تويت
كان أمام خيارين أمرهما علقم أنتظر هذه اللحظة عشر سنوات مع العشرة وخمسة سنوات من الحب الذي جمعة وحبيبته تحت سقف واحد كان سعيداً بأن حبه تكلل بالزواج وما أسعده أكثر أن الزواج لم يقتل الحب الذي يستوطن بداخله كحالة بقية الأزواج ممن لا يعرفون معنى الزواج سوى صنع الأطفال في الظلام ربما لأنه لم يصنع طفلاً بعد لكنه لم يكن مكترثاً لأمر كهذا رغم الكلام اللاذع والجراح الذي كانت تجهر به النسوة في وجه الزوجة العقيم كان مقتناً بأن الله يهب لمن يشاء ذكوراً ويهب لمن يشاء إناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إلا أن قناعة الزوجة كانت أكبر من ذلك لا سيما في البحث عن الأسباب ولهذا طرقا معاً أبواب أغلب العيادات التخصصية وأنفق الزوج كل ما يملك وباعت الزوجة كل حليها ومجوهراتها فلم تعد تستمتع بارتداء قناع السعادة المزيفة ذات مرة سمعت في المذياع طبيبة تقول بأن مصطلح العقم لم يعد موجوداً في قاموس البشرية في ظل التقدم التكنولوجي وعمليات الإخصاب بأطفال الأنابيب وفوراً توجهت في اليوم التالي إلى عيادة هذه الدكتورة وأجريت لها الفحوصات التشخيصية المعروفة حالة العقم التي لديها تحملت الكثير من الإبر والأخرى المحفزة للبويضات حتى أن الطبيبة بعد أن استنفذت جميع الطرق العلاجية أجبرتها على النوم مع زوجها في العيادة عندما تكون البويضة جاهزة للإخصاب وذلك لتتأكد من عملية الإخصاب عشر سنوات وهما على حال لم يتبدل كأن صخرة صماء تعترض طريقهما أكبر أبناء صديقة يبلغ عشر سنوات ولديه كذلك ثلاث بنات جميلات لديه بيت كبير وسيارة فخمه أما هو فما زال يحتل غرفة صغيرة في منزل والده وبالكاد استطاع شراء سيارة مستعملة لقضاء مشاويره العلاجية. انتقلا إلى الأدوية الشعبية وجربا ذلك المشروب السحري الذي تقدمه تلك المرأة مجاناً وقال لهما أحد العرافين بأن الزوجة مصابة بمس وحسد وأن الجان تسكن رحمها وتقتل أطفالهما وأن عليهما تقديم قربان للجان كي تترك الزوجة وشأنها في هذا اليوم وبعد طول انتظار جاه خبران الأول مفرح حيث أنه سيرزق بطفل والثاني حزين حيث أنه يجب أن يضحي بإحداهم أما الزوجة التي عاش معها عشر سنوات مكللة بالحب والاحترام والإخلاص والصبر أو الطفل الذي انتظره عشر سنين الذي لا يعرف عن تصرفاته ولا عن حبه له غير أن هذا الزوج انتظر هذا اليوم كثيراً بأيهما يفرط حبه القديم أو حبه الجديد حباً عاش أكثر عن عشر سنوات أو حباً لم يبدأ بعد مع من سيكون هل سيظل مع الزوجة لأنه يعلم بأن من وهب له هذا الطفل سيهب له أخر أو أن زينة الحياة الدنيا من بنين ستكون هي المسيطرة عليه. الطبيب يطلب منه التعجيل على التوقيع في الاستمارة هو في حالة صعبة بدأ يتصبب من العرق ووضحت على يديه الرجفة من الخوف والوقت لا يتحمل التأخير أكثر فجأة وبسرعة أخذ من الطبيب القلم وحبس أنفاسه للحظة قصيرة استرجاع سريع لماض جميل بعدها وقع ولكن على من منهما الزوجة أو الطفل أخذ الطبيب الاستمارة ولكن لم يطلع على من وقع هذا الزوج المسكين ومن منهم ليس بمسكين والزوج والزوجة والطفل المرتقب مساكين دخل الطبيب لغرفة العمليات وقال أن الزوج وقع على الطفل ولكن فجأة إلقاء نظرة سريعة ليصعق مما رأى أكتشف بأن الزوج وقع على الزوجة أنه لأمر خارج عن المألوف تم تنفيذ العملية على طلب الزوج بعد أن أجرى الأطباء العملية وبعد أن أخذت المنية روح الزوجة خرج الأطباء الواحد تلو الأخر وفي داخل كلاً واحد منهم حيرة كثيرة كيف لهذا الزوج أن يتخلى عن حب دام أكثر من عشر سنوات – بعد أن أطلعوا سابقاً على ملف المراجع المستشفى الطويل والعريض – ما أصاب هذا الزوج أن يطبق قانون الغاب على زوجته وهو البقاء للقوي من سيعتني به وبطفله بعد أن ذهبت روح الزوجة روح الحبيبة ورح الأم روح العشيقة ماذا بعدها هل زوجة ثانية أم عشيقة أخرى وهل سينساها بسهولة وما مصير هذا الطفل البريء في حالة أنه أخذ زوجة ثانية لم يكن مقتناً بأن الله يهب لم يشاء ذكوراً ويهب لمن يشاء إناثاً ويجعل من يشاء عقيماً .
شبيب
\
تعليق