[align=justify]لأني استثمر خيالي جيدًا..
"لم تعد تزوروني نوبات البكاء.. لم أعدْ بحاجة لأقنعة الكذب، لأني استثمر خيالي جيدًا...
بدأتُ بكتابة الروايات البوليسية الطويلة متأثرةً بقراءاتي آنذاك في روايات الإثارة، و لكن كان طولها سببًا رئيسًا في عدم قدرتي على نشرها في أي مكان... لذا لجأتُ إلى القصِّة القصيرة الَّتي تلامس الواقع، و عندما سافرتُ إلى سوريا للدِّراسة، اكتشفتُ مناخاتٍ أخرى للكتابة متأثرةً بتجارب زملائي في الاتكاء على اللّغة و في كتابة النَّص خارج التابوهات الاجتماعيَّة الضَّيقة. كانت مرحلة دراستي في الجامعة، و احتكاكي بالطَّلبة العرب، و بالمواقع الالكترونيَّة الَّتي منحتني أصدقاء مِن مختلف الدول العربيَّة، بالإضافة إلى القراءة و المناقشات الجريئة التَّتي جعلت شخصيتي الكتابيَّة أكثر تبلورًا و نضجًا.
و بعد أربع سنوات مِن الدِّراسة عدتُ إلى السَّلطنة، لأجد أن الأجواء فاترة قليلاً، و لا تلائم تلك الفراشة الَّتي تعوَّدت على الرَّقص بداخلي...
و لكن كان ينبغي أن أكون أنا رغم كلَّ المنغِّصات... لم يكن الدُّخول سهلاً، و لكن ماهي إلا بضعة أشهر حتَّى بدأت السَّلطنة تستعد لكي تكون عاصمة للثَّقافة العربيَّة، و كان عملي في جريدة عُمان، و مشاركاتي الثَّقافيَّة لها دور كبير في إبراز حضوري، و كانت فرصتي ذهبيَّة للغاية، لأني استطعتُ أن أحصد نصوصي الَّتي كنتُ أؤمن بها كثيرًا في مجموعتي الأولى "نميمة مالحة"..
تلك النَّميمة البيضاء الصَّافية المُلتهبة باللّغة...
و رغم أني الآن أسعى لانتعال خط آخر و مغاير... إلا أنها كانت مجموعة ضروريَّة بكلِّ أخطائها، و بكلِّ المقت الذي أكنُّه لها..
بداخلي كان ثمَّة امرأة مُتمردة... تريد أن تصرخ، و أن ترقص مع الكون...
أن تحبَّ البشر المجاورين...
أن تقولَ كلَّ الأشياء دفعةً واحدة.."
ـــــــــــــــ هدى الجهوريَّة
جريدة الشَّبيبة
8/8/2007[/align]
"لم تعد تزوروني نوبات البكاء.. لم أعدْ بحاجة لأقنعة الكذب، لأني استثمر خيالي جيدًا...
بدأتُ بكتابة الروايات البوليسية الطويلة متأثرةً بقراءاتي آنذاك في روايات الإثارة، و لكن كان طولها سببًا رئيسًا في عدم قدرتي على نشرها في أي مكان... لذا لجأتُ إلى القصِّة القصيرة الَّتي تلامس الواقع، و عندما سافرتُ إلى سوريا للدِّراسة، اكتشفتُ مناخاتٍ أخرى للكتابة متأثرةً بتجارب زملائي في الاتكاء على اللّغة و في كتابة النَّص خارج التابوهات الاجتماعيَّة الضَّيقة. كانت مرحلة دراستي في الجامعة، و احتكاكي بالطَّلبة العرب، و بالمواقع الالكترونيَّة الَّتي منحتني أصدقاء مِن مختلف الدول العربيَّة، بالإضافة إلى القراءة و المناقشات الجريئة التَّتي جعلت شخصيتي الكتابيَّة أكثر تبلورًا و نضجًا.
و بعد أربع سنوات مِن الدِّراسة عدتُ إلى السَّلطنة، لأجد أن الأجواء فاترة قليلاً، و لا تلائم تلك الفراشة الَّتي تعوَّدت على الرَّقص بداخلي...
و لكن كان ينبغي أن أكون أنا رغم كلَّ المنغِّصات... لم يكن الدُّخول سهلاً، و لكن ماهي إلا بضعة أشهر حتَّى بدأت السَّلطنة تستعد لكي تكون عاصمة للثَّقافة العربيَّة، و كان عملي في جريدة عُمان، و مشاركاتي الثَّقافيَّة لها دور كبير في إبراز حضوري، و كانت فرصتي ذهبيَّة للغاية، لأني استطعتُ أن أحصد نصوصي الَّتي كنتُ أؤمن بها كثيرًا في مجموعتي الأولى "نميمة مالحة"..
تلك النَّميمة البيضاء الصَّافية المُلتهبة باللّغة...
و رغم أني الآن أسعى لانتعال خط آخر و مغاير... إلا أنها كانت مجموعة ضروريَّة بكلِّ أخطائها، و بكلِّ المقت الذي أكنُّه لها..
بداخلي كان ثمَّة امرأة مُتمردة... تريد أن تصرخ، و أن ترقص مع الكون...
أن تحبَّ البشر المجاورين...
أن تقولَ كلَّ الأشياء دفعةً واحدة.."
ـــــــــــــــ هدى الجهوريَّة
جريدة الشَّبيبة
8/8/2007[/align]
تعليق