[][] معجم البلدان / للشيخ الامام شهاب الدين [][]
[align=left][][] معجم البلدان / للشيخ الامام ياقوت الحموي [][][/align]
[][] معجم البلدان / للشيخ الامام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي - رحمه الله [][]
.... بينما كنت أقرأ في معجم البلدان ـ المشهور للشيخ ياقوت الحموي البغدادي - كنت أنتشي طرباً مع إيقاع الكتاب بوصفه الجغرافي واللغوي التاريخي لذة أدبية تعادل عندي ماتبقى لي من الحيــاة.. أجدها - فقط - في لغتنا العربيــة.. رعاها الله وحماها من أيدي العابثين من العرب.. وغيرهم ..!
سأضع هنا بعضاً من تلك الشذرات و [ الإلتقاطات ]* في عرض لا يستطيع - القاريء اللبيب - ترك سطوره، وتقليب صفحاته، من دون تدوين ملاحظات بمفكرته الخاصة..
[align=center]*****************************
معجم البلدان للشيخ الامام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي
الجزء الثاني - دار إحياء التراث العربي / بيروت - لبنان
1399 ه - 1979 م
****************************
[ 3 ]
[/align]
* (ت) * باب التاء والالف وما يليهما التاج: اسم لدار مشهورة جليلة المقدار وسعة الاقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة، كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي، وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة و سبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامه من الدور المعمورة العظمة: كان أول ما وضع من الابنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى ابن خالد بن برمك، وكان السببب في بذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك، فنهاه أبوه يحيى فلم ينته، فقال: إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقض فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الاموال الجمة، فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا، فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيأ له، هذا ومؤنس ساكت، فقال له جعفر: مالك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا ؟
فقال: حسبي ما قالوا، فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذا فنك، فقد أقسمت لتقولن، فقال: أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق، قال: نعم واختصر، فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا ؟
قال: حسبك فقد فهمت، فما الرأي ? قال: إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون. فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد، فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخرك إلى الآن ؟
فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة، فقال له الرشيد: وللمأمون بنيته ! قال: نعم يا أمير المؤمنين، لانه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصح مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو، وقد كتبت إلى النواحي
[align=center][ 4 ][/align]
باتخاذ فرش لهذا الموضع، وقد بقي شئ لم يتهيإ اتخاذه وقد عولنا على خزائن أمير المؤمنين، إما عارية أو هبة، قال: بل هبة، وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال: أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك، ووالله لاسكنه أحد سواك ولاتمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا، وزال من نفس الرشيد ماكان خامره وظفر بالقصر بطمأنينة، فلم يزل جعفر يتردد إليه أيام فرجه ومتنزهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد، وكان إلى ذلك الوقت يسمى القصر الجعفري، ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحب المواضع إليه وأشهاها لديه، واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيا إلى جانب البرية أجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية، وهي إلى الآن الشارع الاعظم فيما بين عقدي المصطنع والزراين، وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل، ثم توجه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن، ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الامين على يد طاهر بن الحسين ومصير الامر إلى المأمون، فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق، فوردها في سنة 198، ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني، وشفع ذلك أن تزوج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل، فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصلح، ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر، وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله، وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة، وكان يقال له القصر الحسني. فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور، بقي القصر لابنته بوران إلى أيام المعتمد على الله، فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه، فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها، وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملات خزائنه بأنواع الطرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان، ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره، فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاده وصار من أحب البقاع إليه، وكان يتردد فيما بينه وبين سر من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى، ثم توفي المعتمد، وهو أبو العباس أحمد من المتوكل على اللله باقصر الحسني سنة 279، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام، وحمل إلى سامراء فدفن بها، ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل، فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسعه وكبره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفر الاساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثريا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني، واتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه، ومازال باقيا إلى الغرق الاول الذي صار ببغداد فعفا أثره.
ثم مات المعتضد بالله في
[align=center][ 5 ][/align]
سنة 289، وتولى ابنه المكتفي بالله فأتم عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الابيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوب الايوان، ورد. أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى، فكان الآجر ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسناة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها، ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسر فبنى به أعالي التاج وشرفاته، فبكى أبو عبد الله النقري وقال: إن فيما نراه لمعتبرا، نقضنا شرفات القصر الابيض وجعلناها في مسناة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر، فسبحان من بيده كل شئ حتى الآجر !
وبذيل منه: كلدت حوله الابنية والدور، من جملتها قبة الحمار وإنما سميت بذلك لانه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف، وهي عالية مثل نصف الدائرة. وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع، ورقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام، ثم أطفئت، وقد صيرته كالفحمة، وكانت آية عظيمة، ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الاولى ولكن بالجص والآجر دون الاساطين الرخام، وأهمل إتمامه حتى مات، وبقي كلك إلى سنة 574، فتقدم أمير المؤمنين المستضئ بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشق أساسها ووضع البناء فيه على خط مستقيم من مسناة التاج، واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعد من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الائمة للمبايعة، وهو الذي يدعى اليوم التاج. تاجرفت: بتشديد الجيم، وكسر الراء، وسكون الفاء، وتاء مثناة، مثل التي في أوله: اسم مدينة آهلة في طرف إفريقية بين ودان وزويلة، وبينها وبين كل واحدة منهما أحد عشر يوما، متوسطة بينهما زويلة غربيها وودان شرقيها، وبين تاجرفت وفسطاط مصر نحو شهر.
تاجرة: بفتح الجيم والراء: بلدة صغيرة بالمغرب من ناحية هنين من سواحل تلمسان، بها كان مولد عبد المؤمن بن علي صاحب المغرب. تاجنة: بفتح الجيم، وتشديد النون: مدينة صغيرة بإفريقية، بينها وبنى تنس مرحلة وبين سوق إبراهيم مرحلة. تاجونس: بضم الجيم، وسكون الواو، وكسر النون: اسم قصر على البحر بين برقة وطرابلس، ينسب إليها أبو محمد عبد المعطي بن مسافر بن يوسف التاجونسي الخناعي ثم القودي، روى عنه السلفي وقال: كان من الصالحين وكان سمع بمصر على أبي إسحاق الموطا رواية القعنبي وصحب الفقيه أبا بكر الحنفي،
قال: وأصله من ثغر رشيد، وكان حنفي المذهب، وسألته عن مولده فقال: سنة 460 تخمينا لا يقينا. التاجية: منسوبة: اسم مدرسة ببغداد ملاصق قبر الشيخ أبي إسحاق الفيروز آبادي، نسبت إليها محلة هناك ومقبرة، والمدرسة منسوبة إلى تاج الملك أبي الغنائم المرزبان بن خسرو فيروز المتولي لتدبير دولة ملكشاه بعد الوزير نظام الملك. والتاجية أيضا: نهر عليه كور بناحية الكوفة. تادلة: بفتح الدال واللام: من جبال البربر بالمغرب قرب تلمسان وفاس، منها أبو عبد الله محمد بن محمد