العرس العماني ومواكب الفرح
قف قليلاً هنا . اليوم وأنا أكتب كلماتي لست أنا هو ذاك الرجل المرمي في غرفتي وحيداً مسحوقاً على جدرانها الأربعة ، ولا أنا ذاك الرجل الذي يشرب قهوته من فنجان مشقوق ، ولن أكتب حزن قد كتبته كثيراً ولن أجر عربات الذكريات لتفسد فرحتي .. أبداً ولن أبقى في الظلمة كما كنت كثيراً منعزلاً .
قف قليلاً . أنا هنا اليوم لأكتب عن مجد جديد وفرح جماعي جديد بل هو عرس عماني فريد .. أكتب كلماتي وتتداخل بها مشاعر الفرحة بدموع الفرح .. مشاعر الأحلام وباقات الزهور .. مشاعر الأمنيات التي منذ اليوم لن تشيخ مفعمة بزغاريد النسوة وتصفيق الشباب وضحكات الأطفال .. مفعمة بنشوة الفرحة وشذى الإنتصار .. متوجة بسعادة كانت تقف دوماً بعيداً وهي اليوم بيننا تحكي قصتنا للزمن الآت .
قف قليلاً كي أحكي لك عن حكاية بطل توجناه بطلاً قبل أوانه وأتى التتويج من رحم سنين الإنتظار .. ذاك الإنتظار الذي تجرعنا مذاقاته المرة هو اليوم يضع على شفاهنا رشفات النصر . إنه العرس الجماعي العماني المهيب فترقرقي يا دموع الفرح في أعيننا فكم وكم ظننا أن أعيننا لا تحمل سوى وحدها دموع الأحزان .. ترقرقي يا دموع الفرح الكبير وتقدمي شكراً لأولئك الذين نسجوا منك خيوط فرح فشكراً لهم .
شكراً للرجال الذين كانوا عند وعدهم .. شكراً لآولئك الذين أخرجوا الملايين إلى الطرقات بشتى أنواعها تحت غطاء فرحة واحدة الكل عليها اتفق والكل عليها سكب دموع أفراحه والكل فيها تشابه في حبه للوطن الكبير .. وطن السلام .. وطن الإباء .. وطن الكرامة .. وطن الحب فالتحم الصغير مع الكبير وتوحدت طلقات البنادق المبتهجة مع زغاريد النساء ، وطافت مواكب النصر في كل أنحاء عمان من أقصاها إلى أقصاها في ليلة جماعية عمانية لا تنسى .. في ليلة كان انتظارها طويلاً .. طويلا وطريقها شاق غير ممهد .
ها هو ديسمبر هذا العام وقبل رحيله يسجل لنا حضوراً متميزاً ويكتبنا على لائحة التاريخ بأحرف من نور فأهلاً بالنور في بلد الأنوار .. أهلاً بالفرح في موطن السلام .. أهلاً بالسعادة ترفرف وتطير معنا أينما كنا في أنحاء عمان هذا الوطن الكبير فهنئياً لك يا وطني بمجد أبناءك .. هنئياً لك هذا الولاء الجميل .. هنئياً لك هذا التميز الذي أضفى جمالاً شاعرياً على تميزك المتميز منذ الأزل يا موطني ...
جزء من مقالي الذي كتبته بمناسبة تأهل منتخبنا إلى المباراة النهائية في خليجي17 .
تعليق