
    أنا من أكون?
    والريحُ تسأل من أنا
    أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ
    أنا مثلها في لا مكان
    نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
    نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
    فإذا بلغنا المُنْحَنى
    خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
    فإِذا فضاءْ!
    والدهرُ يسألُ من أنا
    أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ
    وأعودُ أمنحُها النشورْ
    أنا أخلقُ الماضي البعيدْ
    من فتنةِ الأمل الرغيدْ
    وأعودُ أدفنُهُ أنا
    لأصوغَ لي أمسًا جديدْ
    غَدُهُ جليد
    والذاتُ تسألُ من أنا
    أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام
    لا شيءَ يمنحُني السلامْ
    أبقى أسائلُ والجوابْ
    سيظَل يحجُبُه سراب
    وأظلّ أحسبُهُ دنا
    فإذا وصلتُ إليه ذابْ
    وخبا وغابْ

    تعليق


    • #3
      قصيدة

      أي معنى لطموحي ورجائي شهد الموت بضعفي البشري
      مثلي العليا وحلمي وسمائي كلها أوهام قلــب شاعـري
      هكذا قالوا فما معنى بقـائي رحمة الأقدار بالقلب الشقـي
      لا أريد العيش في وادي العبيد بين أموات وان لم يــدفنوا
      جثث ترسف في اسر القيـود وتماثيل احتوتها الأعيــن
      أبدا اسمعهم عذب نشيــدي وهم نوم عميـــق محزن
      لا يظنوا انهم قد سحقـــوه فهو ما زال جمالاً ونقــاء
      سوف تمضي في التسابيح سنوه وهم في الشر فجراً ومسـاء


      ********

      جسدي في الألم خاطري في القيود
      بين همس العدم وصراخ الوجـود
      وسكوني حيـاة وظلامي بريــق
      النجـاة النجـاة من شعوري العميق
      في دمي إعصار عاصف بالجمـود
      وشضايـا نـار تتحـدى الركـود

      تعليق


      • #4
        [align=center][/align]

        ( في البحث عن السعادة مع الشاعرة العراقية نازك الملائكة )

        بقلم الدكتور فرهاد ديو سالار


        كانت نازك الملائكة في قمة تشاؤمها و الكآبة الدائمة و ترى أن كل ما كان في حياة الإنسان جميعا قيود تغله، كأن الإنسان محق اللعنة الأبدية . والباعث على هذا التشاؤم العميق في نفسها كثرة المطالعة و القراءة في شعر الشعراء الذين عانوا هذه الأزمات قبلها، و كذلك القراءة في الآداب الغربية والتأثر بالشعراء الرومنسيين الذين أصيبوا بنفس الداء .

        و لكن عندما بدأت بنظم المطولة الثانية " أغنية للإنسان" حوالي سنة الثانية و الأربعين حتى الخمسين تقللت حدة تشاؤمها و قد نظرت إلى الحياة بمنظار جديد فيه مسحة من التفاؤل و تغيرت نظرتها حول الحياة و رغم أنها كانت ترى السعادة بعيدة الحصول مستحيلة في المرحلة الأولى، أحست بأنها ممكنة و لو كانت في مدى محدود. وبعد خمسة عشر عاما ترجع إلى القصيدة و تنسخها للمرة الثالثة و بدأت تغير القصيدة لفظة هنا و عبارة هناك و اكتشفت أن التغييرات أخذت تتسع لتشمل الأبيات .في هذه المرحلة زالت آراؤها المتشائمة و زال جو مأساة الحياة تدريجيا و تحصل الشاعرة على السعادة التي شقيت كثيرا في البحث عنها في المطولتين الأولى و الثانية و حل محل آرائها المتشائمة التفاؤل و الإيمان بالله و الاطمئنان إلى الحياة – كما تصرح الشاعرة في مقدمة ديوانهاالأول-( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص12).في هذه المرحلة كما يعتقد الكتور " المهنا" بما أنها قد اغتربت مدة 15 سنة، هذه الفترة كافية أن تجعل الشاعرة جو مأساة الحياة يتلاشى تدريجيا من ذهنها و يحل محل آرائها الإيمان بالله و الاطمئنان إلى الحياة و أخيرا العثور على السعادة0( مجلة‌الشعر،مجلة فصلية مصرية، العدد1٤، يناير٦198م، ص٦1). و كأن الإيمان دواء سحري خاتم اليأس والشقاء في قولها:

        فلنلذ بالإيمان فهو ختام

        اليأس و الدمع و الشقاء العاتي ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٦23).

        ونراها أن هذه النفسية القلقة بعد تشاؤمها المطلق تبدل إلى التفاؤل تدريجيا و تضع على تشاؤمها المرير بلسم التفاؤل الذي قبل أن تدركه و تؤمن بأن السعادة موجودة و تتفاءل بها. عكست نازك الملائكة الحياة كدرة قبيحة و نشرت جو الحزن و الكآبة حولها بما تصور لنفسها من سيئات الحياة و شرورها .و قد ذهبت تطلب السعادة عند مختلف الأوساط ثم الطبيعة و الفجر و الدجى وإلخ ، لكنها لم تفز منها بطائل فتركت عالم اليقظة إلي عالم الرؤى و الأحلام لعلها تراها في أطياف المنام و الأشباح و ذهبت تطلبها في الزمان و مروره وما وجدتها ، و كانت غافلة عن أن السعادة ينبوع يتفجر من القلب و لا مطر هاطل من السماء و يمكن أن يجدها في النفس الكريمة الراضية و البريئة من الأدران و الرزائل و مطامع الحياة حيثما كانت و أنى وجدت في القصر و الكوخ و المدينة و القريةو…..فمن أراد السعادة عليه أن يسأل عن نفسه التي بين جنبيه فهي منبع سعادته و هنائه إن شاء و مصدر شقائه وبلائه إن أراد . و أخيرا عرفت أنها لاتأتي من الخارج فهي موجودة في داخلها .

        بعد أن آمنت الشاعرة بأن الإنسان ليس بقادر عن أن يكشف الأسرار، تسعى أن تجد السعادة أي الحقيقة المفقودة و هناك صراع للوصول إليها ولكن أخيرا تقنع بالجهل و تريح نفسها من عناء الصراع في سبيل وصولها و أن هناك لا يوجد أحد أن رآها، إذن تبقى كلغز:

        فيم لاتيأسين؟ ما أدرك الأسرار
        قلب من قبل كي تدركيها
        أسفا يا فتاة لن تفهمي الأيام
        فلتقنعي بأن تجهليها
        نحن ندعوه بالسعادة لكن
        ليس منا من ذاقه أو رآه
        ذلك اللغز ذلك الحلم المحجوب
        خلف الضباب أين تراه؟
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص22).
        و تسمي السعادة الربة النحاسية الإحساس:
        هذه الربة النحاسية الإحساس ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص307).
        و ترى أن السعادة لغز غير واضح و لاتعرف ما هي ؟ أ في إمكانها أن تصل إليها أم لا؟ :

        آه يا ضفة السعادة ما أنت
        خيال أم واقع مشهود
        أ ترى قلبي الطعين سيلقاك
        أخيرا أم أنت حلم بعيد؟
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص30).
        و أن الإنسان لا يحصل على السعادة و عليه أن يشقى لأن:
        لن تذوقوا شهد السعادة
        مادمتم أناسي من تراب و ماء
        كتبت هذه الطبيعة للأحياء
        أن يكرعوا كؤوس الشقاء
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٤8).
        ولكن محنتها الكبرى معاناتها في البحث عن السعادة، و هي بحثت عن هذه الحقيقة المفقودة كثيرا متسائلة عنها في مختلف الأوساط و لكنها لم تجدها و كانت رحلتها في هذا المجال قد انتهت بالخيبة؛ لأنها سر الدنيا و لغز الدهور كما تكون القضايا الكونية الأخرى:

        قد بحثنا عن السعادة لكن
        ما عثرنا بكوخها المسحور
        أبدا نسأل الليالي عنها
        وهي سر الدنيا و لغز الدهور
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٦٦).

        عبثا أرتجي العثور على الكنز
        فلا شيء غير صمت الحياة
        ( الملائكة، نازك، ديوان، ص70).

        ولايعرف أحد ما هي السعادة، و الشاعرة أيضا وقعت في التردد و الشك:
        جهلتك الدنيا فلا أحد يعلم
        ما أنت واقع أم خيال؟
        كلهم يسألون عنك و لكن
        لم تحدث بسرك الآزال ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص89).
        و هي كنز يرتجيه هذا الوجود:
        هاته رحمة بنا هات كنزا
        هو ما يرتجيه هذا الوجود ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص9٦).

        مع أنها لغز لكن الأمس و اليوم و الغد في الشوق إليها ، و هنا تجعل الشاعرة نفسها في دائرة الأزمان الثلاثة و تعتقد أنها لغز و لا يمكن لأحد أن يكشفه و لكن الإنسان في البحث عنها دائما:

        هي ذاك اللغز المحير شوق
        الأمس و اليوم و الغد المجهول
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٤3٤).
        و أول مرة تبحث عنها في قصور الأغنياء و لكنها لم تجد، لأن :

        لم أجد في القصور إلا قلوبا
        حائرات و عالما محزونا
        ليس إلا قوم يضيقون بالأيتام
        ضيق الجياع و البائسينا
        ليس ينجيهم الغنى من يد الأشجان
        ليست تنجيهم الكبرياء
        ليس يعفو الممات عنهم، منهم
        حزن و صمت و حيرة و بكاء
        إن يكونوا نجوا من الجوع و الفقر
        و لم يفتر سهم الحرمان
        فلقد طالما أحسوا بجوع الروح
        و استعبدتهم الأحزان
        إن يكونوا يقضون أيامهم
        بين الحرير الملون الجذاب
        فغدا تعبر الدهور و هم موتى
        على الشوك و الحصى و التراب
        لم أجد ومضة السعادة فيها
        لم أجد غير ظل يأس و حزن
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص75).
        ثم تبحث عنها في الدير حيث الرهبان منقطعون للعبادة بعيدين عن الرغبات و الشهوات الإنسانية فتقول:

        لم أجد في تلك الصوامع غير
        الأوجه الشاحبات و الديجور
        لم أجد غير وحشة تبعث اليأس
        و صمت كمثل صمت القبور
        هؤلاء الأشباح ماذا تراهم
        آدميون أم بقايا طيوف
        في بعيد الآفاق تحت دياجير
        وجود تمشي الكآبة فيه
        حيث مازالت الحياة كما
        كانت على عهد آدم و بنيه
        لا جديد فيه سوى موت حي
        من بنيه ما بين حين و حين
        لم أجد زهرة السعادة و الأفراح
        عند الزهاد و الراهبينا
        إنه الدير فيه ينتصر الموت
        و في قبوه يعيش الآه
        في خفاياه في ممراته السود
        الحزينات لا يعيش الله
        مسكن الصمت و الكآبة و الجدب
        و مأوى الرغائب المدفونة
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص80).
        و بعده تصل إلى الأشرار و تصف حالهم بقولها:
        منهم البائسون تطحنهم أيدي
        الليالي بما جنوا من ذنوب
        و رأيت الطغاة يحيون محزونين
        بين الأوهام و الأشباح
        كيف ينجو الأشرار من شقوة
        الروح و صوت الضمير بالمرصاد
        لا ملاذ من حاكم يملك الروح
        بما في كفيه من أصف
        اد ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص89).
        و عندما تدخل الريف و تصف مناظره و طبيعته تبحث عن السعادة فلا تجدها و تقول:
        خيبت هذه القرى حلو أحلامي
        فلا رسم للسعادة فيها
        ليس يدري الراعي المعذب مأواها
        و لا كان مرة من بنيها
        خدعتني الأوهام ليس لدى الراعي
        رخاء الحياة ليس لديه
        فهو ذاك الكدود تصهره الشمس
        و يقسو الحصى على قدميه ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص107).

        و تقول في مأساة الشاعر إنه ليس سعيدا بما أنه يجب عليه أن يعكس آلام شعبه و مجتمعه و أن يفكر فيها وحيدا:
        أيها الشاعر الذي يسهر الليل
        وحيدا مستغرقا في الجمود ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٦11).
        و يرسم حياة الجياع و البائسين:
        راسما للحياة صورتها المرة
        بين الجياع و البائسين ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٦11).
        و هو ابن الشحوب و الآلام:
        خاطبته الحياة: يا شاعري الملهم
        يا ابن الشحوب و الآلام ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص120).

        ولا يمكن أن يذوق السعادة لأنه يصف الشحوب و الآلام و هي منبع شره:

        أفليس الشحوب و الألم العاصر
        نبعا للشعر و الألحان
        أ و لا تقنع الحياة من الشاعر
        باللحن في حمى الحرمان
        ذلك الشاعر الذي كان يحيا
        عمره باكيا على كل باك
        ذلك العاطف النبيل على
        الأحزان ذلك الملقى على الأشواك
        هكذا في العذاب تمضي حياة
        الشاعر الملهم الرقيق و تنسى
        هكذا يملأ الوجود جمالا و
        يذوق الآلام كأسا فكأسا
        هكذا كل شاعر فارحلي بي
        يا سفيني عن عالم الشعراء
        ولندعهم في ذلك الشجن العاطف
        بين الآهات و الأدواء
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص129).
        و تذهب عند العشاق فتبحث عن السعادة عندهم و تشاهد:
        كيف يحيون في جحيم من الشك
        و ليل من الضنى و الشحوب
        إن تعنت بالحرمان أيامهم
        عاشوا حزانى معذبين حيارى
        يشتكون الأقدار و الزمن
        العاتي و يحيون أشقياء أسارى
        فالسعيد السعيد من دفن الحب
        وعاش الحياة غير سجين
        لن ينال العشاق يوما سوى
        أدمع حب حفت سناه المنايا
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص138).
        و تصف عالم الحب بأنه:
        عالم سافل يضج من الإثم
        و يحيا بين الهوى و الظلام
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٤٤1)
        ثم تريد من الشعراء أن يبعدوا عن آثام الحب لئلا يدنسوا عالم الفن:
        ابعدوا ابعدوا عن الحب و انجوا
        بأغانيكم من الآثام
        اهربوا لا تدنسوا عالم الفن
        بهذي العواطف الآدمية
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص155)
        و لكن لا فائدة في بحثها عن السعادة في الأزض،لأنها:
        ضاع يا أرض فيك معنى الأماني
        و تبقّى الشقاء و الأكدار
        و خبت في كآبة الموت أصوات
        الأغاني و استسلم القيثار
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص155).
        و تصف شقاء الأشقياء و تبكي على كل قلب حزين:
        قد وصفت الشقاء في شعري الباكي
        و صورت أنفس الأشقياء
        و شدوت الحياة لحنا كئيبا
        ليس في ليلة شعاء ضياء
        أنا أبكي لكل قلب حزين
        بعثرت أغنياته الأقدار
        و أروي بأدمعي كل غصن
        ظامئ جف زهره العطار
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص157)
        و يبلغ التشاؤم ذروتها حيث أنها ترى كل شيء كئيبا حزينا حتى فصول السنة و كل ما فيها من النبات و الحيوان والفصول و السنوات عندها ظلام كلها:

        و غدا ترسم الظلال على قبري
        خطوطا من الجمال الكئيب
        قد عبرنا نهر الحياة حيارى
        في الظلام الفصول و السنوات
        و ثبتنا على أسانا خريفا
        و ربيعا فيا جمال الحياة
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص2٦1).
        ثم ترى الكآبة حتى على الغصون و الزهور:
        كيف لا و الكآبة المرة الخرساء
        قد رفرفت على كل غصن
        و غصون الأشجار مصفرة
        الأوراق و الزهر ذابل مكفهر
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص3٦1).
        و الشتاء أكثر كآبة لياليه و أيامه:
        آه ما أكأب الشتاء لياليه
        و أيامه ما أقساه
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص٦٦1).
        و كل شيء في الشتاء كئيب حتى ساعتها الصماء التي تصاحبها في الفرح والشقاء:

        كل شيء في الكون حولي كئيب
        في ليالي الشتاء ذات الرعود
        كل شيء حولي سوى ساعتي
        الصماء في صمت عزفتي المعهود
        إيه يا ساعتي الكئيبة يا من
        صحبتني في فرحتي و شقائي
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص7٦1).
        ولا فائدة من مجيء الصيف لأن كل شيء فيه قسي و الرياض تجف دون زهرة و يموت العشب:

        كل شيء في الصيف ينطق
        بالقسوة والشمس شعلة و لهيب
        فلقد جفت الرياض الجميلات
        فلا زهرة و لا أشذاء
        و انطوت فرحة الربيع و مات
        العشب في أرضها و جف الماء
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص178).
        و كذلك لا فائدة لمجيء الربيع ،لأن:
        آه لو لم يكن مقامك في
        عالمنا المكفهر حلما قصيرا
        ليس يبقى الربيع إلا قليلا
        ثم يخبو الجمال و الأوهام
        هكذا يرحل الربيع سريعا
        و تعود الحياة للأحزان
        و تموت الآمال في كل قلب
        و تعيش النفوس للحرمان
        ( الملائكة، نازك، ديوان،ج1، ص173).
        وكان التشاؤم بلغ فيها إلى حد ترى أن الحياة كلها مأساة من البداية حتى النهاية:
        ما أفظع المبدأ و المنتهى
        ما أعمق الحزن الذي نحمل (ديوان، ج 2،ص٦52).
        و الحياة الإنسانية شقاء دائم:
        عالم كل من على وجهه يشقى
        و يقضي الأيام حزنا و يأسا
        عبثا فالحياة سنتها الحزن
        وحكم الآهات و الدمع جار (ديوان،ج2، ص8٦٤).

        و أخيرا تنفر من كل شيء و تحس بالسآمة حتى في التفكيرو البقاء و الواقع و إلخ ولا تريد أن تعيش روحها مثل الناس:

        و أنفر من كل ما في الوجود
        و أهرب من كل شيء أراه (نازك الملائكة، ديوان ، ج 1، ص ٤5)
        روحي لاتعشق أن تحيا مثل الناس
        أنا أحيانا أنسى بشرية إحساسي (نازك الملائكة، ديوان، ج 1، ص 98)
        قد سئمت التفكير يا ليلي الساحي
        و ألقيت بالكتاب الحبيب
        قد سئمت الأمل المر الكذوبا
        أيها الغادر لا تنظر إليّا (نازك الملائكة، ديوان ، ج 1، ص 570)
        قد سئمت الواقع المر المملا
        ولقد عدت خيالا مضمحلا
        ففيم أعيش ؟ سئمت البقاء
        و شاق حياتي صمت العدم (نازك الملائكة، ديوان ، ج 1، ص 599).

        و لكن بعد أن تبدد جو مأساة الحياة شيئا فشيئا قررت الشاعرة أن تجد السعادة فقد عبرت عن تمسكها بالحياة في هذه الحياة الدنيا؛ لأن حب الحياة أمر لاينفصل عن الحياة نفسها و أن الإنسان يجد لذة كبرى في أن يحياها مهما كان طبعها و آمنت بأننا يجب أن نستسلم للقدر خاضعين و تعلم الإنسان طريق التسلط على الحزن و الألم حيث نراها في قصيدة " خمس أغان للألم" تثير فكرة‌ صراع الإنسان في سبيل الغلبة و الاستعلاء على آلامه بأية وسيلة يستطيعها؛ حيث تقول:

        أليس في إمكاننا أن نغلب الألم؟
        نرجئه إلى صباح قادم؟ أو أمسية؟
        ننقله؟ نقنعه بلعبة؟ بأغنية؟
        بقصة قديمة منسية النغم؟ ( الملائكة، نازك، ديوان،ج2، 57٤)

        --------

        شكراً لك ... نيكوس كنت ذكي

        --

        لأجل الأدب الرفيع والمعلومة القيمة ( يثبت ).


        ---
        هل إنحازت اللغة للرجل ..؟
        وهل تم تذكير اللغة تذكيراً نهائياً ..؟
        أم أن هناكَ مجالاً للتأنيث ..؟


        -----
        عبدالله الغَـذَّامي
        كتاب المرأة واللغة

        ---------------------
        (الـطــــــــالطيرالمســــافــرالطيرـــيـــــــــــر)

        تعليق


        • #5
          تبقى نازك أحد ملائكة الشعر العربي و أحد رواد الشعر الحر مع السياب و الكثيري.
          و تبقى أيضًا قصيدة الكوليرا من عيون الشعر العربي..

          رحمها اللهُ و أقامها بفسيح جنانها.

          نيكوس

          الشكرُ لكَ.
          أستاذي الفيلَسَوفْ
          ما بين الحرف حروفٌ
          للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
          إبراهيم السالمي

          رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

          "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

          يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

          " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
          خليفة الزيدي

          تعليق


          • #6
            عاشقة الليل

            ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ

            أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــوبِ

            جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ

            حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّـــي للغُيوبِ

            ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ في الوادي الكئيبِ

            * * *

            هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد الوادي سُـــرَاها

            أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــا

            ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ أساهــا

            ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي شَفَتاهــا

            آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهــا

            * * *

            جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ

            وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ

            فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ

            وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ

            فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ

            * * *

            إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ

            هوَ ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنِّ

            تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ

            فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّـي

            وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ

            * * *

            ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسمـاءِ ؟

            أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟

            أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟

            أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟

            عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء

            * * *

            طيفُكِ الساري شحـوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ

            لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّـه الليلُ العـريضُ

            فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ

            آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ

            فارجِعي لا تَسْألي البَرْقَ فما يدري الوميضُ

            * * *

            عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُـولِ ؟

            ما الذي ساقكِ طيفاً حالِماً تحتَ النخيـلِ ؟

            مُسْنَدَ الرأسِ إلى الكفَينِ في الظلِّ الظليـلِ

            مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ

            ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميـلِ

            * * *

            أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ

            فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ

            قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ

            ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ

            فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ
            http://www.alsaher.ae/afaq/pic/afaqjuno.jpg

            تعليق


            • #7
              [align=center]قصيدة الكوليرا


              سكَنَ الليلُ

              أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

              في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ

              صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ

              حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

              يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

              في كلِّ فؤادٍ غليانُ

              في الكوخِ الساكنِ أحزانُ

              في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ

              في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ

              هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت

              الموتُ الموتُ الموتْ

              يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ

              * * *

              طَلَع الفجرُ

              أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ

              في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين

              عشرةُ أمواتٍ, عشرونا

              لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا

              اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين

              مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ

              مَوْتَى , موتَى , لم يَبْقَ غَدُ

              في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ

              لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ

              هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ

              الموتُ الموتُ الموتْ

              تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ

              * * *

              الكوليرا

              في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ

              في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ

              استيقظَ داءُ الكوليرا

              حقْدًا يتدفّقُ موْتورا

              هبطَ الوادي المرِحَ الوضّاءْ

              يصرخُ مضطربًا مجنونا

              لا يسمَعُ صوتَ الباكينا

              في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداء

              في كوخ الفلاّحة في البيتْ

              لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ

              الموتُ الموتُ الموتْ

              في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ

              * * *

              الصمتُ مريرْ

              لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ

              حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ

              الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ

              الميّتُ من سيؤبّنُهُ

              لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ

              الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ

              يبكي من قلبٍ ملتهِبِ

              وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ

              يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ

              لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ

              الموتُ, الموتُ, الموتْ

              يا مصرُ شعوري مَزَّقَـهُ ما فعلَ الموتْ


              ( 1947)
              [/align]
              http://www.alsaher.ae/afaq/pic/afaqjuno.jpg

              تعليق


              • #8
                نازك الملائكة هي مخاض القصيدة بعد تحريرها ، وهي كذلك الأم الروحية لآفاق الشعر بعيدا عن قيود البعض وتقييد الجهلة.
                وستبقى روحها هاطلة في كل قصيدة وتتوج كل نص موشوم بالشعر.
                رحمك ِ الله أم ّ الشعر وأسكنك ِ قصيدة خالدة كما تمنيّت ِ
                [align=center]للبحر رائحة ُ الأسرّة بعد فعل الحب*[/align]

                [align=left]* دوريش[/align]

                تعليق


                • #9
                  [align=center]رحمها الله وأسْكَنَ روحها فسيح جناته..[/align]



                  ( وما توفيقي إلا بالله )

                  تعليق


                  • #10
                    [align=justify]رحم الله الفقيدة و اسكنها فسيح الجنَّات
                    و ألهم ذويها و محبي إبداعها الصّبر الجميل
                    و إنا لله و إنا إليه راجعون
                    ـــــــــــــ
                    مِن أشعارها..
                    لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ
                    وانتهى اليومُ الغريبُ
                    ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ
                    وغداً تمضي كما كانت حياتي
                    شفةٌ ظمأى وكوبُ
                    عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ
                    وإِذا ما لمستْهُ شفتايا
                    لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا
                    لم تجد حتى بقايا
                    انتهى اليومُ الغريبُ
                    انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ
                    وبكتْ حتى حماقاتي التي سَمّيتُها
                    ذكرياتي
                    انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه
                    غيرُ ذكرى نَغَمٍ يصرُخُ في أعماق ذاتي
                    راثياً كفّي التي أفرغتُها
                    من حياتي , وادّكاراتي , ويومٍ من شبابي
                    ضاعَ في وادي السرابِ
                    في الضباب .
                    كان يوماً من حياتي
                    ضائعاً ألقيتُهُ دون اضطرابِ
                    فوق أشلاء شبابي
                    عند تلِّ الذكرياتِ
                    فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ
                    في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ .
                    كان يوماً تافهاً . كان غريبا
                    أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي
                    إنه لم يكُ يوماً من حياتي
                    إنه قد كان تحقيقاً رهيبا
                    لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها .
                    هي والكأسُ التي حطّمتها
                    عند قبرِ الأمل الميِّتِ , خلفَ السنواتِ ,
                    خلف ذاتي
                    كان يوماً تافهاً.. حتى المساءِ
                    مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ
                    كلُّها حتى المساءِ
                    عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ
                    صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه
                    عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ
                    وامّحتْ حتى بقايا ألمي , حتى ذنوبي
                    وامّحى صوتُ حبيبي
                    حملت أصداءه كفُّ الغروبِ
                    لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي
                    غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي
                    وصدى يومٍ غريبِ
                    كشحوبي
                    عبثاً أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي
                    1948
                    المصدر : ديوان نازك الملائكة[/align]
                    كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                    ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                    ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                    نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                    مِن أطياف
                    "رواية" لـ/رضوى عاشور

                    تعليق

                    يعمل...
                    X